صورة لمبتعث سعودي في لوحة طرق بأستراليا تقول: «حسام يصنع التغيير»

قدم بحوثًا جديدة عن محاربة البكتيريا وخطرها في نقل العدوى

صورة لمبتعث سعودي في لوحة طرق بأستراليا تقول: «حسام يصنع التغيير»
TT

صورة لمبتعث سعودي في لوحة طرق بأستراليا تقول: «حسام يصنع التغيير»

صورة لمبتعث سعودي في لوحة طرق بأستراليا تقول: «حسام يصنع التغيير»

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي على مستوى العالم العربي والعالمي صورة لإحدى لوحات الطرق الكبيرة وضعت فيها صورة للمبتعث السعودي حسام الزواوي من جامعة كوينزلاند بمدينة برزبن الأسترالية لُقب بمحارب البكتيريا ووصفته بصانع التغيير.
وقد تسارع طلبة سعوديون وعرب وأجانب في التقاط صورة للوحة التي وضعت فيها زميل لهم في الجامعة كأحد الأشخاص صانعي التغيير في العالم بعبارة كتبت على اللوحة «حسام يصنع التغيير»، وتمنى كل من شارك في مواقع التواصل التوفيق لصانع التغيير كما لقبوه، والبعض أكد أنه ثمرة وطن، وشارك البعض بأن يكون هو رمز هذا العام للعلم والمعرفة لكل مبتعث يمثل بلاده.
ولم تقف تلك العبارات لدى السعوديين في وطنهم وفي الخارج، ولكن شاركهم فيها من الدول العربية والإسلامية وحتى الأجنبية منها معتبرة ما قام بهم من استنتاجات بحثية هو خدمة للمجتمع وللإنسانية، حيث شارك موقع مجلة تايمز عبر تويتر بكتابة باللغة العربية ولأول مرة «تعرفوا على العالم السعودي الذي يقاتل ليقهر الجراثيم الخارقة».
قبل نحو عشرة أشهر أجرت مجلة التايم حوارًا مع المبتعث السعودي حسام الزواوي في أستراليا حيث يعمل هناك في مختبر بجامعة كوينزلاند مدينة بريزبن، ووصفته بأنه من ضمن القادة لجيل المستقبل والذي يسعى إلى تغيير العالم من خلال أبحاثه، وشكلت أبحاثه التي يجريها على البكتيريا التي تتطور جينيًا وتصبح مقاومة للمضادات الحيوية نقله في عالم البحوث البكتيرية.
وأقام المبتعث حسام الزواوي أبحاثا هامة جدا استطاعت أن تحقق نتائج مذهلة لم يصل إليها أي شخص من قبل وكانت هذه النتائج حول طرق تطوير أداة تشخيصية سريعة وهي «الجرثومة الخارقة السريعة» وعن طريق هذه الجرثومة يستطيع أن يتم تشخيص ومن ثم تحديد نوع العدوى بسرعة أكبر بين ثلاث إلى أربع ساعات مقارنة بالمعدل الذي يتم استخدامه الآن يتم الكشف عن العدوى في غصون ثلاثة أيام، وبالتالي سوف يتم الإنجاز في علاج العدوى في وقت مبكر واختيار العلاج المناسب الذي يساعد في إنقاذ المجتمع والحد من انتشار البكتريا.
وترجع أهمية أبحاث الزواوي إلى النتائج التي حققها حول البكتيريا الخارقة حيث إنه أثبت أنها تتسبب في وفاة ما يقرب من 50 ألف شخص سنويا في الولايات المتحدة وأوروبا فقط، وهذه البكتريا خطر على الأرواح البشرية كما أن منظمة الصحة العالمية قد حذرت من خطرها من قبل.
وحصل الزواوي في عام 2010 على جائزة جامعة جريفيث للتفوق العلمي، وفي عام 2014 فاز بجائزة رولاكس للمشاريع الطموحة، وهذه الجائزة تمنح فقط كل عامين لخمسة أفراد بادروا بتقديم أبحاث من أجل مساعدة الآخرين وإنقاذ أرواحهم أو بادروا أيضا بجهود لمواجهة التحديات العالمية الكبرى بغرض تطوير وتحسين الحياة وحماية كوكب الأرض، وتعطي الجائزة مبلغ 200 ألف ريال للفائز بها.
وفي حديثه لمجلة «الرجل» السعودية بين الباحث الزواوي وصف البكتيريا بأنها خطر يهدد صحة الإنسان، حيث قاومها البشر بعد اكتشاف أليكساندر فليمنغ في عام 1928. وقد قلّ هذا الخطر بشكل كبير، ولكن بعد ظهور البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية التي تأخذنا للفترة التي تسبق اكتشافها، ستكون هذه البكتيريا والأمراض المعدية خطرًا يهدد الإنسان في المستقبل.
وتابع: «إن الهدف الأساسي هو التعرف السريع عليها، وزيادة الوعي بأهمية الاستخدام السليم للبكتيريا المقاومة للمضادات الموجودة الآن، لأنه ليست جميع البكتيريا الآن مقاومة للمضادات الحيوية، ولكن إذا استهلكنا المضادات الحيوية أو أسأنا استعمالها، فستكون ضارة».



