هل توتنهام بحاجة إلى مدرب عالمي أم إدارة لديها رؤية ثاقبة؟

تجربة «سبيرز» مع الأسماء الكبيرة خلال السنوات الأخيرة ليست جيدة... ومورينيو وكونتي خير مثال

لافتة وضعها مشجعو توتنهام خارج ملعب الفريق تبرئ المدربين السابقين وتلقي باللوم على مالكي النادي (د.ب.أ)
لافتة وضعها مشجعو توتنهام خارج ملعب الفريق تبرئ المدربين السابقين وتلقي باللوم على مالكي النادي (د.ب.أ)
TT

هل توتنهام بحاجة إلى مدرب عالمي أم إدارة لديها رؤية ثاقبة؟

لافتة وضعها مشجعو توتنهام خارج ملعب الفريق تبرئ المدربين السابقين وتلقي باللوم على مالكي النادي (د.ب.أ)
لافتة وضعها مشجعو توتنهام خارج ملعب الفريق تبرئ المدربين السابقين وتلقي باللوم على مالكي النادي (د.ب.أ)

يقف توتنهام عند مفترق طرق في الوقت الحالي، لكن الحقيقة أن ذلك الأمر ليس جديداً على الإطلاق، فدائماً ما يضع هذا النادي نفسه في هذه المواقف الصعبة، ويمكن القول إن توتنهام يقف عند مفترق طرق منذ 50 عاماً على أقل تقدير! قد تؤدي هذه الطرق إلى الوصول إلى آفاق مفعمة بالأمل، وقد تؤدي إلى إحباطات شديدة، لكن يمكن تلخيص التاريخ الحقيقي لتوتنهام في أنه عبارة عن سلسلة من مفترقات الطرق، التي تؤدي دائماً إلى مفترق طرق جديد في كل مرة!
غالباً ما يبدو الأمر وكأن توتنهام يسلك الطريق الصحيح. ففي الأسبوع الأخير من موسم 2009 - 2010. على سبيل المثال، ذهب توتنهام لمواجهة مانشستر سيتي وهو في حاجة إلى تحقيق الفوز لاقتناص المركز الرابع من مانشستر سيتي الصاعد آنذاك بقوة تحت قيادة مالك النادي الشيخ منصور من أجل التأهل إلى دوري أبطال أوروبا. كان هذا أمراً بالغ الأهمية، وفرصة لتوتنهام لاتخاذ خطوة حاسمة للأمام والحصول على العائدات المالية الكبيرة نتيجة المشاركة في دوري أبطال أوروبا واستخدامها لتعزيز تفوقه. وأحرز بيتر كراوتش هدف الفوز لتوتنهام برأسية قوية قبل نهاية المباراة بثماني دقائق.

كين وسون والهزيمة المذلة أمام  نيوكاسل (رويترز)

