ما نتائج التصعيد على النصر؟

لاعبون سابقون في الفريق قالوا إن المرحلة الحالية بحاجة للهدوء وإصلاح الأخطاء

لاعبو النصر أخفقوا في المباريات الأخيرة (نادي النصر)
لاعبو النصر أخفقوا في المباريات الأخيرة (نادي النصر)
TT

ما نتائج التصعيد على النصر؟

لاعبو النصر أخفقوا في المباريات الأخيرة (نادي النصر)
لاعبو النصر أخفقوا في المباريات الأخيرة (نادي النصر)

شخص عدد من لاعبي فريق النصر السابقين المشاكل التي يعاني منها الفريق في البطولات المحلية وفقدانه السوبر وكأس الملك، وتراجع حظوظه في الدوري السعودي، حيث بات يحتل الوصافة، وأصبح قريبا حتى من فقدانها في ظل تقدم منافسين أقوياء.
وركز الخبراء من لاعبين ومدربين سابقين على الجانب الإداري الذي يمثل الأساس في صناعة الفريق البطل القادر على صنع المنجز الذي يسعد أنصاره، مشيرين إلى اتساع حجم الفوضى واللامبالاة، خصوصا بعد رحيل المدرب الفرنسي رودي غارسيا.
وقال علي كميخ اللاعب والمدرب السابق والمحلل الفني الحالي إن الفريق يحتاج التنظيم في الجانب الإداري والفني، في ظل وجود أسماء لها قيمتها من اللاعبين المحليين والأجانب وحجم الصرف الكبير الذي ضخ من أجل صناعة فريق قادر على المنافسة على الصعيدين المحلي والخارجي.
وأشار إلى أن هناك أسماء من اللاعبين القدامى الموجودين فعليا، وأن هناك من يحملون شهادات تدريبية وفنية وإدارية عالية ويمكن الاستفادة منهم بشأن الفريق الأول.

المدرب الكرواتي المؤقت لاقى انتقادات لاذعة بسبب خطته أمام الوحدة (تصوير: صالح الغنام)

وأضاف: «الجانب الإداري والفني يرتكز على ضرورة أن يكون هناك أسماء من أبناء النادي يعملون في إدارة الكرة والإدارة الرياضية، ويمكنهم أن يناقشوا الجهاز الفني في حالة أي تراجع كما هو حاصل، وهذا أمر مهم جدا لأي فريق، خصوصا أن الفرق التي أظهرت نجاحا تميزت في هذا الجانب».
وزاد بالقول: «النادي غني بإرثه وتاريخه الكبير ونجومه الذين قدموا الكثير من المنجزات وصنعوا الأمجاد، هناك ماجد عبد الله ويوسف خميس ومحيسن الجمعان وهاشم سرور والقائمة تطول، حتى فيصل سيف كمثال في الجانب الفني يمكن الاستعانة بخدماته وإن كان حاليا مع أحد الفرق خارج الرياض».
وبين أن الجهاز الفني يجب أن يتم استقراره بتعيين اسم له قيمته وقدرته على إعادة التوازن، لأن الحظوظ في الدوري لا تزال قائمة وحتى لا يفقد الفريق كل الفرص المتبقية له في بطولة الدوري، حيث تبقت «7» جولات يمكن من خلالها حدوث الكثير من التقلبات في المنافسة.
ورشح كميخ تولي جهاز فني مؤقت بقيادة المدرب سعد الشهري وكافة مساعديه الحاليين أمور الفريق وترتيب أوراقه وإبقاءه في المنافسة، وإن لم يحصد الفريق الدوري فيكون على الأقل في وضع أجهز وأفضل في الموسم المقبل، مشددا على أن العمل على الحلول يجب أن يكون اليوم وليس غدا.
وعن رأيه في إقالة المدرب السابق غارسيا وتوقيت القرار قال كميخ: «غارسيا أسم كبير وله قيمته وكان الفريق في عهده يسير بشكل جيد بالأرقام وحتى في المباريات التنافسية الكبيرة كان النصر حاضرا، ولكن هذا لا يعني أن وضع النصر قبل رحيله كان مميزا، كانت هناك أخطاء، ولكن بعد رحيله الوضع أصبح أسوأ فنيا داخل أرض الملعب، هناك من يقول إن علاقته باللاعبين كانت سيئة، ولكن لا أرى أن ذلك سوى مبالغة في وصف الوضع والعلاقة، أعتقد كانت علاقته جيدة معهم، ومع كل ذلك فهذا قرار واتخذ وانتهى، ويجب البحث عن الحلول الأنسب».

