بايرن يبحث عن «ريمونتادا» تاريخية تعيد له الكبرياء أمام مانشستر سيتي اليوم

الطريق ممهد لإنتر ميلان لتخطي عقبة بنفيكا وحجز بطاقة في نصف نهائي دوري الأبطال

ماني (وسط) عاد لتدريبات البايرن بعد انتهاء أزمته مع زميله ساني وجاهز للعب اليوم (د.ب.أ)
ماني (وسط) عاد لتدريبات البايرن بعد انتهاء أزمته مع زميله ساني وجاهز للعب اليوم (د.ب.أ)
TT

بايرن يبحث عن «ريمونتادا» تاريخية تعيد له الكبرياء أمام مانشستر سيتي اليوم

ماني (وسط) عاد لتدريبات البايرن بعد انتهاء أزمته مع زميله ساني وجاهز للعب اليوم (د.ب.أ)
ماني (وسط) عاد لتدريبات البايرن بعد انتهاء أزمته مع زميله ساني وجاهز للعب اليوم (د.ب.أ)

يتطلع فريق بايرن ميونيخ الألماني لتحقيق «ريمونتادا» تاريخية وقلب خسارته ذهاباً بثلاثية عندما يواجه فريق مانشستر سيتي الإنجليزي اليوم في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، الذي يشهد لقاء آخر في متناول إنتر ميلان الإيطالي أمام ضيفه بنفيكا البرتغالي.
ويبدو مانشستر سيتي الأقرب للعبور إلى نصف النهائي بفضل فوزه على العملاق البافاري بثلاثية نظيفة ذهاباً في ملعب الاتحاد.
وما يرفع أسهم مانشستر سيتي المعنويات المهزوزة لخصمه حيث يعاني بايرن ميونيخ بقيادة مدربه الجديد توماس توخيل خليفة يوليان ناغلسمان المقال بشكل مفاجئ من منصبه.
وحقق العملاق البافاري فوزين مقابل خسارتين وتعادل مرة واحدة في خمس مباريات مع توخيل آخرها تعثره أمام ضيفه هوفنهايم المتواضع 1 - 1 في بروفة لقمته المرتقبة أمام سيتي التي يحتاج خلالها إلى معجزة لتذويب فارق الأهداف الثلاثة.
وقال توخيل إنه فوجئ بالأداء الضعيف لبايرن أمام هوفنهايم وعلق: «فرطنا في فرصة عظيمة لخلق أجواء لنا ولجماهيرنا ورفع ثقتهم في قدرتنا على قلب النتيجة أمام مانشستر سيتي».
وأضاف: «هناك خيبة أمل واضحة لنا في النتيجة وطريقة اللعب. كانت لنا فقط لحظات نادرة جداً من اللعب الجيد. في بعض اللحظات ارتكبنا ستة أو سبعة أخطاء في التمرير في 60 ثانية في الشوط الأول». وتابع: «لعبنا بطاقة قليلة، وروح ضعيفة، وتغيير بسيط في الإيقاع، وقلة اقتناع، وثقة قليلة»، مشيراً إلى أنه «تفاجأ جداً» مقارنة بما أظهره فريقه في فرايبورغ الأسبوع الماضي في الدوري ولمدة 70 دقيقة في مانشستر في ذهاب ربع النهائي.

لاعبو مانشستر سيتي واثقون من قدرتهم على العبور لنصف النهائي (رويترز)

