دورات كرة قدم في ريف مصر تحاكي البطولات الكبرى

أثارت اهتماماً وانتشاراً على مواقع التواصل الاجتماعي

إحدى مباريات دورة قرية حمادة (الصفحة الرسمية لنادي حمادة الرياضي على «فيسبوك»)
إحدى مباريات دورة قرية حمادة (الصفحة الرسمية لنادي حمادة الرياضي على «فيسبوك»)
TT

دورات كرة قدم في ريف مصر تحاكي البطولات الكبرى

إحدى مباريات دورة قرية حمادة (الصفحة الرسمية لنادي حمادة الرياضي على «فيسبوك»)
إحدى مباريات دورة قرية حمادة (الصفحة الرسمية لنادي حمادة الرياضي على «فيسبوك»)

ملعب كرة قدم بأرضية ترابية، رُسمت حدوده البيضاء بـ«خام الجبس»، ومن حوله غابت الكراسي والمدرجات و«المقصورة»، واتخذ المشجعون الكبار والصغار من الأرض مجلساً لهم، أو اصطفوا في «مقطورة» تتيح لهم رؤية أفضل وتشجيعاً بحماس، رافعين شعار: «الكرة للجماهير».
في أجواء ريفية بسيطة، ووفق ما هو متاح من إمكانيات، تشتعل في العديد من القرى المصرية منافسات كروية شعبية، تتصاعد أهميتها وتكتسب جماهيريتها، لا سيما مع تنظيمها خلال شهر رمضان، حيث تعد دورات كرة القدم أحد المظاهر المتوارثة التي تميز شهر الصيام في مصر.
إلا أن هذه الدورات تطورت منافساتها وأجواؤها لتضاهي البطولات الكبرى، حيث لجأ منظموها إلى الاستعانة بطواقم تحكيم رسمية، إلى جانب إدخال التقنيات الحديثة من بث مباشر للمباريات، ولوحة تبديلات إلكترونية، بالإضافة إلى الاستعانة بتقنية الفيديو «فار»، وصولاً إلى الابتكار في تصميم الدروع والجوائز للفريق الفائز، التي تقدم من خلال الرعاة، الذين يكونون من السياسيين أو البرلمانيين أو أبناء القرية من المقتدرين.
وفيما تنظم هذه الدورات داخل مراكز الشباب التابعة لوزارة الشباب والرياضة، أو في ملاعب ترابية في القرى، التي لا تضم هذه المراكز، جذبت هذه التطورات أنظار مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، لتحتل الدورات الريفية «الترند»، وتثار حولها حالة من النقاش بالجدل تارة، الذي يدور حول المبالغة في التنظيم، والاحتفاء بما يُقدم تارة أخرى، حيث الإشادات بمستوى وأفكار التنظيم.

وخلال الأسابيع الماضية ذاع صيت عدة «دورات ريفية»، تداول المغردون ووسائل الإعلام أخبارها، منها دورة قرية قشطوخ بمحافظة المنوفية، التي أطلق عليها الأهالي «برازيل الدورات»، نظراً لمشاركة 32 فريقاً من أبناء المحافظة والمحافظات المجاورة، وللحضور الجماهيري الكبير، ولأجواء التنظيم الاحترافي الذي شهدته البطولة، لا سيما الافتتاح الذي شهد حفلاً مبهراً وثقّ بالتصوير الجوي. كما نالت دورة ميت طريف بمحافظة الدقهلية، شعبية كبيرة، خاصة مع حرص وزير الشباب والرياضة المصري الدكتور أشرف صبحي على حضور مباراتها النهائية.
في أول أيام عيد الفطر، تداول رواد التواصل الاجتماعي على نطاق واسع صوراً لمراسم توزيع جوائز دورة قرية قافلة بمحافظة البحيرة، التي كان فيها نوع من الطرافة، من خلال تصوير «سيشن» لجوائز البطولة، حيث قام فلاحو القرية بتوزيع الجوائز على الفريق الفائز في البطولة في أول أيام العيد، فيما صممت الجوائز على غرار جوائز بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022.

كما شهد شهر رمضان المنقضي إطلاق دورات لكرة القدم النسائية، لأول مرة في مصر، بعد أن اقتصرت لسنوات طويلة على الرجال.
بالاتجاه نحو محافظة الدقهلية (دلتا مصر)، وتحديداً إلى قرية حمادة، إحدى القرى التابعة لمركز دكرنس، التي لا يتجاوز سكانها 4 آلاف نسمة، احتضنت القرية الهادئة منافسات حامية لإحدى أقدم الدورات الريفية، فعلى مدار شهر رمضان، اشتعلت المنافسة بين الأندية والفرق المشاركة، التي تمثل القرى والعزب المجاورة، فيما اختتمت فعاليات الدورة مساء أمس (السبت)، حيث أقيم نهائي الدورة، الذي جمع بين فريقي قرية «حمادة» وقرية «البويب»، التي حسمها الأول لصالحه، وسط أجواء حماسية.

