بحث جديد يسلط الضوء على أصول المريخ وتطوره

كوكب المريخ (أرشيفية-رويترز)
كوكب المريخ (أرشيفية-رويترز)
TT

بحث جديد يسلط الضوء على أصول المريخ وتطوره

كوكب المريخ (أرشيفية-رويترز)
كوكب المريخ (أرشيفية-رويترز)

ألقى باحثون من جامعة بريستول ضوءا جديدا على أصول كوكب المريخ وتكوينه من خلال بيانات من مركبة «إنسايت» التابعة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، وهي مركبة فضائية آلية مصممة لاستكشاف الجزء الداخلي من المريخ.
وذكرت وكالة الأنباء البريطانية «بي إيه ميديا» أن الدراسة كشفت عن رؤى حول القلب السائل للكوكب الأحمر، مما يزيد من فهم تكوينه وتطوره. ويكشف البحث عن أول رصد لموجات الصوت التي تنتقل إلى قلب المريخ، والتي أسفرت عن اكتشاف أنه أكثر كثافة قليلا مما كان يعتقد سابقا. وأيضا تشير القياسات من هذه الطاقة الصوتية، والتي تسمى الموجات الزلزالية، إلى أن قلب المريخ أصغر مما كان يعتقد سابقا، وأنه يتألف من مزيج من الحديد والعديد من العناصر الأخرى. ويقول الباحثون إن النتائج رائعة للغاية، حيث كان من المقرر في البداية أن تستمر المهمة لمدة تزيد قليلا عن سنة واحدة على كوكب المريخ (تعادل سنتين على كوكب الأرض).
ورغم العواصف على كوكب المريخ التي أدت إلى تسريع تراكم الغبار وتقليل طاقة المركبة «إنسايت»، مددت وكالة الفضاء فترة إقامتها، لذلك استمر جمع البيانات الجيوفيزيائية، بما في ذلك إشارات الزلازل، حتى نهاية العام الماضي. وقالت المؤلفة الرئيسية للبحث الدكتورة جيسيكا إيرفينغ، كبيرة المحاضرين في علوم الأرض بجامعة بريستول: «لقد أتى وقت المهمة الإضافي ثماره بالتأكيد. لقد قمنا بأول ملاحظات للموجات الزلزالية التي تنتقل عبر قلب المريخ».
واستخدمت الدراسة، التي قادها باحثون من جامعة بريستول، بيانات من مركبة «إنسايت»، وهي مركبة فضائية آلية مصممة لاستكشاف الجزء الداخلي من المريخ، لمقارنة الموجات الزلزالية التي تنتقل عبر قلب الكوكب بتلك التي تمر عبر المناطق الضحلة في المريخ.



نوبات غضب الأطفال تكشف اضطراب فرط الحركة

من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)
من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)
TT

نوبات غضب الأطفال تكشف اضطراب فرط الحركة

من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)
من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)

كشفت دراسة بريطانية عن أنّ الأطفال في سنّ ما قبل المدرسة الذين يواجهون صعوبة في التحكُّم بمشاعرهم وسلوكهم عبر نوبات غضب، قد يظهرون أعراضاً أكبر لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند بلوغهم سنّ السابعة.

وأشارت الدراسة التي قادتها جامعة أدنبره بالتعاون مع جامعتَي «نورثمبريا» و«أوكسفورد» إلى أهمية مراقبة تطوّر التنظيم العاطفي لدى الأطفال في مرحلة مبكرة من حياتهم، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «Development and Psychopathology».

والتنظيم العاطفي لدى الأطفال هو القدرة على إدارة مشاعرهم بشكل مناسب، مثل التعبير الصحّي عن المشاعر والتحكُّم في الانفعالات القوية منها الغضب والحزن، ويساعدهم ذلك على التفاعل إيجابياً مع الآخرين والتكيُّف مع التحدّيات اليومية.

أمّا اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فهو حالة تؤثّر في قدرة الفرد على التركيز والتحكُّم في الانفعالات والسلوكيات، ويتميّز بصعوبة في الانتباه، وفرط النشاط، والاندفاعية، ويظهر في الطفولة وقد يستمر إلى البلوغ، مع عوامل وراثية وبيئية وعقلية تسهم في حدوثه.

وأوضح الباحثون أنّ دراستهم الجديدة تُعدّ من أوائل البحوث التي تستكشف العلاقة بين أنماط تنظيم المشاعر في المراحل المبكرة من الطفولة والصحّة النفسية في مرحلة المدرسة. فقد حلّلوا بيانات نحو 19 ألف طفل وُلدوا بين عامي 2000 و2002. واستندت الدراسة إلى استبيانات ومقابلات مع أولياء الأمور لتقويم سلوكيات الأطفال الاجتماعية وقدرتهم على تنظيم مشاعرهم.

واستخدموا تقنيات إحصائية لفحص العلاقة بين مشكلات المشاعر والسلوك وأعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند سنّ السابعة.

وتوصل الباحثون إلى أنّ الأطفال الذين يُظهرون استجابات عاطفية شديدة ويتأخرون في تطوير القدرة على تنظيم مشاعرهم يكونون أكثر عرضة للإصابة بأعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والمشكلات السلوكية والانطوائية، مثل القلق والحزن.

وأظهرت النتائج أنّ هذه العلاقة تنطبق على الجنسين، حتى بعد أخذ عوامل أخرى في الحسبان، مثل وجود مشكلات نفسية أو عصبية مسبقة.

وقالت الدكتورة آجا موراي، من كلية الفلسفة وعلم النفس وعلوم اللغة بجامعة أدنبره، والباحثة الرئيسية للدراسة: «تُكتَسب مهارات تنظيم المشاعر في سنّ مبكرة وتزداد قوة تدريجياً مع الوقت، لكنّ الأطفال يختلفون في سرعة اكتساب هذه المهارات، وقد يشير التأخُّر في هذا التطوّر إلى احتمال وجود مشكلات نفسية أو عصبية».

وأضافت عبر موقع الجامعة: «تشير نتائجنا إلى أنّ مراقبة مسارات تطوُّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال يمكن أن تساعد في تحديد مَن هم أكثر عرضة للمشكلات النفسية في المستقبل».

ويأمل الباحثون أن تُسهم هذه النتائج في تطوير برامج وقائية تستهدف الأطفال في المراحل المبكرة من حياتهم، لتقليل احتمالات تعرّضهم لمشكلات نفسية وسلوكية عند الكبر.