وقدم توتنهام مستويات رائعة في دوري أبطال أوروبا - غاريث بيل تفوق بشكل ساحق على مايكون، وأحرز بيتر كراوتش هدف الفوز على ميلان، وتفوق جو جوردان على غينارو غاتوزو - لكن مانشستر سيتي فاز منذ ذلك الحين بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز ست مرات! لقد اكتسب توتنهام سمعة كبيرة بأنه دائماً ما يتعثر في اللحظات الحاسمة، لكنه يفوز أيضاً في الكثير من المواجهات الحاسمة، وقد فعل ذلك بالفعل الموسم الماضي أمام آرسنال، لكن آرسنال ينافس على لقب الدوري هذا الموسم!
وكانت مباراة توتنهام أمام نيوكاسل يوم الأحد على ملعب «سانت جيمس بارك» عبارة عن مفترق طرق آخر، خاصة بعدما انتهت تلك المباراة بخسارة توتنهام الثقيلة بستة أهداف مقابل هدف وحيد واستقباله خمسة أهداف في غضون 21 دقيقة. وجاءت الأهداف الخمسة الأولى من أول ست تسديدات على مرمى السبيرز! لقد دخل توتنهام هذه المباراة وهو يدرك تماماً أنه بحاجة إلى تحقيق الفوز لكي يتساوى مع نيوكاسل في عدد النقاط، رغم أن نيوكاسل تتبقى له مباراة مؤجلة. في الحقيقة، لم يكن أحد يتوقع أن يفوز توتنهام في تلك المباراة ويقترب من التأهل لدوري أبطال أوروبا بكل المزايا التي ينطوي عليها هذا الأمر، من حيث الإيرادات والقدرة على التعاقد مع لاعبين جيدين يريدون اللعب في البطولات الأوروبية.
وحتى لو كان توتنهام قد حقق الفوز على نيوكاسل فإن هذا الفوز كان سيصبح بلا معنى، تماماً مثل الفوز الذي حققه توتنهام على مانشستر سيتي على ملعب الاتحاد قبل 13 عاماً، وذلك لأن نيوكاسل يحظى الآن بدعم هائل من مالكه الجديد صندوق الاستثمارات العامة السعودي، وسيصبح قريباً أقوى بكثير من توتنهام، تماما كما فعل مانشستر سيتي خلال السنوات الماضية. وهذه هي النقطة التي يستحق فيها دانيال ليفي التعاطف. من الواضح للجميع أن مانشستر سيتي ونيوكاسل ينفقان الأموال بذكاء وبشكل مدروس. لكن الميزة الكبرى للثروات اللامحدودة هي أن الأندية تستطيع تحمل ارتكاب الأخطاء، وبالتالي فإن عدم التأهل لدوري أبطال أوروبا في أي موسم من المواسم لا يكون له تأثير مدمر على الإنفاق.
لقد فعل ليفي أفضل شيء يمكن أن يفعله أي نادٍ غير مدعوم من مالك غني، وهو بناء ملعب ربما يكون أفضل ملعب في البلاد، وهو الأمر الذي يمثل مصدر دخل قوي للنادي (ما لم يكن هناك وباء مثل وباء كورونا، وهو الأمر الذي كان توقيته سيئاً للغاية بالنسبة لتوتنهام). وهناك مؤشر قوي على التغيير الهائل الذي حدث في ميزان القوى والثروة في إنجلترا وهو أن الأندية الإنجليزية الخمسة التي ستكون ملاعبها متاحة للعرض الذي قدمته إنجلترا لاستضافة نهائيات كأس الأمم الأوروبية في عام 2028 هي مانشستر سيتي، وتوتنهام، ونيوكاسل، وأستون فيلا، وإيفرتون، وهو الأمر الذي لم يكن من السهل تخيله على الإطلاق منذ 20 عاماً - وفي حالة إيفرتون، قد يكون من الصعب حتى حدوث ذلك في عام 2028! لكن تمويل بناء الاستاد كان يعني تقليص الميزانيات في مكان آخر، وكان هذا الأمر هو ما أوقف صعود وتطور توتنهام تحت قيادة المدير الفني الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، لأنه أصبح من المستحيل تدعيم صفوف الفريق بالشكل الذي يريده.
