22 قتيلاً بانفجار سيارة مفخخة في شمال أفغانستان

البيت الأبيض يعزي كابل في ضحايا الهجمات

22 قتيلاً بانفجار سيارة مفخخة في شمال أفغانستان
TT

22 قتيلاً بانفجار سيارة مفخخة في شمال أفغانستان

22 قتيلاً بانفجار سيارة مفخخة في شمال أفغانستان

قال مسؤولون إن 22 شخصا على الأقل معظمهم من رجال ميليشيا محلية قتلوا في إقليم قندز في شمالي أفغانستان مساء أول من أمس عندما فجر انتحاري من طالبان مركبة ملغومة بالمتفجرات في أحدث هجوم في سلسلة هجمات تضمنت هجوما على قاعدة تابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في كابل قبل يوم واحد. وقال ساروار حسيني المتحدث باسم شرطة قندز إن الهجوم وقع في ضاحية خان آباد وسط تجمع للميليشيا المؤيدة للحكومة التي تعرف باسم «أرباكيس» في وقت متأخر من ليل أول من أمس. وقال حاكم منطقة خان آباد حياة الله العامري إن السيارة كانت معبأة بمتفجرات محلية الصنع وتم تفجيرها بالقرب من التجمع. وقال: إن أربعة من القادة المحليين من بين القتلى وكان الهجوم هو الأحدث في سلسلة من الهجمات المميتة في جميع أنحاء البلاد، وقع 3 منها في العاصمة الأفغانية كابل أول من أمس مما أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين وجرح مئات آخرين. وأسفرت تفجيرات كابل الثلاثة عن مقتل ما مجموعه 49 شخصا وإصابة مئات آخرين في أعلى حصيلة من القتلى والمصابين المدنيين في يوم واحد منذ بدأت بعثة مساعدة الأمم المتحدة في أفغانستان (يوناما) تسجيل أعدادهم بانتظام في عام 2009.
وقتل جندي دولي وثمانية مقاتلين أفغان في أحد هذه الهجمات، التي استهدفت قاعدة للقوات الأجنبية في كابل مساء أول من أمس، وفقا لما ذكره الناتو. وقال المتحدث باسم الناتو سيرناندو استريوا إن اثنين من المتشددين قتلا أيضا في الهجوم الذي وقع على معسكر «كامب انتيجريتي» على أطراف العاصمة. ولم يكشف الناتو عن جنسية الجندي الأجنبي القتيل وفقا للسياسة المعمول بها في الحلف، لكن البيت الأبيض أكد في وقت لاحق أن جنديا أميركيا قتل وأصيب آخرون. وتحدثت سوزان رايس، مستشارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للأمن القومي، أول من أمس مع الرئيس الأفغاني أشرف غني عن الهجمات، وقدمت إليه تعازي بلادها في مقتل العشرات وإصابة المئات، وأشارت إلى دعم حكومة بلادها للحكومة الأفغانية في حربها ضد الإرهاب. وقال البيت الأبيض في بيان بأن «مستشارة الأمن القومي سوزان رايس تحدثت اليوم مع الرئيس الأفغاني أشرف غني. كما تحدثت مساعدة الرئيس للأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب ليزا موناكو مع مستشار الأمن القومي الأفغاني حنيف اتمار للتعبير عن تعازي الشعب الأميركي للقتلى والجرحى في الاعتداءات الفظيعة أمس في كابل». وأضاف البيان أن «الولايات المتحدة وشركاءها الدوليين ملتزمون دعمهم لحكومة الوحدة الوطنية الأفغانية في جهودها من أجل أفغانستان مستقرة وآمنة ومزدهرة». وقالت وزارة الداخلية الأفغانية في بيان إن أربعة متشددين شنوا هجوما على قاعدة عسكرية تابعة لقوات التحالف على أطراف كابل بسيارة مفخخة مساء الجمعة. ولم تؤكد الوزارة عدد القتلى الأفغان لكنها قالت: إن جميع المهاجمين الأربعة قتلوا برصاص قوات الأمن قبل أن يتمكنوا من دخول القاعدة وأعلنت طالبان مسؤوليتها عن الهجوم على القاعدة العسكرية، الذي جاء في أعقاب تفجير انتحاري نفذته طالبان خارج أكاديمية الشرطة الأفغانية في العاصمة والذي أسفر عن مقتل 25 من الطلبة. كما قتل 15 شخصا في وقت سابق من أول من أمس في هجوم بشاحنة مفخخة في العاصمة كابل. كما أعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن هجوم قندز، قائلة إن الهدف كان «تجمعا مهما لميليشيات مناهضة لطالبان».
وتأتي الهجمات بعد أسبوع من التوتر في حركة طالبان بشأن قيادتها. وظهرت على الجماعة علامات التفكك منذ انتشار أخبار الأسبوع الماضي أفادت أن الملا عمر الزعيم الأعلى والمؤسس للجماعة توفي منذ عامين. وقالت الأمم المتحدة يوم الأربعاء الماضي إن ما يقرب من خمسة آلاف مدني أصيبوا أو قتلوا في أول ستة شهور من عام 2015 نتيجة قتال الحكومة ضد طالبان ومتشددي الدولة الإسلامية وهو أكبر عدد منذ أن بدأت المنظمة الدولية التسجيل عام 2009.