مسلي آل معمر أمامه  ملفات صعبة في الفترة المقبلة (نادي النصر)

وحول رأيه في المطالبات برحيل الإدارة برئاسة مسلي آل معمر من قيادة النادي بشكل عاجل قال كميخ: «لا أوافق هذا الرأي، مسلي رجل كفء ولقي إشادات كبيرة من رمز النصر الراحل الأمير عبد الرحمن بن سعود، وإن كان هناك شيء يمكن أن يتم فيجب أن يكون هناك وضع أكثر هدوءا وتعقلا حتى لا تذهب كل المكتسبات في وقت خطأ يسبق نهاية هذا الموسم».
وشدد على أهمية أن يكون هناك هدوء كبير وعدم الضغط واتخاذ خطوات تصعيدية من أي نصراوي، بل يجب أن يلتف الجميع حول ناديهم في هذا الظرف العصيب، وبعد نهاية الموسم يمكن أن يتم حل الكثير من الأمور داخل البيت النصراوي بدلا من التصعيد الذي سيضر النادي بكل تأكيد.
من جانبه قال صالح أبو شاهين، أحد اللاعبين الذين شاركوا مع النصر في مونديال الأندية، إن الفريق يعاني بشكل واضح من سوء التنظيم داخل إدارة الكرة والجهاز الذي يعمل، حيث إن من الواضح أن هناك خللا كبيرا.
وبين أن الفريق لم يفقد فرصته في المنافسة، ويتوجب العمل على المعطيات والإمكانات الموجودة للتمسك بأمل المنافسة في بطولة الدوري والسعي لكي تكون مباراة الرائد بداية الانطلاقة، مع الأخذ في الاعتبار أن الاتحاد يمكن أن يتعثر وكذلك الشباب، كما يجب ألا يكون هناك استبعاد للهلال من المنافسة، وهو سيخوض مباراة ضد الاتحاد، وهذه المباراة يمكن أن تساعد في عودة النصر للصدارة، ولكن يجب أن يكون الفوز في جميع المباريات هو الهدف.
وأشار إلى أنه يحرص على حضور مباريات الفريق، سواء في المنطقة الشرقية أو خارجها، إلا أنه في المباراة الأخيرة لم يحضر بعد أن أدرك أن الفريق يحتاج إلى الشيء الكثير بعد الخسارة من الهلال.
أما حسن الراهب اللاعب السابق والمحلل الفني الحالي فعد أن المشاكل الفنية التي يعاني منها الفريق هي نتيجة طبيعية لتراكمات موجودة وقرارات إدارية واضحة، ليس في هذا الموسم فحسب، بل حتى في الموسم الماضي.
وبين أنه وجه نصائح مباشرة لإدارة النادي في أكثر من مناسبة لكن رأيه لم يؤخذ بالاعتبار، مبينا أن من الاقتراحات التي قدمها ربط دفع المبالغ المالية للاعبين بالتقييم الفني، سواء بعد كل مباراة أو بشكل شهري، حيث إن انخفاض مستوى اللاعب يعني الخصم من مقدم العقد على الأقل نسبة معينة، وأن يوجه للاعبين أيضا إنذارات في حال الانخفاض المستمر لمستوياتهم.
وأضاف: «أعرف أن هناك من يرى أن هذه الخطوة قد تكون خارج الإطار التنظيمي في العلاقة بين اللاعب والإدارة، ولكن ما الذي يمنع من تصحيح العقود والرفع للاتحاد السعودي لكرة القدم من أجل الموافقة عليها، وكذلك لوزارة الرياضة».
كما انتقد الراهب التمديد مع اللاعب البرازيلي تاليسكا وهو متبق على عقده قرابة الموسم ونصف الموسم، مشيرا إلى أن وضع اللاعبين الأجانب وحتى المحليين تحت الضغط هو ما يطور أداءهم وليس العقود الطويلة، في ظل وجود اختلاف في الآراء بين المدربين بشأن الأسماء التي يريدون بقاءها.
واستغرب الراهب عدم وجود استقرار تدريبي على بعض الأسماء رغم أنها حققت نجاحات جيدة وكان يتوقع منها المزيد، مبينا أن عدم وجود إدارة فنية لتقييم عمل المدربين من أشخاص لهم قيمتهم واسمهم له دور في القرارات غير المناسبة.
وشدد على أهمية أن يكون الإعداد قويا للموسم المقبل مع الإيمان بحظوظ الفريق في دوري هذا الموسم، مبينا أنه كان وسيبقى حريصا على الوقوف خلف الفريق وحضور مبارياته، أيا كان مكان إقامتها.
أما خالد جاسم النصف اللاعب السابق والمحلل الحالي فبين أن النصر يضم أسماء كبيرة من اللاعبين حاليا، ولكنه يحتاج إلى التنظيم الداخلي، حيث إن وجود الأسماء الكبيرة التي يتقدمها العالمي رونالدو يتطلب أن يضاهيه عمل كبير في الجانب الإداري وتعيين أسماء كبيرة من أجل تقييم وضع الفريق بشكل مستمر، والنقاش مع الجهاز الفني واللاعبين الكبار في أي حالات إخفاق أو تراجع.
وأشار إلى أن النصر يحتاج إلى عمل كبير يتوافق مع حجم الصرف الكبير الذي يدفع للنادي، من أجل أن يعود بطلا في كافة المناسبات.


