محافظ الحديدة يوجه بإخلاء الميناء من ميليشيا التمرد

يؤشر إلىتصاعد الخلافات بين صالح والحوثيين

يمنيون يحملون ملصقات مناوئة  للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي خلال مسيرة في بعض محافظات الجنوب المحرر (غيتي)
يمنيون يحملون ملصقات مناوئة للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي خلال مسيرة في بعض محافظات الجنوب المحرر (غيتي)
TT

محافظ الحديدة يوجه بإخلاء الميناء من ميليشيا التمرد

يمنيون يحملون ملصقات مناوئة  للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي خلال مسيرة في بعض محافظات الجنوب المحرر (غيتي)
يمنيون يحملون ملصقات مناوئة للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي خلال مسيرة في بعض محافظات الجنوب المحرر (غيتي)

في تطور جديد يوضح مدى الاختلاف بين جماعة الحوثي المسلحة والرئيس السابق علي عبد الله صالح خاصة بعدما أطاح المسلحون الحوثيون بعدد من قيادات المؤتمر الشعبي العام، أنصار صالح، من بعض مناصب الدولة ومن ضمنهم طارق الشامي - رئيس مجلس الإدارة لوكالة الأنباء اليمنية سبأ، الواقعة تحت سيطرة المسلحين الحوثيين، ظهر أمس تغير مفاجئ على محافظ الحديدة العميد حسن أحمد الهيج، الذي عينته الجماعة بدلا عن المحافظ السابق صخر الوجيه الذي أطاحت به ميليشيا التمرد بعدما رفض – حسب مصادر - تنفيذ بعض مطالبهم.
ويقول مصدر مطلع من مكتب المحافظة، رفض الكشف عن هويته، لـ«الشرق الأوسط» بأن «المحافظ الهيج معروف بولائه لجماعة الحوثي المسلحة وحزب المؤتمر الشعبي العام، لكنه فاجأ الجميع خلال اجتماع حضره الوكيل المساعد للمحافظة هاشم العزعزي وأعضاء الهيئة الإدارية للمجلس المحلي ومدير أمن المحافظة العميد محمد المقالح ومدير الأمن السياسي إبراهيم السياني وقائد القوات الخاصة عبد الله الشوذبي، وذلك عندما تحدث خلال الاجتماع بضرورة إخلاء ميناء الحديدة من المسلحين الحوثيين والإفراج الفوري عن المحتجزين القسريين من قبل الجماعة أو إحالتهم للقضاء».
ويضيف المصدر «كانت هناك احتجاجات في الأيام والأشهر السابقة أمام مكتب المحافظة تطالبه بطرد المسلحين الحوثيين من مدينة الحديدة والمحافظة بشكل عام وخرجت مظاهرات قتل فيها العشرات على أيدي المسلحين الحوثيين، والمحافظ الهيج الذي لم يكن حينها من المسؤولين عن تيسير شؤون المحافظة، لكن لهجته الأخيرة خلال الاجتماع توضح حجم الخلافات بين المؤتمر الشعبي العام وجماعة الحوثي المسلحة، خاصة أن الهيج بدأ يشعر بما تمر به المحافظة وما يعانيه المواطنون».
ويأتي موقف الهيج، المفاجئ بعد يومين من تشكيل مجلس للمقاومة الشعبية بإقليم تهامة ممثلة بمحافظ الحديدة السابق، صخر الوجيه وتعيين ناطق رسمي للمجلس.
يقول عنصر من المقاومة الشعبية لـ«الشرق الأوسط» بأن «المقاومة في إقليم تهامة استهدفت، أمس، تجمعا للمسلحين الحوثيين في مديرية جبل راس على الحدود مع العدين بمحافظة إب كان الحوثيون قد تجمعوا في المنطقة تحسبًا لأي هجوم من العدين وتم استهدافهم من المقاومة الشعبية بأسلحة الكلاشنيكوف، وأنباء عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف ميليشيا الحوثي وأنصار صالح».
وأضاف: «شنت المقاومة الشعبية عدة هجمات على عدد من نقاط تجمع لميليشيا الحوثي وأنصار صالح حيث هاجموا أيضا نقطة مستحدثة لميليشيات الحوثي على خط الضحي الكدن بالحديدة، التي تعد بوابة الضحي الشرقية، وذلك بأسلحة الكلاشنيكوف ما تسبب بسقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات الحوثية، وأيضا استهدفوا المركز التعليمي بمديرية الحوك في مدرسة الصباح بقنبلة يدوية وبعدها عبوة ناسفة وضعت على البوابة نتج عنهما ثلاثة قتلى وجرحى، بالإضافة إلى إلقاء قنبلة على تجمع للحوثيين في مزرعة بمديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة سقط فيه عدد من المسلحين الحوثيين وجرح آخرون، وهجوم آخر على المسلحين الحوثيين بمزرعة في الحسينية بالكلاشنيكوف أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، ومهاجمة المقاومة أيضا لقيادة للمسلحين الحوثيين في منطقة المصيبرية بين مديريتي الجراحي وجبل راس نتج عنه تصفية القيادي الحوثي المدعو خالد سليمان مهدي القليصي عاقل سوق المصبرية».
وكانت المقاومة الشعبية في إقليم تهامة قد أعلنت عن انتهاء المدة التحذيرية للمتحوثيين، الموالين للمسلحين الحوثيين، للوقوف ضد المعتدي والدفاع عن أنفسهم وأهلهم وممتلكاتهم كحق مشروع وعدم الزج بأنفسهم وأولادهم في مواجهة مع المقاومة الشعبية فكلهم إخوة ومن أبناء تهامة.
في المقابل، كشف تحالف «رصد» بالحديدة عن الانتهاكات التي مارستها جماعة الحوثي المسلحة وأنصارها من قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح ليومي 10 و11 من أغسطس (آب) من الشهر الحالي في مدينة الحديدة، غرب اليمن، وقال التحالف في بيان له بأن الانتهاكات شملت حالة اعتداء واحدة على أحد المواطنين في مدينة الحديدة بالإضافة إلى 19 حالة اختطاف و4 حالات اقتحام منازل وحالة واحدة لنهب منزل، بالإضافة إلى العقوبات الجماعية التي لا تزال يمارسها المسلحون الحوثيون وأنصار صالح بحق أبناء محافظة الحديدة المتمثلة في انعدام الماء والمشتقات النفطية والاستمرار في انطفاء الكهرباء، واستمرارهم في ملاحقة النشاطين الحقوقيين والسياسيين والصحافيين واحتجاز العشرات منهم ورفضهم الإفراج عنهم رغم الأوامر القضائية التي صدرت بذلك.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.