ويواجه توخيل انتقادات كبيرة لا سيما أنه قبل أن يتولى المسؤولية كان الفريق ينافس على الثلاثية، لكن في عهدته لم يبق سوى الدوري (الذي يتصدره بفارق نقطتين أمام بوروسيا دورتموند)، ودوري الأبطال الذي بات قاب قوسين أو أدنى من توديعه. ومع ذلك رفع توخيل شعار التحدي في أمام سيتي واعداً بتقديم عرض قوى وتسجيل أكثر من ثلاثة أهداف.
ويستعيد مدرب البايرن في هذه المباراة جهود مهاجمه السنغالي ساديو ماني، بعد انتهاء إيقافه للمباراة واحدة بسبب ضرب زميله بالفريق ليروي ساني في أعقاب خسارة مباراة الذهاب. كما أصبح المهاجم الكاميروني إيريك ماكسيم تشوبو موتينغ جاهزاً أيضاً للمشاركة بعد أن غاب عن لقاء الذهاب للإصابة، وقد شارك أمس في التدريب الرئيسي وأثبت تعافيه تماماً. في المقابل يستمر غياب الثنائي مانويل نوير، حارس المرمى، ولوكاس هيرنانديز، عن البايرن لنهاية الموسم.
في المقابل، يدخل سيتي المباراة بمعنويات عالية بعدما قلص الفارق إلى أربع نقاط عن آرسنال متصدر الدوري الإنجليزي بفوزه على ليستر سيتي 3 - 1 بينها ثنائية لهدافه النرويجي إرلينغ هالاند الذي أراحه المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا عقب نهاية الشوط الأول.
والأكيد أن هالاند سيكون بين الأسلحة الفتاكة التي يملكها ويعول عليها غوارديولا في مواجهة فريقه السابق لمواصلة مشواره مع سيتي على أمل تحقيق حلم ملاكه الإماراتيين بالظفر باللقب للمرة الأولى في تاريخ النادي.
لكن غوارديولا كان حذراً عقب لقاء الذهاب، وقال: «أتوقع أي شيء إياباً. اللاعبون في الملعب وخارجه شاهدوا أداء بايرن، لذا لا ضرورة لتنبيههم. هم جيدون وأدوا بشكل رائع من دور المجموعات وصولاً إلى هنا»؛ في إشارة إلى صدارة الفريق البافاري دور المجموعات بالعلامة الكاملة ثم إقصائه باريس سان جيرمان الفرنسي المدجج بالنجوم من ثمن النهائي.
وتبدو تشكيلة مانشستر سيتي مكتملة ولا ينقصها سوى الجناح فيل فودين الذي خضع لجراحة مؤخراً لإزالة الزائدة الدودية.
وفي المباراة الثانية ببرنامج اليوم يسعى إنتر ميلان إلى طي صفحة خيباته في الدوري المحلي والتركيز على استضافة بنفيكا لتأكيد فوزه بثنائية نظيفة خارج قواعده ذهاباً وحجز بطاقته إلى نصف نهائي للمرة الأولى منذ 13 عاماً وتحديداً منذ عام 2010 عندما توج باللقب الثالث في تاريخه بعد 1964 و1965.
ويعاني إنتر الأمرين في الآونة الأخيرة وحقق فوزاً واحداً في مبارياته الثماني الأخيرة في مختلف المسابقات وكان على حساب بنفيكا (2 - 0) الأسبوع الماضي حيث سقط في فخ التعادل ثلاث مرات مقابل أربع هزائم آخرها أمام ضيفه مونزا صفر - 1 السبت في الدوري.
وأعرب سيموني إنزاغي مدرب إنتر عن استيائه من عدم استغلال الفرص لفريقه، وأوضح: «فعلنا كل شيء في المباراة، سيطرة واستحواذ وفرص، لكننا فشلنا في هز الشباك».
وأضاف: «ليس من قبيل الصدفة أن يتم اختيار حراس مرمى الفرق المنافسة لنا الأفضل في المباريات، يجب أن نكون أكثر فعالية في الهجوم وهذا ما نتحدث عنه يومياً، وأنا واثق من أننا سننجح في ذلك».
وحول الانتقادات التي يتعرض لها بسبب تراجع النتائج محلياً، أكد إنزاغي أنه لن يتأثر بالصدمات التي تأتي في طريقه خاصة وما يدور يعد شيئاً ليس بجديد عليه، وقال: «طرح أسئلة حول مستقبل المدير الفني بات روتيناً في المؤتمرات الصحافية وتقارير الإعلاميين، هنا في إنتر، إذا قرأت قبل مباريات برشلونة أو بورتو، كان الأمر نفسه».
وأردف: «إنه شيء اعتدت عليه، طالما ينتقدونني (وليس اللاعبين) فلا توجد مشكلة، بالنسبة لي ولفريق العمل، الانتقادات تساعدنا أكثر فأكثر». وأكد: «نعلم أن نتائج إنتر ميلان في الدوري كان ينبغي أن تكون أفضل من النتائج التي تحققت بالفعل. نحن مثل فرق كثيرة لدينا مشاكل، ولكن لا تزال هناك ثماني مباريات».
ويواجه إنتر خطر فقدان العديد من عناصره المؤثرة الموسم المقبل، حيث سيرحل ميلان سكرينيار لباريس سان جيرمان الفرنسي، فيما تنتهي إعارة البلجيكي روميلو لوكاكو من تشيلسي الإنجليزي، كما أن ستيفان دي فراي من بين لاعبين آخرين اقتربت عقودهم على النهاية. لكن إنزاغي رفض اتخاذ هذا الأمر كعذر لتراجع النتائج وانشغال اللاعبين بمستقبلهم وأكد: «يجب أن نكون جيدين في عزل أنفسنا، فيما يتعلق باللاعبين، أراهم يتدربون بشكل جيد يومياً حتى الذين أوشكت عقودهم على الانتهاء».
ويكفي إنتر التعادل أو الخسارة بفارق هدف لضمان التأهل للدور التالي، فيما يتعين على بنفيكا الفوز بفارق أكثر من هدفين. وأعرب روجر شميدت مدرب بنفيكا ولاعبه شيكينيو أن الفريق عازم على الظهور بشكل مختلف وسيلعب بطريقة هجومية من البداية.
وأشار شميدت إلى أن فريقه لم يكن يستحق الخسارة في الذهاب، وكان ينبغي أن يحصل على ركلة جزاء واحدة على الأقل من قبل الحكم الإنجليزي مايكل أوليفر، وقال: «الخسارة على أرضك ليست نتيجة مثالية، ولكننا ما زلنا في منتصف الطريق. يجب علينا أن نثق في أنفسنا، يجب أن نخوض لقاء الإياب بقوة وضغط من البداية».
من جهته، قال شيكينيو لاعب الوسط، إن بنفيكا قادر على قلب الخسارة وتسجيل ثلاثة أهداف في ملعب سان سييرو. ويظل شيكينيو واثقاً من أن بنفيكا، متصدر الدوري البرتغالي، الذي خسر في أربع مرات فقط هذا الموسم، من بينها مباراتان في آخر خمسة أيام، يمكنه التأهل، وأوضح: «كنا نعلم أنها ستكون مباراة صعبة أمام فريق لديه الجودة. أتيحت أمامنا فرص للتسجيل ولكننا لم نستغلها، إنتر نجح في تسجيل هدفين، ولكن سنذهب إلى ميلان لتحقيق الفوز». وأردف: «إذا كانوا سجلوا هدفين هنا، فنحن أيضاً قادرين على الذهاب إلى هناك وتسجيل هدفين أو ثلاثة».
وتصدر بنفيكا مجموعته متفوقاً على باريس سان جيرمان، وأخرج يوفنتوس من دور المجموعات، الذي عبره من دون تلقي أي هزيمة، قبل أن يفوز على كلوب بروج البلجيكي 7 - 1 في ثمن النهائي.


