الاستخبارات الهولندية تحذر من اهتمام صيني بقطاع الطيران والفضاء

من مؤتمر صحافي لجهاز المخابرات العامة والأمن الهولندي في 13 أبريل الحالي (أ.ب)
من مؤتمر صحافي لجهاز المخابرات العامة والأمن الهولندي في 13 أبريل الحالي (أ.ب)
TT

الاستخبارات الهولندية تحذر من اهتمام صيني بقطاع الطيران والفضاء

من مؤتمر صحافي لجهاز المخابرات العامة والأمن الهولندي في 13 أبريل الحالي (أ.ب)
من مؤتمر صحافي لجهاز المخابرات العامة والأمن الهولندي في 13 أبريل الحالي (أ.ب)

رجح جهاز الاستخبارات العسكرية الهولندي، اليوم (الأربعاء)، أن تكون الصين قد حاولت جزئياً، خارج نطاق قيود التصدير، الاستحصال على معارف وأصول من قطاع الصناعات الجوية والفضائية الهولندي، حسبما أفادت به «وكالة الصحافة الفرنسية».
وحذر جهاز الاستخبارات العسكرية الهولندي من أن «هولندا لا تزال هدفاً جاذباً للتجسس الصيني، خصوصاً في مجال صناعة أشباه الموصلات والتكنولوجيات الكمية والصناعات الجوية والبحرية».
وكان الجهاز في عام 2022 قد «رصد وحذر من محاولات صينية عدة للاستحصال على تكنولوجيا (عسكرية)»، وفق ما أعلن رئيسه يان سويلانز في تقرير سنوي.
إلى ذلك، حذر سويلانز من أن «الشركات ومعاهد التعليم والعلوم الهولندية مستهدفة على نطاق واسع».
وأوضح أن «الصين تطور بوتيرة سريعة أسلحة متطورة بالتكنولوجيات الأكثر تقدماً»، مشيراً إلى «أنواع مختلفة من الأسلحة المضادة للأقمار الاصطناعية ذات الطابع شديد التدمير».
وشدد الجهاز على أن الصين تعمل بجهد مكثف على إطلاق أقمار اصطناعية؛ إذ يُعتقد أنها تعتزم إجراء مائة عملية إطلاق في العام، علماً بأن هذه العمليات اقتصر عددها في عام 2020 على نحو 40.
وأوضح الجهاز أن ما يتم إطلاقه هو بشكل أساسي «أقمار اصطناعية للاستخبارات والمراقبة والاستطلاع والاتصالات».
وبحسب الجهاز الهولندي، يريد الصينيون أن يكونوا رواداً على صعيد شبكات الاتصالات الكمية في الفضاء التي تتيح التواصل بشكل أسرع وأكثر أماناً في العالم أجمع.
وبحسب الجهاز، فإن «اعتراض هذا النوع من الاتصالات أكثر صعوبة»، وهو ما يعطي «أفضلية عسكرية كبرى».
وتمكن الجهاز من كشف عدد من الشركات التي تستخدمها الصين واجهة للالتفاف على قيود التصدير.
والاثنين، حذر جهاز الاستخبارات الهولندي من أن الصين «أكبر خطر يتهدد الأمن الاقتصادي لهولندا».
وهولندا هي الرائدة أوروبياً على صعيد صناعة الشرائح، المكونات الإلكترونية التي لا يمكن الاستغناء عنها لتشغيل الهواتف الذكية والسيارات والأعتدة العسكرية.
وبعد ضغوط مارستها الولايات المتحدة، أعلنت لاهاي في مارس كبح عمليات تصدير التكنولوجيات لصناعة الشرائح الإلكترونية لدواعٍ أمنية.
ويومها انتقدت الصين بشدة القرار، علماً بأنها تحتاج في إطار إنتاج الشرائح الإلكترونية لآلات تنتجها، خصوصاً شركة «إيه إس إم إل» الهولندية، أكبر منتج لأشباه الموصلات في أوروبا.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.