اشتباكات متفرقة في إب بين المقاومة والميليشيات.. وتفجير منازل قادة المقاومة

الحوثيون يعززون مواقعهم في المديريات بهدف استعادتها.. وحالات نزوح في أوساط السكان

اشتباكات متفرقة في إب بين المقاومة والميليشيات.. وتفجير منازل قادة المقاومة
TT

اشتباكات متفرقة في إب بين المقاومة والميليشيات.. وتفجير منازل قادة المقاومة

اشتباكات متفرقة في إب بين المقاومة والميليشيات.. وتفجير منازل قادة المقاومة

عززت جماعة الحوثي المسلحة في اليمن، أمس، من وجودها في محافظة إب ومديرياتها، في ظل تصاعد المقاومة الشعبية الرافضة لوجود الحوثيين، وهي المقاومة التي انطلقت بعد أشهر من العمل السياسي والجماهيري في الشارع وهو العمل الذي قمعه الحوثيون وقتلوا واعتقلوا العشرات من النشطاء في الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، وقال مصدر محلي في إب لـ«الشرق الأوسط» إن ميليشيات الحوثي معززة بجنود في الحرس الجمهوري، الموالي للمخلوع علي عبد الله صالح، قامت بتطويق بعض المديريات التي لم تظهر المقاومة الشعبية بها بصورة علنية، كما قامت، أمس، بشن هجمات في المديريات التي فقدتها وأصبحت تحت سيطرت المقاومة، وذكرت المصدر أن الميليشيات الحوثية قامت بتفجير عدد من منازل قيادات المقاومة.
وأكدت المصادر أن تعزيزات للحوثيين أرسلت إلى مديرية جبلة، المجاورة لمدينة إب مباشرة، وتحديدا مناطق الربادي ووراف، حيث أرسلت إلى المنطقة الأخيرة نحو 10 أطقم عسكرية تحمل رشاشات «23»، وأشارت المعلومات إلى أن هذه التعزيزات تهدف إلى الانقضاض على المقاومة الشعبية التي تتحصن في منطقة الربادي والجحاف، وقال شهود عيان إن اشتباكات عنيفة جرت، وحتى وقت متأخر من ليل أمس، في تخوم تلك المناطق، وإن نحو 10 مسلحين حوثيين قتلوا و5 من مسلحي المقاومة، إضافة إلى جرح العشرات، وإلى عمليات قصف بالأسلحة الثقيلة للقرى والبلدات في ريف مدينة إب والمديريات المجاورة، وقد أدت عمليات القصف، التي وصفت بالعشوائية، إلى نزوح كثير من السكان من قراهم إلى مناطق آمنة.
وأكدت مصادر «الشرق الأوسط» أن التعزيزات التي رفد بها الحوثيون وجودهم في مديرية جبلة، تهدف بدرجة رئيسية إلى تأمين تلك المناطق التي تعتبر مناطق آمنة لإرسال الإمدادات إلى الميلشيات الحوثية في محافظة تعز المجاورة.
وفي سياق تضييق الخناق على عناصر المقاومة الشعبية والمتعاونين معها، نصبت الميليشيات الحوثية نقاط تفتيش حول مديرية جبلة والمناطق المجاورة لها، وفي السياق ذاته، تمكنت الميليشيات الحوثية المدعومة بقوات الحرس الجمهوري الموالي للمخلوع صالح، من بسط سيطرتها على مديرية الرضمة، في محافظة إب، بعد قتال عنيف مع المقاومة الشعبية، وقال مصدر محلي إن الانقلابيين الحوثيين شرعوا في تفجير منازل قيادات المقاومة والشخصيات المناوئة لهم في المنطقة، وبينها منزل القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح، علي العماد.
وفي التطورات الميدانية الأخرى في إب، التي تفصلها عن العاصمة صنعاء محافظة ذمار، دارت، أمس، اشتباكات عنيفة بين عناصر المقاومة الشعبية والميليشيات الحوثية في مديريتي القفر والمخادر، ويسعى الحوثيون إلى استعادة السيطرة على هاتين المديريتين بعد سقوطهما في يد المقاومة، ويساند طيران التحالف عمليات المقاومة على الأرض من خلال ضربات جوية، حيث استهدف طيران التحالف، أمس، مواقع تمركز الميليشيات الحوثية في مديرية السدة وتحديدا منطقة المسقاة، والسدة هي من المديريات التي تحت سيطرت المقاومة، وتشهد مديرية العدين مواجهات مماثلة في إطار سعي الحوثيين استعادة السيطرة عليها، وقد فجر الحوثيون منزل قائد المقاومة الشعبية بالمديرية، العميد عبد الوهاب الوائلي، الذي عينته الحكومة الشرعية مديرًا لأمن محافظة إب قبل أيام.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».