ترمب ينشر رسالة تلقاها من الملك تشارلز في كتاب جديد «دون إذنه»

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)
TT

ترمب ينشر رسالة تلقاها من الملك تشارلز في كتاب جديد «دون إذنه»

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)

من المقرر أن ينشر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، رسالة شخصية تلقاها من الملك البريطاني تشارلز الثالث، دون إذن الأخير، وفقاً لما أكده تقرير نشرته صحيفة «التلغراف» البريطانية.
وحسب التقرير، ستظهر الرسالة في كتاب جديد للمراسلات الشخصية مع قادة العالم وشخصيات عامة ومشاهير من المقرر نشره اليوم (الثلاثاء).
وفي الرسالة، التي كُتبت في عام 1995 عندما كان الملك يحمل لقب أمير ويلز، عبّر تشارلز عن شكره لترمب على منحه عضوية فخرية لمنتجع مارالاغو في فلوريدا.
كما تمنى الملك للرئيس السابق التوفيق في نادي الأعضاء الخاصين الجدد، الذي افتتحه بعد شراء المنتجع، معرباً عن رغبته في زيارته.
كما ورد أنه اقترح على ترمب، الذي كان مطوراً عقارياً في ذلك الوقت، زيارة معهد الهندسة المعمارية الخاص به في لندن.

وسينشر ترمب رسالة أخرى أرسلتها له الأميرة الراحلة ديانا في 3 يوليو (تموز) 1997، قبل أسابيع من وفاتها، شكرته فيها على الزهور التي أرسلها لها في عيد ميلادها، واصفة إياها بـ«إنها رائعة حقاً».
ويحتوي الكتاب أيضاً على رسائل متبادلة بين ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في عام 2013 للإعلان عن «الأخبار المثيرة» المتعلقة بتنظيم مسابقة ملكة جمال الكون في روسيا.
ودعا ترمب، بوتين، ليكون ضيف شرف المسابقة قائلاً له: «أعلم أن مسابقة ملكة جمال الكون في روسيا ستكون الأكبر والأفضل على الإطلاق».
وأضاف الرئيس السابق أن منظمة ترمب رفضت طلب الدول المنافسة الأخرى لاستضافة الحدث.
ورداً على ذلك، أرسل بوتين تهانيه لترمب على نجاحه في إقرار تنظيم المسابقة في موسكو.
وقال بوتين: «آمل أن يعود جميع المشاركين في هذا الحدث الرائع إلى ديارهم بذكريات طيبة من زيارتهم إلى العاصمة الروسية».
وهنأ بوتين، ترمب، في رسالة أخرى أرسلها له في 15 ديسمبر (كانون الأول) 2016 على فوزه بالانتخابات الرئاسية.
وأضاف بوتين: «التحديات العالمية والإقليمية الجسيمة، التي يتعين على بلداننا مواجهتها في السنوات الأخيرة، تُظهر أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة تظل عاملاً مهماً في ضمان الاستقرار والأمن في العالم الحديث».
وأضاف: «آمل أنه بعد توليكم منصب رئيس الولايات المتحدة الأميركية، سنتمكن - من خلال التصرف بطريقة بناءة وعملية - من اتخاذ خطوات حقيقية لإعادة إطار التعاون الثنائي في مختلف المجالات. بالإضافة إلى الارتقاء بمستوى تعاوننا على الساحة الدولية إلى مستوى جديد نوعياً».
وسيتم نشر هذه الرسائل في كتاب جديد يحمل اسم «Letters to Trump».



«خيال مآتة»... حارس الحقول يُلهم تشكيلياً

«خيال مآتة» يلهم فنانين تشكيليين مصريين (الشرق الأوسط)
«خيال مآتة» يلهم فنانين تشكيليين مصريين (الشرق الأوسط)
TT

«خيال مآتة»... حارس الحقول يُلهم تشكيلياً

«خيال مآتة» يلهم فنانين تشكيليين مصريين (الشرق الأوسط)
«خيال مآتة» يلهم فنانين تشكيليين مصريين (الشرق الأوسط)

تُلهم الطبيعة المبدعين، وتوقظ ذاكرتهم ومخزونهم البصري والوجداني، وفي معرض الفنان المصري إبراهيم غزالة المقام بغاليري «بيكاسو أست» بعنوان (خيال مآتة) تبرز هذه العلاقة القديمة المستمرة ما بين ثلاثية الذاكرة والطبيعة والفن، عبر 25 لوحة زيتية وإكريلك تتأمل خيالات وجماليات الحقول في ريف مصر.

و«خيال المآتة» هو ذلك التمثال أو المجسم الذي اعتاد الفلاح المصري أن يضعه في وسط الحقل لطرد الطيور التي تلتهم البذور أو المحصول، وهو عبارة عن جلباب قديم محشو بالقش، يُعلق على عصا مرتفعة، مرتدياً قبعة لمزيد من إخافة الطير التي تظن أن ثمة شخصاً واقفاً بالحقل، فلا تقترب منه، ولا تؤذي النباتات.

