قائد الجيش الجزائري يتوعد «أصوليين متطرفين»

بعد ظهورهم في فيديوهات تندد بحفلات رمضانية

قائد الجيش الفريق أول سعيد شنقريحة (وزارة الدفاع الجزائرية)
قائد الجيش الفريق أول سعيد شنقريحة (وزارة الدفاع الجزائرية)
TT

قائد الجيش الجزائري يتوعد «أصوليين متطرفين»

قائد الجيش الفريق أول سعيد شنقريحة (وزارة الدفاع الجزائرية)
قائد الجيش الفريق أول سعيد شنقريحة (وزارة الدفاع الجزائرية)

حذَّر رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أول سعيد شنقريحة، من أنشطة تعود، حسبه، لـ«بعض الأصوليين الذين يتبنون خطاباً دينياً متطرفاً يذكّرنا بسنوات تسعينات القرن الماضي».
وكان شنقريحة يتحدث بالعاصمة خلال زيارة لمقر قيادة الدفاع الجوي عن الإقليم، عندما هاجم، ضمناً، إسلامويين ظهروا في فيديوهات، خلال شهر رمضان المنقضي، ينددون بحفلات جرى تنظيمها بوسط العاصمة في سهرات رمضانية، بحجة أن فيها «تجاوزاً للشرع».
وشدد الضابط العسكري الكبير، أول من أمس، على أن «الدولة الجزائرية لن تسمح بأي حال من الأحوال بعودة هؤلاء المغامرين، الذين كادوا يدفعون بالبلاد إلى الهاوية، وأن يتسببوا في انهيار أركان الدولة الوطنية»، في إشارة إلى قيادات وأفراد «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» الذين اتهمتهم الحكومة بـ«نشر الإرهاب» بعد تدخل الجيش لإلغاء نتائج الانتخابات التي فازوا بها نهاية 1991، وتم حل الحزب في مايو (أيار) 1992. وقضى رموزه سنوات طويلة في السجن».
وقال شنقريحة بنبرة وعيد: «وليعلم هؤلاء المتطرفون أن ذلك الزمان قد ولى إلى غير رجعة، وأن مؤسسات الدولة الراسخة لن تسمح بأي حال من الأحوال بأن يتسببوا في انهيار أركان الدولة الوطنية، التي ضحى من أجلها الملايين من الشهداء الأبرار. وليعلموا كذلك أن الشعب الجزائري، الذي انكوى بنار الإرهاب الهمجي، وعانى الويلات من العنف الأعمى، لن يسمح لهم بخداعه مرة أخرى، لأنه أصبح أكثر وعياً وإدراكاً لأساليبهم الخبيثة التي تستغل تعلق الجزائريين بدينهم الحنيف لتحقيق أغراض سياسوية مشبوهة، تندرج دون شك في إطار مشاريع تخريبية وأجندات أجنبية معادية».
ووفق الضابط العسكري الكبير «ينبغي أن تشمل محاربة التطرف شتى أنواعه، وأن تكون على جميع المستويات، وأن يشارك فيها كافة الفاعلين على الساحة الوطنية، والأكيد أن هذا الجهد يبدأ من الخلية الأساسية للمجتمع، المتمثلة في الأسرة، فضلاً عن المدرسة التي هي مُطالَبة بتلقين الناشئة تربية مدنية صحيحة، أساسها غرس قيم المواطنة، والتذكير بواجبات المواطن تجاه وطنه ومجتمعه... مواطن قادر على التكيف ورفع تحديات ومتطلبات القرن الحادي والعشرين... مواطن فخور ومعتز بجزائريته».
وأضاف مهاجماً من جديد الإسلامويين: «نحن على يقين تام أن هذا الخروج إلى العلن، بعدما كان يجري في السر وفي فضاءات مغلقة، إنما جاء بإيعاز من دوائر التخريب المعادية، التي عودتنا على مثل هذه التحركات المريبة كلما لاحظوا أن الجزائر قد استرجعت، في وقت وجيز، دورها كفاعل محوري على الساحتين الإقليمية والدولية». وتابع: «إننا، رغم ذلك، متيقنون أننا سنتمكن بفضل وعي ووحدة شعبنا الأبي، وتلاحمه مع جيشه ومؤسساته، من إفشال كافة هذه المشاريع التخريبية والمضي قدماً نحو ترسيخ مكانة بلادنا بين الأمم».
من جهة أخرى، أفاد الفريق أول سعيد شنقريحة بأن بلاده «تخوض اليوم، تحت قيادة السيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفـاع الـوطني، معركة التغيير المنشود، بتضافر جهود كافة الجزائريات والجزائريين، وبفضل الإرادات الوطنية الخيرة لتحقيق الآمال، وبناء دولة قوية بشاباتها وشبانها، الذين هم ذخر الأمة وثروتها الحقيقية، وقاطرة بلادنا نحو تجسيد تطلعات الشعب إلى الرفاه والرقي»، مبرزاً أن «كل هذه الجهود والمساعي التي يبذلها الخيرون والمخلصون لا يُراد منها إلا تعزيز التلاحم الوطني ونبذ كل مسببات الفرقة وإفشال كل المحاولات اليائسة، التي تستهدف أمن واستقرار الوطن، ووحدة الشعب الجزائري».
وجاء في بيان لوزارة الدفاع أن شنقرحية تابع، خلال وجوده بالمنشأة العسكرية، عرضاً شاملاً قدمه قائد قوات الدفاع الجوي عن الإقليم، حول مختلف مجالات النشاطات ذات الصلة بمدى تنفيذ مخطط التطوير الخاص بهذه القوات.


