تختتم الجولة الرابعة والثلاثون للدوري الإنجليزي الممتاز اليوم بلقاء شبه مصيري لآرسنال الساعي لاستعادة الصدارة ولو مؤقتا، مع جاره اللندني تشيلسي الذي يعاني من وضع صعب للغاية هذا الموسم.
ويدخل آرسنال مباراة اليوم بعد أن فرّط في الصدارة لصالح مانشستر سيتي (حامل اللقب)، وبعد فشله في تحقيق أي فوز في أربع مباريات، حيث تعادل مع ليفربول ووستهام وساوثهامبتون قبل أن يسقط برباعية (1 - 4) أمام سيتي بالجولة الأخيرة.
ويحتل آرسنال المركز الثاني برصيد 75 نقطة، وبفارق نقطة واحدة خلف سيتي المتصدر الذي يملك مباراة واحدة مؤجلة.
وحقق مانشستر سيتي ثمانية انتصارات متتالية في الدوري، من بينها انتصاره الكبير على آرسنال الأسبوع الماضي، ليقترب من التتويج بلقبه الخامس خلال آخر ستة مواسم.
ميسون مدرب توتنهام منفعلاً على الحكم (رويترز)
أما آرسنال، فقد حصد ثلاث نقاط فقط خلال آخر أربع مباريات، لكنه ضمن بالفعل التأهل لدوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل، بعد أن غاب عن البطولة الأوروبية الأهم طوال ستة مواسم.
ورغم أن مانشستر سيتي أصبح الآن المرشح الأوفر حظا للتتويج، أكد الإسباني ميكل أرتيتا مدرب آرسنال على أن فريقه لن يرفع راية الاستسلام في صراع المنافسة على اللقب، وأنه سيقاتل حتى الرمق الأخير. وقال أرتيتا أمس: «لقد حققنا ما كان يصعب تحقيقه ولا يزال بإمكاننا الفوز بالدوري، لا يزال تتبقى خمس مباريات، ويمكن أن يحدث خلالها كثير من الأشياء».
وأضاف «لا يزال الفريق متحمسا ولديه رغبة للنجاح وتعويض الخسارة أمام سيتي، لكن علينا تحسين الأداء وإظهار رد فعل قوي بالفوز على تشيلسي. لم يعد حسم اللقب بأيدينا نحن فقط. لكن علينا الفوز بالمباريات المتبقية وترقب ما يحققه سيتي». وتابع «ما يفترض بنا فعله هو نسيان ما حدث الأسبوع الماضي والتعلم منه، وخوض المباراة المقبلة بكل حماسة على أرضنا ووسط جماهيرنا من أجل تصحيح المسار، يجب التحلي بالتواضع وإدراك نقاط ضعفنا والعمل على تطوير مستوانا... لكن نحن نملك أيضا كثيراً من نقاط القوة، وأعتقد أن هناك كثيراً من الأشياء التي فعلناها بشكل إيجابي في آخر عشرة أشهر».
وواصل المدرب الإسباني: «لست مطالبا برفع الروح المعنوية للاعبين، فهم لديهم رغبة كبيرة في عدم التفريط بأي نقطة فيما هو متبق من مباريات. من الصعب جدا توقع ما سيفعله (تشيلسي)، لكن يجب الاستعداد من أجل الفوز بالمباراة».
الحكم تيرني ونقاش مع كلوب قبل إنذاره (رويترز)
وعانى آرسنال بشدة في النواحي الدفاعية في غياب ويليام صليبا، والدليل على ذلك أن شباك الفريق اهتزت بمتوسط 2.17 هدف في المباراة من دون قلب الدفاع الفرنسي، مقابل 0.93 في المباريات التي شارك فيها. ويمكن القول إن آرسنال قد افتقد أيضا خدمات مدافعه الأيسر الياباني تاكهيرو تومياسو بالقدر نفسه أيضا للإصابة منذ منتصف مارس (آذار)، لكن دور صليبا المحوري، الذي تألق هذا الموسم لكنه لم يلعب منذ أكثر من شهر بسبب إصابة في الظهر، لم يجد من يشغله بكفاءة. وأكد أرتيتا أن صليبا لن يكون بوسعه اللعب أمام تشيلسي، وأوضح «لم تتحسن حالته على الإطلاق هذا الأسبوع». ويدرك أرتيتا أن التعثر أمام الجريح تشيلسي سيصعب جداً المهمة على فريقه، لا سيما أن بانتظاره مواجهة صعبة أخرى في المرحلة المقبلة على أرض المتألق نيوكاسل.
