الريال يرفع شعار التفوق في دوري الأبطال... و«عقدة» ميلان تعكر احتفالات نابولي

إدارة غاضبة... وحزن يجتاح الجماهير... ولامبارد يتوعد بعقوبات للاعبين بعد أسوأ موسم لتشيلسي منذ 30 عاماً

البرازيلي رودريغو مهاجم الريال يسجل هدفه الثاني في مرمى تشيلسي (أ.ف.ب)
البرازيلي رودريغو مهاجم الريال يسجل هدفه الثاني في مرمى تشيلسي (أ.ف.ب)
TT

الريال يرفع شعار التفوق في دوري الأبطال... و«عقدة» ميلان تعكر احتفالات نابولي

البرازيلي رودريغو مهاجم الريال يسجل هدفه الثاني في مرمى تشيلسي (أ.ف.ب)
البرازيلي رودريغو مهاجم الريال يسجل هدفه الثاني في مرمى تشيلسي (أ.ف.ب)

رفع ريال مدريد الإسباني شعار الثقة والتفوق في دوري الأبطال، بتكرار فوزه على تشيلسي الإنجليزي (2-صفر، ذهاباً وإياباً)، واحتفى ميلان بإنجاز لم يكن بالحسبان، بإزاحة مواطنه نابولي في الموقعة الإيطالية الخالصة، وحجز مكان في نصف نهائي البطولة القارية الأهم.
ويشعر لاعبو الريال، ومعهم جمهور الفريق، بأن مسابقة دوري الأبطال تبتسم لهم، حتى في ظل الموسم المخيب بالدوري الإسباني، وبات النادي الملكي يملك فرصة كبيرة لتعزيز رقمه القياسي في عدد ألقابه بالبطولة القارية (14 حالياً) بوصوله إلى نصف النهائي.
وأضاف ريال مدريد تشيلسي إلى قائمة ضحاياه الإنجليز هذا الموسم، بعد تخلصه من ليفربول في ثمن النهائي، بالفوز عليه ذهاباً 5-2 خارج الديار و1-صفر إياباً. كما نجح النادي الإسباني في بلوغ نصف النهائي للمرة الحادية عشرة في الأعوام الـ13 الأخيرة، وعلق مدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي على هذا قائلاً: «هذا إنجاز رائع للفريق، خضنا مباراة صعبة بعض الشيء، والتأهل لم يكن سهلاً؛ لأننا خضنا مباراة ضد فريق قوي. عانينا في الشوط الأول، وتحسَّنَّا في الشوط الثاني، وحققنا المطلوب، ونحن الآن في نصف النهائي».
وأضاف: «الدور نصف النهائي لن يكون سهلاً، وسنواجه فريقاً قوياً، ولكن إذا لعبنا بهذا الأداء والمستوى فسنواصل مشوارنا إلى المباراة النهائية».
ويعتقد أنشيلوتي أن أداء حارس مرماه البلجيكي تيبو كورتوا كان حاسماً لخروج الريال منتصراً.
وقدم الحارس الذي سبق أن لعب في صفوف تشيلسي مباراة رائعة، وتصدى لعدة هجمات خطيرة، ليمنح الريال الأفضلية والخروج منتصراً بهدفي البرازيلي رودريغو.
وقبل أن يسجل اللاعب البرازيلي الأهداف، تمكن كورتوا من حرمان تشيلسي من تسجيل هدف كان بإمكانه أن يعيد الفريق الإنجليزي لأجواء المباراة. وحول ذلك علَّق أنشيلوتي: «هذا التصدي كان مهماً للغاية. منافسنا ضغط من البداية لتغيير الأمور؛ لكن كورتوا كان رائعاً. في الشوط الثاني ظهرنا بشكل أفضل، وكان لدينا مزيد من المساحة».
وأضاف: «كنا نعلم أننا سنعاني في مثل هذه النوعية من المباريات. تشيلسي قام بتجربة كل شيء، تسببوا في مشكلات لنا؛ لكننا قدمنا مباراة متكاملة».

جيرو يحتفل بهدفه الذي منح ميلان بطاقة العبور (رويترز)

وكانت المواجهة بين الناديين الملكي واللندني إعادة لمواجهتهما في نصف نهائي موسم 2020- 2021، حين خرج تشيلسي منتصراً (1-1 و2-صفر) في طريقه إلى اللقب، وربع نهائي الموسم الماضي حين فاز ريال مدريد ذهاباً خارج أرضه 3-1، وتأهل إلى نصف النهائي على الرغم من خسارته إياباً في ملعبه 2-3، بعد وقت إضافي في طريقه إلى اللقب.
ومُني تشيلسي بخسارته الرابعة توالياً بقيادة مدربه المؤقت فرانك لامبارد، خليفة غراهام بوتر المقال من منصبه بسبب النتائج السلبية، فاستمرت نتائجه المخيبة في مبارياته السبع الأخيرة في مختلف المسابقات، ويعود انتصاره الأخير إلى 11 مارس (آذار) الماضي، عندما تغلب على مضيفه ليستر سيتي 3-1 في الدوري المحلي.
وإذا كانت جماهير تشيلسي تشعر بالصدمة، فإن مُلَّاك النادي الجدد لا يصدقون ما وصل إليه حال الفريق الذي تم دعمه بلاعبين جدد هذا الموسم، كلفوا الخزينة أكثر من 550 مليون جنيه إسترليني.
وشاهد المُلَّاك الجدد الأمل الأخير في تحقيق لقب في موسمهم الأول يتبخر في الهواء، بعد توديع النادي الذي اشتروه العام الماضي مقابل 4.25 مليار جنيه إسترليني (5.28 مليار دولار) دوري الأبطال، في استمرارية لأسوأ موسم يخوضه تشيلسي محلياً منذ نحو 30 عاماً، إذ يقبع في النصف الأسفل من جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، وودع كأس الاتحاد الإنجليزي، وكأس رابطة الأندية المحترفة، من الدور الأول.
ووفقاً لهذه النتائج، باتت احتمالية انخفاض إيرادات النادي واردة بشكل كبير، وهو ما يثير مخاوف الجماهير بشأن اللجوء لبيع مجموعة من أفضل الشبان الموجودين في الفريق، للالتزام بقواعد اللعب المالي النظيف.
ويتناقض الانهيار المفاجئ في نتائج الفريق في الموسم الحالي؛ حيث تناوب على تدريبه 3 مدربين، مع الفترة الرائعة تحت قيادة المالك السابق الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش.
وأجبرت الحكومة البريطانية أبراموفيتش على بيع تشيلسي في العام الماضي، بعد غزو روسيا لأوكرانيا.
وكان تشيلسي الأكثر تحقيقاً للألقاب في إنجلترا في عهد أبراموفيتش ما بين 2003 و2022، إذ نال لقب دوري الأبطال مرتين في 2012 و2021، ولقب الدوري 5 مرات، بالإضافة إلى ألقاب محلية وقارية أخرى.

لامبارد في حيرة (رويترز)

