الصومال: قتل وتوقيف أجانب ضمن صفوف «الشباب»

الجيش يتوسع في حملته ضد «الحركة الإرهابية»

الجيش الصومالي يعتقل عناصر هاربة من حركة الشباب (وكالة الصومال الرسمية)
الجيش الصومالي يعتقل عناصر هاربة من حركة الشباب (وكالة الصومال الرسمية)
TT

الصومال: قتل وتوقيف أجانب ضمن صفوف «الشباب»

الجيش الصومالي يعتقل عناصر هاربة من حركة الشباب (وكالة الصومال الرسمية)
الجيش الصومالي يعتقل عناصر هاربة من حركة الشباب (وكالة الصومال الرسمية)

كشف قائد الجيش الصومالي الجنرال أدوا يوسف راغي، عن «قتل وأسر»، عدد لم يحدده، من العناصر الأجنبية المقاتلة ضمن صفوف حركة «الشباب» المتطرفة، خلال العملية العسكرية التي جرت، الثلاثاء، في منطقة عيل قبوبي، ضمن حملة موسعة تستهدف القضاء على الحركة، المرتبطة بتنظيم «القاعدة».
وبحسب وكالة الأنباء الصومالية الرسمية، أبلغ راغي وسائل حكومية، أن العملية العسكرية التي جرت في المنطقة لتي تبعد نحو 30 كم جنوبي منطقة حررطيري استهدفت عناصر من حركة الشباب، كانت تعمل على إنزال وتحميل الأسلحة والمعدات العسكرية والمواد المتفجرة من السفن، مشيراً إلى قتل عناصر أجانب كانوا يقاتلون في صفوف ميليشيات الخوارج، وأسر آخرين، والاستيلاء على المعدات التي كانت بحوزتهم وإحراق سيارتهم. وأكد راغي أن العملية العسكرية لم تسفر عن أي خسائر في صفوف الجيش والمقاومة الشعبية والمدنيين كونه جرى تنفيذها بحذر شديد.
إلى ذلك، ادعت حركة الشباب أن عناصرها دمرت عربة عسكرية كينية، على مشارف مانديرا، مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد، لم تحدده. كما زعمت عبر إذاعة محلية موالية لها، استهداف القوات الأوغندية مدنيين في منطقة زراعية على أطراف منطقة جانالي، مما أدى إلى مقتل مدني واحد على الأقل وإصابة 7 آخرين.
من جهة أخرى، أطلق الصومال والاتحاد الأوروبي، مساء الثلاثاء، خريطة طريق عملياتية مشتركة تحدد المسار لمشاركة مركزة متجددة خلال العامين المقبلين. وأشاد رئيس الوزراء الصومالي حمزة عبدي بري بالخريطة التي تمثل خطة عمل ملموسة تشمل مجالات التركيز على النحو المتفق عليه بين الحكومة الصومالية والاتحاد الأوروبي للأشهر الـ24 المقبلة، لافتاً إلى أهمية هذه الجهود لتعميق الشراكة بين الصومال والاتحاد الأوروبي.
وقال عبدي في بيان مشترك صدر في مقديشو إن الإطار العملياتي الذي تم إطلاقه لتحديد الطريق لمشاركة مركزة متجددة، هو شهادة على تفانينا في الاستفادة من شراكاتنا لتحقيق فوائد ملموسة تمس حياة وسبل عيش المواطنين العاديين. واعتبر أن الاتحاد الأوروبي كان صديقاً موثوقاً وشريكاً وثيقاً، مشيراً إلى أن الخريطة ستتيح مزيداً من التقدم في المجالات الحاسمة المتمثلة في بناء الدولة، والسلام والأمن، والتنمية الاقتصادية، وتقديم الخدمات.
وقال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيب بوريل، إن الاتحاد الأوروبي والصومال شريكان على المدى الطويل، وهذه العملية الشاملة حقاً في تحديد الأولويات المشتركة هي مثال على الشراكة الناجحة.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.