عقار جديد لألزهايمر يبطئ التدهور المعرفي بمقدار الثلث

العقار أبطأ بشكل كبير التدهور المعرفي والوظيفي الناجم عن الإصابة بألزهايمر (رويترز)
العقار أبطأ بشكل كبير التدهور المعرفي والوظيفي الناجم عن الإصابة بألزهايمر (رويترز)
TT

عقار جديد لألزهايمر يبطئ التدهور المعرفي بمقدار الثلث

العقار أبطأ بشكل كبير التدهور المعرفي والوظيفي الناجم عن الإصابة بألزهايمر (رويترز)
العقار أبطأ بشكل كبير التدهور المعرفي والوظيفي الناجم عن الإصابة بألزهايمر (رويترز)

أعلنت شركة الأدوية الأميركية «إلاي ليلي» أمس (الأربعاء) أن عقارها التجريبي لعلاج ألزهايمر أبطأ بشكل كبير التدهور المعرفي والوظيفي الناجم عن الإصابة بهذا المرض، في نتائج وصفها الخبراء بـ«المذهلة».
وفي تجربة واسعة بعلاج وهمي أُخضع لها نحو 1200 شخص مصاب بأشكال مبكرة من ألزهايمر، أبطأ عقار «دونانيماب» من تطور الأعراض بنسبة 35 في المائة على مدى 18 شهراً، فيما تم قياس ذلك من خلال قدرة المرضى على تنفيذ مهام يومية كإدارة شؤونهم المالية وقيادة سيارة، وممارسة هواياتهم والتحدث عن مواضيع راهنة، وفقاً لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وتأتي هذه النتائج بعد نسبة 27 في المائة في إبطاء تطور عوارض المرض سجلها عقار «ليكانمب» الذي طوّرته شركتا «بايوجن» الأميركية و«أزاي» اليابانية وحظي بموافقة السلطات الأميركية في يناير (كانون الثاني). وأشارت «إلاي ليلي» إلى أنّها سترفع نتائجها سريعاً إلى إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية وهيئات تنظيم عالمية أخرى.

وقال كبير المسؤولين العلميين والطبيين في الشركة دانييل سكوفرونسكي في بيان: «نحن سعداء جداً لأن نتائج (دونانيماب) السريرية أتت إيجابية مع دلالة إحصائية كبيرة للمصابين بمرض ألزهايمر الذين أُخضعوا للدراسة».
من جانبه، قال نيك فوكس من معهد الأبحاث المرتبطة بالخرف في المملكة المتحدة، إنّ النتائج، ورغم أن البيانات الكاملة ليست متاحة بعد، «تؤكد أننا في مرحلة جديدة من العلاجات التي تحدث تغييراً في تطور مرض ألزهايمر». وأكد المسؤول في معهد الأبحاث المرتبطة بالخرف التابع لكلية لندن الجامعية مارك بوش إنّ «هذه التجربة السريرية تمثل إنجازاً مذهلاً، إذ تُظهر تباطؤاً ملحوظاً بنسبة 35 في المائة في التدهور المعرفي لدى مرضى ألزهايمر الذين يعانون ارتفاعاً في بروتين أميلويد بيتا وانخفاضاً في بروتين تاو».
وتمثلت الآثار الجانبية في حدوث تورّم مؤقت في أجزاء أخرى من الدماغ لدى نحو ربع المرضى، بالإضافة إلى نزف دقيق سُجل لدى 31 في المائة ممن خضعوا للعلاج.



اختبار «اللهجة الفلاحي»... تندُّر افتراضي يتطوّر إلى «وصم اجتماعي»

لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
TT

اختبار «اللهجة الفلاحي»... تندُّر افتراضي يتطوّر إلى «وصم اجتماعي»

لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)

مع انتشار اختبار «اللهجة الفلاحي» عبر مواقع التواصل في مصر بشكل لافت خلال الساعات الماضية، وتندُّر كثيرين على مفردات الاختبار التي عدَّها البعض «غير مألوفة» وتحمل معاني متعدّدة؛ تطوّر هذا الاختبار إلى «وصم اجتماعي» بتحوّل ناجحين فيه إلى مادة للسخرية، بينما تباهى خاسرون بالنتيجة، وعدّوا أنفسهم من أبناء «الطبقة الراقية».

وكتبت صاحبة حساب باسم بسمة هاني بعد نشر نتيجة اختبارها «اللهجة الفلاحي»، 5/ 20، عبر «فيسبوك»: «يعني أنا طلعت من EGYPT»، مع تعبير «زغرودة» للدلالة إلى الفرح.

ونشر حساب باسم المهندس رامي صورة لرجل يركب حماراً ويجري بسرعة وفرح، معلّقاً أنه هكذا يرى مَن نجحوا في اختبار «اللهجة الفلاحي».

وكتب حساب باسم سعيد عوض البرقوقي عبر «فيسبوك»: «هذا اختبار اللهجة الفلاحي... هيا لنرى الفلاحين الموجودين هنا وأقصد فلاحي المكان وليس الفكر».

