يعد المشجع محمد البن الشهير بـ«أبو فيصل»، أحد أبرز الوجوه في مدرجات الكرة بمحافظة الأحساء، كونه يتميز عن الملايين من عشاق الكرة بـ«تشجيع جميع الأندية دون استثناء».
يؤكد محمد البن أشهر مشجع كرة قدم في محافظة الأحساء أنه يقدم من خلال ذلك رسالة «رياضية» بكل معانيها، من خلال مؤازرة جميع الأندية سواء في الأحساء أو الأندية القادمة من خارجها؛ حيث إنه يسعى إلى أن يظهر في جميع المدرجات، و«إسعاد الجماهير من خلال المهارات التي أمتلكها».
وزاد «أبو فيصل» بالقول: «إن الرياضة رسالة وليست فوزاً وخسارة فقط، أحببت الكثيرين من أجلها، ولن أكره شخصاً بسببها، هي وسيلة محبة وتقارب وليست للتنافر والصراعات؛ ولذا أحرص أن أكون من يقدم هذه الرسالة منذ أكثر من 40 عاماً».
وعن ميوله الرياضية، خصوصاً أنه يظهر في مدرجات جميع الأندية حتى الأندية المتنافسة التي توجد في الأحساء، وتتصارع من أجل حصاد البطولات الموسمية، قال: «كما ذكرت... أحب جميع الأندية، شجعت النصر والهلال والاتحاد والأهلي في مدرجاتهم في الأحساء، كما شجعت الفتح والعدالة وهجر وحتى النهضة من الدمام حينما صعد لدوري المحترفين، وأهديت قصيدة خاصة للراحل فيصل الشهيل، رحمه الله، بتلك المناسبة، ونُشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي».
البن طالب بتكريمه من قبل نادي الفتح (تصوير: سعد الدوسري)
وحول الأندية التي كان يهواها منذ بداياته في متابعة كرة القدم، قال: «كنت أحب النصر في عهد النجوم الكبار يتقدمهم ماجد عبد الله ومحيسن الجمعان ويوسف خميس وفهد الهريفي... وغيرهم من الأسماء الكبيرة، ولكن مع مرور الوقت واستمتاعي أكثر بكرة القدم، وتركي الانزواء تجاه فريق معين أحببت الهلال، خصوصاً في العهد الحالي الذي يحقق فيه الفريق منجزات كبيرة ومشرفة للوطن، أحب قائمة النجوم فيه، يتقدمهم سالم الدوسري وسلمان الفرج وقائمة الأسماء الكبيرة التي قدمت الكثير، كما أن احتفالية سالم الدوسري «الخلطة» مثار إعجابي الكبير، حيث إن هذا الفريق بنجومه باتت له قيمة ومكانة كبيرة لدي، وأحرص على حضور مبارياته».
وواصل: «كما لا أنسى أن استقطاب النصر للاعب (كريستيانو رونالدو) أعاد قيمته، ولقد عزفت بأهزوجة خاصة بهما كما هتفت قبلها بأهازيج خاصة للهلال والاتحاد والأهلي... وغيرهم».
وأضاف قائلاً: «جميع الأهازيج التي أقدمها في المدرجات من تأليفي وألحاني، ولا أحرص على الأهازيج المكررة كثيراً في مدرجات الأندية، أسعى أن أكون مميزاً عنهم».
وبيّن أنه ظهر في مدرجات الاتحاد في مباراته ضد الفتح، ودعم الفريق بأهزوجة خاصة، وهذا يعني أنه لا يهمه من يحصد لقب دوري روشن السعودي لهذا الموسم.
وعن الحرج الذي يقع فيه حينما يشجع ضد نادي الفتح تحديداً، خصوصاً أنه بدأ في ذلك المدرج، قال: «لا يوجد أي حرج. أنا أساند الفتح سنوات طويلة، وحقيقة أتمنى تكريمي فأنا لم أكرم، وجرى دعمي بمبلغ رمزي من قبل الرئيس السابق أحمد الراشد، وهذا الشيء لا يعني أنني أشجع دائماً ضد الفتح، بدأت في مدرجات الفتح مند عام (1993)، حيث كان الفريق بعيداً عن الأضواء، وبقيت معه وأكرر التأكيد على أمنيتي أن أحظى بتكريم من رجالات الفتح».
وأضاف: «أكثر معاناتي هي في المواصلات والتكلفة المادية من أجل التوجه للملعب ومن ثم العودة منه؛ لذا أرجو أن تحل هذه المعاناة في الفترة المقبلة، وأن أواصل ظهوري في المدرجات وحضور المباريات».
وحول وضع أسرته من حيث تشجيع فرق كرة القدم، قال: «لدي أبناء يشجعون الهلال، وآخرون يشجعون النصر، وحقيقة لا أتدخل في ميول أي منهم، فلديهم الحرية في الاختيار».
وأضاف: «في الحقيقة، جرى تشجيعي جميع الأندية بناءً على نصيحة من أحد أبنائي بأن أشجع اللعب الجميل، وألا أتحيز مع فريق ضد آخر، وهذا ما عملت عليه فعلاً، وكسبت حب الجميع، أنا الآن لدي أكثر من مليون ونصف المليون متابع في أحد مواقع وسائل التواصل الاجتماعي، وهناك حفاوة واحترام أحظى بهما في كل مناسبة أحضرها بدعوة من القائمين عليها في الأحساء، وأيضاً أنا مطلوب للظهور دائماً في القنوات الفضائية والمواقع التي تغطي دوري المحترفين، وهذه الشهرة والمكانة لم أحظَ بها عبثاً».
وتمنى أبو فيصل أن ينخفض مستوى التعصب في المدرجات، ويدرك الجميع أن كرة القدم في النهاية رياضة لها رسالة الاحترام والمحبة، وألا تنجرف لأمور أخرى بعيداً عن الهدف السامي لها.
واشتهر أبو فيصل بـ«هز الرقبة» واللعب بـ«مسبحة» تحمل شعار النادي الذي يحضر له في المدرجات، حيث يلفت الأنظار دائماً بهذه الموهبة.