ما مستقبل «داعش» بعد القضاء على زعيمه أبو الحسين القرشي؟

رابع «قائد» للتنظيم يُقتل خلال 4 سنوات

مقتل رابع زعيم لتنظيم «داعش» خلال 4 سنوات (أرشيفية)
مقتل رابع زعيم لتنظيم «داعش» خلال 4 سنوات (أرشيفية)
TT
20

ما مستقبل «داعش» بعد القضاء على زعيمه أبو الحسين القرشي؟

مقتل رابع زعيم لتنظيم «داعش» خلال 4 سنوات (أرشيفية)
مقتل رابع زعيم لتنظيم «داعش» خلال 4 سنوات (أرشيفية)

أثار مقتل زعيم «داعش» الإرهابي أبو الحسين الحسيني الهاشمي القرشي، تكهنات بشأن تحركات التنظيم خلال الفترة المقبلة، وذلك بعد استهداف 4 من قادته خلال 4 سنوات.
وقال باحثون في شؤون الجماعات المتطرفة إن «الاستهداف السريع لقيادات التنظيم قد يؤدي إلى تراجع قدراته. إلا أنه نجح في البقاء والتكيُّف مع الضربات التي يتلقاها».
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان «مقتل أبو الحسين الحسيني في عملية للاستخبارات التركية بشمال سوريا». وقال في مقابلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن «الاستخبارات التركية كانت تتعقب من يُسمّى زعيم (داعش) منذ وقت طويل».
وفي مطلع ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أعلن تنظيم «داعش» مقتل أبو الحسن القرشي، ليتم اختيار أبو الحسين الحسيني القرشي خلفاً له.
وكان أبو الحسن القرشي قد تولى قيادة التنظيم بعد مقتل زعيمه السابق أبو إبراهيم القرشي، خلال غارة ‏جوية على شمال إدلب، غرب سوريا، في مارس (آذار) عام 2022.
وكان أبو إبراهيم القرشي، قد خلف زعيم التنسيق السابق أبو بكر البغدادي، الذي قُتل بضربة أميركية في إدلب شمال غربي سوريا في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2019.
وقال الباحث المصري المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة، عمرو عبد المنعم، إن «جميع القادة (المجهولين) الذين تولَّوا تنظيم (داعش) في السنوات الأخيرة لم يستطيعوا حماية أنفسهم، وأسفرت عملية إخفاء هوياتهم إلى مقتلهم».
وأوضح عبد المنعم في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «عملية قتل الزعيم الرابع لـ(داعش) أبو الحسين الحسيني، تُظهر أن التنظيم غير قادر على حماية قادته سواء في العراق أو سوريا». ولفت إلى أن «المتابع لوضع (داعش) وتنقلات قياداته سيصل إلى نتيجة مفادها أن هناك (تصفية شديدة) لقادة التنظيم من الصفين الأول والثاني، ومن المحتمل أن يكون مقتل (أبو الحسين الحسيني) نتيجة صراع داخلي».
من جهته، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة أحمد سلطان، أن «(داعش) تعرَّض لاستهداف قادته على مدار السنوات الماضية، وخسر تقريباً قادة الصف الأول بالكامل، وحتى الصف الثاني تعرَّض لخلخلة كبيرة».
وأضاف سلطان أن «مقتل (أبو الحسين) بمثابة هزة قوية للتنظيم، ويشير إلى أن التنظيم غير قادر على تأمين قياداته».
وفقد تنظيم «داعش» كثيراً من قيادات الصف الأول خلال الأشهر الماضية، ففي أكتوبر الماضي، قُتل أبو علاء الأموي في ضربة نفّذها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة شمال سوريا، وهو من أبرز 5 قادة في التنظيم.
وقُتل في الضربة ذاتها، أبو معاذ القحطاني، وكان مسؤولاً عن شؤون السجناء، كما قُتل أبو عبد الرحمن العراقي المعروف بـ«سيف بغداد» في الشهر ذاته، وقد شغل مواقع قيادية في التنظيم.
وحول تأثير مقتل أبو الحسين على التنظيم، قال عبد المنعم: «قد لا يؤثر مقتله على (داعش)، وإنما الاستهداف السريع والسهل للقيادات، قد يؤدي إلى تراجع قدرة التنظيم على التأثير و(الفاعلية) والثقة في القيادة».
وأشار إلى أن «ذلك لا يعني انتهاء التنظيم أو القضاء عليه، فهو ما زال يمتلك عدة أفرع تُشكّل رقماً مهماً في أماكن وجودها، لا سيما في القارة الأفريقية وآسيا وأفغانستان».
ونوَّه بأنه «من المرجح أن يسعى التنظيم للتغلب على التداعيات التي ترتبت على استهداف قياداته، وربما يحاول شن هجمات جديدة، سواء في مناطقه التقليدية أو في المناطق التي توجد أفرعه فيها».
ورجَّح عبد المنعم أن «يُحاول (مجلس شورى داعش) التغطية على نبأ مقتل أبو الحسيني، مثلما فعل مع مقتل أبو الحسن. وفي حال حدث ذلك، فهذا خطأ كبير سيقع فيه التنظيم».
وبحسب أحمد سلطان، فإن «التنظيم نجح في البقاء والتكيُّف مع الضربات التي يتلقاها، سواء بمقتل قادته، أو بالهزائم التي مُني بها، وطرده من مناطق سيطرته».
ولفت إلى أن «مقتل 4 قيادات لـ(داعش) خلال 4 سنوات، يشير إلى عدد من المشكلات الهيكلية التي يعاني منها التنظيم، منها اختراق واضح للقيادة، وضعف الجانب الأمني لتأمين قياداته، بدليل أنه في نحو 4 أشهر قُتل أبو الحسين الحسيني وأبو الحسن القرشي».
ومُني تنظيم «داعش الإرهابي»، الذي سيطر في 2014 على مناطق واسعة بسوريا والعراق، بهزائم متتالية، حيث خسر كامل مناطق سيطرته، إلا أن «بعض عناصره المتوارين لا يزالون يشنون هجمات محدودة في البلدين»، وفق مراقبين.