ومن ناحية أخرى، كان ليفي مخطئاً في بعض الأمور، كما حدث مؤخراً فيما يتعلق بالفوضى المتعلقة بفابيو باراتيشي. يحتاج توتنهام للفوز في ست من آخر ست مباريات ليعادل نفس النقاط التي حصل عليها الموسم الماضي. ربما يزعم ليفي أن الأمور ليست بالسوء الذي يتخيله البعض، لأنه إذا حقق الفريق ثلاثة انتصارات فإنه سيعادل ما حققه في موسم 2020 - 2021؛ وإذا حقق الفوز في مباراتين فإنه سيعادل ما حققه في الموسم السابق لذلك. ربما تتمثل المشكلة في أنه عندما تلعب في أفضل ملعب في البلاد، وتتعاقد مع مدير فني بحجم وقيمة أنطونيو كونتي، ثم تنفق 157 مليون جنيه إسترليني على تدعيم صفوف الفريق في الصيف الماضي، فإن تقديم ثاني أفضل نتائج منذ عام 2019 لا يبدو كافياً.
لقد فقد توتنهام إحساسه بهويته كنادٍ، كما لو أن عظمة الملعب جعلت ليفي يشعر بأنه بحاجة للتعاقد مع مدير فني من النخبة! وهذا هو السبب أيضا في أن جوليان ناغيلسمان ولويس إنريكي من بين المرشحين المفضلين لتولي القيادة الفنية للسبيرز. ربما يمكن لأي منهما أن يحقق النجاح مع توتنهام، فكل منهما لا يزال قادرا على العطاء، حيث أقيل ناغيلسمان من الوظيفة التي كان يحلم بها كمدير فني لبايرن ميونيخ وهو في الخامسة والثلاثين من عمره، في حين أن لويس إنريكي، ورغم فوزه بدوري أبطال أوروبا مع برشلونة، لم يقدم مستويات مقنعة على الإطلاق على مستوى الأندية. وحتى مع منتخب إسبانيا، قدم إنريكي كرة قدم ممتعة لكن بلا أنياب حقيقية!
لكن تجربة توتنهام مع الأسماء الكبيرة خلال السنوات الأخيرة ليست جيدة على الإطلاق. لقد أعطى جوزيه مورينيو وكونتي انطباعا بأنهما يقدمان معروفاً لتوتنهام من خلال مجرد الوجود هناك! لذلك عندما ساءت الأمور، توجهت أصابع الاتهام نحو النادي الذي خذلهم، وليس العكس (وهو الأمر الذي قد يكون منطقيا: توتنهام هو النادي الوحيد الذي فشل فيه مورينيو في الفوز بأي بطولة منذ رحيله عن نادي أونياو ليريا البرتغالي في عام 2002؛ ونفس الأمر بالنسبة لكونتي منذ أن رحل عن سيينا في عام 2011). ما يحتاجه توتنهام هو مدير فني يشبه ما كان عليه بوكيتينو في عام 2014: مدير فني طموح تتسم مسيرته التدريبية بالصعود والتطور ويمتلك الكاريزما التي تمكنه من إخراج الفريق من كبوته.
لكن تحديد هذا المدير الفني الطموح والشاب هو أمر صعب للغاية - وبالنظر إلى اختيارات النادي في الآونة الأخيرة، فمن غير الواضح أن هناك أي شخص في توتنهام لديه الرؤية المطلوبة! من الأسهل دائماً أن تتعاقد مع مدير فني أثبت جودته في مكان آخر، بافتراض أن النجاح في ناد سابق سيتكرر بالضرورة في توتنهام، لكن تجربتي مورينيو وكونتي تظهران أن هذا غير صحيح وغير مضمون! إن عدم وجود رؤية ثاقبة وخطة مدروسة أضر كثيراً بتوتنهام في هذا الصدد. لقد اعتاد توتنهام على تعديل وتغيير أسلوبه وفقاً للمدير الفني الجديد، بدلاً من اختيار مدير فني يناسب الهوية التي تكمن وراء كل شيء في النادي، بدءاً من أكاديمية الناشئين وصولاً إلى التعاقدات.
من المؤكد أن الأسلوب سيتغير مرة أخرى مع قدوم المدير الفني الجديد، لكن الأهم من ذلك كله أن تكون هناك رؤية طويلة المدى، ومن هذا المنطلق قد يكون التعاقد مع مدير رياضي جديد في أعقاب استقالة باراتيشي هو الأمر الأكثر أهمية. يتعين على توتنهام أن يضع المبادئ اللازمة ويختار المدير الفني الجديد بعناية، بدلاً من التخمين والارتباك عند كل مفترق طرق. لكن عندما تتنافس مع الأندية المدعومة مالياً، فإن كل طريق سيكون شديد الانحدار، كما حدث أمام نيوكاسل!


