مصادر: رئيس {النواب} الليبي يعلق عضويته اعتراضًا على تعيين وزير دفاع جديد

برلمان طرابلس يتجه لتشكيل حكومة أزمة مصغرة

مصادر: رئيس {النواب} الليبي يعلق عضويته اعتراضًا على تعيين وزير دفاع جديد
TT

مصادر: رئيس {النواب} الليبي يعلق عضويته اعتراضًا على تعيين وزير دفاع جديد

مصادر: رئيس {النواب} الليبي يعلق عضويته اعتراضًا على تعيين وزير دفاع جديد

قالت مصادر ليبية رسمية لـ«الشرق الأوسط» إن عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي علق عضويته لمدة عشرة أيام اعتراضا على محاولة بعض أعضاء المجلس تمرير تعيين العميد مسعود أرحومة وزيرا للدفاع في الحكومة الانتقالية التي يترأسها عبد الله الثني.
وقال مصدر حكومي بالإضافة إلى أعضاء في المجلس، الذي يتخذ من مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي مقرا له، إن عقيلة أقسم خلال جلسة سادتها الفوضى أول من أمس على مغادرة منصبه إذا استمرت حملة تعيين أرحومة وزيرا للدفاع في الحكومة المكونة أساسا من عشر حقائب وزارية فقط. وقال طارق صقر الجروشي عضو البرلمان الليبي عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن التصويت على منصب وزير الدفاع، وهو بند مؤجل منذ أشهر، شهد مناقشات حادة بعد أن أصر نواب زنتان ورجبان وبعض من ورشفانة وبعض من زاوية على تعيين أرحومة.
ونقل عن عقيلة أنه أوضح بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي أن أرحومة رجل متهم وموقوف ومطلوب في 8 قضايا وأنه رفض المثول أمام القضاء العسكري، لافتا إلى اعتراض الفريق خليفة حفتر قائد الجيش واللواء عبد الرزاق الناظوري رئيس الأركان وغالبية قادة الجيش على تعيينه.
وأضاف الجروشي: «لكن الجهوية جعلت أولئك النواب يلحون إلحاحا كبيرًا ولم يستمعوا إلى التهم والنصح مما جعل رئيس المجلس يقول لهم: لا يمكن العمل معكم. وأعلن أنه مُعلق عضويته بالمجلس وخرج غاضبا».
وكشف مصدر مقرب من رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني لـ«الشرق الأوسط» النقاب عن أن الثني طلب من أرحومة أن يأخذ خطوة إلى الوراء بسحب ترشحيه للمنصب، لكن الأخير رفض وأصر في المقابل على التمسك بأن يبت مجلس النواب في أمر ترشحيه.
ولفت إلى أن المدعي العسكري قد قدم مذكرة بتوقيف أرحومة، مشيرًا إلى أنه غادر مؤخرا مقر إقامته بمدينة البيضاء التي تتخذها الحكومة المعترف بها دوليا مقرا لها منذ العام الماضي.
في غضون ذلك، أعلن المؤتمر الوطني العام في طرابلس (البرلمان السابق المنتهية ولايته)، موافقته على تقديم ما يسمى بحكومة الإنقاذ الوطني غير المعترف بها دوليا، تقديم حكومة أزمة جديدة تتكون من 12 حقيبة وزارية.
وقال عوض عبد الصادق نائب رئيس برلمان طرابلس في تصريحات تلفزيونية إن الحكومة المقترحة ستكون استجابة لرغبة الشارع الليبي، الذي قال إنه غير راض عن أداء حكومة الغويل.
ويشغل الغويل منصب رئيس حكومة طرابلس، على شكل تصريف الأعمال، بعدما أقال البرلمان عمر الحاسي رئيس الحكومة السابق في نهاية شهر مارس (آذار) الماضي، بعد مرور نحو سبعة أشهر فقط على توليه مهام المنصب.
وتعاني حكومة طرابلس التي تضم 19 وزيرا، وثلاثة نواب للرئيس، من مشكلات كثيرة في عملها، أبرزها عدم الاعتراف بها من المجتمع الدولي، بجانب عدم تخصيص ميزانية لها، ويصفها كثيرون بأنها «حكومة عاجزة».
ونفى أمس عميد بلدية طرابلس المركز المهدي الحاراتي إقالته من منصبه، وقال لوكالة الأنباء غير الرسمية إنه لم يصدر أي قرار رسمي من وزارة الحكم المحلي بحكومة الإنقاذ الوطني بإقالته ولا من أعضاء المجلس البلدي طرابلس «ولم يعقد أي اجتماع أو اتصال معي مع أعضاء المجلس بالخصوص».
ووصف الحاراتي، الذي يحمل الجنسية الآيرلندية، ما تم بخصوص الإطاحة به من منصبه خلال اجتماع بين ستة من أعضاء المجلس البلدي، بأنه بمثابة انقلاب على الشرعية.
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن بلاده ستواصل دعم الحكومة الشرعية الليبية والوفاء باحتياجاتها ،خاصة الأمنية، والتنسيق مع الحكومة لدعم المسار السياسي القائم وفقا لخطة المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون.
وهنأ شكري في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره الليبي محمد الدايري في ختام جلسة مباحثاتهما، مجلس النواب الليبي والحكومة الشرعية الليبية على التوصل إلى اتفاق الصخيرات الذي يفتح المجال أمام تشكيل حكومة وحدة وطنية حتى تكون قادرة على الوفاء بمتطلبات الشعب الليبي.
وأوضح أن مستوى التعاون والتواصل قائم بين مصر وليبيا في مختلف المستويات لتحقيق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
من جانبه، أعرب وزير الخارجية الليبي عن ارتياحه للقرار الصادر عن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، بخصوص تنظيم داعش الإرهابي.