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


من عصر دي ستيفانو إلى حقبة كارفاخال... ريال مدريد يواصل صنع المعجزات

الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)
الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)
TT

من عصر دي ستيفانو إلى حقبة كارفاخال... ريال مدريد يواصل صنع المعجزات

الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)
الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)

في مايو (أيار) 2004، قام طفل يبلغ من العمر 12 عاماً بشعر أصفر طويل ينتظره مستقبل مشرق، بوضع قميص ريال مدريد الأبيض بجوار أحد الأعمدة الموجودة في ملعب التدريب بالنادي الموجود به لوح من الغرانيت عليه العبارة الشهيرة «يحترم ماضيه، ويتعلم من حاضره، ويؤمن بمستقبله». وفي اليوم الأول من يونيو (حزيران) 2024، كان هذا الطفل، الذي أصبح رجلا يبلغ من العمر 32 عاماً بلحية رمادية وصنع تاريخاً حافلاً، يرتدي هذا القميص على ملعب ويمبلي، وقفز ليسجل برأسه في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا ليقود النادي الملكي لاستكمال أعظم إنجاز في تاريخه على الإطلاق. وأشير بهذا إلى داني كارفاخال.

لقد مر عشرون عاماً تقريباً منذ ذلك اليوم في عام 2004. في ذلك اليوم، وقف كارفاخال، وهو طفل صغير في أكاديمية الناشئين، إلى جانب ألفريدو دي ستيفانو، البالغ من العمر 78 عاماً، والذي يعد أهم لاعب في تاريخ أندية كرة القدم، ورمزا لكل شيء: الرجل الذي غيّر وصوله عام 1953 ريال مدريد ولعبة كرة القدم إلى الأبد، والذي شكّل أسطورة النادي وهويته. والآن، عندما يتعلق الأمر ببطولة دوري أبطال أوروبا؛ تلك المسابقة التي يشعر ريال مدريد بأنها أصبحت ملكا له، أصبح كارفاخال يتفوق على دي ستيفانو. قد يبدو هذا سخيفاً للبعض، لكن هذا هو ما حدث مؤخراً.

