تقرير: المتهم بتسريب الوثائق السريّة الأميركية لديه تاريخ من العنف والعنصرية

الشاب الأميركي جاك تيكسيرا عضو الحرس الجوي الوطني في ولاية ماساتشوستس (رويترز)
الشاب الأميركي جاك تيكسيرا عضو الحرس الجوي الوطني في ولاية ماساتشوستس (رويترز)
TT

تقرير: المتهم بتسريب الوثائق السريّة الأميركية لديه تاريخ من العنف والعنصرية

الشاب الأميركي جاك تيكسيرا عضو الحرس الجوي الوطني في ولاية ماساتشوستس (رويترز)
الشاب الأميركي جاك تيكسيرا عضو الحرس الجوي الوطني في ولاية ماساتشوستس (رويترز)

قال محامو وزارة العدل الأميركية في تقرير لمحكمة ماساتشوستس الفيدرالية إن جاك تيكسيرا، عضو الحرس الجوي الوطني الأميركي المتهم بتسريب وثائق استخباراتية سريّة على الإنترنت، لديه تاريخ «مقلق» في الإدلاء بتصريحات عنصرية وعنيفة.
وفي التقرير المؤلف من 18 صفحة، الذي تم الكشف عنه في وقت متأخر من يوم أمس (الأربعاء) قبل جلسة استماع مقررة اليوم (الخميس) في المحكمة، جادل محامو الوزارة بأن تيكسيرا (21 عاماً) بحاجة إلى الاحتجاز إلى أجل غير مسمى لأنه يمثل «خطراً كبيراً» على المجتمع، وربما لا تزال لديه معلومات ذات «قيمة هائلة للدول القومية المعادية»، وفقاً لما نقلته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.
وكتب المحامون أن تيكسيرا حصل على مجموعة ضخمة من المعلومات الحساسة «تتجاوز بكثير ما تم الكشف عنه علناً» حتى الآن.

وشكك المدعون بشكل واضح في الحالة الذهنية العامة للمتهم، وكشفوا عن أنه تم إيقافه من المدرسة الثانوية في عام 2018 بسبب تعليقات مثيرة للقلق حول استخدام قنابل المولوتوف وأسلحة أخرى، وأنه سبق أن قام بالبحث على الإنترنت للحصول على معلومات حول شن حوادث إطلاق النار الجماعي. وأضاف التقرير أن تيكسيرا انخرط في «مناقشات منتظمة حول العنف والقتل» على الشبكة الاجتماعية «ديسكورد»، التي استخدمها لنشر معلومات سرية، وأن سريره في منزل والديه كان محاطاً بالأسلحة النارية والمعدات التكتيكية.
وقال المحامون إن تيكسيرا قام أيضاً بتوجيه «تهديدات عنصرية» لبعض الأشخاص. وعبّر المدعون عن دهشتهم من كيفية حصول تيكسيرا على تصريح أمني شديد السرية أتاح له الوصول إلى بعض التقارير الاستخباراتية الأكثر حساسية في البلاد، رغم سلوكياته المثيرة للجدل.
ولفت التقرير إلى أن المتهم شعر بالذعر مع بدء التحقيق في حادث تسريب الوثائق، وأخبر عضو في مجموعة دردشة تابعة لـ«ديسكورد» بـ«حذف جميع الرسائل»، وحاول «عرقلة المحققين وإتلاف الأدلة»؛ حيث ألقى هاتفه من نافذة شاحنته بينما كان يقود سيارته قبل اعتقاله هذا الشهر، وحطم جهازاً لوحياً ووحدة تحكم لجهاز «إكس بوكس» على عجل، ثم ألقى بها في صندوق قمامة بالقرب من منزله في نورث دايتون بماساتشوستس.
وتم القبض على تيكسيرا في 13 أبريل (نيسان)، ووُجهت إليه تهمتان منفصلتان تتعلقان بالتعامل غير المصرح به مع مواد سرية. وقال المدعون، أمس (الأربعاء)، إن المتهم قد يواجه السجن لمدة 25 عاماً «وربما أكثر» في حالة إدانته.



