تحديد أجسام مضادة بشرية تقاوم تحورات «كورونا»

مصادفة قادت لاكتشافها في مواطن أميركي

إيريكا أولمان سافيير الرئيسة التنفيذية لمعهد لاجولا (معهد لاجولا)
إيريكا أولمان سافيير الرئيسة التنفيذية لمعهد لاجولا (معهد لاجولا)
TT

تحديد أجسام مضادة بشرية تقاوم تحورات «كورونا»

إيريكا أولمان سافيير الرئيسة التنفيذية لمعهد لاجولا (معهد لاجولا)
إيريكا أولمان سافيير الرئيسة التنفيذية لمعهد لاجولا (معهد لاجولا)

أصبح أحد المقيمين في سان دييغو بأميركا، مثالاً على كيفية محاربة جهاز المناعة البشري فيروس «كورونا المستجد»، حيث أظهر علماء من معهد «لاجولا» لعلم المناعة بأميركا، كيف ترتبط الأجسام المضادة، التي تم جمعها من هذا المتطوع، بالبروتين السطحي للفيروس (بروتين سبايك) لتحييده، مهما كانت السلالة.
وعلى الرغم من أن الدراسات أظهرت أن الأجسام المضادة ترتبط بالبروتين السطحي من قبل؛ فإن هذا البحث الجديد المنشور في دورية «سيل ريبورتيز»، يكشف كيف أن «لقاح موديرنا»، الذي تم إعداده للتعامل مع النسخة الأصلية من الفيروس، والذي حصل عليه المتطوع «يُمكن أن يُحفز الجسم على إنتاج أجسام مضادة ضد متغيرات (أوميكرون) اللاحقة». وقام الباحثون أيضا بالتقاط هياكل ثلاثية الأبعاد مُفصلة للغاية لثلاثة أجسام مضادة «واعدة» عند هذا المتطوع مرتبطة بالبروتين السطحي.
وخلال الوباء، جمع العلماء في «لاجولا» عينات الدم في سان دييغو، ومن المختبرات حول العالم، بهدف فهم دور الخلايا المناعية المختلفة في مكافحة الفيروس.
وتعد الأجسام المضادة من بين أكثر المقاتلين نخبة في جهاز المناعة، وتتكون هذه الجزيئات من الخلايا البائية، ولكل جسم مضاد بنية محددة تهدف إلى الارتباط بهدف محدد على العامل الممرض، ويبدو الأمر كما لو أن الخلايا البائية ترى نقطة الهدف على العامل الممرض، ثم تذهب إلى العمل لتصنع أسهمها.
وبالنسبة للدراسة الجديدة، جاءت الأجسام المضادة من متطوع في الدراسات السريرية تلقى جرعتين من لقاح «موديرنا» الأصلي، حيث يعمل هذا اللقاح عن طريق حث الجسم على صنع البروتين السطحي (بروتين سبايك)، حتى يتمكن من البدء في العمل على الأجسام المضادة والأسلحة الأخرى ضد الفيروس الحقيقي.
وتم جمع العينات من المتطوع في الدراسة أوائل عام 2021 قبل ظهور «أوميكرون»، وهذا يعني أن أي أجسام مضادة صنعها المتطوع كانت نتيجة التطعيم، وليس التعرض لـ«أوميكرون».
وظهر متغير «أوميكرون» في أواخر عام 2021 وانتشر بسرعة، وتميز عن المتغيرات الأخرى؛ لأنه يحتوي على طفرات ساعدته على التهرب من حماية الخلايا المناعية. وكثير من الأجسام المضادة المصممة لمحاربة المتغيرات السابقة لا يمكنها أن تضرب بصماتها على «أوميكرون».
ولحسن الحظ، لا ينتج الجميع الأنواع نفسها من الأجسام المضادة، وفي الواقع، يختلف تكوين الخلايا والأجسام المضادة التي تكافح الفيروسات بشكل كبير في كل شخص.
وفي الدراسة الجديدة، بدأ الباحثون بمجموعة من الأجسام المضادة من متطوع سان دييغو، ومثل كثير من الأشخاص الذين تلقوا أول جرعتين من لقاح «موديرنا»، وأنتج هذا الشخص مجموعة قوية من الأجسام المضادة، ومع ظهور متغيرات فيروسية جديدة «مثيرة للقلق»، اختبر الباحثون هذه المجموعة لمعرفة عدد الأجسام المضادة التي لا تزال قادرة على الارتباط بالفيروس المتحول، ووجدوا أن هذه المجموعة من الأجسام المضادة يمكنها أيضا تحييد المتغيرات الأخرى مثل «دلتا»، و«أوميكرون».
ومن بين هذه الأجسام المضادة، اكتشف الباحثون خمسة أجسام مضادة قللت بالفعل من عدوى متغير «أوميكرون» (BA.1) بأكثر من 85 في المائة، ثم أخذ الباحثون هذه الأجسام المضادة الخمسة المتبقية من خلال مجموعة أخرى من الاختبارات.
وأظهر أحد الأجسام المضادة، المسمى (1C3) وعدا في منع جزء من عملية العدوى (عندما يتفاعل مجال ارتباط مستقبلات الفيروس مع البروتين البشري ACE2) ولكن كان ذلك فقط ضد متغيرات «أوميكرون» (BA.1) و(BA.2).
ويمكن لجسم مضاد آخر، وهو (1H2)، أن يحيد أيضا بعض سلالات «أوميكرون»، لكنه فعل ذلك بطريقة مختلفة عن (1C3)، وفي الوقت نفسه، كان الجسم المضاد (2A10) متفاعلا مع جميع سلالات «أوميكرون» التي تم اختبارها، بما في ذلك تلك الأكثر شيوعا الآن، وهي (XBB) و(BQ1).
وباستخدام تقنية تصوير عالية الدقة تسمى الفحص المجهري الإلكتروني، رصد الباحثون كيفية تعرف هذه الأجسام المضادة على بروتين سبايك وبنيته، وأتاح لهم ذلك رؤية كيفية تفاعل الأجسام المضادة مع البروتين، وكيف يمكنها تحييد الفيروس.
وتقول إيريكا أولمان سافيير، الرئيسة التنفيذية لمعهد لاجولا، الباحثة الرئيسية بالدراسة في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، إن «عثورنا على هذه الأجسام المضادة (الفعالة) في الحالة التي تطرقنا لها بالدراسة، لا يعني أن تلك الاستجابة المناعية تخص هذا الشخص وحده، فالنتائج تشير إلى أن هذه الأنواع من الأجسام المضادة يمكن العثور عليها في كثير من الناس».
وتضيف أن «الفائدة الكبيرة للعثور على أجسام مضادة (ذات فاعلية واسعة)، مثل تلك الموضحة في دراستنا، هي أنه يُمكننا تقديمها كأدوية لمنع العدوى أو لعلاج العدوى، ويمكن تعبئة عقاقير الأجسام المضادة هذه بسرعة عندما لا تتوفر اللقاحات أو لا يوجد وقت لانتظار الحماية بواسطة اللقاح».



