ريينا: جماهير نابولي تعيش كرة القدم بمشاعر فريدة

ريينا يحتفل بانتصارات فريق نابولي (رويترز)
ريينا يحتفل بانتصارات فريق نابولي (رويترز)
TT

ريينا: جماهير نابولي تعيش كرة القدم بمشاعر فريدة

ريينا يحتفل بانتصارات فريق نابولي (رويترز)
ريينا يحتفل بانتصارات فريق نابولي (رويترز)

يدان كبيرتان هكذا، واللتان تتصديان لعدد لا نهائي من الكرات، وهي عدوه الحقيقي. إنه غير معتاد مداعبتها والتعامل معها باحترام، حيث يبعدها بقوة ووحشية ويعيقها بالطريقة ذاتها. إنهما يدا جوزيه مانويل ريينا، حارس المرمى المنحدر من مدريد والبالغ 32 عاما، الذي جرى ضمه إلى صفوف فريق نابولي منذ يوليو (تموز) الماضي بناء على توصيات المدرب رفائيل بينيتيز الذي أراده بدلا من مورغان دي سانكتيس، الذي جرى اعتباره خارج المسار بسبب عمره (35 عاما). إنه، إذن، العقبة الأخيرة التي ينبغي للخصوم اجتيازها، وهي مهمة ليست يسيرة بالطبع. وقد أظهر في سان سيرو، يوم الأحد الماضي، عظمته الكاملة كحارس مرمى نابولي الأول أمام فريق الميلان في الجولة الرابعة من دوري الدرجة الأولى الإيطالي.
خمسة آلاف شخص قد ثمنوا أداءه الكبير في الاستاد مباشرة، فهناك جزء قد عانى كثيرا لأن تصدياته تلك قد أعاقت فريق الميلان من إدراك التعادل على الأقل. بينما الجزء الآخر قد أشاد به، وصفق له، لأن تدخلاته هي نتائج حاسمة للانتصار الرابع على التوالي ولتأكيد الصدارة في الترتيب. الخلاصة هي أنه قد وضع إمكاناته في خدمة جمهور يدهشه نظرا لمشاركته الكبيرة في حياة النادي.
لقد أراده بينيتيز، لأن ريينا شخص صاحب انتصارات، فقد فاز مع منتخب إسبانيا بأمم أوروبا مرتين (2008 و2012) وبمونديال العالم (2010)، بينما مع ليفربول قد رفع كأس السوبر الأوروبية (2005). وعليه، فهو الحارس المثالي ليتم إدخاله في فريق بناه المدير الفني من خلال تفريغ ريال مدريد، لجعله متناغما ومنتصرا. وهكذا، وضعت في نابولي مستعمرة إسبانية حقيقية، فعلاوة على ريينا، يوجد ألبيول، كاليخون وهيغواين (أرجنتيني لكنه وصل نابولي بعد ستة مواسم في مدريد)، وهم زملاء سيحاول معهم تطوير مشروع دي لاورنتيس، الذي يتضمن الفوز بدرع الدوري، كنقطة أكثر أهمية. وقد سمحت له الخبرة واعتياده الشعور بأنه كبير بتحمل وطأة مواجهة الميلان، ولم يخش في شيء وجود ماريو بالوتيللي. بل إنه قد ولد بين الاثنين تحد من نوع خاص، فقد حاول مهاجم الميلان مباغتته بشتى الطرق، لكنه رد عليه بنفس الطريقة، وتراجع فقط في الوقت بدل الضائع حينما لم يكن بوسعه أن يفعل شيئا في هدف بالوتيللي، الذي لم يكن مؤثرا في النتيجة النهائية على أي حال.
لقد أسرته مدينة نابولي بعد جولات في وسط المدينة وبعدما عرف عشق الجماهير، ويشرح ريينا: «إنه شيء يشبه كثيرا طريقتنا، نحن الإسبان. أيضا هنا الناس تعيش كرة القدم بقوة، والمشاعر فريدة.
حماس الجمهور يسيطر عليك ونحن مستعدون لإهدائهم شيئا قيما». درع الدوري، نضيف نحن، لأن بصفته أحد لاعبي نابولي لديه نوع من التفاؤل والتشاؤم، ومن ثم يتجنب التفوه بتلك الكلمة. ويختتم حارس المرمى: «أربعة انتصارات في أربع مباريات بالدوري تعد مؤشرا مهما على أن نابولي قد انطلق تماما. وبتقييم قدرات الفريق، أعتقد أنه يمكننا المنافسة في الدوري والشامبيونزليغ على حد سواء». وإذا كان ريينا، الذي يدرك الألقاب، هو من يقول ذلك، فهناك إذن ما يدعونا إلى التفاؤل.



ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)
TT

ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)

خفف تتويج المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية لمسابقة "الخماسي الحديث" للرجال، بجانب فضية اللاعبة سارة سمير في "رفع الأثقال" الضغط على البعثة الأولمبية المصرية في أولمبياد باريس بعد سلسلة من الاخفاقات المتتالية والتي عرضت البعثة إلى حالة من الهجوم العنيف من قبل الجمهور والنقاد المصريين.

حالة من "الارتياح النسبي" لدى البعثة المصرية الأولمبية وسط حالة من الهجوم وعدم الرضا عن النتائج التي حققتها، لاسيما أنها

احتفاء واسع في مصر بأحمد الجندي بعد فوزه بالميدالية الذهبية (أ.ب)

وفاز اللاعب المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية الوحيدة لمصر في "أولمبياد باريس" بمسابقة الخماسي الحديث للرجال، محطماً الرقم القياسي العالمي في المسابقة بعدما وصل إلى 1555 نقطة، فيما كان الرقم القديم 1482، فيما حققت المصرية سارة سمير الميدالية الفضية لبلادها في وزن 81 كيلوغراما في رفع الأثقال للسيدات.

وتداول مستخدمو مواقع "التواصل" صور البطلين، وسط موجة من الاحتفاء، والتأثر لاسيما بمقطع الفيديو الذي راج للاعبة المصرية سارة سمير وهي تبكي لعدم حصولها على الميدالية الذهبية، وسط دعم من البعثة المصرية وتهنئتها بـ"الفضية" بعد منافسة شرسة.

ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، رسالة تهنئة، للثلاثي أحمد الجندي وسارة سمير ومحمد السيد، بعد تحقيقهم لثلاث ميداليات في دورة الألعاب الأوليمبية.

وأعلنت وزارة الشباب والرياضة، الأحد، إطلاق اسم سارة سمير صاحبة الميدالية الفضية على مركز "شباب الهوانيا" في محافظة الإسماعيلية (شرق القاهرة)، كما أعرب وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي عن سعادته بتحقيق أحمد الجندي للميدالية الذهبية في الخماسي الحديث، وقال صبحي في تصريحات إعلامية لقناة (بي إن سبورتس): " كنا ننتظر في باريس من ست إلى ثماني ميداليات، كان لدينا تقييم جيد لكل الألعاب ولم نضع كرة القدم أو كرة اليد في الحسابات ولكنها ظهرت بشكل جيد، وقمنا في الدورة السابقة بطوكيو بتحقيق ست ميداليات لوجود رياضة الكاراتيه التي نحن الأول على العالم في هذه الرياضة".

سارة سمير الفائزة بالميدالية الفضية (أ.ف.ب)

وواجهت البعثة المصرية الأكبر عربياً وأفريقياً بأولمبياد باريس انتقادات حادة لاسيما بعد خسارة منتخب كرة اليد المصري مباراته في ربع النهائي أمام إسبانيا بصورة مفاجئة، وهي الهزيمة التي تبعت خسائر جماعية أخرى في ألعاب مثل: الرماية والملاكمة والسلاح وتنس الطاولة والمصارعة والوثب العالي ورمي الرمح والسباحة التوقيعية والغطس، علاوة على عدم تحقيق لاعبين مصنفين دولياً في مراكز متقدمة أي ميدالية مثل زياد السيسي في لعبة سلاح الشيش، رغم التعويل عليه لتحقيق ميدالية لمصر إلا أنه أضاع فرصة الحصول على الميدالية البرونزية بعد تحقيقه المركز الرابع بعد خسارته أمام بطل إيطاليا، وكذلك لم ينجح كل من عزمي محيلبة في الرماية، وعبد اللطيف منيع في المصارعة الرومانية من إحراز ميداليات.

