مديرة «المرصد الأفريقي للهجرة» تتوقع ارتفاع أعداد المهاجرين بسبب أزمة السودان

مديرة «المرصد الأفريقي للهجرة» تتوقع ارتفاع أعداد المهاجرين بسبب أزمة السودان
TT

مديرة «المرصد الأفريقي للهجرة» تتوقع ارتفاع أعداد المهاجرين بسبب أزمة السودان

مديرة «المرصد الأفريقي للهجرة» تتوقع ارتفاع أعداد المهاجرين بسبب أزمة السودان

قالت نميرة نجم مديرة المرصد الأفريقي للهجرة، إن هناك زيادة ملحوظة في أعداد المهاجرين غير النظاميين إلى الدول الأوروبية منذ بداية الأزمة في السودان، مشيرة، إلى أن ما يزيد على نحو مائة ألف لاجئ سوداني، فروا إلى الدول المجاورة منذ بداية الاشتباكات المسلحة بين الجيش وقوات «الدعم السريع».
ورأت نميرة نجم، أن «المشكلة السودانية قائمة منذ فترة طويلة، بخاصة مع سقوط نظام الرئيس السوداني السابق عمر البشير، ونجمت عنها زيادة ملحوظة في أعداد المهاجرين غير النظاميين إلى الدول الأوروبية».
و«المرصد الأفريقي للهجرة» هو جهاز يتبع الاتحاد الأفريقي ويتخذ من الرباط مقراً له، ويهدف إلى تصحيح المفاهيم الشائعة حول الهجرة غير النظامية عن طريق التعاون مع الدول أعضاء المنظمة، في جمع وتحليل البيانات الخاصة بأنواع الهجرة كافة بمفهومها الواسع، الذي يشمل الهجرة النظامية وغير النظامية، والنازحين واللاجئين من أفريقيا وإليها.
وحذرت في مقابلة مع «وكالة أنباء العالم العربي»، من أن مشكلة زيادة أعداد المهاجرين «ستتفاقم إذا استمرت الاشتباكات في السودان»، الذي يزيد عدد سكانه على 40 مليون نسمة.
وقالت: «السودان كان يستضيف نحو 1.3 مليون لاجئ، وتتوقع مفوضية شؤون اللاجئين بالأمم المتحدة أن القتال المحتدم الآن قد يدفع أكثر من 800 ألف شخص إلى الفرار من البلاد إلى دول مجاورة».
وحول دور الاتحاد الأفريقي في إيقاف الحرب بين طرفي الأزمة في السودان، قالت نميرة نجم: «الاتحاد الأفريقي مؤسسة سياسية تسعى إلى فن الممكن، من خلال إيجاد حلول لتقريب وجهات النظر لوقف الاشتباكات، لكنه لن يستطيع وحده أن يقوم بهذا الدور من دون رغبة حقيقية من أطراف النزاع، وكذلك عبر التعاون مع الأمم المتحدة ووقف محاولات الأطراف الخارجية تأجيج الصراع لتحقيق مصالحها الآنية». وأضافت، أن مساعي الاتحاد الأفريقي لإنهاء الأزمة لم تتوقف منذ سقوط البشير سعياً لإيجاد حلول سياسية بين كل الأطراف المعنية في السودان «لكن دون جدوى».
واستطردت قائلة: «الاتحاد الأفريقي مستمر في مساعيه الرامية للتهدئة بين الأطراف المتنازعة، خاصة إنهاء حرب لا أحد سيخرج منها منتصراً».
وقالت: «إن كل المؤشرات تؤكد أن أعداد الهجرة غير النظامية والنازحين واللاجئين في أفريقيا آخذة في الارتفاع، وتشير توقعات البنك الدولي إلى أنه من الآن وحتى عام 2050. سيكون هناك نحو 86 مليون مهاجر من أفريقيا بسبب التغير المناخي فحسب».
وتابعت: «في عام 2022، سجلت وكالة إدارة الحدود بالاتحاد الأوروبي، زيادة بنسبة 64 في المائة في عمليات العبور الحدودية غير النظامية مقارنة بالعام السابق».
وأشارت، إلى أن طلبات اللجوء «ارتفعت بنسبة تقارب 50 في المائة، وتزايدت معدلات الهجرة غير الشرعية من غرب أفريقيا بنحو 30 في المائة خلال 2022، بينما ترتفع معدلات البطالة في أفريقيا بشكل يثير القلق، ووصلت في بعض البلدان إلى أكثر من 40 في المائة العام الماضي»، على حد قولها.
وقالت نميرة نجم: «تم توثيق أكثر من تسعة آلاف حالة وفاة مرتبطة بالهجرة منذ عام 2014 وحتى الآن، وما يزيد على 25 ألف شخص فقدوا وهم يعبرون البحر بين أفريقيا وأوروبا».
وأوضحت أن «تقرير التنقل من أجل المناخ في أفريقيا، يتوقع، أن التغيرات المناخية قد تؤدي إلى نزوح ما يقرب من 113 مليون شخص بحلول عام 2050، وهو ما يمثل خمسة في المائة من سكان القارة، مقابل نزوح 1.5 في المائة من سكان أفريقيا بسبب المناخ حتى الآن».
ورداً على سؤال عن سبل وقف ظاهرة الهجرة غير النظامية، قالت مديرة «المرصد الأفريقي للهجرة»: «يجب دعم دول الشمال بمشروعات تنمية حقيقية لخلق فرص عمل تلائم التغيرات المناخية، والمساعدة في نشر تكنولوجيا التنبؤ بالأحوال المناخية، حتى تتمكن الدول الأفريقية من وضع خطط وبرامج تحد من الخسائر البشرية والممتلكات».
وقالت: «دائماً أكرر في أحاديثي، على ضرورة الاستماع لأصحاب المشكلات في أفريقيا، ودعم أفكارهم في حلها». وأوضحت نميرة نجم، أن «التنمية لن تأتي دون تحقيق الأمن، وهو ما يتطلب أن يعمل الجميع على دعم مبادرة إسكات البنادق التي يتبناها الاتحاد الأفريقي لوقف النزاعات المسلحة في القارة، ومحاربة الفساد، وتحقيق الحكم الرشيد في إدارة الموارد، مما يحد من إهدار وسلب ثروات القارة».
وقالت: «أفريقيا ليست قارة فقيرة، ولكن شعوبها أغلبها فقير، ولن تتوقف الهجرة غير النظامية من دون تغيير حال المواطن الأفريقي». وأضافت: «نحن قارة صغيرة في أعمار مواطنيها، ولدينا أكثر من مليار مواطن تحت سن 35 عاماً، أغلب هؤلاء يطمحون فقط في توفر حياة كريمة لهم ولأسرهم، ويلجأ منهم من يستطيع للهجرة غير الآمنة عبر البحر المتوسط بسبب فقدان الأمل في أن يوفر له وطنه، الحد الأدنى الذي يكفل له الحياة الكريمة».



