النفط يسجل خسائر أسبوعية ويسلط الضوء على التخفيضات الطوعية في مايو

روسيا لا تزال أكبر مورد للخام إلى الصين بشحنات قياسية في مارس

حاويات شحن البضائع بجوار صهاريج تخزين النفط في مصفاة لوس أنجليس التابعة لماراثون بتروليوم في كاليفورنيا (رويترز)
حاويات شحن البضائع بجوار صهاريج تخزين النفط في مصفاة لوس أنجليس التابعة لماراثون بتروليوم في كاليفورنيا (رويترز)
TT

النفط يسجل خسائر أسبوعية ويسلط الضوء على التخفيضات الطوعية في مايو

حاويات شحن البضائع بجوار صهاريج تخزين النفط في مصفاة لوس أنجليس التابعة لماراثون بتروليوم في كاليفورنيا (رويترز)
حاويات شحن البضائع بجوار صهاريج تخزين النفط في مصفاة لوس أنجليس التابعة لماراثون بتروليوم في كاليفورنيا (رويترز)

تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس الجمعة، مواصلة خسائر الجلستين السابقتين، بانخفاض أسبوعي، إذ أثار ضعف بيانات اقتصادية أميركية وزيادة مخزونات الوقود في الولايات المتحدة، مخاوف بشأن ركود وتباطؤ الطلب على النفط.
ويسلط تراجع النفط إلى أقل من 80 دولارا للبرميل خلال تعاملات الأسبوع، الضوء على قرار التخفيضات الطوعية للدول العربية الأعضاء في أوبك بلس بالإضافة إلى روسيا، في بداية الشهر الحالي، إذ بلغ حجم التخفيضات في إنتاج النفط نحو 1.1 مليون برميل يومياً، من دون موسكو، التي قررت تمديد خفض إنتاجها هي الأخرى 500 ألف برميل يومياً، ليصل إجمالي التخفيضات إلى 1.6 مليون برميل يومياً، على أن يتم التطبيق بداية مايو (أيار) المقبل.
وقالت السعودية، حينها، إن التخفيضات الطوعية في الإنتاج هي «تدبير احترازي يهدف إلى دعم استقرار السوق». وذكر ألكسندر نوفاك، نائب رئيس الوزراء الروسي، أن التدخل في متغيرات السوق أحد أسباب التخفيضات الجديدة.
جاءت «التخفيضات الطوعية» التي تبدأ من شهر مايو المقبل حتى نهاية العام، وسط خطط أميركية ببدء سحب 26 مليون برميل من الاحتياطي الاستراتيجي للنفط بداية أبريل (نيسان) الحالي حتى يونيو (حزيران) المقبل.
وأمس الجمعة، قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناقش اتفاق أوبك بلس لخفض إنتاج النفط مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في اتصال هاتفي. وذكر الكرملين في بيان أن الزعيمين عبرا عن رضاهما عن مستوى التعاون بين البلدين لتحقيق الاستقرار في سوق النفط العالمية.
وبحلول الساعة 15:00 بتوقيت غرينتش انخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يونيو 0.60 سنت أو 0.7 في المائة إلى 81.20 دولار للبرميل. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط تسليم يونيو 0.33 سنت أو 0.4 في المائة إلى 77.44 دولار للبرميل.
وتراجع الخامان بأكثر من 2 في المائة إلى أدنى مستوياتهما منذ نهاية مارس (آذار) يوم الخميس وسط مخاوف من ركود محتمل، ويتجهان صوب تسجيل انخفاض أسبوعي بنحو 6 في المائة.
وكشفت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية يوم الأربعاء عن أن مخزونات الخام الأميركية انخفضت في الأسبوع الماضي أكثر من المتوقع مع تشغيل المصافي وزيادة الصادرات، بينما ارتفعت مخزونات الوقود على نحو غير متوقع بفعل طلب مخيب للتوقعات.
في الأثناء، أظهرت بيانات صادرة عن الحكومة الصينية أمس، أن روسيا حافظت على مكانتها بوصفها أكبر مورد للنفط للصين في مارس مع اقتناص المشترين فرصة العقوبات المفروضة على خامي الأورال وإسبو ليشتروا الشحنات بخصومات كبيرة.
ووفقا لبيانات من الإدارة العامة للجمارك، بلغ إجمالي الواردات من روسيا 9.61 مليون طن في مارس، أو 2.26 مليون برميل يوميا، وهو أعلى مستوى على الإطلاق. وزادت الشحنات 50 في المائة من 1.50 مليون برميل يوميا في الفترة نفسها من عام 2022.
يأتي هذا بالمقارنة مع 1.94 مليون برميل يوميا خلال شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) مما رفع إجمالي كميات النفط الروسي خلال الربع الأول إلى 25.29 مليون طن. وكان الرقم القياسي السابق لحجم الشحنات الشهرية من روسيا إلى الصين 1.98 مليون برميل يوميا في مايو 2022.
وبلغ إجمالي الواردات من الخام السعودي 8.90 مليون طن في مارس، بما يعادل 2.10 مليون برميل يوميا، ارتفاعا من 1.61 مليون برميل يوميا قبل عام. ويمثل هذا زيادة على معدل شهري يناير وفبراير البالغ 1.72 مليون برميل يوميا، كما رفع إجمالي الإمدادات السعودية خلال الربع الأول إلى 22.82 مليون طن.
وأظهرت بيانات الجمارك أيضا أن الواردات من ماليزيا بلغت 1.07 مليون برميل يوميا خلال تلك الفترة، بزيادة 140.1 في المائة على الفترة نفسها من العام الماضي. وغالبا ما تُستخدم ماليزيا كنقطة وسيطة لنقل الشحنات المفروض عليها عقوبات من إيران وفنزويلا.


