السباق على لقب الدوري الإنجليزي لم ينتهِ بعد لكن يتعين على آرسنال استعادة طاقته

من السابق لأوانه استبعاد حظوظ متصدر المسابقة من تحقيق حلمه خاصة أن مصيره ما زال بيده

ساكا بعد إهداره ركلة جزاء (إ.ب.أ)
ساكا بعد إهداره ركلة جزاء (إ.ب.أ)
TT

السباق على لقب الدوري الإنجليزي لم ينتهِ بعد لكن يتعين على آرسنال استعادة طاقته

ساكا بعد إهداره ركلة جزاء (إ.ب.أ)
ساكا بعد إهداره ركلة جزاء (إ.ب.أ)

وسط شعور بعدم التصديق والإحباط الشديد بعد تعادل آرسنال للمرة الثانية على التوالي بعدما كان متقدماً بهدفين دون رد على وستهام، قال لاعب خط وسط الفريق غرانيت تشاكا: «إذا كان هناك شيء لا يسير على ما يرام، فمن السهل أن توجه أصابع الاتهام إلى شخص آخر. لقد كنا على قدر هذا التحدي حتى الآن، ولم يكن أحد يتخيل هذا قبل بداية الموسم. لنقم بتحديث كل شيء الآن».
لقد أصبحت الأمور أكثر صعوبة فيما يتعلق بتحقيق إنجاز استثنائي، ومن المؤكد أن المدير الفني لآرسنال، ميكيل أرتيتا، يشعر بغضب شديد لأنه لم يكن يريد أن تسير الأمور بهذه الطريقة في الآونة الأخيرة. لقد تقدم آرسنال بهدفين دون رد، وكان الصمت يخيم على جماهير وستهام في ملعب لندن معقل النادي، وكان آرسنال في طريقه لتحقيق فوز سهل، ولم يكن لاعبو وستهام أنفسهم، ولا الجمهور، يعتقدون بأن وستهام قادر على قلب الطاولة وتحقيق نتيجة إيجابية في نهاية المطاف.
إن ما حدث بعد ذلك كان بمثابة درس آخر على أن لاعبي آرسنال قد أُصيبوا بحالة من الرضا عن النفس. من المؤكد أن وستهام ليس ليفربول - الذي تعادل معه آرسنال أيضاً بنتيجة هدفين لكل فريق بعدما كان متقدماً بهدفين دون رد - كما أن الأجواء في ملعب وستهام بعيدة كل البعد عن الأجواء الاستثنائية والحماسية في ملعب آنفيلد، وبالتالي كان بإمكان آرسنال بسهولة أن يفوز على وستهام ويحسم اللقاء مبكراً كما فعل أمام فولهام قبل خمسة أسابيع.
ومن المؤكد أن أرتيتا يشعر بغضب شديد لأن – مثلما فعل تشاكا عندما تدخل بتهور على ترينت ألكسندر أرنولد قبل أسبوع وتسبب في إشعال المباراة وقلب الأمور رأساً على عقب ضد فريقه – لاعباً بارزاً آخر في صفوف الفريق ارتكب خطأ كبيراً كان يمكن تجنبه تماماً هذه المرة. يبلغ توماس بارتي من العمر 29 عاماً ويمتلك خبرات هائلة من خلال اللعب في أتلتيكو مدريد تحت قيادة المدير الفني الأرجنتيني دييغو سيميوني: «لم يكن من المفروض أن يفقد بارتي أعصابه ويتدخل بقوة على ديكلان رايس، أفضل لاعب في وستهام، في منتصف ملعب فريقه لتتم معاقبته على الفور. من المفترض أن يكون اللاعبون الكبار القدوة والمثل الأعلى للاعبين الصغار في هذه الأوقات الحاسمة من الموسم، وبالتالي يتعين عليهم أن يتصرفوا بشكل أفضل، وأن يتحكموا في رتم وزمام المباريات بدلاً من أن يفقدوا أعصابهم، ويتسببوا في توتر اللاعبين الصغار في السن».
وقال تشاكا عن ذلك: «الأمر لا يتعلق بالعقلية بكل تأكيد، فهو ليس كذلك على الإطلاق». ربما يكون تشاكا محقاً عندما ننظر إلى الإطار الأوسع للصورة، خصوصاً أن آرسنال لا يزال متصدراً جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، ولا يزال مصيره بيده حتى الآن. من المؤكد أن آرسنال حقق إنجازاً استثنائياً عندما تفوق على مانشستر سيتي وتصدر جدول ترتيب المسابقة حتى الآن، وربما تكون الملاحظة الأكثر أهمية هي أن أي سباق حقيقي على اللقب في الوقت الحالي يحتاج إلى اثنين من المتنافسين المثاليين تقريباً، كما هو الحال بين آرسنال ومانشستر سيتي حالياً. وعندما تكون المنافسة قوية وعلى أشدها تماماً، فمن المنطقي أن يشعر الفريق الذي حقق الفوز 23 مرة من أصل 31 مباراة، بالتوتر عندما يتعادل في مباراتين على التوالي.
