مؤشر «الفاو» يكشف تراجع أسعار الغذاء عالميًا وعدم تجاوب السوق السعودية

وسط انتظار لتحرك وزارة التجارة للجم الاحتكار

مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الغذاء بلغ 164.6 نقطة في يوليو 2015، بانخفاض قدره1.7 نقطة وبهذا المستوى، يصل المؤشِّر إلى أدنى قيمة له منذ سبتمبر 2009 ({الشرق الأوسط})
مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الغذاء بلغ 164.6 نقطة في يوليو 2015، بانخفاض قدره1.7 نقطة وبهذا المستوى، يصل المؤشِّر إلى أدنى قيمة له منذ سبتمبر 2009 ({الشرق الأوسط})
TT

مؤشر «الفاو» يكشف تراجع أسعار الغذاء عالميًا وعدم تجاوب السوق السعودية

مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الغذاء بلغ 164.6 نقطة في يوليو 2015، بانخفاض قدره1.7 نقطة وبهذا المستوى، يصل المؤشِّر إلى أدنى قيمة له منذ سبتمبر 2009 ({الشرق الأوسط})
مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الغذاء بلغ 164.6 نقطة في يوليو 2015، بانخفاض قدره1.7 نقطة وبهذا المستوى، يصل المؤشِّر إلى أدنى قيمة له منذ سبتمبر 2009 ({الشرق الأوسط})