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

نجحت المنتخبات العربية في اجتياز اختبار البداية خلال مباريات الجولة الأولى من دور المجموعات في بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حالياً في المغرب، مؤكدة منذ الظهور الأول أنها تدخل المنافسة بعقلية واضحة وطموح يتجاوز حسابات العبور إلى أدوار متقدمة.

وجاءت هذه الانطلاقة مدعومة بأداء منضبط، وحسم في اللحظات المفصلية، وهما عنصران غالباً ما يصنعان الفارق في البطولات القارية.

أسود الأطلس

في المباراة الافتتاحية للبطولة وأولى مباريات المجموعة، تجاوز المنتخب المغربي نظيره منتخب جزر القمر بنتيجة هدفين دون مقابل، في لقاء اتسم بالصبر التكتيكي، قبل أن يحسمه أصحاب الأرض في الشوط الثاني.

وبعد شوط أول طغى عليه الحذر والتنظيم الدفاعي للمنافس، انتظر «أسود الأطلس» حتى الدقيقة 55 لافتتاح التسجيل عبر إبراهيم دياز، الذي أنهى هجمة منظمة بلمسة فنية عكست الفارق في الجودة.

المنتخب المغربي (أسوشيتد برس)

ومع تقدُّم الدقائق وازدياد المساحات، عزَّز المغرب تفوقه بهدف ثانٍ حمل توقيع أيوب الكعبي في الدقيقة 74، بعدما ترجم سيطرة المنتخب إلى هدف من مقصّية أكَّد به أفضلية الأرض والجمهور.

الفوز جاء هادئاً ومدروساً، ومنح المنتخب المغربي انطلاقة تعكس نضجاً في التعامل مع ضغط الافتتاح ومتطلبات البطولة الطويلة.

الفراعنة

وفي أول ظهور لها ضمن المجموعة، حققت مصر فوزاً ثميناً على منتخب زيمبابوي بنتيجة 2 – 1، في مباراة عكست طبيعة اللقاءات الافتتاحية من حيث الندية والتعقيد. وبعد شوط أول متوازن، نجح المنتخب المصري في كسر التعادل عند الدقيقة 64 عبر عمر مرموش، الذي استثمر إحدى الفرص ليمنح «الفراعنة» التقدُّم.

المنتخب المصري (أسوشيتد برس)

ورغم محاولات زيمبابوي العودة في اللقاء، فإن المنتخب المصري حافظ على توازنه حتى جاءت الدقيقة 91، حيث حسم محمد صلاح المواجهة بهدف ثانٍ وضع به بصمته المعتادة في اللحظات الحاسمة، مؤكداً أن الخبرة والهدوء يبقيان سلاح مصر الأبرز في البطولات القارية.

نسور قرطاج

أما تونس، فقد قدّمت واحدة من أقوى البدايات العربية، بعدما تفوقت على منتخب أوغندا بنتيجة 3 – 1 في أولى مباريات المجموعة. وافتتح «نسور قرطاج» التسجيل مبكراً عند الدقيقة 10، عبر إلياس السخيري، في هدف منح المنتخب أفضلية نفسية وسهّل مهمته في السيطرة على مجريات اللقاء.

المنتخب التونسي (رويترز)

وتواصل التفوق التونسي مع تألق لافت لإلياس العاشوري، الذي سجل هدفين متتاليين في الدقيقتين 40 و64، مؤكداً الفاعلية الهجومية والقدرة على تنويع الحلول. ورغم تلقي هدف، فإن الصورة العامة عكست منتخباً يعرف كيف يبدأ البطولات بقوة، ويملك شخصية واضحة داخل الملعب.

ثعالب الصحراء

أكد منتخب الجزائر تفوقه في أولى مبارياته ضمن دور المجموعات، بعدما تغلّب على منتخب السودان بنتيجة 3 – 0، في لقاء جمع بين الحسم والواقعية، وبرز فيه القائد رياض محرز كأحد أبرز مفاتيح اللعب.

وجاءت بداية المباراة سريعة؛ إذ لم ينتظر المنتخب الجزائري سوى الدقيقة الثانية لافتتاح التسجيل عبر محرز، مستثمراً تركيزاً عالياً مع صافرة البداية.