وجذبت تلك الفترة أنظار المستثمرين؛ حيث قاد الأميركي تود بوهلي تحالفاً مدعوماً من «كليرليك كابيتال» لشراء النادي.
بالإضافة إلى صفقة شراء النادي في مايو (أيار)، أنفق الملاك الجدد 550 مليون جنيه إسترليني على شراء لاعبين جدد، إذ أنفقوا في يناير (كانون الثاني) أكثر مما دفعته أندية الدرجة الأولى في إسبانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا مجتمعة. لكن يبدو أنهم نسوا شراء مهاجم قادر على هز الشباك بشكل معتاد؛ حيث لم تؤتِ صفقة ضم بيير-إيمريك أوباميانغ مهاجم آرسنال السابق ثمارها. وأحرز تشيلسي 30 هدفاً في 31 مباراة في الدوري، بينما سجل آرسنال المتصدر 74 هدفاً، ومانشستر سيتي ثاني الترتيب 78 هدفاً.
وفي مواجهة الريال، فشل الفريق في التسجيل للمرة الخامسة في آخر 6 مباريات. ومن دون مهاجم يقود الفريق، فشلت تجربة توماس توخيل وجراهام بوتر والمدرب المؤقت الحالي فرانك لامبارد، في تحويل تشكيلة الفريق الحالية إلى فريق جماعي. وعبَّرت جماهير تشيلسي عن سخطها على المُلَّاك الجدد، وانتشرت صور لجماهير تحتج على بوهلي بعد الخسارة 2-1 أمام برايتون السبت الماضي. وقالت وسائل إعلام بريطانية، إن بوهلي تحدث غاضباً إلى اللاعبين بعد هذه الخسارة، كما هدد لامبارد بمعاقبة البعض بعد الهزيمة أمام الريال.
وقال لامبارد موجهاً كلامه للفريق: «أنتم تلعبون لتشيلسي. كل مباراة يجب أن تقدموا كل ما لديكم. لن أترك أي لاعب يفلت من العقاب ويجب أن نظهر هذا. هذا المعيار لا يمكن أن نتجاهله». وأردف: «لعبنا بشكل جيد لمدة 60 دقيقة. صنعنا فرصاً، ولكن يجب أن نستغلها. لا يمكنك أن تثني على الأداء كثيراً عندما تخسر في هذا المستوى».
وفي المباراة الثانية، أكد ميلان عقدته لنابولي، وأطاحه من ربع النهائي عندما أرغمه على التعادل 1-1 على ملعب «دييغو أرماندو مارادونا»، بعد أن سبق وفاز بملعبه «سان سيرو» ذهاباً 1-صفر.
وهي المرة الأولى التي يبلغ فيها ميلان نصف النهائي منذ 16 عاماً، وتحديداً عندما تغلب على مانشستر يونايتد الإنجليزي في طريقه إلى اللقب السابع الأخير في تاريخه موسم 2006- 2007؛ لكن هذا التأهل يحمل طابعاً خاصاً؛ إذ حقق فيه الفريق الشمالي التفوق على الجنوبي القريب من التتويج بلقب الدوري الإيطالي هذا الموسم.
وكانت المواجهة هي الثالثة بين الفريقين الإيطاليين في غضون 3 أسابيع؛ حيث حق ميلان النصر في المباراتين السابقتين 4-0، في معقل غريمه بالدوري المحلي، و1-0 في «سان سيرو» بذهاب دوري الأبطال الأسبوع الماضي.
وأراد ستيفانو بيولي، المدير الفني لميلان، أن يكون التركيز منصباً على الاستمتاع بوصول فريقه للدور قبل النهائي بدوري أبطال أوروبا، بدلاً من التفكير في المواجهة المحتملة المقبلة، وقال: «أفضل الاستمتاع بالتأهل، وأياً كان ما سيحدث فسوف يحدث، لا نفكر من سيكون منافسنا المقبل؛ لكن ستكون مباراة عظيمة في الدور قبل النهائي».
وستكون مباراة الدور قبل النهائي المقبلة هي السابعة لميلان في البطولة القارية، ليصبح أكثر نادٍ إيطالي وصولاً لهذا الدور، مناصفة مع يوفنتوس، منذ إعادة تسمية البطولة في موسم 1992– 1993.وأضاف بيولي: «إنها خطوة كبيرة أخرى تسلقها الفريق... أشكر النادي على مساعدتنا، وأنا سعيد من أجل الجماهير التي ساندتنا للتغلب على اللحظات الصعبة بدعمهم». وواصل: «شاهدت تضحية كبيرة من اللاعبين، وثقنا بعضنا في بعض، وفي أسلوبنا لتجاوز نابولي القوي الذي تسبب في مشكلات كبيرة لنا في المباراتين. فزنا بفضل قلوبنا وطاقتنا وإيماننا».
في المقابل، عكر الخروج من دوري الأبطال صفو الاحتفالات المبكرة التي يعيشها جمهور نابولي في انتظار تتويج شبه مؤكد بالدوري المحلي. وما يقلق جماهير النادي الجنوبي الذي ظهر في دور الثمانية لأول مرة، هو أن الفريق فشل في تحقيق أي فوز بآخر 3 مباريات في جميع المسابقات. وعلى الرغم من تقدم ميلان بهدف الفرنسي أوليفر جيرو الذي أضاع أيضاً ركلة جزاء، قاتل نابولي حتى النهاية، وحصل على بارقة أمل قبل 8 دقائق من النهاية، عندما احتُسبت له ركلة جزاء؛ لكن جناحه الجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا أهدرها، وعاد النيجيري فيكتور أوسيمهن وسجل هدف التعادل بعد مرور 3 دقائق من الوقت المحتسب بدل الضائع، بضربة رأس قوية؛ لكن الوقت المتبقي لم يسعف فريقه للعودة.


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».