مقالات ذات صلة

«قسد»: قتلى وجرحى في هجومين لـ«داعش» بدير الزور

المشرق العربي عناصر من «قوات سوريا الديمقراطية» ينتشرون خلال أحد المؤتمرات شمال شرقي سوريا (إ.ب.أ)

«قسد»: قتلى وجرحى في هجومين لـ«داعش» بدير الزور

قالت «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، الثلاثاء، إن 5 من عناصرها قُتلوا في هجومين ضمن «سلسلة عمليات إرهابية منظّمة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي 
عناصر من تنظيم «داعش» (أرشيفية - أ.ف.ب)

«داعش» يعوِّل على مسلحي الفصائل في سوريا

بعد التهديد الأخير الذي أطلقه تنظيم «داعش» ضد الرئيس السوري أحمد الشرع محذراً إياه من الانضمام إلى التحالف الدولي ضد الإرهاب، يعود هذا الملف إلى الواجهة خصوصاً

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي حكومة دمشق بدأت أعمال صيانة لسد تشرين (أرشيفية)

القوات السورية تتسلم سد تشرين من «قسد» وسط أنباء عن توتر

دخلت قوات من الجيش السوري إلى منطقة سد تشرين في شرق حلب وأقامت نقاطاً عسكرية؛ تنفيذاً لاتفاق بنقل السيطرة عليه من «قسد» إلى حكومة دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي أرشيفية لعناصر تنظيم «داعش» في سوريا (المرصد السوري)

«داعش» يتبنى هجوماً أسفر عن مقتل 5 أكراد في شرق سوريا

ذكرت وكالة «أعماق» التابعة لتنظيم «داعش»، الاثنين، أن التنظيم قتل خمسة مقاتلين أكراد خلال هجوم في محافظة دير الزور بشرق سوريا.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
خاص «داعش» يستعيد نشاطه في سوريا ويهدد استقرار المنطقة (أرشيفية- أ ف ب) play-circle

خاص خيارات «داعش» في سوريا... والاستثمار في «خيبات الجهاديين»

يشكل «داعش» تهديداً جدياً لأمن سوريا ومستقبلها وقد توجَّه بآخر إصدار له للرئيس السوري أحمد الشرع مباشرة، محذراً إياه من الانضمام إلى التحالف الدولي ضد الإرهاب.

سلطان الكنج

أزمة الكهرباء تتفاقم في عدن بسبب نفاد وقود محطات التوليد

محتجون يمنيون يغلقون الطريق المؤدية إلى قصر معاشيق (إعلام محلي)
محتجون يمنيون يغلقون الطريق المؤدية إلى قصر معاشيق (إعلام محلي)
TT
20

أزمة الكهرباء تتفاقم في عدن بسبب نفاد وقود محطات التوليد

محتجون يمنيون يغلقون الطريق المؤدية إلى قصر معاشيق (إعلام محلي)
محتجون يمنيون يغلقون الطريق المؤدية إلى قصر معاشيق (إعلام محلي)

تفاقمت أزمة الكهرباء في مدينة عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية عاصمة مؤقتة للبلاد، بصورة غير مسبوقة، وبلغت ساعات الإطفاء 22 ساعة في اليوم، بالتوازي مع تراجع سعر العُملة المحلية إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق مقابل الدولار.

وازدادت الأزمة حدة بسبب نفاد الوقود، وتوقف شركة «صافر» الحكومية عن تزويد المحطة الرئيسية بحصتها من الوقود الخام، بسبب ما قيل إنه تأخُّر الحكومة عن سداد مديونيتها.

كما ساهم إلغاء الحكومة عقود شراء الطاقة من القطاع الخاص -والذي كان يكلف الحكومة مليوني دولار يومياً- في تراجع القدرة التوليدية إلى مستويات متدنية جداً؛ حيث تعود الخدمة ساعتين فقط في اليوم الواحد، وهو ما أدى إلى خروج مظاهرات احتجاجية إلى شوارع المدينة؛ حيث قطع المحتجون بعض الشوارع وأحرقوا الإطارات المستعملة.

وردد المحتجون الهتافات المنددة بالأداء الحكومي وتردي الخدمات، وطالبوا بحل عاجل لأزمة الكهرباء، بينما تولت قوات الأمن تفريق الاحتجاجات.

محتجون يمنيون يغلقون الطريق المؤدية إلى قصر معاشيق (إعلام محلي)
محتجون يمنيون يغلقون الطريق المؤدية إلى قصر معاشيق (إعلام محلي)

وذكر المحتجون أن 5 منهم أُوقفوا لدى الشرطة، وسط دعوات متزايدة لمواصلة الاحتجاجات التي شملت عدداً من مديريات المدينة، في ظل ارتفاع درجات الحرارة، وعدم وجود حلول عاجلة لتوفير الوقود ومعالجة النقص في الخدمة.

وحذَّرت مصادر سياسية من تنامي هذه الاحتجاجات وخروجها عن السيطرة، كما حدث في مرات سابقة، حين اقتحم المحتجون قصر معاشيق؛ حيث يقيم مجلس القيادة الرئاسي ورئيس الحكومة.

تهاوي العُملة

وسط هذه التطورات واتساع الأزمة الإنسانية في البلاد التي طالت أكثر من 17 مليون شخص، بينهم 5 ملايين طفل، سجَّل الريال اليمني أدنى سعر له في تاريخ البلاد أمام الدولار؛ حيث تجاوز سعر الدولار الواحد 2500 ريال.

