يونايتد في اختبار صعب أمام برايتون اليوم لاستعادة المركز الثالث

أرتيتا يؤكد صمود آرسنال في معركة القمة حتى النهاية... ولامبارد يحقق أسوأ نتيجة لمدرب بالدوري الإنجليزي

كاسيميرو وفرنانديز يتنافسان على الكرة خلال تدريب يونايتد قبل مواجهة برايتون المهمة (د.ب.أ)
كاسيميرو وفرنانديز يتنافسان على الكرة خلال تدريب يونايتد قبل مواجهة برايتون المهمة (د.ب.أ)
TT
20

يونايتد في اختبار صعب أمام برايتون اليوم لاستعادة المركز الثالث

كاسيميرو وفرنانديز يتنافسان على الكرة خلال تدريب يونايتد قبل مواجهة برايتون المهمة (د.ب.أ)
كاسيميرو وفرنانديز يتنافسان على الكرة خلال تدريب يونايتد قبل مواجهة برايتون المهمة (د.ب.أ)

يتطلع مانشستر يونايتد لاستعادة المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز عندما يحل ضيفا على برايتون اليوم في مباراة مؤجلة من المرحلة الثامنة والعشرين للبطولة.
ويملك يونايتد 63 نقطة خلف نيوكاسل (65 نقطة)، لذا فإن الفوز على برايتون سيجعله يعود للمركز الثالث ويقترب كثيرا من ضمان مكان مؤهل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل. وستكون المواجهة مع برايتون هي الثالثة ليونايتد هذا الموسم، وقد حقق الأول انتصارا صادما في مستهل مشوار الدوري بملعب أولد ترافورد 2 - 1 لكن مانشستر يونايتد نجح في الثأر وأطاح بمنافسه من نصف نهائي كأس إنجلترا بركلات الترجيح (7 - 6).
وأشار الهولندي إريك تن هاغ مدرب يونايتد إلى أن كل المباريات المقبلة لفريقه باتت وكأنها نهائيات. وقال: «نتعامل مع الأمر مباراة بمباراة، نحن مانشستر يونايتد ويجب الفوز بكل مباراة، تصبح النقاط ثمينة بشكل أكبر في هذا الوقت من الموسم، لذا سنخوض كل المباريات وكأنها نهائية، نصارع أمام فرق تحاول الهروب من الهبوط وتقدم كل ما تملك، أو فرق تنافس على القمة، لذا يجب القتال بقوة في حصد كل نقطة».
وجاء فوز يونايتد على فورست المهدد بالهبوط ليصعد بالفريق إلى المركز الثالث ويعزز موقعه في المربع الذهبي. ويدرك تن هاغ صعوبة المهمة ضد برايتون الذي يقدم موسما لافتا وينافس على موقع مؤهل لبطولة أوروبية، حيث يحتل المركز الثامن برصيد 52 نقطة بفارق 4 نقاط عن ليفربول الخامس، وله أيضا مباراة أخرى مؤجلة.

أرتيتا أكد أن آرسناال ما زال في سباق اللقب (إ.ب.أ)