في الوقت الذي سجل فيه متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة (فاو) لأسعار الغذاء أدنى قيمة له منذ سبتمبر (أيلول) 2009، يستغرب مراقبون للسوق الغذائية في السعودية أن هذا الانخفاض لم ينعكس بالقدر نفسه على الأسعار المحلية، مما يشير إلى ارتفاع هامش الربح للتجار وقطاع التجزئة.
وفي هذا الشأن، قال الدكتور عبد الرحمن السلطان المحلل الاقتصادي؛ لـ«الشرق الأوسط»، إن معظم أسعار السلع العالمية تراجعت لأدنى مستوى لها، ومن المفترض أن ينعكس ذلك على الأسعار المحلية، التي ما زالت عند مستويات مرتفعة مقارنة بالدول الأخرى. كما أشار إلى أن السبب الأساسي في ذلك يرجع إلى الممارسات التجارية وسيطرة بعض الوكالات الحصرية على عملية الاستيراد، مضيفًا: «برأيي الاحتكار هو السبب في عدم تمرير هذا الانخفاض الحاصل في السوق العالمية إلى السوق المحلية».
وأوضح السلطان أن التجار يجدون في ظل الطلب الكلي القوي والانخفاض العالمي للأسعار فرصة لتحقيق أرباح إضافية، أي تحقيق هوامش ربح أعلى. وأضاف: «كما نجد أن السلع اليابانية ما زالت مرتفعة، على الرغم من انخفاض الين الياباني، ويرجع ذلك إلى الوكلاء الحصريين الذين استغلوا هذا الانخفاض لزيادة أرباحهم، حيث باستطاعتهم تسويق بضائعهم بالأسعار السابقة نظرا لوجود قوة شرائية كبيرة وعدم وجود منافسين لهم».
ويؤيد هذا الرأي، المحلل الاقتصادي محمد العمران الذي أكد على أن الاحتكار الذي تعاني منه السوق السعودية أضر بالمستهلكين، وقال: «لقد انخفضت الأسعار العالمية منذ أكثر من سنة، وشمل هذا الانخفاض أسعار المواد الغذائية ومواد البناء، في الوقت الذي لم نلاحظ فيه تغيرًا كبيرًا في الأسعار المحلية». فالسوق المحلية تعاني من الاحتكار في معظم أنواع السلع الأساسية، كالأرز والحبوب والسكر والدواجن والألبان. وشدد العمران على ضرورة تفعيل المنافسة قائلا: «لو كانت هناك منافسة أكبر، ستتلاشى هذه الممارسات الاحتكارية وبالتالي يستفيد المستهلك النهائي من المنافسة العادلة، كما أن للتاجر الحق في تحقيق الأرباح بشرط أن تكون أرباح معقولة». ويفيد العمران كذلك: «في ظل هذا التفاعل الخجول مع انخفاض الأسعار العالمية في كل السلع، يأتي دور الجهات المعنية، حيث يتحتم على وزارة التجارة أن يكون لها دور أكبر في الفترة القادمة لمنع الممارسات الاحتكارية من جهة، وممارسة الرقابة على الأسواق والتأكد من عدم تحقيق التجار لهوامش ربح عالية من جهة أخرى».
إلاّ أن الرئيس التنفيذي لجمعية حماية المستهلك، الدكتور سليمان السماحي، قد قال في وقت سابق «إن الشركات والتجار يوقعون عقودا طويلة الأجل مع الشركات الأجنبية، لذلك عندما تنخفض الأسعار العالمية لا يعني ذلك انخفاض الأسعار المحلية تلقائيا، لأن هذه العقود موقعة بأسعار مختلفة، وبالتالي قد يأخذ الانخفاض وقتا كبيرا».
ويُذكر أن مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الغذاء بلغ 164.6 نقاط في يوليو (تموز) 2015، بانخفاض قدره1.7 نقاط (1 في المائة) عن مستوياته في يونيو (حزيران) ومتراجعًا بنحو 40 نقطة (19.4 في المائة) عن مستوياته في يوليو 2014. وبهذا المستوى، يصل المؤشِّر إلى أدنى قيمة له منذ سبتمبر 2009. ويُعبِّر هبوط المؤشر في الشهر الأخير عن انخفاض حاد في أسعار منتجات الألبان والزيوت النباتية، معوِّضًا بذلك بعض الزيادات في أسعار السكر والحبوب. بينما ظلَّت أسعار اللحوم مستقرة.
وقد بلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الحبوب 166.5 نقاط في يوليو بارتفاع قدره 3.3 نقاط (2 في المائة) عن مستوياته في يونيو وإن كان لا يزال أقل بـ18.7 نقاط (10.1 في المائة) عن مستوياته في يوليو من السنة الماضية، بينما تراجعت أسعار الأرز. كما بلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الزيت النباتي 147.6 نقاط في يوليو بانخفاض قدره 9 نقاط تقريبًا (5.5 في المائة) عن مستوياته في يونيو، مسجّلاً بذلك أدنى قيمة له منذ يوليو 2009.
ونَجم هذا الانخفاض الأخير أساسًا عن التطوُّرات التي شهدتها أسواق زيوت النخيل والصويا. وانخفضت عروض أسعار زيت النخيل الدولية على إثر ازدياد الإنتاج في جنوب شرقي آسيا واقتران ذلك بتباطؤ الصادرات، خاصة من ماليزيا. وواصلت أسعار زيت الصويا انخفاضها في ظل وفرة الكميات المتاحة للتصدير في أميركا الجنوبية وتحسُّن توقُّعات الإمدادات العالمية في الموسم 2015 / 2016. كما أدّى أيضًا الضَعف المستمر في أسعار النفط الخام إلى استمرار الضغط على أسعار مجموعة الزيوت النباتية. أما متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار منتجات الألبان فقد سجّل 149.1 نقطة في يوليو، بانخفاض قدره 11.5 نقاط (7.2 في المائة) عن مستوياته في يونيو. وكانت أسعار مساحيق الحليب يليها الجُبن والزُبد الأكثر تأثرًا بهذا الانخفاض.



ارتفاع عائدات السندات يكبد «بنك اليابان» خسائر فادحة

أبراج عملاقة في الحي المالي بالعاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
أبراج عملاقة في الحي المالي بالعاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
TT

ارتفاع عائدات السندات يكبد «بنك اليابان» خسائر فادحة

أبراج عملاقة في الحي المالي بالعاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
أبراج عملاقة في الحي المالي بالعاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)

أظهر تقرير أرباح بنك اليابان (المركزي) يوم الأربعاء، أن البنك تكبد خسائر قياسية في تقييم حيازاته من السندات الحكومية في النصف الأول من السنة المالية مع ارتفاع عائدات السندات بسبب رفع أسعار الفائدة.

وعادة ما تشهد البنوك المركزية انخفاض قيمة حيازاتها من السندات عندما ترفع أسعار الفائدة، حيث تؤثر مثل هذه التحركات على أسعار السندات التي تتحرك عكسياً مع العائدات.