عندما فاز ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا عام 1960 بعد الفوز على إينتراخت فرنكفورت 7 - 3 في مباراة من أعظم المباريات عبر التاريخ (ب.أ)

لقد فاز عدد قليل من اللاعبين بنفس عدد بطولات دوري أبطال أوروبا التي فاز بها كارفاخال، حيث نجح خمسة لاعبين في الحصول على اللقب ست مرات، من بينهم أربعة من زملاء كارفاخال: فبعد الفوز على بوروسيا دورتموند في المباراة النهائية بهدفين دون رد على ملعب ويمبلي، انضم كارفاخال ولوكا مودريتش وناتشو فرنانديز وتوني كروس إلى باكو خينتو - الذي ظل رقمه القياسي المتمثل في أكثر اللاعبين فوزا بالبطولة صامدا لمدة 58 عاماً - كأكثر اللاعبين فوزا باللقب على الإطلاق. ويُعد كارفاخال هو اللاعب الوحيد من هذا الجيل الذي شارك أساسياً في جميع المباريات النهائية الست، على الرغم من أنه خرج مستبدلا في مباراتين منها. وقال كارفاخال والدموع في عينيه بعد الفوز على بوروسيا دورتموند في المباراة النهائية التي سجل فيها هدفا: «لقد جئت إلى هنا وأنا طفل صغير، والآن أنا هنا. سيكون من الصعب للغاية أن يكسر أحد هذا الرقم الذي حققناه».

لقد كان هناك كثير من الصور، وكثير من التصريحات، وكثير من اللحظات، التي ستظل خالدة في الأذهان بعد فوز «الميرنغي» بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الـ 15 – نعم المرة الخامسة عشرة، هل تصدقون هذا؟ لقد كانت هذه هي آخر مباراة للنجم الألماني توني كروس، الذي أعلن اعتزاله كرة القدم بنهاية الموسم الحالي. وسجل راقص السامبا البرازيلي فينيسيوس جونيور هدفاً أخر في المباراة النهائية للبطولة الأقوى في القارة العجوز، وهو لا يزال في الثالثة والعشرين من عمره، وهو الأمر الذي جعل المدير الفني لريال مدريد، كارلو أنشيلوتي، يرشح النجم البرازيلي للفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم لهذا العام، قائلاً: «إنه يستحق الكرة الذهبية بلا شك». وقال جود بيلينغهام، الذي لا يزال في العشرين من عمره، إنه ظل متماسكاً حتى رأى أمه وأباه بعد المباراة. وأشاد بيلينغهام بأنشيلوتي قائلاً: «إنه يعرف جيدا ما يفعله». لقد فاز ريال مدريد باللقب هذا الموسم، بنفس الطريقة التي رأيناها من قبل، حيث يبدو الفريق عرضة للهزيمة في بعض الأوقات، لكنه يعود بكل قوة ويحسم الأمور تماماً لصالحه في نهاية المطاف.

كارفاخال وفرحة افتتاح التهديف لريال مدريد (أ.ب)

لم يكن أحد يشك في قدرة ريال مدريد على حسم اللقب، لم يخسر النادي الملكي أي مباراة نهائية في هذه البطولة منذ عام 1981، فقد لعب الفريق تسع مباريات نهائية وفاز بها جميعا. وقال كروس: «يبدو أنه لا يمكن هزيمتنا في مثل هذه المباريات. إنه لأمر جنوني أن أتساوى مع خينتو كأكثر اللاعبين فوزا بلقب هذه البطولة، وهو أمر لم أتخيل أبدا أنني سأحققه». ولا يقتصر الأمر على فوز ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة عشرة في تاريخه فحسب، لكن النادي الملكي فاز أيضا بست من هذه البطولات في آخر عشر سنوات: من لشبونة 2014 إلى لندن 2024. وسيبقى إنجاز خينتو - لاعب ريال مدريد الوحيد الذي فاز بأول خمس كؤوس أوروبية في الفترة بين عامي 1956 و1960 قبل أن يفوز باللقب للمرة السادسة في عام 1966- خالداً.