وما زاد من صعوبة مهمة يونايتد وجود كثير من الإصابات بين عناصره الأساسية، حيث يفتقد بالفعل لقطبي الدفاع الفرنسي رافائيل فاران والأرجنتيني ليساندرو مارتينيز، كما لا يزال جناحه الشاب المتألق أليخاندرو غارنتشو لم يتعاف من إصابة بالكاحل غيبته نحو 6 أسابيع، وكذلك الأسكوتلندي سكوت ماكتوميني الذي خرج من التشكيلة المتوجهة إلى برايتون اليوم للإصابة أيضا. وقال مدرب يونايتد: «غارنتشو وماكتوميني شاركا في التدريبات لكن لا نستطيع المغامرة بالدفع بهما أمام برايتون، قررنا ألا نخاطر».
وأضاف «كنت أملك تسعة مدافعين جاهزين، لكن الآن لدينا أربعة فقط جاهزون للعب، نحتاج إلى كل اللاعبين. لا نزال ننافس ونحتاج إلى كل الجميع لتكوين تشكيلة مميزة».
وتوج يونايتد بلقب كأس الرابطة قرب نهاية فبراير (شباط) الماضي، وسيخوض نهائي كأس إنجلترا أمام الجار مانشستر سيتي يوم 3 يونيو (حزيران) المقبل، واقترب كثيرا من حجز مكان بالمربع الذهبي للدوري الممتاز المؤهل لدوري الأبطال، لكن رغم ذلك رفض تن هاغ تقييم نفسه في موسمه الأول كمدرب للعملاق الإنجليزي، قائلا: «لا يزال أمامنا كثير من العمل هذا الموسم... هذا السؤال أعتقد أنه يجب الصبر عليه حتى تنتهي الأمور. يجب علينا مواصلة المضي قدما، ومن مباراة إلى أخرى، لكن أعتقد أننا نسير بشكل جيد».
وطالب يونايتد لاعبيه بالثبات في الأداء حيث دائما ما يعاني يونايتد في الشوط الثاني بعد تألق ملحوظ بالأول، وهو الأمر الذي كلفه كثيرا في كثير من المباريات والتي كان آخرها أمام توتنهام عندما تقدم بهدفين وسيطر تماما، لكن تلقى هدفين بالشوط الثاني وخرج بتعادل مخيب.
وقال المدرب الهولندي: «في مباراة توتنهام لعبنا بشكل رائع في الشوط الأول ثم تراجعنا دون سبب، لكن ردة الفعل كانت جيدة أمام أستون فيلا ولعبنا الشوطين بقوة وخرجنا بانتصار مهم رغم أنه بهدف وحيد». ويعقد يونايتد آماله على لاعب وسطه البرتغالي برونو فرنانديز الذي سجل هدف الفوز على فيلا، ليصل إلى 100 هدف في الدوري خلال مسيرته رغم معاناته من إصابة بالكاحل.
وأشاد تن هاغ بقدرة فرنانديز على التحمل وقال عن لاعبه البالغ عمره 28 عاما والذي منحه شارة القيادة: «منذ أسابيع قليلة شكك البعض في ارتدائه لشارة القيادة. أثبت أنه قائد كبير ومثل يحتذى. إنه يمنح طاقة كبيرة للفريق إلى جانب ذكائه وكذلك إصراره وحماسته... أعتقد أننا سعداء جدا بوجوده، ونحتاج إلى مثل هؤلاء اللاعبين إذا أردنا الفوز بالمباريات وإحراز الألقاب». في المقابل يدخل برايتون مواجهة اليوم منتشيا بانتصار ساحق على ولفرهامبتون 6 - صفر بالجولة الماضية، ومتطلعا لمواصلة التقدم نحو مكان مؤهل لبطولة أوروبية الموسم المقبل.
وعلق دي تسيربي مدرب برايتون على الانتصار الأخير قائلا: «كانت المباراة الأفضل في تاريخي كمدرب»، وأضاف «أعتقد أننا نستحق أن نصل لهدفنا وهو اللعب في بطولة أوروبية (الموسم المقبل). نستطيع تحقيق ذلك. الشيء الأهم هو ألا نفقد هويتنا وأسلوبنا».
لكن على برايتون الذي تعرض للهزيمة 1 - 3 أمام نوتنغهام فورست قبل انتصاره على ولفرهامبتون، الحذر اليوم من «الشياطين الحمر» الراغبين بقوة في تأمين موقعهم بالمربع الذهبي.
