حزب بارزاني يقدم مشروعه لتجاوز أزمة رئاسة كردستان عشية انتهاء ولايته

الرئيس العراقي يدخل على خط الحراك السياسي المكثف

حزب بارزاني يقدم مشروعه لتجاوز أزمة رئاسة كردستان عشية انتهاء ولايته
TT

حزب بارزاني يقدم مشروعه لتجاوز أزمة رئاسة كردستان عشية انتهاء ولايته

حزب بارزاني يقدم مشروعه لتجاوز أزمة رئاسة كردستان عشية انتهاء ولايته

يشهد إقليم كردستان العراق حراكا مكثفا من قبل كل الأطراف السياسية الكردية للتوصل إلى حل لمسألة رئاسة الإقليم، يُخرج الإقليم من الأزمة التي تعصف به منذ شهرين، فيما كشف الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني الذي تدخل ولايته الحالية آخر أيامها اليوم، أمس، عن مشروعه لحل الأزمة بشكل توافقي.
في غضون ذلك وصل رئيس الجمهورية العراقي فؤاد معصوم إلى أربيل أمس والتقى بارزاني. وحسب بيان لرئاسة الإقليم بحث الجانبان الأوضاع الداخلية في الإقليم وأكدا على ضرورة حل كل الخلافات السياسية بالحوار والاتفاق بين كل الأطراف السياسية الكردستانية. ومن المقرر أن يجتمع معصوم مع كل الأطراف الكردية لبحث كيفية الخروج من الأزمة خلال الأيام المقبلة.
بدوره، قال رئيس ديوان رئاسة الإقليم، فؤاد حسين، في تصريح أمس «ستجتمع رئاسة الإقليم مع الأطراف السياسية في الإقليم على مرحلتين منفصلتين، الاجتماع الأول يعقد اليوم (أمس) وسيكون مع الأحزاب المشاركة في البرلمان وحكومة الإقليم، أما الاجتماع الثاني فسيكون خلال الأيام المقبلة مع الأحزاب السياسية الكردستانية الموجودة خارج الحكومة والبرلمان».
وبالتزامن مع الاجتماعات المتواصلة بين الأطراف الرئيسية الخمسة في الإقليم للخروج من الأزمة، أعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني أمس، مشروعه للتوافق السياسي حول مسألة رئاسة الإقليم الذي من المقرر أن يطرحه خلال الاجتماع مع الأطراف السياسية. وكشف النائب عن الحزب، بشار مشير، لـ«الشرق الأوسط» أن مشروع الحزب «مشابه للمشروع الذي قدمه برهم صالح، نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني» الذي يتزعمه الرئيس العراقي السابق جلال طالباني. وأضاف: «هناك بعض النقاط المشتركة بين المشروعين». وعن مضمون مشروع الحزب، قال مشير: «المشروع يقترح بقاء رئيس الإقليم مسعود بارزاني في منصبه لعامين آخرين بكامل صلاحياته، أي حتى نهاية الدورة البرلمانية الحالية عام 2017، ويقترح أيضا تأسيس المجلس السياسي الأعلى في الإقليم، الذي يتكون من رئيس الإقليم ورئيس البرلمان ورئيس الحكومة ونوابهم ورؤساء الأحزاب المشاركة في الحكومة والبرلمان، وممثلي مكونات التركمان والكلدان والسريان والآشوريين، ويتولى هذا المجلس، بحث وإصدار القرارات حول كل المسائل المهمة، مثل الأمن القومي والموقف من حق تقرير المصير والعلاقات مع العراق ودول الجوار وأجزاء كردستان الأخرى، ومسألة النفط والغاز وتوحيد قوات البيشمركة».
ويتضمن مشروع الديمقراطي الكردستاني للتوافق مع الأطراف الأخرى في كردستان، اقتراحا بإعادة تنظيم صلاحيات الرئاسات الثلاث في الإقليم، وتحديد موعد للأطراف السياسية للتوصل إلى إجماع وطني حول الآلية التي ستتم بها انتخاب رئيس الإقليم. بحسب مصادر مطلعة على المشروع، فإن الحزب الديمقراطي يؤكد فيه على أن النظام السياسي في الإقليم برلماني وهو أحد مطالب منافسيه.
في المقابل، قال دانا عبد الكريم، رئيس قسم الحكومة في غرفة الحكومة والبرلمان في حركة التغيير، لـ«الشرق الأوسط»: «شروطنا في المباحثات تكمن في إطار المشروع الذي قدمناه للبرلمان لتعديل قانون رئاسة الإقليم، فهذا المشروع يعكس آراء وقرارات ومطالب حركة التغيير، ونعتمد على هذا المشروع في مباحثاتنا السياسية أيضا مع الأطراف الأخرى خارج البرلمان، وهذا المشروع يتضمن المطالبة بترسيخ النظام المؤسساتي في كافة مفاصل إدارة الإقليم، وضمان سيادة القانون، مع جعل النظام السياسي في الإقليم برلمانيا، وانتخاب الرئيس داخل البرلمان، وأن تكون السلطات التنفيذية والرئيسية لدى رئيس مجلس الوزراء ومجلس الوزراء، وأن لا تكون هناك أي سلطة أخرى فوق السلطة الرقابية والتشريعية».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».