العُلا... إلى تعزيز التبادل الثقافي بين السعودية وفرنسا

جانب من المشاركين في عرض «مسارات» في العلا (الشرق الأوسط)
جانب من المشاركين في عرض «مسارات» في العلا (الشرق الأوسط)
TT

العُلا... إلى تعزيز التبادل الثقافي بين السعودية وفرنسا

جانب من المشاركين في عرض «مسارات» في العلا (الشرق الأوسط)
جانب من المشاركين في عرض «مسارات» في العلا (الشرق الأوسط)

وسط أجواء من العراقة التي تتمثّل بها جبال العلا ووديانها وصحرائها، شمال السعودية، احتفلت، الجمعة، «فيلا الحجر» و«أوبرا باريس الوطنية» باختتام أول برنامج ثقافي قبل الافتتاح في فيلا الحجر، بعرض قدّمته فرقة باليه الناشئين في أوبرا باريس الوطنية.

«فيلا الحجر» التي جاء إطلاقها خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، محافظة العُلا (شمال غربي السعودية)، في 4 من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، تعدّ أول مؤسسة ثقافية سعودية - فرنسية تقام في السعودية، لتعزيز الدبلوماسية الثقافية على نطاق عالمي من خلال التعاون والإبداع المشترك، بما يسهم في تمكين المجتمعات ودعم الحوار الثقافي، وتعد أحدث مشروعات الشراكة الاستراتيجية بين «الهيئة الملكية لمحافظة العُلا»، و«الوكالة الفرنسية لتطوير العُلا».

وبمشاركة 9 راقصات و9 راقصين تراوح أعمارهم بين 17 و22 عاماً من خلفيات متنوعة، أدّى الراقصون الناشئون، تحت إشراف مصمم الرقصات الفرنسي نويه سولييه، عرضاً في الهواء الطلق، على الكثبان الرملية، ووفقاً للحضور، فقد نشأ حوار بين حركاتهم والطبيعة الفريدة للصخور والصحراء في العلا، لفت انتباه الجماهير.

تعزيز التبادل الثقافي بين الرياض وباريس

وأكد وجدان رضا وأرنو موراند، وهما القائمان على برنامج «فيلا الحجر» لما قبل الافتتاح الموسم 2023 - 2024 لـ«الشرق الأوسط» أنه «سعياً إلى تحقيق الأهداف الأساسية لبرنامج ما قبل الافتتاح لـ(فيلا الحجر)؛ جاء (مسارات) أول عرض إبداعي للرقص المعاصر تقترحه الفيلا». وحول إسهامات هذا العرض، اعتبرا أنه «سيسهم في تحديد ما يمكن أن تقدمه هذه المؤسسة الثقافية لتعزيز التبادل الثقافي بين السعودية وفرنسا، من خلال فهم العلاقة بأرض العلا التاريخية، وبجعلها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالأجواء الطبيعية للمنطقة وبالبيئة الحضرية».