نصف سكان اليمن يواجهون تهديدات زائدة بسبب تغير المناخ

الأمطار في اليمن تترك مخيمات النازحين بأوضاع سيئة (المجلس النرويجي للاجئين)
الأمطار في اليمن تترك مخيمات النازحين بأوضاع سيئة (المجلس النرويجي للاجئين)
TT

نصف سكان اليمن يواجهون تهديدات زائدة بسبب تغير المناخ

الأمطار في اليمن تترك مخيمات النازحين بأوضاع سيئة (المجلس النرويجي للاجئين)
الأمطار في اليمن تترك مخيمات النازحين بأوضاع سيئة (المجلس النرويجي للاجئين)

نبّه البنك الدولي إلى المخاطر الزائدة التي يواجهها اليمن نتيجة لتغير المناخ، في وقت يعاني فيه من نزاع طويل الأمد نتيجة انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية. وأكد أن سكاناً كثيرين يواجهون تهديدات نتيجة تغير المناخ، مثل الحرارة الشديدة، والجفاف، والفيضانات.

وذكر ستيفان غيمبيرت، المدير القطري للبنك الدولي في مصر واليمن وجيبوتي، أن «اليمن يواجه تقاطعاً غير مسبوق للأزمات: النزاع، وتغير المناخ، والفقر». وطالب باتخاذ إجراءات فورية وحاسمة «لتعزيز المرونة المناخية لأن ذلك مرتبط بحياة الملايين من اليمنيين». وقال إنه من خلال الاستثمار في الأمن المائي، والزراعة الذكية مناخياً، والطاقة المتجددة، يمكن لليمن أن يحمي رأس المال البشري، ويعزز المرونة، ويضع الأسس «لمسار نحو التعافي المستدام».

الجفاف والفيضانات والحرارة الشديدة تهدد ملايين اليمنيين (الأمم المتحدة)

وفي تقرير لمجموعة البنك الدولي الذي حمل عنوان «المناخ والتنمية لليمن»، أكد أن البلاد تواجه تهديدات بيئية حادة، مثل ارتفاع درجات الحرارة، والتغيرات المفاجئة في أنماط الأمطار، والزيادة في الأحداث الجوية المتطرفة، والتي تؤثر بشكل كبير على أمن المياه والغذاء، بالإضافة إلى التدهور الاقتصادي.

ووفق ما جاء في التقرير الحديث، فإن نصف اليمنيين يواجهون بالفعل تهديدات من تغير المناخ مثل الحرارة الشديدة، والجفاف، والفيضانات. ‏وتوقع أن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي السنوي لليمن بنسبة 3.9 في المائة بحلول عام 2040 إذا استمرت السيناريوهات المناخية السلبية، مما يفاقم أزمة الفقر وانعدام الأمن الغذائي.

تحديات متنوعة

في حال تم تطبيق سيناريوهات مناخية متفائلة في اليمن، تحدث تقرير البنك الدولي عن «فرص استراتيجية» يمكن أن تسهم في تعزيز المرونة، وتحسين الأمن الغذائي والمائي. وقال إن التوقعات أظهرت أن الاستثمارات في تخزين المياه وإدارة المياه الجوفية، مع استخدام تقنيات الزراعة التكيفية، قد تزيد الإنتاجية الزراعية بنسبة تصل إلى 13.5 في المائة بين عامي 2041 و2050.

