تحرير شبوة.. و48 ساعة لعودة الجنوب كاملاً للشرعية

النائب الشدادي لـ {الشرق الأوسط}: كمين حوثي أمطرنا بالرصاص.. وحالتي الصحية مستقرة

تحرير شبوة.. و48 ساعة لعودة الجنوب كاملاً للشرعية
TT

تحرير شبوة.. و48 ساعة لعودة الجنوب كاملاً للشرعية

تحرير شبوة.. و48 ساعة لعودة الجنوب كاملاً للشرعية

كشفت قيادات عسكرية موالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، أن المقاومة الشعبية تشرع في غضون الـ48 ساعة المقبلة في تنفيذ المرحلة الثانية للخطة العسكرية التي وضعت لتحرير المدن اليمنية، وذلك مع استعادة محافظة شبوة «آخر المعاقل التي تتحصن فيها ميليشيات الحوثيين وحليفهم علي صالح».
وفي حين لم تحدد المصادر العسكرية قواعد المرحلة الثانية من الخطة، إلا أنها أكدت أن الخطة في مجملها تستهدف المدن اليمنية كل التي سيطرت عليها ميليشيا الحوثي بقوة السلاح، ومن ذلك المدن التي تقع في الجزء الشمالي من البلاد، موضحين أن القوة العسكرية على الأرض لا تتحرك إلا من خلال الأوامر التي تصدر مباشرة من الرئيس الشرعي، بالتنسيق مع قوات التحالف العربي التي تقوده السعودية، التي تدرس الخيارات المتاحة في كل مرحلة من علمية تحرير المحافظات.
وقال العميد عبد الله الصبيحي قائد اللواء 15؛ قائد عملية تحرير عدن لـ«الشرق الأوسط»: «إن الخطة التي وضعت تقضي بتحرير المدن اليمنية كافة، من خلال مسارين متوازيين، وهذه الخطة تنفذ بجزئيات حسب كل مرحلة ومدينة»، لافتًا إلى أن الفترة الزمنية المقدرة لتحرير الشق الجنوبي من البلاد قرابة 48 ساعة مع دخول القوات المالية للرئيس عبد ربه لشبوة آخر معاقل الحوثيين في الجنوب التي حررت منها أجزاء في اتجاه الشمال.
وأضاف العميد الصبيحي أنه بعد تحرير محافظة أبين بالكامل واستعادة مديرية «لودر»، التي اتخذتها ميليشيا الحوثيين قاعدة عسكرية، تمركزت المقاومة الشعبية في «مودية» التي حررت من آخر جيوب الميليشيا، وذلك بهدف ترتيب الصفوف ومن ثم الانطلاق نحو تحرير باقي المدن، وفقا للخطة بحسب الأوامر العسكرية في تحرير المدن تباعا.
ولفت العميد الصبيحي إلى أن الخطة العسكرية تقضي بتحرير مديرية مكيراس ووضع وحدات عسكرية للحفاظ على المكتسبات العسكرية، ومن ثم التوجه إلى البيضاء للالتحاق بالقوة العسكرية هناك، ومن ثم التوجه إلى مأرب باتجاه الشمال الغربي، في حين تسير القوة الموازية مدعومة بالمقاومة الشعبية نحو الجنوب الشرقي لشبوة، ومن ثم ننتظر تلقي الأوامر العسكرية بالتحرك نحو المدن الأخرى، وفقا للمرحلة الثانية من تحرير البلاد من قبضة الميليشيات المسلحة.
وتشهد محافظة شبوة حالة من الارتباك بين صفوف الميليشيا وحليفهم علي صالح، فيما تناقلت وسائل إعلام محلية فرار محافظ شبوة المعين من قبل الحوثيين إبان سيطرتهم على المحافظة بقوة السلاح، في حين شرع الموالون للحوثيين في زرع الألغام على مداخل المدينة وفي مواقع متفرقة من المحافظة في محاولة لتأخير وصول المقاومة الشعبية.
ومع سقوط محافظة شبوة التي تضم نحو 17 مديرية، يكون الجزء الجنوبي من اليمن قد عاد للشرعية ممثلة في الرئيس عبد ربه، وهو ما يراه مراقبون تغيرا كبيرا في موازين القوة العسكرية والسياسية، في اتجاه الشرعية المدعوم بقوات التحالف العربي، الذي سيكون واضحا في حال توصلت أطراف النزاع لحلول سياسية، إضافة إلى أن هذه القوة ستدعم الشرعية في رفض أي تنازلات أو اللجوء إلى إطلاق مبادرة هدنة مستقبلية بحكم تطهير الجزء الجنوب من الحوثيين.
وميدانيا، تدور عدة معارك في مواقع مختلفة منها منطقة «مشورة» المدخل الرئيسي لمحافظة إب، التي تشهد مواجهات عنيفة، مع توافد أعداد كبيرة من المقاومة الشعبية لدعم المقاتلين الموالين للشرعية، فيما يتوقع أن تسيطر المقاومة على المحافظة وتطهيرها بالكامل خلال الأيام المقبلة.
وهنا عاد العميد عبد الله الصبيحي، ليؤكد أن المقاومة الشعبية خاضت جملة من المعارك الشرسة لتحرير المدن، ومن أبرزها موقعة جسر «حسان، والعرقوب»، وتمكنت بدعم من طيران التحالف مواصلة السير والانتصار في المواجهات البرية، موضحًا أن الجيش الوطني الموالي للرئيس عبد ربه يعتمد في مواجهاته على استراتيجية واضحة من خلال التجارب السابقة، والمتمثلة في الصمود وآلية التعامل مع الظروف، وهو ما تفتقده الميليشيات في المواجهات المباشرة.
من جهة أخرى، أكد محمد سالم الشدادي، نائب رئيس مجلس النواب اليمني لـ«الشرق الأوسط»، أنه سيصل إلى الرياض خلال اليومين المقبلين، للعلاج في السعودية، وذلك بعد تعرضه لشظايا بالرأس، نتيجة كمين مسلح من قبل الميليشيات الحوثية أول من أمس. وقال الشدادي في اتصال هاتفي من اليمن، إن الموكب المقاومة كان في طريقه نحو لودر، وانهار العدو من المقاومة الشعبية والجيش الوطني، واستعجلنا في عملية الدخول إلى القرى القريبة من لودر، دون أن نقوم بعملية التمشيط، حيث تحصن خمسة من الحوثيين في إحدى البنايات السكنية، وحينما مررنا من أمامهم، تعرضنا لوابل من الرصاص، وتم قتلهم جميعهم، فيما استشهد اثنان من المرافقين ضمن المقاومة الشعبية. وأشار نائب رئيس مجلس النواب إلى أن حالته الصحية مستقرة، وهو خارج المستشفى الآن، ويتهيأون إلى السفر إلى الرياض لتلقيه العلاج، والعودة مرة أخرى اليمن.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.