إسرائيل تكشف خلية تابعة لـ«فيلق القدس» و«حزب الله» في الضفة

صورة وزّعها الأمن الإسرائيلي ليوسف ومارسيل منصور
صورة وزّعها الأمن الإسرائيلي ليوسف ومارسيل منصور
TT

إسرائيل تكشف خلية تابعة لـ«فيلق القدس» و«حزب الله» في الضفة

صورة وزّعها الأمن الإسرائيلي ليوسف ومارسيل منصور
صورة وزّعها الأمن الإسرائيلي ليوسف ومارسيل منصور

كشف جهاز الأمن العام «الشاباك» الإسرائيلي، أنه اعتقل فلسطينيين اثنين من الضفة الغربية ارتبطا مع «حزب الله» اللبناني و«فيلق القدس» الإيراني، بهدف جمع معلومات حول أنشطة الجيش وتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية.
وأعلن جهاز «الشاباك» الذي نسبت إليه وسائل إعلام إسرائيلية الخبر، أنه كشف عن الخلية وأحبط «المؤامرة»، واعتقل اثنين من سكان الضفة، خلال الأشهر الأخيرة، هما يوسف ومارسيل منصور، اللذين اعترفا في التحقيق بأنهما بعد أن توجه إليهما ممثلون عرّفوا عن أنفسهم بأنهم من منظمة «حزب الله»، وافقا على تهريب الأسلحة إلى الضفة والاتجار بها، مع مساعدة عناصر جنائية، وكانا يَعيان أن الحديث يدور عن أنشطة أمنية خطيرة ضد إسرائيل.
وكشف التحقيق الذي أجراه «الشاباك»، أنه بناءً على طلب ممثلي «حزب الله»، وافق يوسف على جمع معلومات عن أنشطة الجيش وتجنيد نشطاء إضافيين بغرض الدفع نحو نشاط «إرهابي». ولأجل تنفيذ هذا النشاط، حوّل ممثلو الحزب إلى يوسف مبالغ مالية، بمساعدة مارسيل، عدة مرات. كما اتضح أنه كجزء من العلاقة السرية بين يوسف وأحد ممثلي الحزب المعروف باسم محمد بشير، استخدم يوسف برنامجاً مخصصاً لتشفير المحتوى وعنوان بريد إلكتروني مخصصاً لذلك.
وحسب معلومات استخبارية إسرائيلية، فإن الشخصين اللذين قادا ذلك من الخارج ينتميان فعلياً إلى «فيلق القدس» الإيراني، وهما مسؤولان عن تقديم المساعدات للتنظيمات الفلسطينية. وقال «الشاباك» إن اعتقال الخلية والتحقيق معها، ساعد في الكشف عن أساليب عمل «فيلق القدس» و«حزب الله» اللذين «يعملان على تحديد مكان وتجنيد عناصر من الضفة الغربية للترويج لنشاط إرهابي». وأضاف «الشاباك»، أن «جهاز الأمن العام ينظر بجدية إلى محاولات إيران ووكلائها إنشاء شبكة سرّية في إسرائيل تهدف إلى القيام بأنشطة إرهابية ضد مواطني إسرائيل، وستواصل العمل مع قوات الأمن من أجل تحديد مكان وإحباط أي نشاط من شأنه أن يعرّض أمن الدولة للخطر».
وفي نهاية التحقيق، رُفعت لوائح اتهام ضد يوسف ومارسيل، ونُسبت إليهما مخالفات أمنية خطيرة. واعتقال الخلية التي قال «الشاباك» إنها كانت بصدد تنفيذ عمليات جاء في وقت متوتر شهدت فيه المنطقة الكثير من الهجمات المتبادلة، بما في ذلك إطلاق صواريخ من لبنان وسوريا وغزة، رأت إسرائيل أنها كانت ضمن عملية منسّقة بين «حزب الله» والفصائل الفلسطينية.
وما زالت إسرائيل في حالة تأهب في ظل تقديرات بأن احتمال التصعيد أقرب من احتمال الهدوء. وأطلقت شرطتها النار على فلسطيني في القدس اتهمته بتخريب عدد من سيارات المستوطنين في منطقة «نفيه يعكوف» في القدس الشرقية في ساعة مبكرة من صباح الاثنين. وحسب بيان للشرطة، فإن الفلسطيني، وهو رجل في العشرينات من عمره، كان يرتدي معطفاً ويحمل شيئاً غير معروف، وبعد وصول الشرطة إلى مكان الحادث، سمعوا انفجاراً من إحدى السيارات القريبة والتي تم إحراقها كما اتضح. وجاء في البيان أن الشرطة طلبت من الشاب أن يخلع معطفه، لكنه رفض وبدأ يردد «الله أكبر» وآيات أخرى من القرآن الكريم، قبل أن يطلق ضابط شرطة رصاصة واحدة تجاهه، مما أدى إلى إصابته إصابة خطيرة تم نقله على أثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
ووصلت قوات إضافية من الشرطة إلى مكان الحادث وعثرت على 10 سيارات مخرّبة وسيارة أخرى تم إحراقها. وأظهرت صور وزّعتها الشرطة عدة سيارات متوقفة تم خلع مراياها الجانبية. وتظهر على إحدى المركبات أضرار أكبر، بما في ذلك نوافذ محطمة وما بدت أنها علامات حروق خفيفة على أحد الأبواب. ولم يتضح ما إذا كانت الحادثة مرتبطة بالتوترات الأخيرة في القدس، والتي تصاعدت في أعقاب مداهمة الشرطة للمسجد الأقصى في وقت سابق من هذا الشهر.
من جهة أخرى، اعتقلت إسرائيل فلسطينيين من القدس ضمن حملة واسعة شملت اعتقالات في الضفة كذلك. وأفاد «نادي الأسير» بأن قوات الاحتلال اعتقلت، فجر الاثنين، عدداً من الشبان في الضفة (بما فيها القدس)، حيث جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية، وذلك بحجة المشاركة في أعمال مقاومة شعبية ضد المستوطنين وقوات الاحتلال. كما اعتقلت القوات الإسرائيلية فلسطينيين من حارة السعدية وبلدة أبو ديس في القدس، ومن بلدة دورا (قضاء الخليل) وبلدة عصيرة الشمالية (قضاء نابلس)، علماً بأن وتيرة الاعتقالات هذا العام، تصاعدت بشكل لافت.