وأكد آرون رامسدال، حارس مرمى آرسنال، أن فريقه لن يستسلم بشأن حلمه بالتتويج وقال: «نشعر بالحزن حاليا، ولكننا ما زلنا في السباق، البطولة لم تنته بعد، ولا يمكن بعد المجهود الذي بذل طوال الشهور السابقة أن نستسلم قبل نهاية الدوري بخمس مباريات». وأضاف «المفاجآت تحدث في كرة القدم، ونتوقع أن تشهد الجولات الأخيرة تقلبات، أشياء عجيبة حدثت في الدوري الإنجليزي الممتاز من قبل، ترى كم هي الأمور متقاربة في مؤخرة جدول الترتيب، وأيضا في المقدمة، لذلك سنقوم بالضغط في الجولات الخمس الأخيرة لتحقيق الفوز، وبعد ذلك سنرى كيف سينتهي الأمر مع نهاية الموسم».
وسيكون بوسع آرسنال استعادة القمة ولو بشكل مؤقت إذا فاز على تشيلسي صاحب المركز 12 الذي يعاني من موسم محبط.
وخسر تشيلسي جميع مبارياته الخمس مع مدربه الجديد - القديم فرنك لامبارد في جميع المسابقات، آخرها صفر - 2 أمام برنتفورد في الجولة الماضية ليقترب من أسوأ نهاية لموسم منذ 1993 - 1994 عندما جاء في المركز 14 تحت قيادة غلين هودل، رغم إنفاق الملايين من الملاك الجدد.
وعلق لامبارد على هامش مواجهة اليوم المقررة في استاد الإمارات: «ما حققه آرسنال من تطور هذا الموسم درس يجب الاستفادة منه، هناك مرحلة طويلة فيما يتعلق بالوصول إلى المكانة التي تريدها. أتذكر اللعب أمام ميكل في بداية مشواره التدريبي مع آرسنال، في بعض الأحيان كان يلعب بخمسة لاعبين في الخلف وأحيانا بأربعة، والآن بات يملك هوية واضحة». وأضاف «كان هناك كثير من العمل داخل الفريق بمساعدة أرتيتا وباقي الفريق المعاون، هل نحن في تشيلسي نملك إمكانية لنفعل ذلك؟ نعم. هل سيحتاج ذلك إلى الوقت واتخاذ قرارات سليمة؟ نعم بكل تأكيد، نحتاج للتوحد والصلابة والالتزام للوصول إلى هذه المرحلة».
وتابع «تعرض أرتيتا للتشكيك وحدث ذلك مع اللاعبين والملاك، وهذه المرحلة احتاجت إلى عامين أو ثلاثة أعوام. وهذا مثال واضح لتنفيذ الأمر بشكل رائع».
واعترف لامبارد بمعاناة لاعبي تشيلسي من «انخفاض مستوى الثقة» بسبب سلسلة النتائج السيئة، لكنه طالب فريقه بتعويض ذلك بالعمل بجدية خلال الفترة المقبلة، وأوضح «يمكن فقط العمل للوصول إلى المستوى المطلوب من الأداء واستعادة الثقة. لا أحد يحب خسارة المباريات. تعرضنا أثناء اللعب لفترات تراجع في مستوانا بشكل جماعي، وكان علينا أن نتحسن، بالنظر عبر التاريخ، لقد نجحنا في العودة بفضل العمل بجدية. يمكننا فقط التفكير في المستقبل، والعمل للوصول بالتشكيلة إلى المكانة التي نريدها».
وأكد لامبارد استمرار غياب المدافع السنغالي كاليدو كوليبالي «لفترة من الوقت» بعدما تعرض لإصابة في عضلات الفخذ الخلفية خلال مواجهة ريال مدريد في دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا.
على جانب آخر كان الحكم بول تيرني الذي قاد مباراة ليفربول ضد توتنهام التي انتهت بفوز مثير للأول 4 - 3 محل انتقاد من مدربي الفريقين.
واتهم الألماني يورغن كلوب مدرب ليفربول الحكم بأنه يحمل ضغينة ضد فريقه، بينما أشار ريان ميسون مدرب توتنهام إلى أن تيرني جامل أصحاب الأرض بعدم احتساب ركلة جزاء واضحة لفريقه، وكذلك تغاضيه عن طرد مهاجم ليفربول ديوغو جوتا (مسجل الهدف الرابع في الوقت بدل الضائع) بسبب تدخله العنيف على لاعبه أوليفر سكيب وإصابته بقدمه في الرأس.
وتقدم ليفربول 3 - صفر في أول ربع ساعة لكن توتنهام انتفض ليتعادل 3 - 3 حين هز ريتشارليسون شباك أليسون بضربة رأس في الوقت بدل الضائع، واحتج كلوب على منح توتنهام ركلة حرة خلال بناء هدف التعادل، لكن ديوغو جوتا سجل هدف الفوز بعد دقيقة واحدة، ليركض مدرب ليفربول أمام الحكم الرابع احتفالا لينال بطاقة إنذار من تيرني بسبب انفعاله.
وانتقد كلوب الحكم في وقت سابق، زاعما أنه كان يجب أن يطرد مهاجم توتنهام هاري كين بسبب تدخل خطير خلال مواجهة بين الفريقين في 2021، وعاد أمس ليكرر أن ليفربول لديه «تاريخ» مع تيرني.
وقال كلوب: «لا أعرف حقا ما الذي يكنه ضدنا، قال إنه لا توجد مشكلة لديه، لكن هذه لا يمكن أن تكون الحقيقة... ينظر إليّ، لا أفهم ذلك، احتفالي لم يكن ضروريا، لكن ما قاله لي عندما أشهر البطاقة الصفراء ليس جيدا». ولم يكشف كلوب عن تفاصيل ما قاله تيرني!
وقالت لجنة الحكام إنها على علم بتعليقات كلوب، مشيرة إلى وجود تسجيلات لحكام الدوري الممتاز في كل المباريات عبر نظام التواصل، وأوضحت «بعد مراجعة كاملة لتسجيل صوت الحكم بول تيرني يمكننا تأكيد أنه تعامل بطريقة احترافية، بما في ذلك وقت إنذار مدرب ليفربول، لذا نبدد تماما أي تكهنات حول حدوث تصرفات غير لائقة من الحكم». وعوقب كلوب بسبب تعليقاته ضد حكام في السابق، وغُرم 45 ألف جنيه إسترليني (56502 دولار) من الاتحاد الإنجليزي في 2019 بسبب تعليقات ضد كيفن فريند.
لكن الغضب تملك أيضا مدرب توتنهام «المؤقت» ميسون، الذي أشار إلى أن قرارات عكسية كان لها تأثير على سير اللقاء، وأن فريقه لم يكن يستحق الخسارة. وقال ميسون: «كان من الضروري أن يراجع الحكم مساعديه في غرفة (الفار)، لقد تجاهل طرد جوتا بعد أن أصاب لاعبنا في وجهه بتدخل خطير، وتجاهل أيضا مراجعة الفيديو في واقعة جذب مهاجمنا ريتشارليسون داخل منطقة الجزاء رغم أنها واضحة للجميع». وأضاف «كنا الفريق الأفضل بشكل واضح تماما. إهداء فريق مثل ليفربول أربعة أهداف هو أمر صعب».
وعلق هاري كين قائد توتنهام على البداية السيئة لفريقه قائلا: «لم نتعلم من الدروس السابقة. هذه ليست أول مرة يحدث فيها ذلك هذا الموسم. نحتاج إلى التعامل مع المباريات الكبيرة بشكل أفضل. لقد أظهرنا أن بوسعنا العودة في المباريات، وأن نفعل ذلك خارج أرضنا في أنفيلد يؤكد أن لدينا الإمكانات، لكن من الصعب الحديث عن بداية المباريات بمثل هذه الطريقة وهذا أمر غير مقبول».