عصام عمر: «السيد رامبو» يراهن على المتعة والمستوى الفني

عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)
عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)
TT

عصام عمر: «السيد رامبو» يراهن على المتعة والمستوى الفني

عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)
عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)

قال الفنان المصري عصام عمر إن فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» يجمع بين المتعة والفن ويعبر عن الناس، وإن الاستقبال الذي حظي به في المهرجانات السينمائية مهد طريقه إلى الجمهور مع بدء عرضه في دور السينما بمصر والدول العربية.

وأكد الفنان الشاب في حواره مع «الشرق الأوسط» أن علاقته بالكلب «رامبو» مرت بمراحل عدة وأنه ظل يتدرب معه طوال 4 أشهر حتى أصبحا صديقين، مشيداً في الوقت نفسه بالعمل مع المخرج خالد منصور الذي أدار العمل بحرفية، ولفت إلى أنه يحب العمل مع مخرجين في تجاربهم الأولى؛ حيث يكون لديهم الشغف والرغبة في تحقيق الذات.

ويعد فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» أولى بطولات عصام عمر السينمائية، بعدما بدأ مشواره في المسرح ممثلاً ومخرجاً، كما شارك في مسلسلات تلفزيونية عدة، من بينها «في بيتنا روبوت»، و«الآنسة فرح»، و«منورة بأهلها»، غير أن الجمهور تعرف عليه بشكل أكبر من خلال مسلسل «بالطو»، الذي أدى فيه دور طبيب حديث التخرج يواجه ظروفاً صعبة أثناء انتدابه للعمل بإحدى القرى، وهو العمل الذي كشف عن حضوره وموهبته، وفق نقاد.

الفنان عصام عمر خلال مشاركته ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر (حسابه على فيسبوك)

ويصف الفنان المصري لحظة تلقي سيناريو الفيلم بـ«الفارقة»، وأضاف: «أحببت الفيلم لأنني أميل لهذه الأدوار التي تروي حكايات الناس، وفي السينما عندنا يقومون بتصنيف الأفلام يقولون إن بعضها (أرت هاوس)؛ أي تعني أفلاماً فنية لا تحقق إيرادات، وهناك أفلام تجارية تحقق إيرادات، وكأن الأموال هي معيار كل شيء، لكنني حين قرأت سيناريو الفيلم شعرت بأنه حقق كل شيء على مستوى الكتابة الجيدة ورسم الشخصيات، فهو عمل يمزج بين المتعة وجودة المستوى الفني والقصة الشيقة».

