العالم كله ينتظر السادس من مايو (أيار) المقبل بلهفة مشوبة بفضول. ففي هذا اليوم التاريخي سيُتوج تشارلز الثالث ملكا على المملكة البريطانية المتحدة في حفل يتوقع الجميع أن يكون مهيبا بمراسم يُتقنها البريطانيون أكثر من غيرهم. كل التفاصيل من المركبة التي ستنقل تشارلز الثالث وزوجته كاميلا من قصر باكنغهام إلى كاتدرائية ويستمنستر إلى التيجان والصولجان إضافة إلى باقي الطقوس ستكون محسوبة وكأنها عملية عسكرية بالغة الحساسية.
وإذا كان العالم يتطلع لمتابعة الحدث من باب الفضول، فإن البريطانيين بدأوا يُحضرون له أيضا من باب تجاري. كل على طريقته وحسب نسبة الحاسة التجارية والإمكانيات التي يتمتع بها. فالمتوقع أن نرى تذكارات بشتى الأنواع من أكواب إلى أواني صنع الشاي وعُلب البسكويت والشوكولاتة و«تي - شيرتات» وقبعات تُباع في المحلات والأكشاك في كل أنحاء بريطانيا، من المطارات إلى القرى البعيدة، وستُحقق الربح لأصحابها بفضل إقبال البريطانيين والسياح عليها. لكن فيما سيكتفي البعض بتذكارات رمزية بسيطة يظهر فيها الملك تشارلز بالتاج فإن البعض يُغريه التاج نفسه.
استعمل حجر الإسبينل في الخاتم لقيمته وأيضا لألوانه التي تعكس ألوان العلم البريطاني (خاص)
دار «ديفيد موريس» للمجوهرات، التي تربطها علاقة طويلة بالعرش البريطاني كما صممت مجوهرات لأفراد العائلة المالكة في مناسبات عديدة، كانت من بين الأوائل الذين استبقوا الاحتفال بالغالي والنفيس. فقد طرحت تاجا وخاتما تستوحيان تصاميمهما وألوانهما وإيحاءاتهما من المناسبة. من العلم البريطاني تحديدا. بينما يكاد التاج ينفجر بأحجار الماس، رُصِع الخاتم بحجر الإسبينل الأحمر والأزرق إلى جانب الماس الأبيض. اختيار حجر الإسبينل لم يكن اعتباطا. فهو يجمع عُمق الياقوت وبريق السفير. ورغم أنه يأتي بألوان أخرى مثل الوردي الزهري والأحمر الغني والبنفسجي الداكن وغيرها، ارتأى جيرمي موريس، الرئيس التنفيذي للدار ومصممها الفني أيضا، أن يُركز هنا على الأزرق والأحمر فقط كونهما يُمثِلان ألوان العلم البريطاني. وحتى يكتسب الخاتم قيمة أكبر، فإن القطعة الزرقاء التي توسطت الخاتم تزن 17.30 قيراط، كما أن اللون الأزرق لصيق بالعائلات المالكة عموما حسب قول جيريمي موريس الذي أضاف: «وجدت أن هذه الدرجة من الإسبينل، ببريقها وإشعاعاتها، أجمل ما يُعبر عن هذه المناسبة وفخامتها، فجعلتها مركز الجذب، خصوصا أنه من النادر أن تجد مثيلا لها بهذه الدرجة من الأزرق الذي ينافس أفخم أنواع السفير».