كما صدمت هزيمة منتخب مصر لكرة القدم أمام منتخب المغرب بنتيجة 6 أهداف مقابل لا شيء في المنافسة على الميدالية البرونزية الجمهور المصري.

منتخب مصر تعرض لهزيمة ثقيلة من المغرب (وزارة الشباب والرياضة المصرية)

وحسب البرلماني المصري عمرو السنباطي، عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، فإن تقدير أداء البعثة الأولمبية المصرية يجب أن يستند إلى الخطة أو التوقعات التي كانت تستهدفها بالأساس، ويتساءل في حديثه مع "الشرق الأوسط": "هل كان طموحنا الوصول إلى ثلاث ميداليات في الأولمبياد رغم أنها تعتبر أكبر بعثة مصرية؟ الأمر يحتاج إعادة النظر في الاستراتيجيات على المدى القصير والطويل، والتركيز على الرياضيات الأولمبية، فالكاراتيه ليس لعبة أولمبية بالأساس، وتم إدراجها في طوكيو بشكل استثنائي".

ويضيف: "أحمد الجندي وسارة سمير حققا فوزا أولمبياً مُقدرا، لكنهما قد لا يشاركان في الدورة الأولمبية المقبلة، ما يطرح سؤالاً عن تجهيز الصف الثاني والثالت في الألعاب الأولمبية، وتأهيل أجيال منافسة، وهذا كلام نكرره منذ دورة طوكيو الماضية، رغم مضاعفة الإنفاقات على هذا القطاع".

الجندي بطل الخماسي الحديث (أ.ف.ب)

ويعتبر الناقد الرياضي أيمن أبو عايد، أن النتائج التي حققها كل من أحمد الجندي وسارة سمير "حفظاً لماء وجه البعثة الأولمبية"، ويضيف لـ"الشرق الأوسط": "النتائج التي وصلنا إليها تأتي وسط شكاوى من اللاعبين من التقصير في الإعداد والتأهيل والتدريب الخاص وسط ظروف رياضية ضاغطة، وقد مهدت لنا تصريحات البعثة أننا بصدد تحقيق من ست إلى تسع ميداليات، ويبدو أن تلك كانت مبالغة وإسراف في القول، حتى لو لم يحالفنا الحظ في بعض المرات كما حدث مع لاعب المبارزة زياد السيسي بعد إخفاقه في الحصول على البرونزية".

سارة سمير (رويترز)

يضيف أبو عايد: "نتائج البعثة لا تتخطى ما وصلنا إليه من قبل، رغم الوعود مع كل دورة أولمبية بنتائج أفضل، وصار هذا خطاب نسمعه كل أربعة أعوام، حيث تظل تقارير لجان التحقيق في نتائج البعثة الأوليمبية حبيسة الأدراج، فمن غير المنطقي أن تحصل دولة عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة على 3 ميداليات فقط".

الجندي خفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية (رويترز)

وأعلن المهندس ياسر إدريس، رئيس اللجنة الأولمبية المصرية بالتنسيق مع الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، الأحد، رفع قيمة مكافآت الفوز بالميداليات خلال أولمبياد باريس 2024 إلى 5 ملايين جنيه (الدولار يساوي 49.2 جنيه) للميدالية الذهبية، و4 ملايين جنيه للميدالية الفضية، و3 ملايين للبرونزية، بخلاف صرف مكافأة فورية لكل فائز ألف يورو وساعة يد قيمة.

وشاركت مصر بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس بـ149 لاعباً ولاعبة و16 لاعباً احتياطياً؛ 79 من الرجال و52 من السيدات، في 24 لعبة أوليمبية، منها 4 ألعاب جماعية، وهي كرة القدم، وكرة اليد، والكرة الطائرة، والكرة الطائرة الشاطئية سيدات.