تحالف الشرعية يجدد غاراته على مطار صنعاء و«الديلمي»

تحالف الشرعية يجدد غاراته على مطار صنعاء و«الديلمي»
TT

تحالف الشرعية يجدد غاراته على مطار صنعاء و«الديلمي»

تحالف الشرعية يجدد غاراته على مطار صنعاء و«الديلمي»

في تحرك عسكري منسق بين طائرات التحالف بقيادة السعودية والمقاومة الشعبية، نفذت كلتا القوتين ضربات مباشرة لمعاقل المتمردين الحوثيين في الجبهة الجنوبية الغربية من محافظة مأرب أدت إلى مقتل أربعة عشر متمردا وتدمير عدد من الآليات العسكرية التابعة لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح.
كما نفذ طيران التحالف ثلاث غارات جديدة على منطقة مطار صنعاء الدولي وقاعدة الديلمي الجوية شمال العاصمة اليوم (الأربعاء)، وهي القاعدة الجوية التي تعد الأكثر استهدافًا من قبل طيران التحالف منذ بدء عملياته في مارس (آذار) الماضي.
وبحسب مصادر يمنية فإن طائرات التحالف لا تزال تحلق في سماء صنعاء، ربما لضربات استباقية جديدة للقضاء على أي تجمع حوثي مسلح، وذلك حسبما نقلت عنهم قناة العربية.
وفي تعز، تمكنت المقاومة الشعبية من السيطرة على منطقة «ثعبات» الواقعة جنوب المستشفى العسكري، كما استطاعت قوة من عناصر المقاومة التقدم باتجاه منطقة الجحملية والتسلل إلى مدرسة عقبة بن نافع ومحيطها والنيل من مجموعة من الحوثيين وآلياتهم العسكرية، مما أدى بحسب مصادر المقاومة في تعز إلى مقتل 15 عنصرًا من الحوثيين.
من جانبهم، قال مسؤولون بميناء الحديدة في اليمن إن طائرات التحالف قصفت الميناء أمس (الثلاثاء) ودمرت رافعات ومخازن في مركز رئيسي لدخول المساعدات الواردة من الخارج إلى شمال البلاد.
وقال مسؤولون إن الغارات الأخيرة دمرت أربع رافعات بالميناء وأصابت مخازن وتسببت في توقف العمل بها. ولم ترد معلومات عما كان موجودا في المخازن.
وقال العميد أحمد عسيري المتحدث باسم التحالف الذي تقوده السعودية إن الغارات على الحديدة لم توجه إلى الميناء المدني ولكن استهدفت قاعدة بحرية داخل الميناء نشر فيها الحوثيون أسلحة مضادة للسفن. وذكر أن التحالف منح الإذن يوم أمس لثلاث سفن مساعدات بالإبحار إلى الميناء المدني بالحديدة من أجل الشحنات الإنسانية.
وعلى صعيد متصل، أكدت السلطات المحلية في محافظة عدن، قيام الميليشيات الانقلابية بمنع وصول المساعدات الإغاثية التابعة للأمم المتحدة إلى محافظة عدن وبقية المحافظات المجاورة لها.
وأشار محافظ عدن، نايف البكري، لدى استقباله الليلة الماضية في عدن وفدًا من برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، برئاسة مديرة البرنامج إيثرين كزن إلى أن السكان المحليين في المحافظات الجنوبية التي تطالها اعتداءات الميليشيات، بحاجة ماسة للمساعدات الإغاثية.
وتم خلال اللقاء مناقشة الدور المعول على برنامج الغذاء العالمي القيام به خلال الفترة الحالية وتقديم المساعدات الإنسانية لسد حاجة السكان من الغذاء والدواء.
من جانبها، أكدت مديرة برنامج الغذاء العالمي، قيام الميليشيات المتمردة باحتجاز المساعدات التي أرسلها البرنامج إلى اليمن عبر ميناء الحديدة، غرب البلاد، وبيعها في السوق السوداء.
وأوضحت أن البرنامج بصدد إرسال عدد من المساعدات خلال الفترة المقبلة إلى اليمن، وأن سفينة قادمة إلى ميناء عدن تحمل مواد إغاثية تنتظر السماح لها بدخول الميناء من قبل قوات التحالف العربي.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.