من جهتها، شدّدت فريال فوديل الرئيسة التنفيذية لـ«فيلا الحجر»، لـ«الشرق الأوسط» على التزامهم «بتقديم عروض لفنون الأداء وتسليط الضوء على الطاقة الإبداعية للمواهب السعودية والفرنسية والدولية» مشيرةً إلى أن شراكة الفيلا مع أوبرا باريس الوطنية، من شأنها أن «تعزِّز وتشجّع التعاون والحوار الثقافي بين السعودية وفرنسا، وعلى نطاق أوسع بين العالم العربي وأوروبا، إلى جانب تشكيل فرصة فريدة لصنع إنجازات ثقافية تتميز بالخبرة في بيئة فريدة ولجمهور من كل الفئات».

«مسارات»

وبينما أعرب حضور للفعالية من الجانبين السعودي والفرنسي، عن إعجاب رافق العرض، واتّسم باستثنائية تتلاءم مع المكان بعمقه التاريخي وتشكيلاته الجيولوجية، أكّد مسؤولون في «فيلا الحجر» أن عرض «مسارات» جاء تحقيقاً للأهداف الأساسية لبرنامج «فيلا الحجر» لما قبل الافتتاح، حيث يعدّ أول عرض إبداعي للرقص المعاصر على الإطلاق تقترحه المؤسسة المستقبلية، وتوقّعوا أن يُسهم العرض في تحديد ما يمكن أن تسهم به هذه المؤسسة الثقافية لتعزيز التبادل الثقافي بين السعودية وفرنسا، من خلال فهم علاقتها بأرض العُلا التاريخية، وبجعلها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالأجواء الطبيعية للمنطقة وبالبيئة الحضرية.

وانتبه الحضور، إلى أنه احتراماً للمكان الغني بالتنوع البيولوجي وبتاريخه الممتد إلى آلاف السنين (العلا)، جاء العرض متحفّظاً وغير تدخلي، فلم تُستخدم فيه معدات موسيقية ولا أضواء، بل كان مجرد عرض مكتف بجوهره، في حين عدّ القائمون على العرض لـ«الشرق الأوسط» أنه حوارٌ مع البيئة الشاسعة التي تحتضنه وليس منافساً لها.

15 لوحاً زجاجياً يشكّلون عملاً فنياً معاصراً في العلا (الشرق الأوسط)

«النفس – لحظات طواها النسيان»

والخميس، انطلق مشروع «النفس – لحظات طواها النسيان» بعرض حي، ودُعي إليه المشاركون المحليون للتفاعل مع المنشأة من خلال التنفس والصوت؛ مما أدى إلى إنتاج نغمات رنانة ترددت في أرجاء الطبيعة المحيطة، ووفقاً للقائمين على المشروع، فإن ذلك يمزج العمل بين التراث، والروحانية، والتعبير الفني المعاصر، مستكشفاً مواضيع خاصة بمنطقة العلا، مثل العلاقة بين الجسد والطبيعة.

وكُشف النقاب عن موقع خاص بالمنشأة والأداء في العلا، حيث يُعدّ المشروع وفقاً لعدد من الحاضرين، عملاً فنياً معاصراً من إنتاج الفنانة السعودية الأميركية سارة إبراهيم والفنان الفرنسي أوغو شيافي.

يُعرض العمل في موقعين مميزين بالعلا، حيث تتكون المنشأة في وادي النعام من 15 لوحاً زجاجياً مذهلاً يخترق رمال الصحراء، بينما تعكس المنحوتات الزجاجية المصنوعة يدوياً جيولوجيا المنطقة في موقع «دار الطنطورة».