النصرة تنسحب من خطوط مواجهة «داعش» بشمال حلب

النصرة تنسحب من خطوط مواجهة «داعش» بشمال حلب
TT

النصرة تنسحب من خطوط مواجهة «داعش» بشمال حلب

النصرة تنسحب من خطوط مواجهة «داعش» بشمال حلب

انسحبت جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سوريا من خطوط مواجهة مع تنظيم داعش في شمالي محافظة حلب، وتركتها لمقاتلين آخرين، لتخرج بذلك منطقة في شمال سوريا تريد تركيا أن تقيم فيها منطقة عازلة.
وانتقد بيان للنصرة بتاريخ أمس، خطة أميركية تركية لطرد تنظيم داعش من منطقة الحدود السورية التركية، قائلا إنّ الهدف هو خدمة «أمن تركيا القومي»، وليس قتال الرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت الجبهة التي تعادي تنظيم داعش: «إننا في جبهة النصرة لا نرى جواز الدخول في هذا الحلف شرعًا لا على جهة الانخراط في صفوفه ولا على جهة الاستعانة به بل ولا حتى التنسيق معه».
وأعلنت الولايات المتحدة وتركيا الشهر الماضي عزمهما طرد تنظيم داعش من قطاع من الأراضي في شمال سوريا قرب الحدود التركية وقدمتا غطاء جويًا لمقاتلين سوريين في المنطقة.
ويسيطر التنظيم - وهو الهدف الرئيسي لحملة عسكرية تقودها الولايات المتحدة في سوريا والعراق - على قطاع من الأراضي شمالي حلب على الحدود مع تركيا.
وذكرت النصرة أن الحكومة التركية والتحالف الذي تقوده واشنطن ضد التنظيم يسعيان إلى «قيادة المعركة وتوجيهها ضمن مصالحهم وأولوياتهم الخاصة». وأضافت: «إن قرار المعركة الآن لم يكن خيارا استراتيجيا نابعًا عن إرادة حرة للفصائل المقاتلة». وتابعت: «فأمام هذا المشهد الحالي لم يكن أمامنا إلا الانسحاب وترك نقاط رباطنا مع الخوارج في الريف الشمالي لحلب ليتولاها أي فصيل مقاتل في هذه المناطق».
«مع الحفاظ على سائر خطوطنا ضد الخوارج في بادية حماه و-جبال- القلمون وغيرها والتي لا دخل لها في هذه المعركة». وتقع القلمون قرب الحدود مع لبنان.
والشهر الماضي قالت النصرة إنّها أسرت مقاتلين سوريين دربتهم الولايات المتحدة في شمال البلاد وطالبت مقاتلين آخرين بالتخلي عن برنامج تدريب وتجهيز قوة من المقاتلين السوريين للتصدي لتنظيم داعش.
كما ذكرت الجبهة في بيانها أمس أنّ خطة الحكومة التركية لإقامة منطقة عازلة، هدفها هو الحيلولة دون قيام دولة كردية على حدودها الجنوبية الشرقية.
وتسيطر وحدات حماية الشعب الكردية حليفة الولايات المتحدة في قتال «داعش»، على نحو 400 كيلومتر من المنطقة الحدودية إلى الشمال الشرقي من حلب.



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».