على جانب آخر أكد الإسباني أرتيتا مدرب آرسنال على أن فريقه سيواصل القتال على الصدارة حتى الرمق الأخير بعد أن استعادها ولو مؤقتا بفضل انتصاره المستحق على الجار تشيلسي 3 - 1 مساء أول من أمس.
وكان آرسنال يتفوق بفارق ثماني نقاط عن مانشستر سيتي حتى بداية أبريل (نيسان) الماضي، لكنه فقد الصدارة لصالح الأخير بعد أربع مباريات بلا فوز، قبل أن يستعيدها لبعض الوقت بعدما تغلب على تشيلسي.
وقال أرتيتا: «كان علينا رفع المعنويات بعد الهزيمة أمام مانشستر سيتي قبل أيام وفقدان الصدارة... أمامنا أربع مباريات وسنقاتل للنهاية وننتظر ما سيحدث لمنافسنا»، وأضاف «لا يجب أن نسمح للإحباط بالتسلل إلينا، كوننا في هذا الوضع بعد عشرة أشهر من المنافسة ولدينا فرصة للمنافسة على المقدمة، هو أمر يجب أن نستمتع به ونحاول استغلال الفرصة المتاحة لنا، لأننا لا نعرف ما يمكن أن يحدث».
وتابع: «كنا نرغب في أن نتبع نهجا مختلفا للغاية أمام تشيلسي، وقد فعلنا ذلك بالشكل الصحيح منذ البداية». وأضاف أرتيتا «الفريق عائد لأفضل مستوياته. أردنا أن نثبت أن لدينا حماسة شديدة. رأيت ذلك في الأيام الماضية، ونجحنا في الاستعداد للمباراة بشكل جيد، وبمستويات جيدة من الطاقة. كل شيء سار على ما يرام بالنسبة لنا، وهو أمر مهم».
في المقابل أصبح فرنك لامبارد أول مدرب إنجليزي يخسر عشر مباريات متتالية بالدوري الإنجليزي في 35 عاما بعد سقوط فريقه تشيلسي أمام مضيفه آرسنال. وخسر هداف تشيلسي عبر العصور جميع مبارياته الست منذ عودته لقيادة تشيلسي بشكل مؤقت بعد إقالة غراهام بوتر الشهر الماضي.
وكان لامبارد خسر آخر أربع مباريات خلال قيادته إيفرتون ليعادل الرقم السلبي للمدرب آرثر كوكس مع ديربي كاونتي في 1988، ولم يستطع لامبارد تغيير حظوظ تشيلسي منذ عودته لخوض فترة ثانية مع الفريق بعد إقالته في يناير (كانون الثاني) 2021.
وبدا لاعب إنجلترا السابق مذعورا وهو يشاهد دفاع فريقه الكارثي ليتقدم آرسنال 3 - صفر في أول 34 دقيقة. ورغم تحسن تشيلسي في الشوط الثاني، فقد أوضح تقييم لامبارد بعد المباراة المهمة التي ينتظرها المدرب الجديد للفريق في الموسم المقبل حين قال: «هذا الموسم يوضح منذ بدايته وحتى نهايته أنه يجب التوصل للأسباب سريعا. الوضع لن ينصلح بين عشية وضحاها. الإجابة واضحة، علينا القيام بالأمور الأساسية بشكل أفضل للتحسن، الأمر اتضح أمام آرسنال، الشوط الأول كان سيئا، لكنها الحقيقة، وهذا ما توصلت إليه».
وانتصر لامبارد، البالغ عمره 44 عاما، مرة واحدة في آخر 20 مباراة له كمدرب. وأنفق تشيلسي أموالا طائلة على ضم لاعبين جدد، لكن الجماهير تشكك في التزام اللاعبين وهي الانتقادات التي رفضها لامبارد، وقال المدرب الإنجليزي: «اللاعبون يهتمون، جماهير تشيلسي تتحدث عن عدم مبالاة اللاعبين لكني لا أصدق ذلك. هناك كثير من الأسباب وبعضها صحيح. لاعبون جدد في الدوري انضموا إلى فريق في مرحلة صعبة، وهذا صعب جدا، وفي أقوى دوري في العالم... لكن هناك أيضا بعض الأمور الأساسية، وهي أنه يجب عليهم التحسن».


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.