«مجموعة السبع» تدعو الأطراف اليمنية إلى تأمين وقف دائم لإطلاق النار

حثت إيران على وقف التصعيد النووي والوفاء بالتزاماتها القانونية

جانب من اجتماع وزراء خارجية «مجموعة السبع» في مدينة كارويزاوا اليابانية (أ.ف.ب)
جانب من اجتماع وزراء خارجية «مجموعة السبع» في مدينة كارويزاوا اليابانية (أ.ف.ب)
TT

«مجموعة السبع» تدعو الأطراف اليمنية إلى تأمين وقف دائم لإطلاق النار

جانب من اجتماع وزراء خارجية «مجموعة السبع» في مدينة كارويزاوا اليابانية (أ.ف.ب)
جانب من اجتماع وزراء خارجية «مجموعة السبع» في مدينة كارويزاوا اليابانية (أ.ف.ب)

دعا وزراء خارجية «مجموعة السبع»، اليوم (الثلاثاء)، جميع الأطراف اليمنية، وخاصة الحوثيين، إلى تأمين وقف دائم لإطلاق النار والعمل من أجل عملية سياسية شاملة يقودها اليمنيون.
وأكد وزراء خارجية المجموعة في بيان، عقب اجتماع في منتجع كارويزاوا الياباني، دعمهم للمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، ودعوا جميع الأطراف اليمنية إلى «ضمان وقف دائم لإطلاق النار والعمل نحو عملية سياسية شاملة ودائمة»، كما طالبوا الحوثيين بإماطة أي معوقات تعطل المساعدات الإنسانية. وعبر الوزراء في البيان عن تقديرهم للجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات وسلطنة عمان ودول أخرى من المنطقة في الشأن اليمني. ودعا الوزراء أيضا جميع الأطراف المعنية والمجتمع الدولي إلى دعم تنفيذ الخطة التي تقودها الأمم المتحدة لإنقاذ خزان النفط صافر الموجود على الساحل اليمني على البحر الأحمر، بما في ذلك عبر سد الفجوة التمويلية المتبقية بسرعة.
وقال وزراء خارجية المجموعة إن العمل على إعادة الإعمار في سوريا مرهون بإحراز تقدم حقيقي ودائم نحو الحل السياسي. وأكدوا التزامهم بتبني عملية سياسية شاملة في سوريا تيسرها الأمم المتحدة، كما دعوا لوصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري دون عوائق.
وحث وزراء خارجية المجموعة إيران على وقف التصعيد النووي ودعوها إلى الوفاء بالتزاماتها القانونية فيما يتعلق بعدم انتشار الأسلحة النووية. وقالوا: «نؤكد عزمنا الواضح ألا تطور إيران أبدا سلاحا نوويا، وندعوها إلى وقف التصعيد النووي وإلى الوفاء بالتزاماتها القانونية والتزاماتها السياسية فيما يخص عدم الانتشار النووي دون مزيد من التأخير».
وعبر البيان عن قلق وزراء خارجية المجموعة إزاء أنشطة إيران التي وصفها بالمزعزعة للاستقرار، والتي قال إنها تشمل نقل صواريخ وطائرات مسيرة وتقنيات مرتبطة بها، داعيا طهران إلى التوقف عن نقل الطائرات المسيرة التي يتم استخدامها في أوكرانيا.
وحث البيان الإسرائيليين والفلسطينيين على الامتناع عن الإجراءات الأحادية التي تقوض آفاق حل الدولتين، بما في ذلك الأنشطة الاستيطانية والتحريض على العنف.
وحول الملف الليبي، أكد الوزراء دعمهم لخطة المبعوث الأممي إلى ليبيا والرامية إلى تحقيق الاستقرار والتوصل إلى إجماع سياسي شامل وإجراء الانتخابات بحلول نهاية 2023.
كما أكد البيان دعم وزراء خارجية المجموعة للحكومة التونسية لتنفيذ برنامجها الإصلاحي الاقتصادي لمعالجة الوضع الاقتصادي في البلاد والتوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، توصلت تونس إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع صندوق النقد للحصول على تمويل مدته 48 شهرا بقيمة 1.9 مليار دولار؛ لكن الاتفاق النهائي تعطل بسبب تأخر تنفيذ حزمة إصلاحات اقتصادية متفق عليها.
وتضم مجموعة السبع كلا من كندا وفرنسا وألمانيا واليابان وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».