عزز فريق الباطن آمال البقاء بين الكبار موسماً آخر بعد فوزه التاريخي على الهلال بهدف دون مقابل في المباراة التي جمعتهما أول من أمس ضمن الدوري السعودي للمحترفين.
وحتى مع تحقيق هذا الفوز لم يتقدم الباطن في جدول الترتيب، إذ لا يزال في المركز السادس عشر والأخير برصيد 15 نقطة، إلا أنه قلص الفارق بينه وبين أقرب منافسيه الخليج إلى نقطتين، وكذلك العدالة إلى 3 نقاط فقط مع تبقي مباراة إضافية مقارنة ببقية المنافسين.
وحقق الباطن أربعة انتصارات على أرضه منذ تولي الكرواتي زدرافكو، الذي تم تعيينه بشكل مؤقت خلفاً لمواطنه هورفات، حيث فاز الباطن على الاتفاق والخليج والوحدة، وأخيراً الهلال، وهو مجموع عدد الانتصارات التي تحققت لهذا الفريق منذ بداية الموسم، حيث تولى المدرب المسؤولية الفنية، وهو برصيد 3 نقاط فقط من 3 تعادلات، حيث كانت جميع الانتصارات على ملعب النادي، التي أيضاً شهدت الخروج بشباك نظيفة.
وكان زدرافكو يعمل في الإدارة الفنية للنادي، إلا أنه تحصل على فرصة ذهبية لتولي هذه المهمة، وكتب تاريخاً تدريبياً جديداً باسمه وهو يسير بالفريق في الطريق الصحيح على الأقل في المباريات التي تقام في حفر الباطن.
ويملك الباطن خبرة كبيرة في التعامل مع صعوبات البقاء، حيث إنه نجا في الموسم الماضي بأعجوبة مقابل هبوط فرق أكبر إمكانات منه، في مقدمتها الأهلي وأيضاً الفيصلي، عدا الحزم.
كما أن الموسم قبل الماضي شهد تعرض الفريق لظروف صعبة جداً، إلا أنه نجا من الهبوط، وهذه التجارب تجعل التفاؤل بين مسؤوليه وأنصاره لتكرار هذه التجربة وتسجيل قصة هروب جديدة والبقاء بين الكبار.
ومن أهم التحديات التي يتعرض لها الباطن تكرار «الأزمات المالية» في ظل قلة الداعمين وضخامة المصاريف، رغم سعي الإدارة برئاسة ناصر الهويدي إلى الموازنة، إلا أن التوقيع مع اللاعبين ذوي الجودة المناسبة لقوة الدوري تتطلب صرف أكبر من المتوافر والإيرادات التي للنادي، والتي ترتكز على الدعم الحكومي من وزارة الرياضة. ومنع الباطن أكثر من فترة من التسجيل لعدم الحصول على شهادة الكفاءة المالية، من بينها فترة التسجيل الصيفية الماضية إلا أنه سجل في الشتوية بعد الحصول على الشهادة. وقال مبارك الظفيري نائب رئيس نادي الباطن ومشرف كرة القدم، إن فريقه سيقاتل حتى اللحظة الأخيرة من أجل البقاء في دوري روشن السعودي، وإن هناك ثقة كبيرة في قدرة الفريق على تحقيق ذلك الهدف مع تقلص الفارق النقطي الذي يبعد الفريق عن أقرب منافسيه إلى نقطتين.
وبين الظفيري لـ«الشرق الأوسط»، أن لديهم الثقة الكبيرة في أن اللاعبين سيقدمون الأفضل في الجولات الأخيرة في الثلث الأخير من بطولة الدوري، حيث إن الحظوظ لا تزال موجودة، ولا يمكن رفع الراية البيضاء والاستسلام للهبوط. وأشار إلى أن لديهم من الخبرة والتجربة ما يمكنهم من التفاؤل بالمرحلة المقبلة، التي تعد بالغة الصعوبة، إلا أن ذلك لن يكون مستحيلاً على أبناء الباطن.
ونجا الباطن في الموسم الماضي من الهبوط بفارق المواجهات المباشرة مع الفيصلي الذي هبط لدوري الدرجة الأولى.
ومع أن كل المؤشرات كانت تؤكد أن الباطن أول المغادرين من دوري هذا الموسم إلا الفريق بالمقاييس الفنية نجح في تقديم مستويات فنية متطورة جداً، خصوصاً بعد السماح له بالتسجيل في الفترة الشتوية، حيث تم قيد عدد من الأسماء المؤثرة، التي كان لها دور واضح في الأداء الفني الرفيع والروح الكبيرة التي أظهرها، وأبرزهم الأورغوياني رونيزو لوبيز الذي سجل في المباريات الحاسمة وأمام الفرق الكبيرة وآخرها في شباك الهلال.
وبالعودة إلى تاريخ الباطن ومشاركاته في دوري المحترفين، فهذه المرة الثانية التي يوجد فيها بين الكبار، حيث كانت التجربة الأولى قبل 3 مواسم وهبط سريعاً، إلا أنه عاد أيضاً في الموسم التالي ليثبت أقدامه للموسم الثالث، ويكتسب المزيد من الخبرة في التعامل مع المباريات المصيرية.
ولم يكن الموسم الماضي الذي بقي خلاله الفريق عبر فارق المواجهات المباشرة مع الفيصلي هو الوحيد الذي انتظر فيه الباطن حتى الجولة الأخيرة، بل إن الموسم الذي سبقه بقي الفريق حتى الجولة الأخيرة في دائرة المهددين ونجا بفارق نقطة وحيدة، وهذا يعطي مؤشراً إيجابياً أن الفريق قادر على التماسك والقتالية حتى اللحظات الأخيرة. وسيخوض الباطن بعد فترة التوقف الحالية مباراة ضد فريق الرائد في بريدة ضمن مباريات الجولة 25 من الدوري.