كندا: نساء من السكان الأصليين يسعين لتفتيش موقع اختبارات سابق لـ«سي آي إيه»

عالم الأنثروبولوجيا فيليب بلوين والناشطتان من أقلية الموهوك كاهنتينثا وكويتييو أمام مسبح هنري ويليام مورغان في معهد ألين التذكاري في 17 يوليو 2024 في مونتريال - كندا (أ.ف.ب)
عالم الأنثروبولوجيا فيليب بلوين والناشطتان من أقلية الموهوك كاهنتينثا وكويتييو أمام مسبح هنري ويليام مورغان في معهد ألين التذكاري في 17 يوليو 2024 في مونتريال - كندا (أ.ف.ب)
TT

كندا: نساء من السكان الأصليين يسعين لتفتيش موقع اختبارات سابق لـ«سي آي إيه»

عالم الأنثروبولوجيا فيليب بلوين والناشطتان من أقلية الموهوك كاهنتينثا وكويتييو أمام مسبح هنري ويليام مورغان في معهد ألين التذكاري في 17 يوليو 2024 في مونتريال - كندا (أ.ف.ب)
عالم الأنثروبولوجيا فيليب بلوين والناشطتان من أقلية الموهوك كاهنتينثا وكويتييو أمام مسبح هنري ويليام مورغان في معهد ألين التذكاري في 17 يوليو 2024 في مونتريال - كندا (أ.ف.ب)

تأمل مجموعة من النساء من السكان الأصليين في وقف أعمال البناء في موقع مستشفى سابق في مونتريال بكندا، يعتقدن أنه قد يكشف حقيقة ما جرى لأبنائهن المفقودين عقب تجارب لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية قبل نصف قرن.

وتسعى تلك النسوة منذ عامين لتأخير مشروع البناء الذي تقوم به جامعة ماكغيل وحكومة كيبيك، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتعتمد الناشطات على محفوظات وشهادات تشير إلى أن الموقع يحتوي على قبور مجهولة لأطفال كانوا في مستشفى رويال فيكتوريا ومعهد آلان ميموريال، مستشفى الأمراض النفسية المجاور له.

في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، وخلف جدران المعهد القديم الباهتة، قامت الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) بتمويل برنامج أطلق عليه الاسم الرمزي «إم كي ألترا».

خلال الحرب الباردة كان البرنامج يهدف إلى تطوير الإجراءات والعقاقير لغسل أدمغة الناس بطريقة فعالة.

أُجريت التجارب في بريطانيا وكندا والولايات المتحدة على أشخاص، من بينهم أطفال من السكان الأصليين في مونتريال، أُخضعوا لصدمات كهرباء وعقاقير هلوسة وحرمان من الأحاسيس.

ورأت كاهنتينثا الناشطة البالغة 85 عاماً من سكان موهوك بكاناواكي جنوب غربي مونتريال، وهي شخصية رائدة في حركة حقوق السكان الأصليين سافرت إلى بريطانيا والولايات المتحدة للتنديد بالاستعمار، أن هذه الحرب «أهم شيء في حياتها».

وقالت: «نريد أن نعرف لماذا فعلوا ذلك ومن سيتحمل المسؤولية».

أعمال أثرية

في خريف 2022، حصلت الناشطات على أمر قضائي بتعليق أعمال بناء حرم جامعي جديد ومركز أبحاث في الموقع، مشروع تبلغ كلفته 870 مليون دولار كندي (643 مليون دولار أميركي).

وقالت الناشطة كويتييو (52 عاماً) إن نساء المجموعة يصررن على أن يرافعن في القضية بأنفسهن من دون محامين؛ «لأن بحسب طرقنا، لا أحد يتحدث نيابة عنا».

في الصيف الماضي، أُحضرت كلاب مدربة ومجسّات للبحث في المباني المتداعية في العقار الشاسع. وتمكنت الفرق من تحديد ثلاثة مواقع جديرة بإجراء عمليات حفر فيها.

لكن بحسب ماكغيل ومؤسسة كيبيك للبنى التحتية التابعة للحكومة، «لم يتم العثور على بقايا بشرية».

وتتهم الأمهات من شعب الموهوك الجامعة ووكالة البنى التحتية الحكومية بانتهاك اتفاقية من خلال اختيار علماء آثار قاموا بعملية البحث قبل إنهاء مهمتهم في وقت مبكر جداً.

وقال فيليب بلوان، وهو عالم أنثروبولوجيا يتعاون مع الأمهات: «أعطوا أنفسهم سلطة قيادة التحقيق في جرائم يحتمل أن يكون قد ارتكبها موظفوهم في الماضي».

ورغم رفض الاستئناف الذي قدمته الأمهات، في وقت سابق هذا الشهر، تعهدن بمواصلة الكفاح.

وقالت كويتييو: «على الناس أن يعرفوا التاريخ؛ كي لا يعيد نفسه».

تنبهت كندا في السنوات القليلة الماضية لفظائع سابقة.

فقد أُرسل أجيال من أطفال السكان الأصليين إلى مدارس داخلية حيث جُرّدوا من لغتهم وثقافتهم وهويتهم، في إطار ما عدّه تقرير الحقيقة والمصالحة في 2015 «إبادة ثقافية».

بين 1831 و1996 أُخذ 150.000 من أطفال السكان الأصليين من منازلهم ووُضعوا في 139 من تلك المدارس. وأُعيد بضعة آلاف منهم إلى مجتمعاتهم.