وامتدت تحذيرات البنك الدولي إلى قطاع الصيد، الذي يُعد أحد المصادر الأساسية للعيش في اليمن، وتوقع أن تتسبب زيادة درجات حرارة البحر في خسائر تصل إلى 23 في المائة في قطاع الصيد بحلول منتصف القرن، مما يعمق الأزمة الاقتصادية، ويسهم في زيادة معاناة المجتمعات الساحلية.

التغيرات المناخية ستسهم في زيادة الفقر وانعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

واستعرض البنك في تقريره التحديات الصحية الناجمة عن تغير المناخ، وقال إنه من المتوقع أن يكلف ذلك اليمن أكثر من 5 مليارات دولار بحلول عام 2050، وتتضمن هذه التكاليف الرعاية الصحية الزائدة نتيجة للأمراض المرتبطة بالطقس مثل الملاريا والكوليرا، وهو ما يضع ضغطاً إضافياً على النظام الصحي الذي يعاني بالفعل من ضعف شديد.

ولهذا، نبّه التقرير إلى أهمية دمج المرونة المناخية في تخطيط الصحة العامة، مع التركيز على الفئات الضعيفة، مثل النساء والأطفال. وفيما يتعلق بالبنية التحتية، أشار التقرير إلى أن المناطق الحضرية ستكون الأكثر تأثراً بازدياد الفيضانات المفاجئة، مع تحذير من أن التدابير غير الكافية لمواجهة هذه المخاطر ستؤدي إلى صدمات اقتصادية كبيرة تؤثر على المجتمعات الهشة.

وفيما يخص القطاع الخاص، أكد التقرير على أن دوره في معالجة التحديات التنموية العاجلة لا غنى عنه. وقال خواجة أفتاب أحمد، المدير الإقليمي للبنك الدولي لـ«الشرق الأوسط»، إن «القطاع الخاص له دور حيوي في مواجهة التحديات التنموية العاجلة في اليمن. من خلال آليات التمويل المبتكرة، يمكن تحفيز الاستثمارات اللازمة لبناء مستقبل أكثر خضرة ومرونة».

وتناول التقرير إمكانات اليمن «الكبيرة» في مجال الطاقة المتجددة، وقال إنها يمكن أن تكون ركيزة أساسية لاستجابته لتغير المناخ، لأن الاستثمار في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح سيسهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتوفير بنية تحتية مرنة لدعم الخدمات الحيوية، مثل الصحة والمياه.

تنسيق دولي

أكد البنك الدولي على «أهمية التنسيق الدولي» لدعم اليمن في بناء مرونة مناخية مستدامة، مع ضرورة ضمان السلام المستدام كون ذلك شرطاً أساسياً لتوفير التمويل اللازم لتنفيذ هذه الاستراتيجيات.

ورأى أن اتخاذ قرارات مرنة، وتكييف الإجراءات المناخية مع الواقع السياسي في اليمن، من العوامل الحاسمة في مواجهة التحديات، وقال إن التركيز على «السلام والازدهار» يمكن أن يحقق فوائد اقتصادية واجتماعية أكبر في المستقبل.

وزير المياه والبيئة اليمني مشاركاً في فعاليات تغير المناخ (إعلام حكومي)

من جهته، أكد وزير المياه والبيئة توفيق الشرجبي في الجلسة الخاصة بمناقشة هذا التقرير، التي نظمها البنك الدولي على هامش مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، أهمية دمج العمل المناخي في استراتيجية التنمية، والتكيف مع تقلبات المناخ، ومناقشة العلاقة بين المناخ والنزاع والتنمية.

وأشار وزير المياه والبيئة اليمني إلى أن تقرير المناخ والتنمية يشكل مساهمة جيدة لليمن في مواجهة تغير المناخ، وسيعمل على تسهيل الوصول لعدد من التمويلات المناخية في ظل الهشاشة الهيكلية والتقنية التي تعيشها المؤسسات جراء الحرب.

وقال الشرجبي إن التقرير يتماشى بشكل كبير مع الأولويات العاجلة لليمن، خصوصاً في مجال الأمن المائي والغذائي، وتعزيز سبل العيش، وتشجيع نهج التكيف المناخي القائم على المناطق، لافتاً إلى أهمية دور الشركاء التنمويين لليمن في تقديم المساعدة التكنولوجية والتقنية، وبناء القدرات.