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)
TT

ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)

خفف تتويج المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية لمسابقة "الخماسي الحديث" للرجال، بجانب فضية اللاعبة سارة سمير في "رفع الأثقال" الضغط على البعثة الأولمبية المصرية في أولمبياد باريس بعد سلسلة من الاخفاقات المتتالية والتي عرضت البعثة إلى حالة من الهجوم العنيف من قبل الجمهور والنقاد المصريين.

حالة من "الارتياح النسبي" لدى البعثة المصرية الأولمبية وسط حالة من الهجوم وعدم الرضا عن النتائج التي حققتها، لاسيما أنها

احتفاء واسع في مصر بأحمد الجندي بعد فوزه بالميدالية الذهبية (أ.ب)

وفاز اللاعب المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية الوحيدة لمصر في "أولمبياد باريس" بمسابقة الخماسي الحديث للرجال، محطماً الرقم القياسي العالمي في المسابقة بعدما وصل إلى 1555 نقطة، فيما كان الرقم القديم 1482، فيما حققت المصرية سارة سمير الميدالية الفضية لبلادها في وزن 81 كيلوغراما في رفع الأثقال للسيدات.

وتداول مستخدمو مواقع "التواصل" صور البطلين، وسط موجة من الاحتفاء، والتأثر لاسيما بمقطع الفيديو الذي راج للاعبة المصرية سارة سمير وهي تبكي لعدم حصولها على الميدالية الذهبية، وسط دعم من البعثة المصرية وتهنئتها بـ"الفضية" بعد منافسة شرسة.

ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، رسالة تهنئة، للثلاثي أحمد الجندي وسارة سمير ومحمد السيد، بعد تحقيقهم لثلاث ميداليات في دورة الألعاب الأوليمبية.

وأعلنت وزارة الشباب والرياضة، الأحد، إطلاق اسم سارة سمير صاحبة الميدالية الفضية على مركز "شباب الهوانيا" في محافظة الإسماعيلية (شرق القاهرة)، كما أعرب وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي عن سعادته بتحقيق أحمد الجندي للميدالية الذهبية في الخماسي الحديث، وقال صبحي في تصريحات إعلامية لقناة (بي إن سبورتس): " كنا ننتظر في باريس من ست إلى ثماني ميداليات، كان لدينا تقييم جيد لكل الألعاب ولم نضع كرة القدم أو كرة اليد في الحسابات ولكنها ظهرت بشكل جيد، وقمنا في الدورة السابقة بطوكيو بتحقيق ست ميداليات لوجود رياضة الكاراتيه التي نحن الأول على العالم في هذه الرياضة".