مقالات ذات صلة

تونس: «عملية بيضاء» حول سجن يضم آلاف السجناء بينهم «إرهابيون»

أفريقيا الرئيس التونسي في زيارة سابقة لزنازين سجن المرناقية (موقع الرئاسة التونسية)

تونس: «عملية بيضاء» حول سجن يضم آلاف السجناء بينهم «إرهابيون»

كشفت مصادر رسمية من وزارة الداخلية التونسية، أن قوات الأمن أوقفت مؤخراً أكثر من 300 من بين «المفتش عنهم» في قضايا أمنية مختلفة، بينها الإرهاب وتهريب البشر.

كمال بن يونس (تونس)
آسيا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يرحب بعضو وفد «طالبان» الحاج محمد سهيل شاينا خلال محادثات سابقة (إعلام أفغاني)

«طالبان» تطمح إلى الحصول على معدات دفاعية روسية

كشف مسؤولون رفيعو المستوى في وزارة الدفاع الأفغانية عن عزم حركة «طالبان» على الحصول في المستقبل «عندما تكون الظروف مواتية» على أنظمة دفاع جوي روسية.

عمر فاروق (آسلام آباد)
شؤون إقليمية موقع سقوط المسيّرة التركية في كركوك (إكس) play-circle 00:24

أنقرة تتحرى مع بغداد عن مسيّرة «أُسقطت» في كركوك

أكدت تركيا أنها والعراق لديهما إرادة قوية ومشتركة بمجال مكافحة الإرهاب كما عدّ البلدان أن تعاونهما بمشروع «طريق التنمية» سيقدم مساهمة كبيرة لجميع الدول المشاركة

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)
أفريقيا وزير الخارجية الروسي رفقة وزيرة خارجية السنغال في موسكو (صحافة سنغالية)

على خطى الجيران... هل تتقرب السنغال من روسيا؟

زارت وزيرة خارجية السنغال ياسين فال، الخميس، العاصمة الروسية موسكو؛ حيث عقدت جلسة عمل مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أعقبها مؤتمر صحافي مشترك.

الشيخ محمد (نواكشوط)
شؤون إقليمية تركيا تعدّ وجودها العسكري في سوريا ضماناً لوحدتها (إكس)

تركيا: لا يجب التعامل مع أزمة سوريا على أنها مجمّدة

أكدت تركيا أن الحل الدائم الوحيد للأزمة السورية يكمن في إقامة سوريا تحكمها إرادة جميع السوريين مع الحفاظ على وحدتها وسلامة أراضيها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

اليونان: رصد تسرب نفطي محتمل حول الناقلة «سونيون» في البحر الأحمر

ناقلة النفط «سونيون» التي سبق أن هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر (لقطة من فيديو)
ناقلة النفط «سونيون» التي سبق أن هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر (لقطة من فيديو)
TT

اليونان: رصد تسرب نفطي محتمل حول الناقلة «سونيون» في البحر الأحمر

ناقلة النفط «سونيون» التي سبق أن هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر (لقطة من فيديو)
ناقلة النفط «سونيون» التي سبق أن هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر (لقطة من فيديو)

قالت اليونان في رسالة وزّعتها وكالة تابعة للأمم المتحدة، الجمعة، إن تسرباً نفطياً محتملاً بطول 2.2 ميل بحري رُصد في منطقة مطابقة لموقع الناقلة «سونيون» في البحر الأحمر.

وأضافت اليونان أن هذه المعلومة مستندة إلى صورة التقطتها الأقمار الصناعية، مساء أمس الخميس، وحصلت عليها وكالة السلامة البحرية الأوروبية.

وذكرت اليونان، في الرسالة التي تحمل تاريخ الخميس، ونُشرت الجمعة، «موقع التسرب النفطي يتطابق مع موقع السفينة»، وفقاً لوكالة «رويترز».

وأضافت: «في ضوء الظروف المذكورة فإن حالة الناقلة، تمثل خطراً بيئياً جسيماً على البيئة البحرية في البحر الأحمر».

وتعرضت ناقلة النفط «سونيون» لهجوم من جماعة «الحوثي» اليمنية في البحر الأحمر، ما أدى لاشتعال حرائق على متنها ومغادرة طاقم السفينة. ونشرت جماعة «الحوثي» مقطع فيديو، يظهر اعتلاء عناصر مسلحة تابعة لها سطح ناقلة النفط لاحقاً، وزرع عبوات ناسفة ثم تفجيرها عن بُعد.