مقالات ذات صلة

«مؤسسة النفط الهندية» تبقي على اتفاقها مع العراق

الاقتصاد مصفاة لتكرير النفط في فادينار بولاية غوجارات الغربية بالهند (رويترز)

«مؤسسة النفط الهندية» تبقي على اتفاقها مع العراق

قال مسؤول تنفيذي كبير بـ«مؤسسة النفط الهندية»، كبرى شركات التكرير بالهند، إن المؤسسة أبقت على اتفاقها السنوي لاستيراد الخام من العراق عند 21 مليون طن لعام 2025.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
الاقتصاد مصفاة نفط تابعة لـ«روسنفت» الروسية (رويترز)

تراجع العوائد الروسية من النفط والغاز بمقدار الثلث في نوفمبر

من المتوقع تراجع إيرادات روسيا من النفط والغاز في نوفمبر بما يعادل الثلث إلى 0.78 تريليون روبل (نحو 7.5 مليار دولار).

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد منصة نفط بحرية قبالة ساحل هنتنغتون بيتش بكاليفورنيا 14 نوفمبر 2024 (رويترز)

مسؤول بـ«إكسون موبيل»: منتجو النفط والغاز الأميركيون لن يزيدوا الإنتاج في ظل رئاسة ترمب

قال مسؤول تنفيذي في شركة إكسون موبيل إن منتجي النفط والغاز الأميركيين من غير المرجح أن يزيدوا إنتاجهم بشكل جذري في ظل رئاسة الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد رئيس مجلس الوزراء العراقي ونائب رئيس الوزراء الروسي ووزير الطاقة السعودي (رئاسة الحكومة العراقية)

السعودية والعراق وروسيا تشدد على أهمية الالتزام بالتخفيضات الطوعية في «أوبك بلس»

أكدت السعودية وروسيا والعراق أهمية تعاون دول «أوبك بلس» والتزامها التام بالاتفاق والتخفيضات الطوعية، بما في ذلك التخفيضات الطوعية التي اتفقت عليها الدول الـ8.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
الاقتصاد منصة نفط بحرية قبالة ساحل هنتنغتون بيتش بكاليفورنيا (رويترز)

تهديدات ترمب بفرض رسوم جمركية تضغط على أسعار النفط

انخفضت أسعار النفط يوم الثلاثاء متأثرة بارتفاع الدولار، بعد أن هدد الرئيس المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك والصين.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

السعودية توسّع صفقاتها للمشاركة في سلاسل التوريد العالمية

وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)
وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)
TT

السعودية توسّع صفقاتها للمشاركة في سلاسل التوريد العالمية

وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)
وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)

تتجه السعودية إلى زيادة الوصول للمواد الأساسية، وتوفير التصنيع المحلي، وتعزيز الاستدامة، والمشاركة في سلاسل التوريد العالمية، وذلك بعد إعلان وزير الاستثمار المهندس خالد الفالح، 9 صفقات جديدة، إلى جانب 25 اتفاقية أخرى، معظمها ما زالت تحت الدراسة ضمن «جسري» المبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمي، مؤكداً أن هذه المبادرة «ليست سوى البداية».