ورغم الهدف المبكر، أظهر السودان تنظيماً جيداً وقدرة على استيعاب الضغط، ونجح في مجاراة الإيقاع خلال فترات من اللقاء، قبل أن تتأثر مجريات المباراة بحالة طرد اللاعب السوداني صلاح عادل، التي فرضت واقعاً جديداً على المواجهة.

منتخب الجزائر (أسوشيتد برس)

ومع بداية الشوط الثاني، واصل المنتخب الجزائري ضغطه، ليعود محرز ويُعزّز التقدم بهدف ثانٍ في الدقيقة 61، مؤكّداً حضوره القيادي وتأثيره في المواعيد الكبرى. ورغم النقص العددي، واصل المنتخب السوداني اللعب بروح تنافسية عالية، محافظاً على انضباطه ومحاولاً الحد من المساحات.

وفي الدقيقة 85، تُوّج التفوق الجزائري بهدف ثالث حمل توقيع إبراهيم مازة، الذي استثمر إحدى الهجمات ليضع بصمته ويختتم ثلاثية ثعالب الصحراء، في هدف عكس عمق الخيارات وتنوع الحلول داخل المنتخب الجزائري.

صقور الجديان

في المقابل، ورغم النقص العددي، أظهر المنتخب السوداني روحاً تنافسية عالية، وأكد أن الفارق في النتيجة لا يعكس بالضرورة الفارق في الأداء أو الالتزام داخل الملعب.

منتخب السودان (أسوشيتد برس)

ورغم أفضلية النتيجة للجزائر، فإن الأداء السوداني ترك انطباعاً إيجابياً، وأكد أن المباراة الافتتاحية للمجموعة لم تكن من طرف واحد، بل حملت مؤشرات على منتخب قادر على إزعاج منافسيه إذا واصل اللعب بالروح نفسها في الجولات المقبلة.

ومع هذه الانطلاقة الإيجابية، يفرض الحضور العربي نفسه كأحد أبرز ملامح النسخة المغربية من كأس الأمم الأفريقية، في ظل نتائج مشجعة وأداء يعكس ارتفاع سقف الطموحات، ما يمنح البطولة زخماً إضافياً ويؤكد أن المنافسة هذا العام ستكون أكثر تقارباً وثراءً.


بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
TT

بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)

قال إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، إن كول بالمر وويسلي فوفانا سيكونان متاحين للمشاركة مع الفريق عندما يستضيف إيفرتون، السبت، في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، لكن ليام ديلاب سيغيب لفترة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع بسبب إصابة في الكتف.

ويسعى تشيلسي، الذي يبحث عن فوزه الأول في الدوري منذ مباراته خارج ملعبه أمام بيرنلي، للتعافي من خسارته، منتصف الأسبوع، في دوري أبطال أوروبا أمام أتلانتا، إذ اضطر قلب الدفاع فوفانا إلى الخروج بسبب إصابة في العين.

واستُبعد لاعب خط الوسط الهجومي بالمر، الذي عاد مؤخراً من غياب دام لستة أسابيع بسبب مشكلات في الفخذ وكسر في إصبع القدم، من رحلة أتلانتا كجزء من عملية التعافي.

وقال ماريسكا الجمعة: «(بالمر) بخير. حالته أفضل. وهو متاح حالياً... أنهى أمس الجلسة التدريبية بشعور متباين، لكن بشكل عام هو على ما يرام. ويسلي بخير. أنهى الحصة التدريبية أمس».

وقال ماريسكا إن المهاجم ديلاب، الذي أصيب في كتفه خلال التعادل السلبي أمام بورنموث، يوم السبت الماضي، يحتاج إلى مزيد من الوقت للتعافي.

وأضاف: «قد يستغرق الأمر أسبوعين أو ثلاثة أو أربعة أسابيع. لا نعرف بالضبط عدد الأيام التي يحتاجها».

ويكافح تشيلسي، الذي لم يحقق أي فوز في آخر أربع مباريات، لاستعادة مستواه السابق هذا الموسم، حين فاز في تسع من أصل 11 مباراة في جميع المسابقات بين أواخر سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، بما في ذلك الفوز 3-صفر على برشلونة.


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.