والفكرة موجودة ومنتشرة في العديد من دول العالم، ويُسمى «فزاعة» في بلاد الشام، و«خراعة» في العراق.

جسد الفنان إبراهيم غزالة البيئة الريفية في معرضه (الشرق الأوسط)

«تلتقي الذكريات بالمشاعر لتجسد رحلة إنسانية فريدة من نوعها»... إحدى الجمل التي تناثرت على جدران القاعة والتي تعمق من سطوة العاطفة على أعمال المعرض، فمعها كانت هناك كلمات وجمل أخرى كلها تحمل حنيناً جارفاً للطفولة واشتياقاً لاستعادة الدهشة التي تغلب إحساس الصغار دوماً، وهو نفسه كان إحساس غزالة وفق قوله.

«في طفولتي لطالما كان (خيال المآتة) منبعاً للسعادة والبهجة مثل سائر أطفال القرية التي نشأت فيها، فهو بشكله الملون الزاهي غير التقليدي وأهميته التي يشير إليها الكبار في أحاديثهم، كان مثيراً للدهشة والفضول ويستحق أن نجتمع حوله، نتأمله وهو يعمل في صمت، متحملاً البرد والحر، ويترك كل منا العنان لخياله لنسج قصص مختلفة عنه».

يقدم الفنان (خيال مآتة) برؤية فلسفية إنسانية (الشرق الأوسط)

توهج خيال الأطفال تجاه (خيال المآتة) بعد الالتحاق بالمدرسة، وكان الفضل لقصة (خيال الحقل) للكاتب عبد التواب يوسف التي كانت مقررة على طلاب المرحلة الابتدائية في الستينات من القرن الماضي.

يقول غزالة لـ«الشرق الأوسط»: «خلال سطورها التقينا به من جديد، لكن هذه المرة كان يتكلم ويحس ويتحرك، وهو ما كان كافياً لاستثارة خيالنا بقوة أكبر».

ومرت السنوات وظل (خيال المآتة) كامناً في جزء ما من ذاكرة غزالة، إلى أن أيقظته زيارة قام بها إلى ريف الجيزة (غرب القاهرة) ليفاجأ بوجود الكائن القديم الذي داعب خياله منذ زمن، وقد عاد ليفعل الشيء نفسه لكن برؤية أكثر نضجاً: «وقعت عيني عليه مصادفةً أثناء هذه الزيارة، وقمت بتكرار الزيارة مرات عدة من أجل تأمله، وفحصه من كل الجوانب والأبعاد على مدى سنتين، إلى أن قررت أن أرسمه، ومن هنا كانت فكرة هذا المعرض».

أحد أعمال معرض (خيال مآتة)

تناول الفنان (خيال المآتة) من منظور فلسفي مفاده أن مكانة شيء ما إنما تنبع في الأساس من دوره ووظيفته ومدى ما يقدمه للآخرين من عطاء، حتى لو كان هذا الشيء مجرد جماد وليس إنساناً يقول: «لكم تأكد لي أنه بحق له أهمية كبيرة للمجتمع، وليس فقط بالنسبة للفلاح؛ فهو يصون الثروة الزراعية المصرية».

ويعتبر الفنان التشكيلي المصري خيال المآتة مصدراً للسعادة والبهجة؛ إذ «يسمح للمزارعين بالمرور بلحظة الحصاد من دون حسرة على فقْد محصولهم، كما أنه رمز لبهجة الأطفال والإحساس بالأمان للكبار ضد غزوات الطيور على حقولهم». وفق تعبيره.

غزالة استدعى حكايات وأساطير من طفولته (الشرق الأوسط)

في المعرض تباينت أشكال «خيال المآتة»؛ فقد جعله طويلاً مرة وقصيراً مرة أخرى، ورجلاً وامرأة وطفلاً، يرتدي ملابس متعددة، مزركشة أو محايدة خالية من النقوش والتفاصيل: «ظن زائرو المعرض في افتتاحه أنني أنا الذي فعلت ذلك لـ(خيال المآتة)، لكن الحقيقة أنه الفلاح المصري الذي أبدع في إثراء شكله وتجديده مستعيناً بفطرته المحبة للجمال والفرحة، وما فعلته هو محاكاته مع لمسات من الذاكرة والخيال».

ووفق غزالة فإن «المزارع برع في كسوة هذا المجسم بملابس مختلفة ذات ألوان زاهية، وأحياناً صارخة مستوحاة من الطبيعة حوله، إنها الملابس القديمة البالية لأفراد أسرته، والتي استغنى عنها، وأعاد توظيفها تطبيقاً للاستدامة في أبسط صورها».

الفنان إبراهيم غزالة (الشرق الأوسط)

جمعت الأعمال ما بين الواقعية والتجريدية وتنوعت مقاساتها ما بين متر ومتر ونصف، جسدت بعضها الطيور مثل «أبو قردان»، واحتفى بعضها الآخر بجمال المساحات الخضراء الممتدة والنخيل والأشجار الكثيفة، لكنها في النهاية تلاقت في تعبيرها عن جمال الحياة الريفية البسيطة.