ومع ذلك، فلا يمكن لأي شيء من هذا أن يغير حقيقة أنه كان بإمكان آرسنال تحقيق الفوز وتجنب نزيف النقاط في هاتين المباراتين. ومن الواضح أيضاً أن التعادل المحبط أمام وستهام بعد التقدم بهدفين دون رد كانت له تداعيات سلبية من الناحيتين الذهنية والنفسية على لاعبي الفريق أمام وستهام. ومن المؤكد أن أرتيتا لم يقم بهذا العمل الرائع ويقطع هذه الخطوات الهائلة لكي يستسلم بحلول منتصف شهر أبريل (نيسان)! وكما أشار تشاكا، فإن هذا هو الوقت المناسب لإعادة ضبط الأمور، والعمل بأفضل السبل الممكنة لاستغلال حقيقة أن الفريق لا يزال هو من يتصدر جدول الترتيب قبل نهاية المسابقة بسبع جولات.
سيلعب آرسنال أمام ساوثهامبتون على ملعب الإمارات يوم الجمعة، وهي المواجهة التي تبدو سهلة نظرياً، قبل الرحلة الحاسمة أمام مانشستر سيتي على ملعب الاتحاد في غضون أيام قليلة. يسعى آرسنال جاهداً لاستعادة خدمات مدافعه المميز ويليام صليبا في مباراة مانشستر سيتي، ويُعد هذا أمراً مفهوماً تماماً في ضوء الأداء الذي يقدمه البديل روب هولدينغ، فعلى الرغم من أنه يدافع بشكل جيد داخل منطقة الجزاء فإنه يعاني بشدة عندما يخرج لمواجهة لاعبي الفرق المنافسة في المناطق المحيطة بمنطقة الجزاء، وهو الأمر الذي ظهر تماماً في المواجهات الفردية أمام مايكل أنطونيو. كما يُمثل صليبا أماناً كبيراً افتقده آرسنال في المباريات التي غاب فيها اللاعب، وينطبق الأمر نفسه أيضاً على أولكسندر زينتشينكو، الذي غاب عن مباراة وستهام باعتباره إجراءً احترازياً. وعلى الرغم من أن كيران تيرني يشارك في معظم مباريات الفريق في الدوري، فإنه أقل قدرة من زينتشينكو على الدخول إلى عمق الملعب لمساعدة الفريق على السيطرة على مجريات الأمور في خط الوسط.
وإذا استعاد صليبا وزينتشينكو عافيتيهما تماماً، فإن آرسنال ستكون لديه فرصة لتحقيق نتيجة إيجابية الأسبوع المقبل. لكن هذا الأمر يعكس تماماً أن آرسنال لا يمتلك كثيراً من البدائل المناسبة، وأن غياب أي لاعب أساسي لأي سبب من الأسباب قد يمثل مشكلة كبيرة للفريق، على عكس الوضع في مانشستر سيتي الذي يمتلك كوكبة من النجوم والخيارات الرائعة. لقد دفع آرسنال ثمن ذلك غالياً الموسم الماضي عندما فشل في احتلال أحد المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا. أما هذا الموسم، فقد عزز آرسنال صفوفه بشكل أفضل، لكن ربما ليس بالقدر الذي يمكّنه من أن يكون البطل في نهاية المطاف.
وعندما كان آرسنال يسعى لتحقيق الفوز أمام وستهام، دفع أرتيتا بريس نيلسون وفابيو فييرا: نيلسون أقل من المستوى المطلوب على الرغم من أنه أحرز هدف الفوز القاتل في مرمى بورنموث، والذي قد يثبت بعد ذلك أنه كان حاسماً في الحصول على لقب الدوري، في حين أن فييرا لم يقدم حتى الآن ما يجعل أرتيتا واثقاً من إشراكه بشكل مستمر مع الفريق. وكان من الغريب بالنسبة لي أن أرى إميل سميث رو لائقاً تماماً من الناحية البدنية ولا يشارك مع الفريق، على الرغم من أنه يمتلك القدرات التي تجعله قادراً على نقل الفريق إلى مستويات أعلى. ومن المؤكد أن الاستخدام الأمثل لدكة البدلاء سيكون أمراً مهماً للغاية بالنسبة لأرتيتا خلال الشهر المقبل.
وقال تشاكا: «إذا كان هناك من يعتقد بأنه يمكننا هذا الموسم سحق المنافسين جميعاً في الجولات الثماني الأخيرة دون أن نفقد أي نقاط، فهو مخطئ». قد يكون تشاكا محقاً في ذلك إلى حد كبير، لكن من الواضح أن آرسنال فقد معظم طاقته باعتباره متصدراً لجدول ترتيب الدوري، وبالتالي فإن مهمة أرتيتا تتمثل في استعادة قوة ونشاط الفريق، بالشكل الذي كان يميزه طوال الموسم. وإذا نجح المدير الفني الإسباني في ذلك، فسيكون من السابق لأوانه الحديث عن نهاية حظوظ آرسنال في الفوز باللقب.


