أمين عام «التقدم والاشتراكية» المغربي يرفض تلقي دروس من المعارضة بشأن التحالف مع الإسلاميين

قال إن وزراء «العدالة والتنمية» أظهروا قدرة على التأقلم مع الواقع الجديد

نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية المغربي (الشيوعي سابقا)
نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية المغربي (الشيوعي سابقا)
TT

أمين عام «التقدم والاشتراكية» المغربي يرفض تلقي دروس من المعارضة بشأن التحالف مع الإسلاميين

نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية المغربي (الشيوعي سابقا)
نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية المغربي (الشيوعي سابقا)

رفض نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية المغربي (الشيوعي سابقا) تلقي دروس من المعارضة بشأن التحالف مع حزب العدالة والتنمية (مرجعية إسلامية) متزعم التحالف الحكومي، وقال بنعبد الله، الذي كان يتحدث مساء أول من أمس في كلية الحقوق - السويسي بالرباط: «من الصعب على أحد أن يعطينا دروسا ويزايد علينا في تحالفاتنا مع الإسلاميين»، موضحا أن حزبه كان من «أشرس المواجهين للحركات الأصولية التي كنا ننظر إليها باعتبارها مصدر خطر على الديمقراطية».
واعترف بنعبد الله بصعوبة اتخاذ قرار التحالف مع «العدالة والتنمية» بعد ظهور نتائج 25 نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، مشيرا إلى أن هذا القرار تطلب شهرا من المناقشة داخل المؤسسات الداخلية للحزب.
وأوضح بنعبد الله أنه كان قبل تحالفه مع الإسلاميين أمام خيارين صعبين إما «اختيار طريق مواصلة الإصلاحات والحفاظ على الاستقرار ولو كان تكلفة ذلك التحالف مع حزب العدالة والتنمية أو السماح بعودة التحكم في المشهد السياسي»، معلنا ترجيح حزبه للاختيار الأول.
ونفى أمين عام حزب التقدم والاشتراكية تخلي حزبه عن آيديولوجيته الشيوعية جراء تحالفه مع «العدالة والتنمية»، وقال: «حزبنا لم يتراجع عن مبادئه قيد أنملة، ولم يقدم على أي موقف نكوصي رجعي، وما زلنا منسجمين مع أهدافنا الاستراتيجية». وأكد بنعبد الله أن الحكومة التي يشارك فيها «تحترم مبادئنا ولم تتخذ أي قرار يمس بالحريات، ولم توقف المهرجانات، ولم تمنع الأفلام عن دور السينما، وعرض في مهرجان طنجة منها ما عرض».. في إشارة ضمنية لفيلم «جيش الإنقاذ» الذي تدور أطواره حول حياة المثليين، للمخرج عبد الله الطايع، الذي سبق أن أعلن عن نزعاته المثلية. كل هذا، يضيف بنعبد الله، جرى الترخيص له «في ظل وجود وزارة الاتصال (الإعلام) تحت إشراف حزب العدالة والتنمية».
وأعلن بنعبد الله أنه في مقابل حفاظ حزبه على هويته، أظهر وزراء «العدالة والتنمية» قدرة كبيرة على التأقلم مع الواقع الجديد بعد حصولهم على رئاسة الحكومة.
في غضون ذلك، أطلق بنعبد الله صرخة مدوية في وجه المعارضة، موضحا أن الإصلاحات المطلوب القيام بها «ليست مهمة عبد الإله ابن كيران وحده بل هي مسؤولية جميع الأحزاب بما فيها المعارضة»، عادا ما «تقوم به الحكومة من إصلاحات سواء على المستوى الدستوري أو السياسي والاقتصادي سيمتد مفعوله لثلاثين سنة مقبلة، وهو ما يبرر تحالف الجميع».
في السياق ذاته، أكد بنعبد الله أن حالات الاعتداءات على الوزراء، التي كان هو أحد ضحاياها «يعد أمرا خطيرا»، وعزا ذلك إلى تدني الخطاب السياسي للأحزاب، الذي دفع المجلس الدستوري إلى إصدار قرار لإلغاء مقعد بسبب خطاب يتسم بالقذف والشتم والمس بالأشخاص، في إشارة منه إلى فقدان حزب الاستقلال لمقعده البرلماني في دائرة مولاي يعقوب جراء الاتهامات التي وجهت لرئيس الحكومة. وشدد بنعبد الله على القول إن قادة حزبه «مهما تجادلوا مع الخصوم، فإن أخلاقهم السياسية لا تسمح لهم بالنزول إلى مستوى السب والقذف».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.