أوكرانيا تنفي محاولة اغتيال بوتين وتتهم روسيا بالتحضير لهجوم واسع

لافتة تحظر تحليق الطائرات من دون طيار فوق المنطقة معروضة بالقرب من الكرملين (رويترز)
لافتة تحظر تحليق الطائرات من دون طيار فوق المنطقة معروضة بالقرب من الكرملين (رويترز)
TT

أوكرانيا تنفي محاولة اغتيال بوتين وتتهم روسيا بالتحضير لهجوم واسع

لافتة تحظر تحليق الطائرات من دون طيار فوق المنطقة معروضة بالقرب من الكرملين (رويترز)
لافتة تحظر تحليق الطائرات من دون طيار فوق المنطقة معروضة بالقرب من الكرملين (رويترز)

أعلنت روسيا، اليوم (الأربعاء)، أنها أسقطت طائرتين مسيّرتين استهدفتا الكرملين في ما وصفته بمحاولة «إرهابية» لاغتيال الرئيس فلاديمير بوتين، بينما نفت أوكرانيا علاقتها بالهجوم.
وأوضحت الرئاسة الروسية في بيان: «استهدفت مسيّرتان الكرملين... تم تعطيل الجهازين»، واصفة العملية بأنها «عمل إرهابي ومحاولة لاغتيال رئيس روسيا الاتحادية».
وأضافت أن الهجوم جرى ليل الثلاثاء الأربعاء. وأكدت الرئاسة أن حُطام المسيّرتين سقط داخل الكرملين لكن لم يصب أحد.
وقال المتحدث باسم الرئاسة ديمتري بيسكوف إن بوتين كان يعمل في مقر إقامته قرب موسكو الأربعاء، مؤكدا أنه سيشارك في استعراض يوم النصر في الحرب العالمية الثانية في الساحة الحمراء الأسبوع المقبل كما هو مقرر.
على صعيد متصل، أعلن رئيس بلدية موسكو حظر تحليق الطائرات المسيّرة غير المصرح بها في أجواء العاصمة الروسية. وقال سيرغي سوبيانين في بيان، إن تحليق المسيّرات محظور ما لم يتم الحصول على تصريح خاص من «السلطات الحكومية».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1653756767590035456
يأتي ذلك في وقت أعلنت أوكرانيا أنّ استعداداتها لشنّ هجوم واسع النطاق لاستعادة الأراضي التي تحتلها روسيا في شرق وجنوب البلد «تقترب من نهايتها». لكن الرئاسة الأوكرانية نفت أي علاقة لكييف بالهجوم على الكرملين.
وقال ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس فولوديمير زيلينسكي في تصريح للصحافيين: «بالتأكيد، لا علاقة لأوكرانيا بهجمات المسيرات على الكرملين». وأضاف بودولياك: «ينبغي فقط اعتبار هذه التصريحات التي أطلقتها روسيا محاولة لإعداد ظروف» يمكن استخدامها ذريعة «بهدف شن هجوم إرهابي واسع النطاق في أوكرانيا».
ورأى المسؤول الأوكراني أن هجوما مماثلا في حال كانت كييف من نفذه «لن يعالج أي مشكلة عسكرية»، مع استمرار موسكو في السيطرة على نحو عشرين في المائة من الأراضي الأوكرانية. وتابع المستشار الرئاسي: «على العكس، هذا الأمر سيشجع روسيا على أعمال أكثر تطرفا بحق سكاننا المدنيين». وعد أن لدى موسكو «خشية كبيرة من بدء هجمات أوكرانيا على طول خط الجبهة، وتحاول في شكل ما أن تأخذ المبادرة وتحول الانتباه».
وفي مؤشر على تكثيف الاستعدادات لهجوم أوكراني مضاد، أعلنت مدينة خيرسون الواقعة على خط المواجهة في جنوب أوكرانيا فرض حظر تجول. وقال رئيس الإدارة العسكرية الأوكرانية في خيرسون أولكسندر بروكودين على «تلغرام»: «اعتبارا من الساعة 20:00 (17:00 ت غ) في الخامس من مايو (أيار)، سيفرض حظر تجول في خيرسون وسيستمر حتى الساعة 06:00 صباحا (03:00 ت غ) في الثامن من مايو». وأضاف: «خلال هذه الساعات الـ58، سيمنع التنقل في شوارع المدينة. كما سيمنع الخروج من خيرسون والدخول إليها». وبرّر بروكدين «هذه القيود الموقتة» بـ«ضرورة» تمكّن «قوات الأمن من القيام بعملها»، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وترد تكهنات على لسان المحللين حيال موعد هذا الهجوم والمنطقة التي سينطلق منها.
والمنطقة المحيطة بباخموت في دونباس، مركز المعارك لعدة أشهر، هي على سبيل المثال مليئة بالتلال في حين أن المناطق الجنوبية في خيرسون وزابوريجيا مكونة من سهول زراعية شاسعة. وقبل إسقاط المسيّرتين فوق الكرملين، التهمت النيران في روسيا ليل الثلاثاء الأربعاء مستودع محروقات في قرية فولنا الروسية بمنطقة كراسنودارسكي قرب شبه جزيرة القرم.
وقال فينامين كوندراتييف حاكم منطقة كراسنودارسكي كراي حيث تقع القرية إنّ «النيران اشتعلت في خزّان يحتوي على منتجات نفطية في قرية فولنا في منطقة تمريوكسكي. لقد كان الحريق على درجة عالية من الخطورة»، من دون أن يوضح سببه. وأضاف: «بحسب المعلومات الأولية، لم يسقط قتلى أو جرحى» من جراء الحريق.
ونقلت وكالة «تاس» للأنباء عن مصدر في أجهزة الإنقاذ أن الحريق سببه «سقوط طائرة مسيّرة». وأظهرت صور نشرها على «تلغرام» المدوّن المؤيّد لروسيا كيريل فيدوروف، وأكّد أنّها لحريق مستودع الوقود في فولنا، ألسنة لهب وعموداً كثيفاً من الدخان يتصاعد فوق خزّان كبير.
وفي الأيام الأخيرة، تعرّضت روسيا وشبه جزيرة القرم لسلسلة هجمات لم تعلن كييف مسؤوليتها عنها. خلال أربعة أيام، أدّى انفجار عبوّتين ناسفتين إلى إخراج قطاري شحن عن مسارهما قرب الحدود الأوكرانية، كما تضرّر خط للتوتر العالي، فيما تسبّب هجوم بطائرة مسيّرة في اندلاع حريق هائل في مستودع للنفط في القرم.
يثير تكثف هذه الهجمات وأعمال «التخريب» مخاوف من أن تلقي بثقلها على احتفالات يوم النصر في 9 مايو، التي يعلق عليها الكرملين أهمية.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».