ورداً على موجة السخرية والتندُّر من هذا الاختبار، كتب صاحب حساب باسم محمد في «إكس»: «هناك فلاحون يرتدون جلباباً ثمنه ألف جنيه (الدولار يساوي 48.62 جنيه مصري) ويمتلك بيتاً من هذا الطراز – نشر صورة لبيت بتصميم فاخر – ويعرف الصح من الخطأ، ويعلم بالأصول وهو أهل للكرم، تحية لأهالينا في الأرياف».

وأمام التحذير من تعرّض المتفاعلين مع الاختبار إلى حملات اختراق، كتب الإعلامي الدكتور محمد ثروت على صفحته في «فيسبوك»: «اختبار اللهجة الفلاحي مجرّد (ترند) كوميدي وليس هاكرز، ويعبّر عن جهل شديد في أصولنا وعاداتنا المصرية القديمة». فيما كتب حساب باسم إبراهيم عبر «إكس»: «أخاف المشاركة في الاختبار والحصول على 10/ 20. أهلي في البلد سيغضبون مني».

وتضمّ مصر عدداً من اللهجات المحلّية، وهو ما يردُّه بعض الباحثين إلى اللغة المصرية القديمة التي تفاعلت مع اللغة العربية؛ منها اللهجة القاهرية، واللهجة الصعيدية (جنوب مصر)، واللهجة الفلاحي (دلتا مصر)، واللهجة الإسكندراني (شمال مصر)، واللهجة الساحلية واللهجة البدوية. ولمعظم هذه اللهجات اختبارات أيضاً عبر «فيسبوك».

اختبار «اللهجة الفلاحي» يغزو وسائل التواصل (فيسبوك)

في هذا السياق، يرى أستاذ الأدب والتراث الشعبي في جامعة القاهرة الدكتور خالد أبو الليل أنّ «هذا (الترند) دليل أصالة وليس وصمة اجتماعية»، ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ «إقبال البعض في وسائل التواصل على هذا الاختبار محاولة للعودة إلى الجذور».

ويُضيف: «صوَّر بعض الأعمال الدرامية أو السينمائية الفلاح في صورة متدنّية، فترسَّخت اجتماعياً بشكل مغاير للحقيقة، حتى إنّ أي شخص يمتهن سلوكاً غير مناسب في المدينة، يجد، حتى اليوم، مَن يقول له (أنت فلاح) بوصفها وصمة تحمل معاني سلبية، على عكس طبيعة الفلاح التي تعني الأصالة والعمل والفَلاح. محاولة تحميل الكلمة معاني سلبية لعلَّها رغبةُ البعض في التقليل من قيمة المجتمعات الزراعية لأغراض طبقية».

ويتابع: «مَن يخوض الاختبار يشاء استعادة المعاني التي تعبّر عن أصالته وجذوره، أما من يتندّرون ويسخرون من الفلاحين فهُم قاصرو التفكير. ومن يخسرون ويرون أنّ خسارتهم تضعهم في مرتبة اجتماعية أعلى، فهذا تبرير للفشل».

ويشير أبو الليل إلى دور إيجابي تؤدّيه أحياناً وسائل التواصل رغم الانتقادات الموجَّهة إليها، موضحاً: «أرى ذلك في هذا الاختبار الذي لا يخلو من طرافة، لكنه يحمل دلالة عميقة تردُّ الحسبان للفلاح رمزاً للأصالة والانتماء».

لقطة من فيلم «المواطن مصري» الذي تدور أحداثه في الريف (يوتيوب)

ويعيش في الريف نحو 57.8 في المائة من سكان مصر بعدد 45 مليوناً و558 ألف نسمة، وفق آخر إحصائية نشرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عام 2022، بينما يبلغ سكان المدن نحو 40 مليوناً و240 ألف نسمة.

من جهتها، ترى أستاذة علم الاجتماع في جامعة بنها، الدكتورة هالة منصور، أنّ «الثقافة الشعبية المصرية لا تعدُّ وصف (الفلاح) أمراً سلبياً، بل تشير إليه على أنه (ابن أصول) وجذوره راسخة»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «يُسأل الوافدون إلى القاهرة أو المدن الكبرى عن أصولهم، فمَن لا ينتمي إلى قرية يُعدُّ غير أصيل».

وتُرجِع الوصم الاجتماعي الخاص بالفلاحين إلى «الهجرة الريفية الحضرية التي اتّسع نطاقها بدرجة كبيرة نظراً إلى ثورة الإعلام ومواقع التواصل التي رسَّخت سلوكيات كانت بعيدة عن أهل الريف».

وتشير إلى أنّ «السينما والدراما والأغنيات ترسّخ لهذا المنظور»، لافتة إلى أنه «من سلبيات ثورة 1952 التقليل من قيمة المهن الزراعية، والاعتماد على الصناعة بوصفها قاطرة الاقتصاد. وقد أصبحت تلك المهن في مرتبة متدنّية ليُشاع أنَّ مَن يعمل في الزراعة هو الفاشل في التعليم، وهذا لغط يتطلّب درجة من الوعي والانتباه لتصحيحه، فتعود القرية إلى دورها المركزي في الإنتاج، ومكانها الطبيعي في قمة الهرم الاجتماعي».

وعمَّن فشلوا في اختبار «اللهجة الفلاحي» وتفاخرهم بذلك بوصفهم ينتمون إلى طبقة اجتماعية راقية، تختم أستاذة علم الاجتماع: «هذه وصمة عار عليهم، وليست وسيلة للتباهي».