رغم نجاح بعض الموائد الرمضانية المصرية في اجتذاب جمهور «السوشيال ميديا» ومشاركة صورها على نطاق واسع، خلال شهر رمضان 2023، فإن مائدة شاطئ العريش بمحافظة شمال سيناء (شمال شرقي القاهرة) كان لها دلالات أعمق من كونها مائدة طويلة تمتد لمسافة تزيد على 5 كيلومترات بمحاذاة مياه البحر الأبيض المتوسط.
واحتفى عدد كبير من المصريين بصور ومقاطع فيديو للإفطار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لهذه المائدة التي تحلّق حولها أهالي شمال سيناء، مساء الثلاثاء، في حين افترش عدد كبير منهم الأرض على رمال شاطئ العريش، في سابقة هي الأولى من نوعها، وقام بالإشراف على تنفيذها قيادات المحافظة التنفيذية والشعبية وأعضاء المجموعة البرلمانية، ومشايخ العواقل والعائلات ورجال الأعمال ووفد من الكنيسة القبطية، وذلك تحت شعار «تعالوا شرفونا».
وحسب النائب المصري عزيز مطر، عضو مجلس النواب عن محافظة شمال سيناء وأحد منظمي حفل الإفطار، فإن تنظيم تلك المائدة استغرق نحو عشرة أيام، لإعداد المائدة وتجهيزات الإفطار والوقوف على تفاصيله كافة، وفاق عدد المواطنين كل التوقعات، حيث بلغ عدد المفطرين على المائدة نحو عشرين ألف مواطن، كما يقول في حديثه لـ«الشرق الأوسط».
ويعدّ مطر أن «الإفطار ليس له دلالته الاجتماعية وحسب، حيث توطيد العلاقات بين أهالي المدينة في أجواء روحانية خاصة، وإنما له دلالة أكبر، وهي أن هذا حدث غير مسبوق، شارك فيه الجميع من مواطنين وقيادات، ويحمل الإفطار رسالة أمن وسلام من شمال سيناء إلى العالم، ودعوة لعودة الروح ودفع عجلة التنمية في هذه المحافظة في إطار تخطيها للحرب على الإرهاب».
ويضيف النائب «هناك كذلك رسالة مفادها الدعوة للسياحة في شمال سيناء التي تطل على ساحل البحر الأبيض المتوسط بكل روعته».
لافتاً إلى أن المائدة بمنزلة تحية لروح شهداء الجيش والشرطة الذين استشهدوا خلال حروبهم مع الإرهاب، وأنه لولا تضحياتهم لما وصلت شمال سيناء إلى تلك اللحظة من الأمن، التي يُعد الإفطار الرمضاني بهذا الإقبال الضخم من المواطنين أحد مظاهرها ورسائلها.
وكان محافظ سيناء اللواء محمد عبد الفضيل شوشة، قد أعرب خلال تنظيم حفل الإفطار أنه يأتي في إطار «عودة الحياة لطبيعتها في شمال سيناء واستقبال فصل الصيف»، ودعا المواطنين من المحافظات الأخرى لزيارة شمال سيناء والاستمتاع بجوها المعتدل وطبيعتها الساحرة خلال موسم الصيف.
وكان رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، قد صرّح خلال زيارته في يناير (كانون الثاني) الماضي إلى شمال سيناء، بأن «الدولة المصرية بكل أجهزتها بذلت جهداً هائلاً لتطهير سيناء من الإرهاب ونزع جذوره، والعمل في الوقت نفسه على إقامة مشروعات تنموية».
ولفت مدبولي إلى أن «جهود التنمية تسير في شمال سيناء مع مكافحة الإرهاب، كما يتم بناء مدينة رفح الجديدة على غرار المدن الجديد، علاوة على استهداف زيادة الرقعة السكانية في شمال سيناء، وعمل ومجتمعات عمرانية واهتمام بالبنية التحتية وزيادة الطاقة الكهربائية»، موضحاً أن «التنمية في شمال سيناء قرار استراتيجي من الدولة المصرية».
وبدّت الموائد الرمضانية في مصر هذا العام، في حالة تسابق احتفالي من أجل تنظيم «أطول مائدة» خلال شهر رمضان، لعل أبرزها مائدة «المطرية» شرقي العاصمة المصرية، ومائدة «الشيخ زايد» غرب القاهرة.
احتفاء مصري بأطول مائدة إفطار بشمال سيناء
امتدت لمسافة تزيد على 5 كيلومترات بشاطئ العريش
احتفاء مصري بأطول مائدة إفطار بشمال سيناء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة