العربي يلتقي وزير الخارجية الليبي من أجل التصدي لـ«داعش»

اجتماع لمجلس الجامعة العربية اليوم لمناقشة تدابير دعم الحكومة الشرعية

العربي يلتقي وزير الخارجية الليبي من أجل التصدي لـ«داعش»
TT

العربي يلتقي وزير الخارجية الليبي من أجل التصدي لـ«داعش»

العربي يلتقي وزير الخارجية الليبي من أجل التصدي لـ«داعش»

استبق وزير الخارجية الليبي محمد الدايري اجتماع مجلس الجامعة على مستوى المندوبين، اليوم (الثلاثاء) لبحث خطر تنظيم داعش في ليبيا، بلقاء مع الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، من أجل أن يطلعه على مطالب الحكومة الليبية المؤقتة، من أجل مساعدتها في مواجهة جرائم تنظيم داعش الإرهابي.
ومن المنتظر أن يبحث الاجتماع عددًا من الإجراءات لمساعدة الحكومة الليبية في مواجهة التنظيم الإرهابي في ضوء العرض الذي سيقدمه الوزير الليبي أمام اجتماع مجلس الجامعة. وكانت الحكومة الليبية المؤقتة قد أصدرت بيانًا طالبت فيه الدول العربية بتوجيه ضربات جوية ضد مواقع تنظيم داعش في ليبيا، في إطار تنفيذ معاهدة الدفاع العربي المشترك. كما يبحث الاجتماع كيفية تمكين الحكومة الليبية الشرعية من مواجهة هذه التحديات وبسط سيطرتها على جميع الأراضي الليبية وحماية مواطنيها.
وكان وزير الخارجية الليبي محمد الدايري قد أجرى اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، أول من أمس، تم خلاله التباحث حول الوضع الصعب الذي يعاني منه سكان مدينة سرت المدنيين، الذين يتعرضون لمذابح جماعية فظيعة يرتكبها تنظيم داعش منذ الأسبوع الماضي.
وكان الدكتور نبيل العربي قد دعا إلى تضافر الجهود العربية والدولية، واتخاذ تدابير عاجلة، لتقديم الدعم اللازم لجهود الحكومة الليبية المؤقتة من أجل إيقاف المجازر الوحشية التي يرتكبها تنظيم داعش الإرهابي ضد السكان المدنيين في مدينة سرت الليبية.
وعلى صعيد آخر، حذرت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان صحافي، من أن «تدهور الوضع الأمني في مدينة سرت يمكن أن يؤدي بهذا البلد المجاور والشقيق إلى حالة من الفوضى، مما قد يشكل تهديدًا حقيقيًا بالنسبة لأمن المنطقة بأكملها». ودعت الخارجية الجزائرية لتشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا قادرة على حفظ الوحدة الوطنية والسلامة الترابية وسيادة ليبيا، وكذلك تلاحم الشعب الليبي الشقيق بقصد رفع التحدي الأمني.
وأكد البيان أن الجزائر تبقى واثقة بأن هذا الحل السياسي التوافقي يمثل الحل السلمي الوحيد للأزمة في ليبيا. كما أكد دعم الجزائر لجهود الأمم المتحدة، وتشجيع الأشقاء الليبيين الذين لديهم القدرات والإرادة السياسية وحس المسؤولية العالي، مشددًا على مضاعفة الجهود من أجل إنجاح مسار المفاوضات بين الليبيين لصالح ليبيا والشعب الليبي الشقيق والمنطقة ككل.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».