مقالات ذات صلة

الدوري الإنجليزي: ساوثهامبتون يحرم برايتون من الوصافة

رياضة عالمية من المواجهة التي جمعت برايتون وساوثهامبتون (أ.ف.ب)

الدوري الإنجليزي: ساوثهامبتون يحرم برايتون من الوصافة

أهدر برايتون فرصة الارتقاء الى المركز الثاني مؤقتا بسقوطه في فخ التعادل 1-1 مع جاره الجنوبي ساوثمبتون الجمعة في افتتاح المرحلة الثالثة عشرة من الدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية نيستلروي عقب توقيعه العقد مع ليستر سيتي (حساب ليستر سيتي)

ليستر سيتي يستنجد بنيستلروي مدرباً جديداً لإنقاذه

أعلن ليستر سيتي المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، تعيين رود فان نيستلروي مدربا جديدا له خلفا لستيف كوبر بعقد يمتد حتى يونيو حزيران 2027.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كوناتي لن يتمكن من المشاركة في القمة الإنجليزية (أ.ف.ب)

كوناتي يقطع الشك: لن أشارك أمام مانشستر سيتي

ثارت شكوك حول احتمال غياب إبراهيما كوناتي، مدافع فريق ليفربول الإنجليزي، عن مباراة فريقه أمام مانشستر سيتي المقرر إقامتها الأحد في الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية هل تتواصل أحزان مانشستر سيتي في ليفربول؟ (أ.ب)

ليفربول المنتشي لتعميق جراح سيتي في الدوري الإنجليزي

حتى في فترته الذهبية تحت قيادة جوسيب غوارديولا أخفق مانشستر سيتي في ترويض ليفربول بأنفيلد.

رياضة عالمية لامبارد (د.ب.أ)

لامبارد مدرب كوفنتري الجديد: سأثبت خطأ المشككين

قال فرنك لامبارد، مدرب كوفنتري سيتي الجديد، إنه يسعى لإثبات خطأ المشككين في قدراته بعد توليه مسؤولية الفريق المنافِس في دوري الدرجة الثانية الإنجليزي لكرة القدم

«الشرق الأوسط» (لندن)

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.