آرون سالم… بانينكا «فاشلة» وشجاعة «في غير محلها»

صانع فرحة الشبابيين يعيش «كابوساً مزعجاً» بعد إهداره الجزائية الثمينة

آرون سالم لحظة تنفيذه الجزائية المهدرة (تصوير: علي خمج)
آرون سالم لحظة تنفيذه الجزائية المهدرة (تصوير: علي خمج)
TT

آرون سالم… بانينكا «فاشلة» وشجاعة «في غير محلها»

آرون سالم لحظة تنفيذه الجزائية المهدرة (تصوير: علي خمج)
آرون سالم لحظة تنفيذه الجزائية المهدرة (تصوير: علي خمج)

لم يتخيل الشبابيون يوما أن أحد صُناع الفرح في فريقهم سيكون سببا في خسارة واحدة من أهم مباريات الدوري السعودي ومنعطف العودة إلى المنافسة بقوة على اللقب بالنسبة لهم، وهو الأمر الذي انطبق على الغابوني آرون سالم أحد أكثر من طالتهم الاتهامات في الساعات الماضية بوأد حلم الفريق الباحث عن لقب غائب عن خزائنه منذ 2012.
يملك آرون سالم سبعة أهداف في الدوري، وهو ثالث الهدافين لفريق الشباب بعد البرازيلي كارلوس جونيور الذي سجل 12 هدفاً حتى الآن، والأرجنتيني جوانكا الذي سجل 11 هدفا.
في مباراة الاتحاد الأخيرة تحصل الشباب على ضربة جزاء في الدقيقة 88 في الوقت الذي كانت فيه النتيجة تشير إلى التعادل الإيجابي 1-1 بين الفريقين، تقدم آرون سالم لتنفيذ الجزائية وسط غضب عارم من المدرب الإسباني فيسنتي مورينو أظهرته لقطات تم تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي بعد اللقاء، وكذلك غضب عارم من القائد بانيغا.
لقد أمسك الغابوني آرون سالم بوبيندزا بالكرة ووضعها على نقطة الجزاء وأخذ يلتقط الأنفاس قبل التنفيذ، مضت سبع ثوان على إطلاق الحكم الصربي سردجان يوفانوفيتش صافرته، فتقدم ببطء ولعب الكرة بهدوء «بانينكا» في منتصف المرمى محاولا مخادعة البرازيلي غروهي حارس مرمى فريق الاتحاد، الذي لم يبذل مجهوداً كبيراً في التقاط الكرة رغم التوتر الكبير الذي بدا عليه الحارس العملاق، الذي ترجم ذلك بفرحة كبيرة بعد التصدي للكرة.
بدا التوتر جلياً وواضحاً في الملعب بعد أن أظهرت لقطات النقل التلفزيوني المدرب الإسباني مورينو يشير إلى جهازه المساعد بإجراء تبديل سريع للاعب، الذي بدا مستسلماً للأمر وأيقن فداحة ما قام به.
لم يتجه آرون سالم إلى مقاعد بدلاء فريقه، بل فضل الخروج إلى غرف تبديل الملابس وسط غضب كبير من زملائه اللاعبين تجاهه، لكنه مر بخطوات هادئة لخارج الملعب.
«لا يمكن اتهامه بتعمد إضاعة ضربة الجزاء»… بهذه الكلمات أوضح طلال آل الشيخ المدير التنفيذي بالنادي العاصمي، إلا أنه أشار إلى أن اللاعب كان أحد أسباب الخسارة.
كان الشباب يبتعد عن الاتحاد بفارق 6 نقاط قبل بدء المواجهة وكانت هذه الجزائية كفيلة بأن تقود الليث للتقدم خطوة نحو الأمام وتقليص الفارق مع الاتحاد إلى ثلاث نقاط، خاصة أن المنافسة بدأت في الاحتدام، إلا أن ضياع ضربة الجزاء أهدر حلم الشباب وجمد رصيده عند خمسين نقطة، بفارق تسع نقاط عن المتصدر.
وبالعودة إلى حديث آل الشيخ فقد قال لوسائل الإعلام بعد نهاية اللقاء: آرون سالم اتخذ قراراً فردياً بتنفيذ ضربة الجزاء وهو ليس مختصا بذلك، موضحاً: المدرب لديه أسماء لاعبين محددين للتنفيذ، ولكن هو اتجه من رأسه ونفذ.
ورفض آل الشيخ اتهام اللاعب آرون سالم بأنه تعمد إضاعة ضربة الجزاء، موضحاً: لم يكن له أي داع للتنفيذ، ولكن حتى لو سجلنا مع هذا الحكم فلا يمكن أن نخرج بنتيجة إيجابية.
أما الإسباني فيسنتي مورينيو مدرب الفريق فقد أكد على كلام آل الشيخ في المؤتمر الصحافي، وقال: بوبيندزا ليس في قائمة المنفذين لركلات الجزاء، أتحمل المسؤولية، واللاعب كان يجب ألا ينفذ ركلة الجزاء، وكما أعترف بمسؤوليتي في تنفيذ بوبيندزا يجب على اللاعب تحمل المسؤولية أيضا.
وفي ذات الجانب، واصل مدرب الشباب حديثه: بانيغا هو المنفذ الأول لضربات الجزاء وجوانكا الثاني، حسب تعليماتي كان يجب أن ينفذها جوانكا، وبوبيندزا أعتقد أنه المنفذ الرابع.
قد ترسم هذه الجزائية المهدرة نقطة النهاية بين الشبابيين والغابوني آرون سالم، خاصة بعد حملة الغضب الكبيرة في الفريق والمدرج الشبابي، وكذلك التصريحات الحادة من الجهازين الإداري والفني تجاه اللاعب.
كان اللاعب تعرض لسيل من الانتقادات والهجوم بعد الجزائية المهدرة، حيث أوضح عبر حسابه في «تويتر»: لقد أخطأت، أعلم ذلك وأتحمل المسؤولية عن ذلك، أنا لا أبحث عن أعذار، لكن هل من الطبيعي أن أتلقى مثل هذه الرسائل؟ أنا أحب النادي، أعطي كل ما لدي، أحيانا تتألق وأحياناً تسقط، هذه هي الحياة، هذه هي الرياضة، لكن لا شيء يبرر العنصرية أبداً.
وأرفق بوبيندزا مع تغريدته صوراً لعدد من الرسائل التي تلقاها عبر حسابه في منصة التواصل الاجتماعي، وتشير في مضمونها إلى «عنصرية».
وكان بوبيندزا (26 عاماً) انتقل مطلع الموسم الحالي إلى صفوف فريق الشباب قادماً من العربي القطري، في صفقة كانت إضافة قوية لفريق الشباب لما يمتلكه اللاعب من إمكانات كبيرة.