الرحلة التي قطعها الفيلم بين المهرجانات الكبرى كان عصام عمر شاهداً عليها، ومع بداية عرضه الافتتاحي في مهرجان «فينسيا السينمائي» الـ81 أعاد العمل السينما المصرية إلى هذا المهرجان العريق بعد غياب، إضافة إلى أنه حظي باستقبال لافت في العروض الثلاثة له، وفي عرضه العربي الأول بمهرجان البحر الأحمر السينمائي خلال دورته الرابعة حيث حاز الفيلم دعماً من المهرجان، وشارك بمسابقة الأفلام الطويلة، ليتوج بجائزة لجنة التحكيم الخاصة.

الفنان المصري عصام عمر بطل فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» (حسابه على فيسبوك)

وفي مهرجان قرطاج شهدت عروض الفيلم حضوراً مميزاً من الجمهور، حيث يقول عصام: «كنا سعداء بكل ما تحقق للفيلم من نجاح أمام الجمهور العربي والأجنبي الذي أحبه وأشاد به، والآن نتطلع ليحقق نجاحاً مماثلاً أثناء عرضه في دور السينما بمصر والدول العربية، وأنا واثق بأن هذه المهرجانات ستمهد طريقه للجمهور في كل مكان».

ويرى عمر أنه «ليس مطلوباً من الأفلام أن تقدم رسائل طول الوقت، وسواء كان العمل دراما اجتماعية أو كوميدية أو أي نوع آخر، فلا بد أن يشعر المشاهد بشيء، وهذا ما حدث معي وأنا أقرأه، وحتى بعدما شاهدته شعرت بإحساس أتمنى أن يشعر به الجمهور».

وفي مشاهد الفيلم يشعر المشاهد بأن هناك علاقة وطيدة بين عصام و«الكلب رامبو» حتى تصور البعض أنه كلبه الخاص، لكن الحقيقة غير ذلك، إذ مرت علاقتهما بمراحل عدة خلال التصوير، يقول عنها عصام: «لم تكن عندي مشكلة في التعامل مع (رامبو)، لكننا احتجنا في البداية للتدرب على المشاهد التي تجمعنا، وهي كثيرة، وبعد أن اشتغلت معه لأشهر أصبحنا صديقين، ثم جاء المدربون وقالوا (لا بد أن تبتعد عنه قليلاً لأنه بدأ يسمع كلامك أكثر منا)، وبالتالي لن يستطيعوا توجيهه في التصوير، فابتعدت عنه لفترة ثم عدنا مرة أخرى، وأنا لا أنكر أنها كانت تجربة صعبة، لكنني لا أحب الاستسهال، وأُدرك أن كل شيء مميز في الفن والحياة ينطوي على قدر من الصعوبة».

ملصق الفيلم (الشركة المنتجة)

ومثلما هي أول بطولة سينمائية لعصام عمر فإنه أيضاً أول فيلم طويل للمخرج خالد منصور، الذي يقول عنه عصام: «من اللحظة الأولى التي التقيت فيها خالد عرفت أنه مخرج واعٍ يعرف ما يريده، إضافة إلى أنه يعشق عمله ويخلص له، كما أحببت جداً التعاون معه، ورغم أنني لم أكن أول ممثل يرشح لبطولة العمل، لكنني حمدت الله أنه وصل إليّ في النهاية، وقد سعدت بعملي مع فريق الفيلم ومع خالد منصور، الذي أعتبره إنساناً رائعاً قبل أن يكون مخرجاً موهوباً».

وينفي عمر تردده في العمل مع مخرجين جدد، قائلاً: «لم أخض تجارب سينمائية سابقة تجعلني أقول إنني أحب العمل مع مخرج بعينه، كما أنني لست ممثلاً كبيراً حتى يقال إنني أُخاطر بالعمل مع مخرج جديد، والأهم أنني أحب العمل مع مخرجين يقدمون أعمالهم الطويلة للمرة الأولى؛ لأن لديهم شغفاً أكبر ورغبة قوية في تحقيق الذات».

عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)

بعد «رامبو» أحب عصام عمر السينما وبدأ يركز عليها، وعن ذلك يقول: «أتمنى أن أقدم أفلاماً كثيرة، وأن يكون لي سجل حافل بأعمال جيدة يحبها الناس، ولست مستعجلاً في ذلك، فأنا أحرص على اختيار أعمال تناسبني وتتوافق مع رغبتي في تقديم أدوار فنية تلامس ذائقة الجمهور، وسيعرض لي في عيد الفطر القادم فيلم (سيكو سيكو) من إخراج عمر المهندس مع خالد الصاوي، وطه الدسوقي، وتارا عماد، وديانا هشام، كما أقوم بتصوير فيلم (فرقة الموت) مع أحمد عز ومنة شلبي وآسر ياسين، وإخراج أحمد علاء الديب».

وفي ختام حديثه، كشف عصام أنه يصور حالياً مسلسلاً جديداً ينافس به في موسم رمضان المقبل بعنوان «نص الشعب اسمه محمد» وهو عمل «لايت كوميدي» كتبه محمد رجاء، ومن إخراج عبد العزيز النجار، ويشاركه في البطولة رانيا يوسف، ومايان السيد، ومحمد محمود، ومحمد عبد العظيم.