«حوثيّو صعدة» يستبعدون شركاءهم في الانقلاب من «محادثات صنعاء»

جانب من لقاءات الوفدين السعودي والعماني مع الحوثيين في صنعاء (أ.ف.ب)
جانب من لقاءات الوفدين السعودي والعماني مع الحوثيين في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

«حوثيّو صعدة» يستبعدون شركاءهم في الانقلاب من «محادثات صنعاء»

جانب من لقاءات الوفدين السعودي والعماني مع الحوثيين في صنعاء (أ.ف.ب)
جانب من لقاءات الوفدين السعودي والعماني مع الحوثيين في صنعاء (أ.ف.ب)

أفادت مصادر سياسية في صنعاء بأن حالة من الغضب الشديد تسود أوساط القيادات الحزبية الشريكة صوريا مع الحوثيين في سلطتهم الانقلابية، جراء تهميش هذه القيادات واستبعادها من حضور المشاورات التي يقودها الوفدان السعودي والعماني لجهة التوصل إلى خريطة للسلام في البلاد.
وكان وفد سعودي وآخر عماني وصلا إلى صنعاء الأحد لوضع اللمسات النهائية على مسودة اتفاق مرتقب لتثبيت الهدنة وتوسيعها إنسانيا لتشمل دفع الرواتب وتوحيد العملة ووقف الهجمات ورسم مسار تفاوضي ينتهي بطي صفحة الصراع.
وأكدت المصادر وجود حالة من الغليان والغضب جراء قيام الجماعة بتهميش وإقصاء شركائها الصوريين في الانقلاب من القيادات المنتمية لجناح حزب «المؤتمر» والموالين لها من بقية الأحزاب.
وأوضحت الصور التي جمعت الوفدين السعودي والعماني في القصر الجمهوري بصنعاء أن ممثلي الجماعة الحوثية كلهم ينتمون إلى صعدة، باستثناء شخص واحد.
واستبعدت الجماعة الحوثية خلال اللقاءات الماضية في القصر الجمهوري رئيس حكومتها الانقلابية عبد العزيز بن حبتور ووزير خارجيتها هشام شرف ورئيس برلمانها يحيى الراعي وقادة من أحزاب أخرى، وهو الأمر الذي أظهر الجماعة على حقيقتها حيث يتحكم قادتها المنتمون إلى صعدة في كل القرارات، كما أنهم يستأثرون بالمناصب الأكثر أهمية ويستحوذون على معظم الموارد المالية.
ووجه أعضاء وناشطون في حزب «المؤتمر» انتقادات على منصات التواصل الاجتماعي ضد كبار قادة جناح الحزب، بمن فيهم رئيسه صادق أمين أبو راس ونائبه يحيى الراعي وأعضاء لجنته العامة؛ ومنهم عبد العزيز بن حبتور رئيس حكومة الانقلاب ومحمد العيدروس رئيس مجلس شورى الانقلاب، وغيرهم؛ حيث طالبوهم بعدم السكوت وسرعة اتخاذ مواقف علنية حيال استبعادهم من الحضور خلال المباحثات الجارية في صنعاء مع الوفدين السعودي والعماني.
وأكد ناشطون حزبيون في صنعاء أن «جناح صعدة» في الجماعة الحوثية هو الوحيد المهيمن على كل قرارات الجماعة، وأن هؤلاء القيادات لا يؤمنون بالحوار ولا يقبلون بالشراكة الوطنية وأنهم يعتقدون في خرافة أحقيتهم في حكم اليمنيين على أسس سلالية مذهبية طائفية.
وفي تعليق له، انتقد القيادي المؤتمري والعضو البرلماني المناوئ للجماعة الحوثية عبد الرحمن معزب بشدة ما قامت به الجماعة ضد حلفائها من قيادات «المؤتمر الشعبي العام» في صنعاء.
وأشار معزب إلى «وجود تغييب كامل لقيادات مؤتمر صنعاء الموالي للحوثيين من أي ظهور في أثناء استقبال الوفد السعودي العماني ولو حتى شكلياً، على الرغم من أن الشراكة نصفية بين الجماعة ومؤتمر صنعاء».
كما امتدت الانتقادات إلى أوساط قادة الجماعة الحوثية المنتمين إلى صنعاء وذمار وإب وتعز؛ حيث استثنتهم الجماعة من المشاركة أو الحضور وقدمت عليهم المنتمين إلى صعدة حيث معقل زعيم الجماعة.
وأبدى ناشطون موالون للجماعة في صنعاء امتعاضهم الشديد مما قالوا إنه استبعاد بشكل متعمد وغير عفوي لقيادات صنعاء وريفها وإب وعمران وذمار، وغيرها، إضافة إلى إقصاء قيادات في الحكومة الحوثية وشركاء لها في الانقلاب من حضور المباحثات.
وخاطب أحد السياسيين الموالين للجماعة قادتها من صعدة بالقول «لقد أثبتم للجميع عنصريتكم ومناطقيتكم خلال استقبالكم الوفد العماني والسعودي في صنعاء، إذ كنتم جميعا من أبناء محافظة واحدة هي صعدة».
وعبر سلسلة تغريدات لهم على منصات التواصل، علق آخرون على ظهور كل من محمد علي الحوثي ابن عم زعيم الجماعة وحسين العزي ومهدي المشاط ومحمد عبد السلام وأحمد حامد (ينحدر جميعهم من صعدة) في تلك المباحثات، وقالوا إن هؤلاء القيادات يريدون أن يوصلوا رسالة لليمنيين وللعالم أنهم فقط المهيمنون على الموقف والمعنيون دون غيرهم.
إلى ذلك، عبر مغردون يمنيون آخرون عن استهجانهم لاستبعاد الميليشيات قيادات وصفتها بـ«الفاعلة» وشريكتها في الانقلاب، مثل رئيس حكومة الانقلاب، القيادي عبد العزيز بن حبتور، ورئيس «مؤتمر» جناح صنعاء، صادق أمين أبو راس، ووزير خارجية الانقلاب هشام شرف، ورئيس برلمان الانقلاب يحيى الراعي، ورئيس مجلس شورى الانقلاب محمد العيدروس.
وفي حين علق بعضهم ساخرا بالقول: «الفريق من صعدة والمتفاوضون من صعدة والمستقبلون من صعدة ولجنة الأسرى من صعدة»، ذكرت تقارير محلية أن الميليشيات الحوثية منعت وزير الخارجية في حكومتها غير المعترف بها هشام شرف المنتمي لجناح «مؤتمر صنعاء» من حضور اللقاء، واكتفت بحضور نائبه حسين العزي المنتمي مناطقيا إلى صعدة وسلاليا إلى زعيم الجماعة الحوثية.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.