«ارتبط بأفضل زوجة»... جيمي كارتر أرجع الفضل في طول عمره إلى زواجه السعيد

جيمي كارتر يعانق زوجته روزالين في مقر حملته الانتخابية بأتلانتا عام 1966 (أ.ب)
جيمي كارتر يعانق زوجته روزالين في مقر حملته الانتخابية بأتلانتا عام 1966 (أ.ب)
TT

«ارتبط بأفضل زوجة»... جيمي كارتر أرجع الفضل في طول عمره إلى زواجه السعيد

جيمي كارتر يعانق زوجته روزالين في مقر حملته الانتخابية بأتلانتا عام 1966 (أ.ب)
جيمي كارتر يعانق زوجته روزالين في مقر حملته الانتخابية بأتلانتا عام 1966 (أ.ب)

كان الرئيس الأسبق جيمي كارتر أطول الرؤساء عمراً في تاريخ الولايات المتحدة، وقد أرجع طول عمره جزئياً إلى «ارتباطه بأفضل زوجة»، وهي روزالين كارتر، بحسب تقرير لشبكة «سي إن بي سي».

شغل جيمس إيرل كارتر الابن منصب الرئيس التاسع والثلاثين للولايات المتحدة. توفي كارتر عن عمر يناهز 100 سنة في 29 ديسمبر (كانون الأول) 2024.

تُوفيت زوجته، روزالين كارتر، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 عن عمر يناهز 96 عاماً. تزوج الاثنان لمدة 77 سنة، وأنجبا 4 أطفال وإجمالي 22 حفيداً.

ويبدو أن السر وراء عيش عائلة كارتر حياة طويلة وسعيدة يعود إلى علاقتهما.

وعندما سُئل عن رأيه فيما يؤدي إلى حياة طويلة وسعيدة، قال كارتر في حديث صحافي: «أعتقد أن أفضل تفسير لذلك هو الارتباط بأفضل زوجة. شخص يعتني بك ويشاركك الأشياء ويفعل أموراً تبقيك على قيد الحياة».

وأوضح أنه والسيدة الأولى لم يكونا في الواقع يركزان بشكل كبير على طول العمر؛ فقد قضيا معظم وقتهما في البحث عن فرص لخدمة مجتمعهما والعطاء لبعضهما البعض.

الرئيس الأميركي الراحل جيمي كارتر (وسط) وزوجته إليانور روزالين كارتر يظهران عام 1978 (أ.ف.ب)

وقال كارتر لصحيفة «واشنطن بوست» إن قصة حبهما بدأت في مسقط رأسهما بلينز بولاية جورجيا. وبعد لقائهما في كنيسة بلينز يونايتد ميثوديست، طلب من روزالين الخروج في موعد إلى السينما، وأخبر والدته أنه سيتزوجها في صباح اليوم التالي.

خلال فترة رئاسته، حضرت روزالين اجتماعات مجلس الوزراء، بحسب تقارير صحافية.

أسَّس الزوجان أيضاً مركز كارتر، وهي منظمة غير حكومية مكرسة لتحسين الحياة، في عام 1982. وقد بنى المركز آلاف المنازل في أكثر من 10 دول.

أوضح كارتر سابقاً: «ما أردناه أنا وروزالين ملء الفراغات وحل المشكلات التي لم يكن الآخرون قادرين أو راغبين في القيام بها».

في وقت لاحق من حياتهما، استمتعا بوقت ممتع معاً من خلال أنشطة مثل التنس والتزلج على المنحدرات ومراقبة الطيور: «لقد رأيت أنا وروزا نحو 1300 نوع مختلف من الطيور»، كما قال في إحدى مقابلاته.

الرئيس السابق جيمي كارتر وزوجته الراحلة روزالين (رويترز)

بعد انتهاء فترة رئاسته، عاد الزوجان إلى مسقط رأسهما واشتريا منزلاً متواضعاً بقيمة 167 ألف دولار.

وأضاف كارتر: «الآن عندما يكون لدينا لحظة هدوء، مثل عيد ميلاد أو شيء من هذا القبيل، نحب البقاء في المنزل، بمفردنا فقط، والاستمتاع بيوم هادئ في منزلنا من دون أي زوار وبأقل قدر من المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني الواردة».

حتى إنهما احتفلا بالذكرى السابعة والسبعين لزواجهما في يوليو (تموز) 2023 بمنزلهما في جورجيا.

عاش الثنائي الديناميكي في منزلهما حتى وفاتهما. وسيتم دفن كارتر في العقار بجوار زوجته روزالين.