سجل الدوري السعودي للسيدات في نسخته الأولى نجاحاً لافتاً، وحظي بإثارة لا حدود لها، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك حجم المستقبل الباهر الذي ينتظر هذه البطولة الوليدة في المملكة.
وكان النصر قد حصل على اللقب بعد منافسة وندية حتى الدقيقة الأخيرة من مباريات الجولة الـ14، مع الغريم الهلال، لينقل الناديان صراعهما إلى ملاعب كرة قدم السيدات.
وشهد الدوري استقطاب عدد كبير من اللاعبات الأجنبيات والعربيات اللاتي تركن بصمة كبيرة، وعززن من روح التنافس بين اللاعبات، وانعكس ذلك على مستوى الأداء.
وقالت لاعبة النصر والمنتخب البحريني حصة العيسى: «صحيح أن الدوري السعودي للسيدات حديث العهد، لكني أعتقد أن الفترة المقبلة سيتطور بشكل أفضل».
وأضافت: «المحترفات قدِمن من جميع أنحاء العالم للدوري السعودي، وهذا ما منح فرصة تبادل الخبرات وشدة المنافسة بين اللاعبات، وأنا كلاعبة بحرينية وخليجية يهمني أن تكون الرياضة النسائية السعودية بهذه الاحترافية والتقدم والجاهزية من ناحية البنى التحتية والمنشآت».
وتحدثت شاهيناز جبرين لاعبة فريق الاتحاد والمنتخب الأردني عن اكتسابها المهارات الكروية، قائلة: «من ألهمني للعب كرة القدم هو أخي، وكان الداعم الأول لي، حيث كنا نلعب معاً في طفولتنا مع أصدقائنا». وتابعت: «عندما جاءني عرض نادي الاتحاد كانت أول كلمة قيلت لي ماذا ستفعلين في الدوري السعودي؟ وذلك بسبب أنها النسخة الأولى من هذا الدوري، حيث اعتقد البعض أن مستواي سينخفض جراء ذلك».
حصة العيسى وياسمين فايز نجمتا البحرين والنصر السعودي (الاتحاد السعودي)
وأضافت: «لكني ذهلت بمستوى الدوري السعودي للسيدات، ولم أكن أتوقع هذا المستوى الاحترافي في اللعب، لا سيما أن الجدية أخذت مسارها بشكل كبير بدءاً من الوصول والاستقبال والكشف عن جاهزية اللاعبات قبل اللعب، وحتى النشيد الوطني قبل بداية المباراة، لقد كانت هناك تفاصيل صغيرة أُعجبت بها، بهذه الاحترافية والتعامل المهني في النسخة الأولى من الدوري السعودي للسيدات أتساءل كيف سيكون الوضع في نسخته الثانية؟»!
وأشادت شاهيناز جبرين بتعامل إدارة الأندية الكبيرة السعودية مع فرق السيدات وقالت: «الأندية الكبيرة في السعودية تُعامل فرق السيدات مثل تعاملها مع فرق الشباب في النادي، وهذا نادر أن نجده في أي دولة».
وكشفت شاهيناز أن المملكة تتخذ خطوات جادة في الرياضة النسائية السعودية، وهي قادرة على استضافة أي بطولة سواء على المستوى المحلي أو القاري، وهذا يعطي دافعاً للاعبات السعوديات للاستمرارية والتقدم.
ومن ناحيتها، أكدت لمياء بنت بهيان عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم أن هذا النجاح الذي واكب أول مواسم الدوري النسائي لم يكُن ليأتي لولا الدعم السخي من وزارة الرياضة ومجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم، مشيدة بجهود كل من عمل من أجل صناعة هذا المنتج».
وأضافت بنت بهيان أن المستوى المميز الذي ظهر به الدوري سينعكس بشكل كبير على تطور اللاعبات، الذي سيخدم أهداف المنتخب السعودي لكرة قدم السيدات خلال المرحلة المقبلة.
وأشادت عالية الرشيد مديرة إدارة كرة القدم النسائية بالإنجاز الذي حققه الدوري، مشددة على نجاح الأهداف المرجوة من إدارة كرة القدم النسائية، والمستوى الكبير الذي شهده الموسم عبر 56 مباراة.
وأضافت أن الموسم المقبل من الدوري الممتاز للسيدات سيشهد الكثير من التطورات في كافة النواحي الفنية والتنظيمية، وأنه لا يزال هناك الكثير من المستهدفات المرسومة لتطوير قطاع كرة القدم النسائية في المملكة.
وكان منتخب السعودية للسيدات لكرة القدم قد أطل لأول مرة في تاريخه عبر تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن شهر مارس (آذار)، حيث حلّ في المرتبة الـ171 عالمياً من أصل 188 منتخباً حاضراً في قائمة المنتخبات العالمية.
واستهل الأخضر السعودي للسيدات أولى مبارياته الودية ضد منتخبي سيشل والمالديف في فبراير (شباط) 2022 الماضي، والتقى بوتان مرتين في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، كما شارك في بطولة دولية في الدمام، حيث لعب ضد موريشيوس وجزر القمر وباكستان، وفاز بلقب البطولة لأول مرة في تاريخه، كما واجه منتخب إندونيسيا ودياً مرتين في الدمام الشهر الماضي.
وأشرف على تدريب الأخضر الألمانية ستاب مونيكا، قبل أن تترقى في منصبها لتتولى إدارة المنتخبات السعودية، وتطوير الكرة النسائية في البلاد، بينما حلّت مكانها الفنلندية روزا لابي.
وحظي المنتخب السعودي بدعم هائل في العامين الماضيين من اتحاد الكرة السعودي، حيث رسم له خطة استراتيجية ليكون في المقدمة خلال السنوات المقبلة، بحيث يتقدم في التصنيف العالمي ليكون في مقدمة منتخبات آسيا للسيدات كما هو منتخب الرجال.
وشهد «الأخضر للسيدات» دعماً مباشراً من أضواء العريفي حينما كانت في اتحاد الكرة، لتتولى مسؤولية الإشراف على الكرة النسائية بعدها لمياء بنت بهيان نائب رئيس اتحاد الكرة السعودي، وإدارة مجموعة من السيدات أمثال عالية الرشيد مديرة «الأخضر للسيدات».
وتسعى السعودية لاستضافة كأس آسيا للسيدات عام 2026، حيث يترقب المسؤولون قرار الاتحاد الآسيوي لكرة القدم اختيار السعودية للاستضافة في الربع الأخير من العام الحالي، لأن ملفها هو الأقوى والأفضل.