سارة سمير الفائزة بالميدالية الفضية (أ.ف.ب)

وواجهت البعثة المصرية الأكبر عربياً وأفريقياً بأولمبياد باريس انتقادات حادة لاسيما بعد خسارة منتخب كرة اليد المصري مباراته في ربع النهائي أمام إسبانيا بصورة مفاجئة، وهي الهزيمة التي تبعت خسائر جماعية أخرى في ألعاب مثل: الرماية والملاكمة والسلاح وتنس الطاولة والمصارعة والوثب العالي ورمي الرمح والسباحة التوقيعية والغطس، علاوة على عدم تحقيق لاعبين مصنفين دولياً في مراكز متقدمة أي ميدالية مثل زياد السيسي في لعبة سلاح الشيش، رغم التعويل عليه لتحقيق ميدالية لمصر إلا أنه أضاع فرصة الحصول على الميدالية البرونزية بعد تحقيقه المركز الرابع بعد خسارته أمام بطل إيطاليا، وكذلك لم ينجح كل من عزمي محيلبة في الرماية، وعبد اللطيف منيع في المصارعة الرومانية من إحراز ميداليات.

كما صدمت هزيمة منتخب مصر لكرة القدم أمام منتخب المغرب بنتيجة 6 أهداف مقابل لا شيء في المنافسة على الميدالية البرونزية الجمهور المصري.

منتخب مصر تعرض لهزيمة ثقيلة من المغرب (وزارة الشباب والرياضة المصرية)

وحسب البرلماني المصري عمرو السنباطي، عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، فإن تقدير أداء البعثة الأولمبية المصرية يجب أن يستند إلى الخطة أو التوقعات التي كانت تستهدفها بالأساس، ويتساءل في حديثه مع "الشرق الأوسط": "هل كان طموحنا الوصول إلى ثلاث ميداليات في الأولمبياد رغم أنها تعتبر أكبر بعثة مصرية؟ الأمر يحتاج إعادة النظر في الاستراتيجيات على المدى القصير والطويل، والتركيز على الرياضيات الأولمبية، فالكاراتيه ليس لعبة أولمبية بالأساس، وتم إدراجها في طوكيو بشكل استثنائي".

ويضيف: "أحمد الجندي وسارة سمير حققا فوزا أولمبياً مُقدرا، لكنهما قد لا يشاركان في الدورة الأولمبية المقبلة، ما يطرح سؤالاً عن تجهيز الصف الثاني والثالت في الألعاب الأولمبية، وتأهيل أجيال منافسة، وهذا كلام نكرره منذ دورة طوكيو الماضية، رغم مضاعفة الإنفاقات على هذا القطاع".

الجندي بطل الخماسي الحديث (أ.ف.ب)

ويعتبر الناقد الرياضي أيمن أبو عايد، أن النتائج التي حققها كل من أحمد الجندي وسارة سمير "حفظاً لماء وجه البعثة الأولمبية"، ويضيف لـ"الشرق الأوسط": "النتائج التي وصلنا إليها تأتي وسط شكاوى من اللاعبين من التقصير في الإعداد والتأهيل والتدريب الخاص وسط ظروف رياضية ضاغطة، وقد مهدت لنا تصريحات البعثة أننا بصدد تحقيق من ست إلى تسع ميداليات، ويبدو أن تلك كانت مبالغة وإسراف في القول، حتى لو لم يحالفنا الحظ في بعض المرات كما حدث مع لاعب المبارزة زياد السيسي بعد إخفاقه في الحصول على البرونزية".

سارة سمير (رويترز)

يضيف أبو عايد: "نتائج البعثة لا تتخطى ما وصلنا إليه من قبل، رغم الوعود مع كل دورة أولمبية بنتائج أفضل، وصار هذا خطاب نسمعه كل أربعة أعوام، حيث تظل تقارير لجان التحقيق في نتائج البعثة الأوليمبية حبيسة الأدراج، فمن غير المنطقي أن تحصل دولة عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة على 3 ميداليات فقط".

الجندي خفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية (رويترز)

وأعلن المهندس ياسر إدريس، رئيس اللجنة الأولمبية المصرية بالتنسيق مع الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، الأحد، رفع قيمة مكافآت الفوز بالميداليات خلال أولمبياد باريس 2024 إلى 5 ملايين جنيه (الدولار يساوي 49.2 جنيه) للميدالية الذهبية، و4 ملايين جنيه للميدالية الفضية، و3 ملايين للبرونزية، بخلاف صرف مكافأة فورية لكل فائز ألف يورو وساعة يد قيمة.

وشاركت مصر بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس بـ149 لاعباً ولاعبة و16 لاعباً احتياطياً؛ 79 من الرجال و52 من السيدات، في 24 لعبة أوليمبية، منها 4 ألعاب جماعية، وهي كرة القدم، وكرة اليد، والكرة الطائرة، والكرة الطائرة الشاطئية سيدات.