ويعود السبب الرئيسي لهذا التراجع الحاد إلى استمرار توقف تصدير النفط، نتيجة استهداف الحوثيين مواني التصدير، وتهديد السفن حتى لا تدخل إليها، وهو ما فاقم من الأزمة المالية التي تواجهها الحكومة المعترف بها دولياً، وجعلها غير قادرة على تغطية كامل رواتب الموظفين العموميين.

الريال اليمني يهوي إلى أدنى مستوياته مقابل العملات الأجنبية (إعلام محلي)
الريال اليمني يهوي إلى أدنى مستوياته مقابل العملات الأجنبية (إعلام محلي)

وبينما كان المحتجون يغلقون الشوارع، أكد رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك أنه تم تفعيل لجنة مناقصات شراء ونقل وتوزيع الوقود للكهرباء، مما أسهم في ترشيد الإنفاق بمئات الملايين من الدولارات في عام واحد.

كما وجَّه بن مبارك بإلغاء عقود الطاقة المشتراة في محافظة عدن التي كانت تمثل عبئاً مالياً على الدولة، وتُهدر خلالها ملايين الدولارات سنوياً، وقال: «تخيلوا أننا نصرف سنوياً 600 مليون دولار على شراء الكهرباء، ومع هذا فإنها غير منتظمة».

تفهُّم أمني

أكدت الأجهزة الأمنية في عدن تفهمها الكامل لحالة الغضب الشعبي التي تسود الأوساط المجتمعية، نتيجة استمرار انقطاع التيار الكهربائي بسبب نفاد الوقود المشغِّل لمحطات الطاقة، وقالت إنها تساند المطالب المشروعة للمواطنين، ودعت إلى التعبير عن الاحتجاجات بالطرق السلمية والقانونية.

وأكدت الشرطة في بيان لها عقب هذه الأحداث، رفضها القاطع لأي اعتداء أو مساس بالممتلكات العامة والخاصة، وحذَّرت من محاولات استغلال حالة الغضب لتنفيذ أعمال تخريبية تضر بمصالح المواطنين وأمن المدينة.

رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)
رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

ودعت الشرطة في عدن إلى التحلِّي بضبط النفس واليقظة، وعدم الانجرار وراء محاولات مشبوهة تهدف إلى الإخلال بالأمن والاستقرار. ونبَّهت إلى خطورة استغلال القُصَّر في أعمال التخريب، وأكدت أنها ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق أولياء أمور القُصَّر الذين يثبت تورط أبنائهم في مثل هذه الأعمال التي تمس الأمن والاستقرار.

وعلى صعيد منفصل، أوقفت مصلحة السجون استقبال أي سجناء جدد بسبب عدم حصولها على مستحقاتها المالية من وزارة المالية، بعد أن تراجعت عن هذه الخطوة قبل شهرين، وكانت للأسباب ذاتها.

ووجَّه رئيس المصلحة، اللواء علي عبد الرب، مديري الفروع في المحافظات، بالتوقف عن استقبال أي سجناء جدد من تاريخ 28 أبريل (نيسان) الجاري، مع التوقف التام عن نقل السجناء إلى النيابات والمحاكم، وإبلاغهم بإمكانية ترتيب عقد الجلسات في مقر الإصلاحيات، حرصاً على سير العدالة.

وتضمنت توجيهات رئيس مصلحة السجون عدم السماح بالنزولات والزيارات، وإقامة الأنشطة للمنظمات الإنسانية المرخصة، وكذا تقليص الزيارات للسجناء، نتيجة عدم صرف الموازنة الشهرية، ما يهدِّد بالانهيار؛ لأن وقف التغذية يؤثر على خدمة السجناء.

وذكر المسؤول الحكومي أن خطابات رئيس الحكومة والقضاء إلى وزارة المالية بضرورة صرف موازنة السجون بصورة استثنائية، قد باءت بالفشل، رغم المتابعة المستمرة.