تصميم جديد للقاح الإيدز عبر «تقليم السكر»

توصل فريق بحثي أميركي إلى طريقة جديدة لتصميم لقاح لفيروس نقص المناعة البشرية، المسبب لمرض الإيدز، يعتمد على ما أسماه الباحثون بـ«تقليم السكر».
ويغطي البروتين السطحي لفيروس نقص المناعة البشرية (Env)، جزيئات السكر المرنة المسماة بـ«الجليكان»، وهو ما يجعل اللقاحات المعتمدة على تصميم هذا البروتين، تواجه مشكلة عدم تعرف جهاز المناعة البشري عليها، ولكن الفكرة التي قدمها الباحثون من «معهد أبحاث سكريبس» بأميركا، وتم الإعلان عنها في العدد الأخير من دورية «نيتشر كوميونيكيشنز»، تتجاوز تلك المشكلة عن طريق تقليم جزيئات السكر (أي تقصيرها) في تصميم جديد للبروتين، ليتم استخدامه في إنتاج لقاح.
ويقول جيانغ تشو، الأستاذ في قسم البيولوجيا الهيكلية والحاسوبية في «معهد أبحاث سكريبس» في تقرير نشره، الخميس، الموقع الإلكتروني للمعهد إن «إحدى استراتيجيات الدفاع التي يستخدمها الفيروس في حماية هيكله الأكثر تعرضاً (Env)، هي حمايته بجزيئات السكر المسماة (الجليكان)، ولذلك لم تكن اللقاحات المعتمدة على تركيب هذا البروتين تحقق استجابة مناعية كبيرة، ولكن مع التصميم الجديد، يبدو أننا قد حللنا جزءاً كبيراً من لغز لقاح فيروس نقص المناعة البشرية».
وأظهر اللقاح الجديد تحسناً ملحوظاً في القدرة على تحييد الفيروس في الاختبارات قبل السريرية، حيث أدت النسخة المشذبة من اللقاح إلى استجابات أقوى للأجسام المضادة المعادلة للفيروس بشكل لافت للنظر مقارنة بنسخة غير مشذبة من الجليكان، وفي أحد الاختبارات التي أُجريت على الفئران، على سبيل المثال، ولّد 7 من أصل 8 نماذج حيوانية محصنة استجابات قوية للأجسام المضادة المعادلة، مقارنة بواحد فقط من 8 للنسخة غير المشذبة من الجليكان».
ويوضح أنه «ستتم قريباً إجراء دراسة على الأشخاص الأصحاء الذين يتطوعون للمشاركة في التجارب السريرية، حيث وافقت المعاهد الوطنية للصحة بأميركا (NIH) على رعاية تجربة سريرية مستقبلية بعد تحقيق نتائج واعدة في التجارب قبل السريرية».
ويأمل الباحثون أن يكون لقاحهم أداة مهمة في مقاومة هذا الفيروس، الذي يقدر برنامج الأمم المتحدة المعني به، وجود 38.4 مليون شخص مصاب في جميع أنحاء العالم، وأصيب في عام 2021 وحده نحو 1.5 مليون شخص.