وأظهر تقرير الأرباح أن حيازات البنك المركزي من السندات تكبدت خسائر في التقييم بلغت 13.66 تريليون ين (90.03 مليار دولار) في الأشهر الستة حتى سبتمبر (أيلول) الماضي، وهو ما يزيد عن الخسارة البالغة 9.43 تريليون ين المسجلة في مارس (آذار).

وبلغت حيازات بنك اليابان من السندات الحكومية طويلة الأجل 582.99 تريليون ين في نهاية النصف الأول من السنة المالية، بانخفاض 1.6 تريليون ين عن العام السابق، وهو ما يمثل أول انخفاض في 16 عاماً.

وأظهر التقرير أن حيازات البنك المركزي من صناديق الاستثمار المتداولة حققت أرباحاً ورقية بلغت 33.07 تريليون ين، بانخفاض من 37.31 تريليون ين في مارس.

وأنهى بنك اليابان أسعار الفائدة السلبية وتوقف عن شراء الأصول الخطرة مثل صناديق الاستثمار المتداولة في مارس الماضي، في تحول تاريخي بعيداً عن برنامج التحفيز الضخم الذي استمر عقداً من الزمان. وفي يوليو (تموز)، رفع البنك أسعار الفائدة قصيرة الأجل إلى 0.25 في المائة، ووضع خطة لتقليص مشترياته الضخمة من السندات في محاولة لتقليص ميزانيته العمومية الضخمة.

وقال بنك اليابان إنه حصد 1.26 تريليون ين أرباحاً من حيازاته في صناديق المؤشرات المتداولة في النصف الأول من السنة المالية من أبريل (نيسان) إلى سبتمبر، ارتفاعاً من 1.14 تريليون ين في الفترة المقابلة من العام الماضي. وساعدت هذه العائدات في تعويض الخسائر التي تكبدها بنك اليابان لرفع تكاليف الاقتراض، مثل دفع الفائدة على الاحتياطيات الزائدة التي تحتفظ بها المؤسسات المالية لدى البنك المركزي.

وأظهر التقرير أن بنك اليابان دفع 392.2 مليار ين فائدة على الاحتياطيات الزائدة التي تحتفظ بها المؤسسات المالية لدى البنك المركزي في النصف الأول من السنة المالية، وهو ما يزيد 4.3 مرة عن المبلغ الذي دفعه قبل عام.

وفي الأسواق، أغلق المؤشر نيكي الياباني منخفضاً يوم الأربعاء بقيادة أسهم قطاع صيانة السيارات وسط مخاوف من تداعيات رسوم جمركية تعهد بفرضها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، فضلاً عن ارتفاع الين.

وتراجع المؤشر نيكي 0.8 في المائة ليغلق عند 38134.97 نقطة، وهبط المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.9 في المائة إلى 2665.34 نقطة.

وتعهد ترمب يوم الاثنين بفرض رسوم جمركية جديدة على الواردات من كندا والمكسيك والصين، وهو ما قال محللون استراتيجيون إنه أثار مخاوف من تعرض المنتجات اليابانية لرسوم مماثلة.

وصعد الين بفضل الطلب على الملاذ الآمن وسط الاضطرابات في الشرق الأوسط، ليجري تداوله في أحدث التعاملات مرتفعاً 0.57 في المائة إلى 152.235 ين للدولار.

وتراجع سهم تويوتا موتور 3.62 في المائة في هبوط كان الأكثر تأثيراً على المؤشر توبكس، كما انخفض سهم «موتور» 4.74 في المائة و«هوندا موتور» 3.04 في المائة. وخسر المؤشر الفرعي لأسهم شركات صناعة السيارات 3.39 في المائة في أداء هو الأسوأ بين المؤشرات الفرعية للقطاعات البالغ عددها 33 في بورصة طوكيو.

وانخفض سهم أدفانتست لصناعة معدات اختبار الرقائق 3.71 في المائة لتصبح أكبر الخاسرين على المؤشر نيكي. ومن بين أكثر من 1600 سهم في السوق الرئيس ببورصة طوكيو، ارتفع نحو 16 في المائة وانخفض نحو 82 في المائة، وظل نحو واحد في المائة دون تغيير.