ويظل فريق عام 1966 متفرداً للغاية، حيث كان ريال مدريد قد خرج من البطولة لأول مرة في عام 1960 - على يد برشلونة - وخسر المباراة النهائية في عامي 1962 و1964. وكان دي ستيفانو قد رحل، ولم يكن النادي في حالة جيدة من الناحية الاقتصادية. وكان الفريق الذي تغلب على نادي بارتيزان في نهائي عام 1966 مكوناً بالكامل من اللاعبين الإسبان. وإذا كان ذلك يساهم في عدم النظر إلى الفريق الحالي على أنه يحاكي الجيل الذهبي لريال مدريد، الذي فاز بأول خمس كؤوس أوروبية، فهناك عناصر أخرى تدعم ذلك أيضاً، وهي أن ذلك الفريق هو الذي بنى وشكّل هوية ريال مدريد، وكان فريقا لا يقهر، وهيمن على الساحة الكروية بشكل قد لا يضاهيه أو يحاكيه هذا الجيل. وبدلاً من ذلك، فاز الفريق الحالي لريال مدريد ببعض بطولاته الأوروبية خلال السنوات الأخيرة بصعوبة شديدة، بل وبقدر كبير من الحظ في نظر البعض. وكان هناك اتفاق على أن الفوز ببطولة عام 2022 كان «سخيفاً» بضع الشيء، إن جاز التعبير، ثم جاءت الخسارة الثقيلة برباعية نظيفة أمام مانشستر سيتي في العام التالي كأنها «عادلة» تماماً، لكي تعكس القوة الحقيقية للفريق.

ومع ذلك، وكما قال كروس بعد تلك الخسارة أمام مانشستر سيتي: «ليس من الطبيعي أن نفوز بدوري أبطال أوروبا طوال الوقت. آخر مرة سمعت فيها أن هناك نهاية حقبة في هذا النادي كانت في عام 2019، لذلك نحن بخير». لقد كان النجم الألماني محقا تماماً في تلك التصريحات، فقد كان ريال مدريد على ما يرام، بل وكان أفضل من أي ناد آخر. لقد فاز النادي بست كؤوس أوروبية في عقد واحد من الزمان، وهو إنجاز لا يضاهيه أي إنجاز آخر، بما في ذلك الإنجاز التاريخي الذي حققه النادي في الخمسينات والستينات من القرن الماضي. في بعض الأحيان تكون بحاجة إلى الابتعاد قليلاً عن التاريخ الذي تصنعه لكي تدرك حجم الإنجازات التي حققتها بالفعل. الزمن يغير التصورات: يُنظر إلى الماضي بشكل مختلف، وفي يوم من الأيام سيصبح ما يفعله النادي حالياً ماضياً، وسيُنظر إليه على أنه شيء استثنائي.

لم يكن ريال مدريد في الخمسينات والستينات من القرن الماضي فريقا غير قابل للهزيمة أيضا، لكن لا يوجد أي شيء يمكن أن ينتقص من حجم الإنجازات التي حققها ذلك الفريق. وخلال السنوات الخمس الأولى التي فاز فيها ريال مدريد بكأس أوروبا، كان بطلا لإسبانيا مرتين، في حين فاز أتلتيك وبرشلونة بلقب الدوري ثلاث مرات خلال تلك الفترة. وعندما فاز ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة السادسة، كان أتلتيكو مدريد هو من فاز بلقب الدوري المحلي. وكانت خمسة فرق - أتلتيك وبرشلونة وأتلتيكو مدريد وديبورتيفو وفالنسيا - أبطال إسبانيا عندما كان ريال مدريد بطلاً لأوروبا.

لكن ما المشكلة في ذلك؟ يكفي ريال مدريد فخرا أنه فاز بستة ألقاب لدوري أبطال أوروبا في عقد واحد فقط من الزمان! وفي الواقع، يمتلك الفريق الحالي لريال مدريد سجلا أفضل من الجيل الذهبي فيما يتعلق بعدد مرات الفوز بلقب الدوري. ويجب الإشارة هنا إلى أنه بعد عام 1966، بقي ريال مدريد 32 عاماً دون أن ينجح في الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا. لقد عاد ليفوز باللقب الأوروبي في عامي 2000 و2002، على الرغم من أن الفرق التي فازت باللقب في المرات السابعة والثامنة والتاسعة كانت مختلفة بشكل كبير، والدليل على ذلك أن روبرتو كارلوس وراؤول وفرناندو مورينتس كانوا هم اللاعبين الثلاثة فقط الذين شاركوا في المباريات النهائية الثلاث لهذه البطولات، وسجل زيدان ذلك الهدف الخرافي في نهاية أول موسم له مع النادي الملكي.