مقالات ذات صلة

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

رياضة سعودية ولي العهد لحظة مباركته لملف السعودية لاستضافة كأس العالم 2034 (واس)

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

تتجه أنظار العالم، اليوم الأربعاء، نحو اجتماع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث يجتمع 211 اتحاداً وطنياً للتصويت على تنظيم كأس العام 2030 و2034.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية ولي العهد أعطى الضوء الأخضر لعشرات الاستضافات للفعاليات العالمية (الشرق الأوسط)

«كونغرس الفيفا» يتأهب لإعلان فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034

تقف الرياضة السعودية أمام لحظة مفصلية في تاريخها، وحدث قد يكون الأبرز منذ تأسيسها، حيث تفصلنا ساعات قليلة عن إعلان الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية انفانتينو وأعضاء فيفا في صورة جماعية مع الوفد السعودي (وزارة الرياضة)

لماذا وضع العالم ثقته في الملف «المونديالي» السعودي؟

لم يكن دعم أكثر من 125 اتحاداً وطنياً تابعاً للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، من أصل 211 اتحاداً، لملف المملكة لاستضافة كأس العالم 2034 مجرد تأييد شكلي.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة سعودية المدن السعودية ستكون نموذجاً للمعايير المطلوبة (الشرق الأوسط)

«مونديال 2034»: فرصة سعودية لتغيير مفهوم الاستضافات

ستكون استضافة «كأس العالم 2034» بالنسبة إلى السعودية فرصة لإعادة صياغة مفهوم تنظيم الأحداث الرياضية العالمية؛ إذ تسعى السعودية إلى تحقيق أهداف «رؤيتها الوطنية.

فاتن أبي فرج (بيروت)
رياضة سعودية يُتوقع أن تجذب المملكة مستثمرين في قطاعات مثل السياحة، الرياضة، والتكنولوجيا، ما يعزز التنوع الاقتصادي فيها (الشرق الأوسط)

«استضافة كأس العالم» تتيح لملايين السياح اكتشاف جغرافيا السعودية

حينما يعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم، اليوم الأربعاء، فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034، ستكون العين على الفوائد التي ستجنيها البلاد من هذه الخطوة.

سعد السبيعي (الدمام)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».