​العليمي يشدد على «تصفير الخلافات» بين المكونات اليمنية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي يرأس اجتماعاً في عدن (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي يرأس اجتماعاً في عدن (سبأ)
TT

​العليمي يشدد على «تصفير الخلافات» بين المكونات اليمنية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي يرأس اجتماعاً في عدن (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي يرأس اجتماعاً في عدن (سبأ)

في ظل التحديات الاقتصادية المتصاعدة والتوترات الإقليمية الزائدة، شدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، على ضرورة توحيد الصف الوطني، و«تصفير الخلافات» بين المكونات السياسية لمواجهة التحديات المتفاقمة، وفي مقدمها الأزمة الاقتصادية، والاضطرابات الخدمية التي أثقلت كاهل المواطنين.

جاء ذلك خلال اجتماع موسع عقده العليمي في العاصمة المؤقتة عدن، مع رئيس هيئة التشاور والمصالحة محمد الغيثي ونوابه، إلى جانب أمناء عموم الأحزاب والمكونات السياسية الممثلة في الهيئة، بحضور رئيس الفريق الاقتصادي حسام الشرجبي.

ونقل الإعلام الرسمي أن الاجتماع كرّس لمناقشة مستجدات الأوضاع المحلية والمتغيرات الإقليمية والدولية، مع التركيز على مسار الإصلاحات المالية والإدارية، والجهود الحكومية لضمان استمرار دفع رواتب الموظفين وتدفق السلع والخدمات الأساسية، وسط أزمة إنسانية فاقمتها هجمات الحوثيين على المنشآت النفطية ومواني التصدير.

العليمي دعا لنبذ الخلافات بين المكونات السياسية والتركيز على ملف الاقتصاد والخدمات (سبأ)

وبحسب وكالة «سبأ» الحكومية، أكد العليمي أن الملفين الاقتصادي والخدمي يمثلان أولوية قصوى لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة، مشيراً إلى أن مواجهة الأزمة تتطلب شراكة سياسية متماسكة وتنسيقاً دائماً بين مختلف المكونات الوطنية.

وذكرت الوكالة أن العليمي عرض نتائج اجتماعاته الأخيرة مع الحكومة والبنك المركزي ولجنة إدارة الأزمات، التي خلصت إلى سياسات تهدف إلى استعادة السيطرة على عجز الموازنة، وتعزيز استقرار العملة الوطنية.

مواجهة التحديات

أفادت المصادر الرسمية اليمنية بأن الاجتماع الذي ترأسه العليمي تطرق إلى تطورات الملف الأمني، مؤكداً إحباط عدد من المخططات التخريبية، وضبط خلايا إرهابية مرتبطة بالحوثيين وتنظيمات متطرفة أخرى في محافظات محررة. وأشاد بجهوزية القوات المسلحة والأجهزة الأمنية لمواصلة مواجهة التهديدات، والمضي قدماً في معركة «التحرير الشامل»، بحسب تعبيره.

وشدّد العليمي على أهمية «تصفير الخلافات» بين القوى الوطنية وتوحيد الصفوف لمواجهة التحديات الماثلة، داعياً إلى تشارك المسؤوليات والمشورة بين جميع المكونات في سبيل تلبية تطلعات المواطنين واستعادة مؤسسات الدولة وتحقيق الأمن والاستقرار.

وأكد كذلك على الدور المركزي لهيئة التشاور والمصالحة، والأحزاب السياسية، في دعم مجلس القيادة وفق إعلان نقل السلطة، وفي مراقبة أداء السلطة التنفيذية، بما يسهم في تعزيز الشفافية وترسيخ قيم الشراكة الوطنية.

أكثر من 20 مليون يمني بحاجة إلى نوع من المساعدة الإنسانية وفق التقارير الأممية (إ.ب.أ)

وفي السياقين الإقليمي والدولي، جدّد رئيس مجلس الحكم اليمني الموقف الواضح من التصعيد العسكري في المنطقة، مؤكداً أن بلاده لن تكون بمنأى عن تداعياته، وأن المصلحة الوطنية تقتضي موقفاً موحداً يرفض العنف، ويدعم تطلعات اليمنيين في استعادة دولتهم، وإنهاء الانقلاب الحوثي المدعوم من النظام الإيراني.

واستمع الاجتماع - وفق الإعلام الرسمي - إلى إحاطة من الفريق الاقتصادي حول المؤشرات النقدية والمالية الراهنة، التي أظهرت تأثيراً بالغاً لتوقف صادرات النفط وارتفاع تكاليف الشحن البحري، على أسعار السلع والمعيشة. كما جرت مناقشة التدابير المقترحة لاحتواء هذه التداعيات.