تركيا: مخاوف بشأن أمن الانتخابات... وكليتشدار يواصل التقدم بسباق الرئاسة

كمال كليتشدار أوغلو (أ.ب)
كمال كليتشدار أوغلو (أ.ب)
TT

تركيا: مخاوف بشأن أمن الانتخابات... وكليتشدار يواصل التقدم بسباق الرئاسة

كمال كليتشدار أوغلو (أ.ب)
كمال كليتشدار أوغلو (أ.ب)

واصل مرشحو الرئاسة في تركيا تحركاتهم مع بدء العد العكسي للانتخابات البرلمانية والرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) المقبل وسط نقاشات حول النظام الرئاسي وتوالي استطلاعات الرأي التي تؤكد أن حظوظ مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو لا تزال أكبر في الفوز برئاسة البلاد.
وزار المرشح الرئاسي لتحالف «أتا»، سنان أوغان، كليتشدار أوغلو بمقر حزب الشعب الجمهوري، الأربعاء، حيث عقدا لقاء استغرق حوالي الساعة، تركز بحسب ما صرح أوغان بعده على مناقشة مسألة «أمن الانتخابات».
وقال أوغان، المحسوب على التيار القومي اليميني، إنه «تم تسجيل 450 ألف ناخب من أصل مليوني ناخب غادروا الولايات الـ11 المنكوبة بزلزالي 6 فبراير (شباط) الماضي، معلوماتنا تؤكد أنه لا تزال هناك مناطق رمادية في أهم انتخابات في بلادنا، نرى أن هناك أكثر من تسجيل للناخبين يخالف النمو السكاني الطبيعي، كما أن لدينا مخاوف بشأن الناخبين الأجانب (في إشارة إلى السوريين المجنسين في تركيا والذين يقترب عددهم من 300 ألف)». وأضاف أنه تم الاتفاق على تكليف فريق مختص لتبادل المعلومات حول هذا الموضوع، وأكدنا على إبقاء أبواب الحوار مفتوحة من أجل هذه الانتخابات، مشيرا إلى أنه سيطلب أيضا لقاء مرشحي الرئاسة الآخرين الرئيس رجب طيب إردوغان ومحرم إينجه.
في غضون ذلك، فجر حزب «هدى بار»، المعروف بقربه من «حزب الله» التركي الموصوم بالإرهاب في تركيا والذي يخوض الانتخابات البرلمانية على قائمة حزب «العدالة والتنمية» الحاكم ويدعم إردوغان في انتخابات الرئاسة، جدلا واسعا باستهدافه النظام الجمهوري في بيانه الانتخابي الذي أعلنه الأربعاء، تحت عنوان «وثيقة الرؤية الانتخابية».
وجاء في وثيقة الحزب، الذي يطالب بنموذج حكم فيدرالي يراعي حقوق الأكراد في البلاد، أن «تركيا تحكم بالنظام الجمهوري، وأن الجمهورية تعني كل الشعب بكل لغاته وألوانه ومعتقداته، ولم يعد من الممكن حكم الشعب رغما عنه بتفاهم أبوي في جمهورية من دون شعب كما كانت في سنواتها الأولى».
وأضافت الوثيقة: «نأمل أن تلتقي الجمهورية مرة أخرى بالقيم الحضارية للإسلام، التي تعطي الروح للأراضي التي تأسست وتطورت عليها، وستشكل مستقبلها من خلال ممثلين استوعبوا هذه القيم».
في غضون ذلك، أظهر استطلاعان جديدان للرأي استمرار تقدم كليتشدار أوغلو على إردوغان، وأظهرت نتائج استطلاع أجرته شركة «جيزيجي» نشرت الأربعاء، استمرار تقدم مرشح المعارضة في الانتخابات الرئاسية.
وكشف الاستطلاع عن أنه بعد توزيع أصوات المترددين، بلغت نسبة تأييد كليتشدار أوغلو 53.4 في المائة من المشاركين في الاستطلاع، ونسبة تأييد إردوغان 43.2 في المائة، ومحرم إينجه 2.1 في المائة وسنان أوغان 1.3 في المائة. أما في حال توجه الانتخابات إلى جولة إعادة، فأشار الاستطلاع إلى أن كليتشدار أوغلو سيحصل على 55.2 في المائة، وإردوغان على 44.8 في المائة.
وأعلن مدير تقرير تركيا، جان سلجوقي، نتائج أحدث استطلاع أجراه المركز، والذي خلص إلى أن عدد الناخبين المترددين آخذ في الانخفاض، وأن هناك زيادة في نسبة تأييد حزبي الشعب الجمهوري والحركة القومية، وأن الأصوات التي سيحصل عليها مرشح الرئاسة محرم إينجه ستتسبب في التوجه إلى جولة إعادة.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.