أنشيلوتي أكد أن الفوز بدوري الأبطال للمرة الـ15 كان أصعب من المتوقع (أ.ب)

وكان النادي قد بنى فريقه الغلاكتيكوس (العظماء) الشهير، لكنه تعثر، وواجه صعوبة كبيرة في الفوز باللقب العاشر، وظل الأمر على هذا النحو لأكثر من عقد من الزمان. وعلى مدار ستة أعوام متتالية، لم يتمكن ريال مدريد من تحقيق الفوز في الأدوار الإقصائية. لقد انتظر النادي اثني عشر عاماً، وهو ما بدا وكأنه وقت طويل للغاية، لكي يصل مرة أخرى إلى المباراة النهائية في لشبونة في عام 2014. وكان الفريق خاسراً أمام أتلتيكو مدريد حتى الدقيقة 92، قبل أن ينجح سيرخيو راموس في إحراز الهدف القاتل بضربة رأس قوية، لتكون بالتأكيد اللحظة الأكثر تأثيرا بعد ذلك في تاريخ ريال مدريد. وقال بول كليمنت، مساعد أنشيلوتي، في وقت لاحق: «كل صباح كل يوم عندما كان راموس يأتي، كنت أشعر بالرغبة في تقبيله». لقد كان الفريق ينتظر النهاية الأكثر صدمة، وكان كل شيء على وشك الانهيار، قبل أن يتدخل راموس وينقذ كل شيء.

وبدلا من ذلك، كانت هذه هي نقطة البداية والانطلاقة الحقيقية. لقد فاز ريال مدريد باللقب للمرة العاشرة. وبعد ذلك بعامين، فاز باللقب ثلاث مرات متتالية، في إنجاز استثنائي بكل تأكيد. لقد بدا الأمر وكأن النادي لن يكون قادرا على تكرار ذلك الأمر، خاصة بعد رحيل النجوم البارزين - كريستيانو رونالدو، وسيرخيو راموس، وغاريث بيل، وكاسيميرو، ورافائيل فاران - وكذلك المديرين الفنيين، حيث أقيل أنشيلوتي من منصبه في غضون عام واحد، ثم رحل زيدان، الذي بدأ مساعداً لأنشيلوتي وأصبح بعد ذلك المدير الفني الأكثر نجاحاً في البطولة.

لاعبو ريال مدريد يواصلون احتفالاتهم في حافلة جابت شوارع العاصمة (أ.ف.ب)

وكان ريال مدريد يعاني من أجل العثور على بديل مناسب. وفي أحد الأيام، تلقى خوسيه أنخيل سانشيز، المدير العام للنادي، مكالمة هاتفية من أنشيلوتي حول إمكانية تعاقد إيفرتون مع بعض لاعبي ريال مدريد على سبيل الإعارة. وخلال المحادثة، سأله أنشيلوتي عن الكيفية التي تسير بها عملية البحث عن مدير فني جديد، وقال له سانشيز إن الأمور لا تسير بشكل جيد. وعندئذ، قال أنشيلوتي مازحا: «حسناً، هناك مرشح واحد واضح، وهو أفضل مدرب في العالم (يعني نفسه)»، وقال: «هل نسيتم من قادكم للحصول على لقب دوري أبطال أوروبا للمرة العاشرة؟»، وفي اليوم التالي، تلقى أنشيلوتي اتصالاً بشأن توليه قيادة ريال مدريد، وفي غضون ثلاث سنوات، رفع ريال مدريد الكأس ذات الأذنين للمرة الحادية عشرة والمرة الثانية عشرة، ليكون هذا هو أفضل عقد من الزمان لأكبر ناد في العالم، بقيادة المدير الفني الأكثر نجاحاً على الإطلاق في هذه المسابقة، وبمشاركة أربعة من أنجح خمسة لاعبين في تاريخ النادي. أما كارفاخال الذي وضع الحجر الأول في ملعب التدريب قبل 20 عاماً، فكان هو من وضع اللمسة الأخيرة على الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة عشرة، في إنجاز استثنائي!

* خدمة «الغارديان»