جاء هذا الإعلان في كلمته خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد»، التي تُقام في مؤتمر الاستثمار العالمي الثامن والعشرين، الثلاثاء، في الرياض، بمشاركة أكثر من 100 دولة، قائلاً إن هذه الصفقات تمثّل خطوة مهمة نحو تحقيق هدف المملكة في بناء سلاسل إمداد أكثر مرونة وكفاءة.

وأكد أن البرنامج يعكس رؤية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الذي كان له الدور البارز في إطلاق هذه المبادرة قبل عامين، مشيراً إلى أن البرنامج هو جزء من الاستراتيجية الوطنية للاستثمار، ويشمل عدة برامج حكومية داعمة، مثل برنامج تطوير الصناعة الوطنية واللوجيستيات (ندلب).

الطاقة الخضراء

وأضاف الفالح أن المملكة تسعى إلى تسهيل الوصول للمعادن الأساسية، وتشجيع التصنيع المحلي، وزيادة الوصول إلى أسواق الطاقة الخضراء العالمية.

وأوضح أن «التوريد الأخضر» هو جزء من المبادرة السعودية؛ إذ ستعزّز المملكة سلاسل الإمداد عبر الاستثمار في الطاقة المتجددة، لافتاً إلى أننا بصدد تطوير 100 فرصة استثمارية جديدة في 25 سلسلة قيمة تتضمّن مشروعات رائدة في مجالات، مثل: الطاقة الخضراء والذكاء الاصطناعي.

وحسب الفالح، فإن الحكومة السعودية تقدّم حوافز خاصة إلى الشركات الراغبة في الاستثمار بالمناطق الاقتصادية الخاصة، وأن بلاده تستعد للتوسع في استثمارات جديدة تشمل قطاعات، مثل: أشباه الموصلات، والتصنيع الرقمي، في إطار التعاون المستمر بين القطاعات الحكومية والقطاع الخاص، لتعزيز قدرة المملكة على تحقيق أهداف «رؤية 2030».

وشدد على التزام الحكومة الكامل بتحقيق هذه الرؤية، وأن الوزارات المعنية ستواصل دعم هذه المبادرة الاستراتيجية التي تهدف إلى تحقيق تنمية مستدامة وتوطين الصناعات المتقدمة في المملكة.

الصناعة والتعدين

من ناحيته، كشف وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف، عن جذب ما يزيد على 160 مليار دولار إلى السوق السعودية، وهو رقم مضاعف بواقع 3 مرات تقريباً، وترقية رؤوس الأموال في قطاع التعدين إلى مليار دولار، وأن استثمارات الثروة المعدنية تخطت 260 مليون دولار.

وزير الصناعة والثروة المعدنية يتحدث إلى الحضور (الشرق الأوسط)

وأبان أن السعودية تعمل بشكل كامل لتأكيد التعاون المبني على أساسات صحيحة وقوية، وأطلقت عدداً من الاستراتيجيات المهمة، وهي جزء لا يتجزأ من صنع مجال سلاسل الإمداد والاستدامة.

وتحدث الخريف عن مبادرة «جسري»، كونها ستُسهم في ربط السعودية مع سلاسل الإمداد العالمية، ومواجهة التحديات مثل تحول الطاقة والحاجة إلى مزيد من المعادن.

وأضاف أن المملكة لا تزال مستمرة في تعزيز صناعاتها وثرواتها المعدنية، وتحث الشركات على الصعيدين المحلي والدولي على المشاركة الفاعلة وجذب استثماراتها إلى المملكة.

بدوره، عرض وزير الدولة، عضو مجلس الوزراء، الأمين العام للجنة التوطين وميزان المدفوعات، الدكتور حمد آل الشيخ، استثمارات نوعية للمملكة في البنى التحتية لتعزيز موقعها بصفتها مركزاً لوجيستياً عالمياً.