إندونيسيا تطلق برنامج وجبات مجانية للأطفال والحوامل لمكافحة سوء التغذية

طالبتان إندونيسيتان تبتسمان عقب تلقيهما وجبة غذائية مجانية في المدرسة (أ.ف.ب)
طالبتان إندونيسيتان تبتسمان عقب تلقيهما وجبة غذائية مجانية في المدرسة (أ.ف.ب)
TT

إندونيسيا تطلق برنامج وجبات مجانية للأطفال والحوامل لمكافحة سوء التغذية

طالبتان إندونيسيتان تبتسمان عقب تلقيهما وجبة غذائية مجانية في المدرسة (أ.ف.ب)
طالبتان إندونيسيتان تبتسمان عقب تلقيهما وجبة غذائية مجانية في المدرسة (أ.ف.ب)

أطلقت الحكومة الإندونيسية الجديدة مشروعاً طموحاً، يوم الاثنين، لمكافحة سوء التغذية، من خلال توفير الطعام لما يقرب من 90 مليون طفل وامرأة حامل، ومن المتوقع أن يتكلف المشروع 28 مليار دولار حتى عام 2029، على الرغم من أن كثيراً من الناس يشككون فيما إذا كان يمكن للحكومة تحمُّل نفقات البرنامج.

يمثل برنامج الوجبات الغذائية المجانية، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، أحد وعود الحملة الانتخابية للرئيس فرابوو سوبيانتو، الذي جرى انتخابه، العام الماضي، لقيادة البلد الذي يبلغ تعداده أكثر من 282 مليون نسمة ويُعدّ أكبر اقتصاد في جنوب شرقي آسيا.

وقال إن البرنامج يهدف إلى مكافحة التقزم الذي يؤثر على 21.5 في المائة من الأطفال الإندونيسيين الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، وسيرفع دخل المزارعين.

طالب يوزع وجبات غذائية مجانية على الطالبات في إحدى مدارس إندونيسيا (أ.ف.ب)

في خطاب تنصيبه في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قال سوبيانتو إن كثيراً من الأطفال يعانون سوء التغذية.

ويُعدّ وعده بتوفير وجبات مدرسية مجانية وحليب لـ83 مليون طالب، في أكثر من 400 ألف مدرسة، جزءاً من استراتيجية طويلة الأمد لتطوير الموارد البشرية في البلاد، لتحقيق ما يطلق عليه جيل «إندونيسيا الذهبية» بحلول عام 2045.

وقال سوبيانتو: «كثيرون من إخوتنا وأخواتنا يعيشون تحت خط الفقر، وكثيرون من أطفالنا يذهبون إلى المدرسة دون إفطار ولا يمتلكون ملابس للمدرسة».

طلاب بإحدى مدارس إندونيسيا يتجمعون للحصول على وجبة غذائية في المدرسة (أ.ف.ب)

وقد تصل تكلفة برنامج التغذية لسوبيانتو إلى أكثر من 450 تريليون روبية (28 مليار دولار)، بحلول نهاية ولايته في عام 2029. وقال إن فريقه أجرى حساباته لتمويل مثل هذا البرنامج، مؤكداً: «نقدر عليه».

وأشار دادان هينديانا، رئيس وكالة التغذية الوطنية المشكَّلة حديثاً، إلى أن الهدف الحكومي هو الوصول إلى 19.5 مليون طفل في المدارس والنساء الحوامل في عام 2025 بميزانية قدرها 71 تريليون روبية (4.3 مليار دولار).

وأضاف أن هذه الأموال ستشتري نحو 6.7 مليون طن من الأرز، و1.2 مليون طن من الدجاج، و500 ألف طن من اللحم البقري، ومليون طن من الأسماك، بالإضافة إلى الخضراوات والفواكه، و4 ملايين لتر من الحليب.

طلاب بإحدى مدارس إندونيسيا يشاركون في توزيع الوجبات الغذائية على زملائهم (أ.ف.ب)

وقال وزير التعاونيات بودي أري سيتيادي إن نحو ألفيْ جمعية تعاونية ستشارك في برنامج الوجبات المجانية، من خلال توفير البيض والخضراوات والأرز والأسماك واللحوم والحليب، وغيرها من المواد الغذائية. واليوم الاثنين، وصلت شاحنة تحمل الطعام إلى مدرسة ابتدائية في مدينة ديبوك، إحدى ضواحي جاكرتا، وقدمت لـ740 طالباً الأرز والخضراوات والتمبيه والدجاج المقلي والبرتقال.

قال هينديانا: «سنرسل فريقاً إلى كل مدرسة لتسهيل توزيع الوجبات على الطلاب، كل يوم»، مضيفاً أن البرنامج سيقدم وجبة واحدة يومياً لكل طالب من مرحلة التعليم المبكر حتى الثانوية العامة، مما يغطي ثُلث الاحتياجات اليومية من السعرات الحرارية للأطفال، مع توفير الحكومة الوجبات دون أي تكلفة على المستفيدين.

طلاب في إندونيسيا يتناولون وجبة غذائية مجانية وزعتها الحكومة أثناء ساعات الدراسة (أ.ف.ب)

لكن البرنامج تعرَّض لانتقادات من المستثمرين والمحللين بشأن حجمه، والعبء الذي يضعه على كاهل المالية العامة للدولة والاقتصاد، وعلاقته بمصالح جماعات الضغط الصناعية.

قال نايلول هودا، الباحث في مركز الدراسات الاقتصادية والقانونية، إن المالية العامة لإندونيسيا ليست قوية بما يكفي لدعم البرنامج، ما سيؤدي إلى زيادة الدَّين الداخلي.

وحذَّر من أن البرنامج قد يؤدي أيضاً إلى زيادة ميزان المدفوعات الخارجي للبلاد، التي تُعد بالفعل مستورداً رئيسياً للأرز والقمح وفول الصويا ولحم البقر ومنتجات الألبان.