حظي هذا النهائي على وجه التحديد بمتابعة كبيرة في مصر، ونال نصيباً كبيراً من الدعاية، خصوصاً على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، تبعه متابعة إعلامية مع استقدام طاقم تحكيم نسائي لأول مرة، تقوده حكم الساحة الدولي شاهندة المغربي، في سابقة أولى تشهدها الدورات الرمضانية في مصر.
ويقول فارس عامر، المسؤول الإعلامي في نادي حمادة، وأحد منظمي الدورة، لـ«الشرق الأوسط»: «هذه هي الدورة الرمضانية التي تحمل رقم 32 التي يتم تنظيمها في القرية، والأولى بعد توقف دام 4 سنوات متتالية، بفعل فيروس كورونا وغيرها من الصعوبات التي حالت دون تنظيمها، ولأننا نسعى إلى تقديم دورة مختلفة بعد غياب تشكلّت لجنة خاصة قبل شهرين من حلول شهر رمضان مكونة من 10 أفراد، للتخطيط بشكل سليم».

ويلفت إلى أن اللجنة المنظمة، برئاسة عضو النادي محمد عيد عوض، استقرت على الاستعانة بـ«الفار» لضمان العدالة التحكيمية، مع نقل مباريات الدورة عبر تقنية البث المباشر على صفحة النادي، ثم كان التفكير في وجود حكم سيدة، كتقليد جديد يحدث في الدورات الريفية، حيث تم التواصل معها ورحبت على الفور، وكذلك تم تنظيم مباراة كرة قدم نسائية، كنوع من لفت الأنظار وجذب الجمهور.

ويوضح عامر أن «التفكير تم بشكل مدروس واحترافي، وذلك لرغبتنا في عودة قوية للدورة، وأيضاً تقديمها بشكل متطور والتعريف بها لكل محبي كرة القدم، وبما يُظهرها كأحد أقدم الدورات الكروية التي تقام في شهر رمضان».


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


أولمبياد باريس: تحذير من انهيار الرياضيين بسبب الحرارة الشديدة

الحلقات الأولمبية على برج «إيفل» التاريخي خلال بروفة حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية 2024 في باريس على نهر السين يوم 17 يونيو 2024 (إ.ب.أ)
الحلقات الأولمبية على برج «إيفل» التاريخي خلال بروفة حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية 2024 في باريس على نهر السين يوم 17 يونيو 2024 (إ.ب.أ)
TT

أولمبياد باريس: تحذير من انهيار الرياضيين بسبب الحرارة الشديدة

الحلقات الأولمبية على برج «إيفل» التاريخي خلال بروفة حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية 2024 في باريس على نهر السين يوم 17 يونيو 2024 (إ.ب.أ)
الحلقات الأولمبية على برج «إيفل» التاريخي خلال بروفة حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية 2024 في باريس على نهر السين يوم 17 يونيو 2024 (إ.ب.أ)

حذّر تقريرٌ جديدٌ مدعومٌ من علماء مناخ ورياضيين، الثلاثاء، من مخاطر درجات الحرارة المرتفعة للغاية في أولمبياد باريس هذا العام، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأفاد تقرير «حلقات النار» (رينغز أوف فاير) وهو تعاون بين منظمة غير ربحية تُدعى «كلايمت سنترال» وأكاديميين من جامعة بورتسموث البريطانية، و11 رياضياً أولمبياً، بأن الظروف المناخية في باريس قد تكون أسوأ من الألعاب الأخيرة في طوكيو عام 2021.

وحذّر التقرير من أن «الحرارة الشديدة في أولمبياد باريس في يوليو (تموز) وأغسطس (آب) 2024 قد تؤدي إلى انهيار المتسابقين، وفي أسوأ السيناريوهات الوفاة خلال الألعاب».

ويُضاف هذا التقرير إلى عددٍ كبيرٍ من الدعوات من رياضيين لضبط الجداول الزمنية ومواعيد الأحداث، لمراعاة الإجهاد البدني الناجم عن المنافسة في درجات حرارة أعلى بسبب الاحتباس الحراري.

ومن المقرّر أن يُقام أولمبياد باريس في الفترة التي عادة ما تكون الأشدّ حرارة في العاصمة الفرنسية، التي تعرّضت لسلسلة من موجات الحر القياسية في السنوات الأخيرة.

وتوفي أكثر من 5 آلاف شخص في فرنسا نتيجة للحرارة الشديدة في الصيف الماضي، عندما سُجّلت درجات حرارة محلية جديدة تجاوزت 40 درجة مئوية في جميع أنحاء البلاد، وفقاً لبيانات الصحة العامة.

وتُشكّل الأمطار حالياً مصدر قلقٍ أكبر للمنظّمين؛ حيث تؤدي الأمطار في يوليو وأغسطس إلى تيارات قوية غير عادية في نهر السين، وتلوّث المياه.

ومن المقرّر أن يحتضن نهر السين عرضاً بالقوارب خلال حفل الافتتاح في 26 يوليو، بالإضافة إلى سباق الترايثلون في السباحة والماراثون، في حال سمحت نوعية المياه بذلك.

يقول المنظّمون إن لديهم مرونة في الجداول الزمنية، ما يمكّنهم من نقل بعض الأحداث، مثل الماراثون أو الترايثلون لتجنّب ذروة الحرارة في منتصف النهار.

لكن كثيراً من الألعاب ستُقام في مدرجات موقتة تفتقر إلى الظل، في حين بُنيت قرية الرياضيين من دون تكييف، لضمان الحد الأدنى من التأثير البيئي السلبي.

وأشار التقرير إلى قلق الرياضيين من اضطرابات النوم بسبب الحرارة؛ خصوصاً بالنظر إلى عدم وجود تكييف في القرية الأولمبية.

وعُرِضت فكرة إمكانية تركيب وحدات تكييف الهواء المحمولة في أماكن إقامة الرياضيين على الفرق الأولمبية، وهي فكرة وافقت فرق كثيرة عليها.