فرنسا تحث الأطراف اليمنية على الانخراط بحسن نية في مفاوضات سياسية

حثت فرنسا الأطراف اليمنية، وخاصة جماعة الحوثيين، على الانخراط بحسن نية في المشاورات القادمة التي تقودها الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص هانس غروندبرغ، مشيدة بالجهود السعودية والعمانية الأخيرة لوقف إطلاق النار وإنعاش المفاوضات السياسية.
وكان المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، وصف الفرصة الحالية لإحلال السلام بين اليمنيين بأنها «دقيقة ونادرة»، متعهداً بتكثيف الجهود نحو التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وإعادة تنشيط العملية السياسية.
وبينما عبرت الخارجية الفرنسية عن تعازيها لعائلات ضحايا حادث التدافع الذي حصل في العاصمة اليمنية صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، وأسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 200 شخص، أكدت أن هذا الحادث المأساوي يذكر بالحاجة الملحة إلى وضع حد للمعاناة والأزمة الإنسانية التي يعيشها الشعب اليمني، عبر تسوية النزاع الدائر. وجددت فرنسا دعمها الكامل للمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة هانس غروندبرغ، واصفة نشاطه بـ«الضروري من أجل التوصل إلى حل سياسي شامل، وهو الطريق الوحيد للتوصل إلى سلام مستدام ولوضع حد لهذه الحرب الأهلية التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من ثماني سنوات».
ودعت الخارجية الفرنسية في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، «جميع الأطراف والحوثيين بصورة خاصة إلى المفاوضة بحسن نية في هذا الشأن».
وأضافت: «تشيد فرنسا بالجهود التي بذلتها كل من السعودية وسلطنة عمان في اليمن في سبيل التوصل إلى وقف إطلاق نار شامل وإنعاش المفاوضات السياسية بين الحكومة اليمنية والحوثيين برعاية الأمم المتحدة، وعلى وجه الخصوص الخطوة الإيجابية التي أتاحت تحرير ما يزيد على 900 سجين أخيراً، بمساعدة اللجنة الدولية للصليب الأحمر والأمم المتحدة».
وبحسب المبعوث الأممي في إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن، فإن اليمن لم يشهد مثل هذه الفرصة الجادة للتقدم نحو إنهاء النزاع منذ ثماني سنوات، مشيراً إلى أن الطرفين أظهرا في الآونة الأخيرة أن المفاوضات يمكن أن تؤتي ثمارها، لكنه عبر عن «القلق من العمليات العسكرية الأخيرة في مأرب وشبوة وتعز والمحافظات الأخرى»، وحض الطرفين على «ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والامتناع عن الأعمال الاستفزازية».
تأتي هذه التطورات، عقب زيارة وفد سعودي للعاصمة اليمنية صنعاء برئاسة السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، ركزت على أربعة محاور شملت «الوضع الإنساني، وإطلاق جميع الأسرى، ووقف إطلاق النار، والحل السياسي الشامل في اليمن».
وأشارت الخارجية السعودية في بيان قبل أيام، إلى أن النقاشات كانت شفافة، وجرت وسط أجواء تفاؤل، على أن تستكمل اللقاءات في أقرب وقت؛ بما يؤدي إلى التوصل إلى حل سياسي شامل ومستدام ومقبول من جميع الأطراف اليمنية.
وأكد السفير آل جابر خلال وجوده في صنعاء، أن الهدف من النقاشات التي جرت بحضور وفد عماني هو «تثبيت الهدنة ووقف إطلاق النار ودعم عملية تبادل الأسرى وبحث سبل الحوار بين المكونات اليمنية للوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام».