أجواء إيجابية حول عودة سوريا إلى الجامعة العربية

مصدر عربي قال لـ«الشرق الأوسط» إن «اجتماع جدة» يحسم القرار اليوم

أجواء إيجابية حول عودة سوريا إلى الجامعة العربية
TT

أجواء إيجابية حول عودة سوريا إلى الجامعة العربية

أجواء إيجابية حول عودة سوريا إلى الجامعة العربية

في الوقت الذي تتجه الأنظار إلى الاجتماع التشاوري، اليوم (الجمعة)، لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، إضافةً إلى مصر والأردن والعراق، في جدة، رجحت مصادر عربية مطّلعة أن يشهد الاجتماع «صدور القرار الحاسم بشأن الموقف من عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وحضورها القمة العربية المقرر عقدها في الرياض الشهر المقبل».
وأفاد مصدر دبلوماسي عربي، تحدث لـ«الشرق الأوسط» شريطة عدم الإفصاح عن هويته، بأن قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية «لا يزال محل إنضاج»، وأن هناك أجواء وصفها بـ«الإيجابية» تسود المشاورات الجارية حالياً بين عدة عواصم عربية فاعلة.
ولفت المصدر إلى أن «الزيارات المكوكية التي قام بها وزير الخارجية السورية، فيصل المقداد لعدد من العواصم العربية، ومن قبلها التقارب والحراك الدبلوماسي الذي شهدته الساحة السورية في أعقاب زلزال 6 فبراير (شباط) الماضي، أسهم في (تليين المواقف)»، مضيفاً أن «عدد الدول العربية الممانعة لعودة سوريا إلى الجامعة العربية يبدو أقل من أي وقت مضى».
وكان وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، قد زار (الأربعاء) مدينة جدة في أول زيارة رسمية إلى السعودية منذ انقطاع العلاقات بين البلدين عند بداية النزاع في سوريا، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وقبيل زيارة المقداد السعودية، تم الإعلان عن اجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، إضافةً إلى مصر والأردن والعراق، (الجمعة)، في جدة، لبحث عودة سوريا إلى الجامعة العربية.
وكان وزراء الخارجية العرب قد علقوا عضوية سوريا في الجامعة بأغلبية 18 دولة، بعد اجتماع طارئ بالقاهرة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011 بعد نحو 8 أشهر من اندلاع الاحتجاجات في سوريا. وفي الشهرين الماضيين، زار الرئيس السوري بشار الأسد، سلطنة عمان والإمارات. وفي 3 أبريل (نيسان) الحالي، ذكرت الرئاسة التونسية أن الرئيس التونسي قيس سعيد، أعطى تعليمات لوزير الخارجية نبيل عمار، بالشروع في إجراءات تعيين سفير لبلاده في دمشق. فيما أعادت الإمارات فتح سفارتها في دمشق عام 2018.
ووصف الدكتور محمد عز العرب، رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، اجتماع جدة بأنه سيكون «لقاءً فاصلاً» بشأن القرار العربي حول عودة سوريا إلى الجامعة العربية، معرباً عن اعتقاده أن «الأجواء مهيأة أكثر من أي وقت مضى» لحضور سوريا القمة العربية المقبلة في الرياض.
وأوضح عز العرب في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنه «لا تزال هناك ممانعة من بعض الدول العربية، لعودة سوريا مجدداً إلى الجامعة العربية». إلا أن هناك مؤشرات وصفها عز العرب بـ«الجادة» بشأن إمكانية إحداث تحول في المواقف خلال اجتماع جدة.
وشدد على «أهمية الدور السعودي في هذا الصدد، لا سيما بعد استقبال السعودية، وهي الدولة المضيفة للقمة العربية المقبلة، وزير الخارجية السوري». وأضاف عز العرب أنه «للمرة الأولى منذ 11 عاماً تتوافر هذه الملابسات الداعمة لعودة سوريا إلى مقعدها بالجامعة العربية، ومنها التعاطف العربي الكبير مع سوريا عقب أزمة زلزال فبراير الماضي»، فضلاً عمّا وصفها بـ«الاستدارة في المواقف الإقليمية»، واستعادة دول عربية وإقليمية فاعلة مثل السعودية ومصر والإمارات العلاقات مع تركيا وإيران، وهو ما يمثل منطلقاً لتحسين العلاقات العربية البينية.
وحول ما يمكن أن يُطرح من مطالب بشأن العودة السورية إلى الحاضنة العربية، أشار عز العرب إلى أن الجانب السوري سيكون مطالباً باحتواء المعارضة السورية السلمية، إضافةً إلى تسهيل إجراء انتخابات شفافة وعودة اللاجئين، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية لجميع الأراضي السورية، خصوصاً تلك التي يسيطر عليها النظام.
ولفت إلى أنه لا يمكن توقع أن تكون العودة السورية تماماً كما كانت قبل 2011 إلا أنها ستكون عودة تدريجية، تغير صورة سوريا «المأزومة والمتحاربة»، وفي الوقت ذاته تجنب العرب ما وصفه بـ«الخطأ التاريخي» عندما تم التخلي عن العراق بعد الغزو الأميركي عام 2003 فهيمنت عليه إيران.


مقالات ذات صلة

رحيل نبيل العربي الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية

المشرق العربي نبيل العربي (الشرق الأوسط)

رحيل نبيل العربي الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية

توفي الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية السفير نبيل العربي، الاثنين، في القاهرة، عن عمر يناهز 89 عاماً، بعد مسيرة عمل دبلوماسي استمرت لأكثر من 5 عقود.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا نبيل العربي الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية (رويترز)

وفاة الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية نبيل العربي

نعت وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الاثنين)، السفير نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية الأسبق الذي توفي عن عمر ناهز 89 عاماً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الخليج السفير عبد العزيز المطر يستقبل عادل العسومي في القاهرة (حساب الوفد السعودي على إكس)

رئيس البرلمان العربي: دور السعودية محوري في تعزيز العمل المشترك

أكد عادل العسومي رئيس البرلمان العربي أن السعودية تلعب دوراً محورياً ومهماً في دعم العمل العربي المشترك، وتبذل جهوداً حثيثة لتعزيز أمن واستقرار المنطقة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
تحليل إخباري رجل فلسطيني مصاب يغطي وجهه بينما يسير معه آخر عقب غارة إسرائيلية على دير البلح (رويترز)

تحليل إخباري ​«هدنة غزة»: مخاوف «اتساع الحرب»... هل تعزز «ضغوط الوسطاء»؟

تتصاعد مخاوف اتساع نطاق الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة إلى جنوب لبنان إثر توترات تزداد كان أحدثها تداعيات الهجوم الصاروخي على قرية «مجدل شمس» بالجولان المحتل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
إعلام التوجه الاستراتيجي يجسّد إرادة جماعية واضحة لحماية المصالح الرقمية العربية (واس)

اجتماع عربي في الرياض يبحث التعامل مع الإعلام العالمي

ناقش فريق التفاوض العربي الخطة التنفيذية للتفاوض مع شركات الإعلام الدولية وفق إطار زمني، وصياغة التوجه الاستراتيجي للتعامل معها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

مقتل 3 أشخاص وإصابة 18 آخرين بانفجار محطة غاز في مدينة عدن

أشخاص يتجمعون بالقرب من ورشة عمل تضررت جراء انفجار غاز في عدن (أ.ف.ب)
أشخاص يتجمعون بالقرب من ورشة عمل تضررت جراء انفجار غاز في عدن (أ.ف.ب)
TT

مقتل 3 أشخاص وإصابة 18 آخرين بانفجار محطة غاز في مدينة عدن

أشخاص يتجمعون بالقرب من ورشة عمل تضررت جراء انفجار غاز في عدن (أ.ف.ب)
أشخاص يتجمعون بالقرب من ورشة عمل تضررت جراء انفجار غاز في عدن (أ.ف.ب)

لقى ثلاثة أشخاص حتفهم، وأصيب 18 آخرون، في انفجار بمحطة غاز، مساء الجمعة، في مدينة عدن، جنوبي اليمن.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن شهود عيان قولهم: «اندلع حريق هائل إثر انفجار محطة غاز بمديرية المنصورة، شمالي مدينة عدن، أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 18 آخرين».

وأكد شهود عيان أن الانفجار خلف دمارا هائلا في المحلات والمباني المجاورة، «فيما لا تزال عملية البحث عن الضحايا مستمرة».

أحد أفراد قوات الأمن اليمنية يسير باتجاه المنطقة المتضررة جراء انفجار غاز في عدن (أ.ف.ب)

ونشر رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر حجم الحريق الذي اندلع جراء انفجار محطة الغاز الواقعة في حي سكني مكتظ بالسكان.

وقالت إدارة أمن عدن في بيان لها، إن حصيلة ضحايا الانفجار الذين تم رصدهم في عدد من مشافي عدن «بلغ 18 مصابا، إصابات بعضهم بالغة».

وأوضح البيان أن الأجهزة الأمنية قامت بتطويق مكان الانفجار وباشرت بإجراء تحقيق حول أسباب الحادث.

في ذات السياق، قام أحمد عوض بن مبارك، رئيس الحكومة اليمنية الشرعية، بزيارة ميدانية، لمعاينة آثار الانفجار، حيث «أطلع على تقارير أولية حول الحادث الذي أسفر عن وقوع عدد من الوفيات والإصابات البشرية».

أشخاص يتجمعون بالقرب من ورشة عمل تضررت جراء انفجار غاز في عدن (أ.ف.ب)

وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» أن بن مبارك «وجه بإجراء مراجعة شاملة للتراخيص الممنوحة لمحطات الغاز خاصة في الأحياء السكنية والتحقيق مع المخالفين ومحاسبتهم على عدم التقيد بمعايير السلامة المهنية».

وشدد رئيس الحكومة على معاقبة كل مسؤول «يثبت تورطه في منح تصاريح مخالفة لمحطات غاز في أحياء سكنية بالمخالفة لإجراءات ومعايير السلامة المهنية، وما يشكله ذلك من مخاطر جسيمة على السكان».