لم يتخيل الشبابيون يوما أن أحد صُناع الفرح في فريقهم سيكون سببا في خسارة واحدة من أهم مباريات الدوري السعودي ومنعطف العودة إلى المنافسة بقوة على اللقب بالنسبة لهم، وهو الأمر الذي انطبق على الغابوني آرون سالم أحد أكثر من طالتهم الاتهامات في الساعات الماضية بوأد حلم الفريق الباحث عن لقب غائب عن خزائنه منذ 2012.
يملك آرون سالم سبعة أهداف في الدوري، وهو ثالث الهدافين لفريق الشباب بعد البرازيلي كارلوس جونيور الذي سجل 12 هدفاً حتى الآن، والأرجنتيني جوانكا الذي سجل 11 هدفا.
في مباراة الاتحاد الأخيرة تحصل الشباب على ضربة جزاء في الدقيقة 88 في الوقت الذي كانت فيه النتيجة تشير إلى التعادل الإيجابي 1-1 بين الفريقين، تقدم آرون سالم لتنفيذ الجزائية وسط غضب عارم من المدرب الإسباني فيسنتي مورينو أظهرته لقطات تم تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي بعد اللقاء، وكذلك غضب عارم من القائد بانيغا.
لقد أمسك الغابوني آرون سالم بوبيندزا بالكرة ووضعها على نقطة الجزاء وأخذ يلتقط الأنفاس قبل التنفيذ، مضت سبع ثوان على إطلاق الحكم الصربي سردجان يوفانوفيتش صافرته، فتقدم ببطء ولعب الكرة بهدوء «بانينكا» في منتصف المرمى محاولا مخادعة البرازيلي غروهي حارس مرمى فريق الاتحاد، الذي لم يبذل مجهوداً كبيراً في التقاط الكرة رغم التوتر الكبير الذي بدا عليه الحارس العملاق، الذي ترجم ذلك بفرحة كبيرة بعد التصدي للكرة.
بدا التوتر جلياً وواضحاً في الملعب بعد أن أظهرت لقطات النقل التلفزيوني المدرب الإسباني مورينو يشير إلى جهازه المساعد بإجراء تبديل سريع للاعب، الذي بدا مستسلماً للأمر وأيقن فداحة ما قام به.
لم يتجه آرون سالم إلى مقاعد بدلاء فريقه، بل فضل الخروج إلى غرف تبديل الملابس وسط غضب كبير من زملائه اللاعبين تجاهه، لكنه مر بخطوات هادئة لخارج الملعب.
«لا يمكن اتهامه بتعمد إضاعة ضربة الجزاء»… بهذه الكلمات أوضح طلال آل الشيخ المدير التنفيذي بالنادي العاصمي، إلا أنه أشار إلى أن اللاعب كان أحد أسباب الخسارة.
كان الشباب يبتعد عن الاتحاد بفارق 6 نقاط قبل بدء المواجهة وكانت هذه الجزائية كفيلة بأن تقود الليث للتقدم خطوة نحو الأمام وتقليص الفارق مع الاتحاد إلى ثلاث نقاط، خاصة أن المنافسة بدأت في الاحتدام، إلا أن ضياع ضربة الجزاء أهدر حلم الشباب وجمد رصيده عند خمسين نقطة، بفارق تسع نقاط عن المتصدر.
وبالعودة إلى حديث آل الشيخ فقد قال لوسائل الإعلام بعد نهاية اللقاء: آرون سالم اتخذ قراراً فردياً بتنفيذ ضربة الجزاء وهو ليس مختصا بذلك، موضحاً: المدرب لديه أسماء لاعبين محددين للتنفيذ، ولكن هو اتجه من رأسه ونفذ.
ورفض آل الشيخ اتهام اللاعب آرون سالم بأنه تعمد إضاعة ضربة الجزاء، موضحاً: لم يكن له أي داع للتنفيذ، ولكن حتى لو سجلنا مع هذا الحكم فلا يمكن أن نخرج بنتيجة إيجابية.
أما الإسباني فيسنتي مورينيو مدرب الفريق فقد أكد على كلام آل الشيخ في المؤتمر الصحافي، وقال: بوبيندزا ليس في قائمة المنفذين لركلات الجزاء، أتحمل المسؤولية، واللاعب كان يجب ألا ينفذ ركلة الجزاء، وكما أعترف بمسؤوليتي في تنفيذ بوبيندزا يجب على اللاعب تحمل المسؤولية أيضا.
وفي ذات الجانب، واصل مدرب الشباب حديثه: بانيغا هو المنفذ الأول لضربات الجزاء وجوانكا الثاني، حسب تعليماتي كان يجب أن ينفذها جوانكا، وبوبيندزا أعتقد أنه المنفذ الرابع.
قد ترسم هذه الجزائية المهدرة نقطة النهاية بين الشبابيين والغابوني آرون سالم، خاصة بعد حملة الغضب الكبيرة في الفريق والمدرج الشبابي، وكذلك التصريحات الحادة من الجهازين الإداري والفني تجاه اللاعب.
كان اللاعب تعرض لسيل من الانتقادات والهجوم بعد الجزائية المهدرة، حيث أوضح عبر حسابه في «تويتر»: لقد أخطأت، أعلم ذلك وأتحمل المسؤولية عن ذلك، أنا لا أبحث عن أعذار، لكن هل من الطبيعي أن أتلقى مثل هذه الرسائل؟ أنا أحب النادي، أعطي كل ما لدي، أحيانا تتألق وأحياناً تسقط، هذه هي الحياة، هذه هي الرياضة، لكن لا شيء يبرر العنصرية أبداً.
وأرفق بوبيندزا مع تغريدته صوراً لعدد من الرسائل التي تلقاها عبر حسابه في منصة التواصل الاجتماعي، وتشير في مضمونها إلى «عنصرية».
وكان بوبيندزا (26 عاماً) انتقل مطلع الموسم الحالي إلى صفوف فريق الشباب قادماً من العربي القطري، في صفقة كانت إضافة قوية لفريق الشباب لما يمتلكه اللاعب من إمكانات كبيرة.
آرون سالم… بانينكا «فاشلة» وشجاعة «في غير محلها»
صانع فرحة الشبابيين يعيش «كابوساً مزعجاً» بعد إهداره الجزائية الثمينة
آرون سالم… بانينكا «فاشلة» وشجاعة «في غير محلها»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة