«تغيير جو» يعيد منة شلبي إلى دائرة الضوءhttps://aawsat.com/home/article/4262996/%C2%AB%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D9%8A%D8%B1-%D8%AC%D9%88%C2%BB-%D9%8A%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D9%85%D9%86%D8%A9-%D8%B4%D9%84%D8%A8%D9%8A-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%AF%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B6%D9%88%D8%A1
بعد تألقها في موسم رمضان الماضي عبر مسلسل «بطلوع الروح»، أعاد مسلسل «تغيير جو» الذي يذاع في النصف الثاني من الموسم الرمضاني الحالي، النجمة المصرية منة شلبي إلى دائرة الضوء، نظراً لما حظيت به الحلقات الأولى من متابعة وإشادة.
وأشار الناقد الفني محمد عبد الخالق إلى أن «منة شلبي فنانة من طراز رفيع، بدأت في سن مبكرة، وكانت بدايتها مع مخرج كبير هو رضوان الكاشف، ونجم كبير هو محمود عبد العزيز»، لافتاً إلى أن «عملها كوجه جديد مع فنانين من العيار الثقيل، ترك أثراً في شخصيتها وأدائها». وأضاف عبد الخالق في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «منة شلبي تتمتع بدرجة عالية من القبول. هي وجه مريح، ولديها نبرة صوت مميزة مألوفة، مع موهبة فطرية جرى تدريبها وتطويرها خلال السنوات، إلى أن أصبحنا أمام واحدة من أهم ممثلات جيلها، وتركت بصمة كبيرة في أداء أدوار مختلفة، سواء تلك المرتبطة بالكوميديا أو التراجيديا». ونبّه إلى أن شلبي «تترك دائماً انطباعاً عند من يشاهدها، بأنها تمثل كأنها لا تمثل، وذلك من فرط عفويتها وتلقائيتها».
وتدور أحداث العمل في أجواء من الدراما الاجتماعية التشويقية، حول فتاة تسعى لإنقاذ أمها من الإدمان، من خلال وضعها في مصحة نفسية. كما تسعى لبيع «فيلا» العائلة كي تنفق على رحلة العلاج، لكن أمها تعارض، فتضطر للسفر إلى بيروت لحل الأزمة مع خالتها المصرية التي تعيش هناك، لكن الأمور تتطور في جو مشوق يحمل الكثير من المفاجآت.
وقالت الناقدة ماجدة خير الله، إن منة شلبي «تستطيع أن تؤدي عدداً من ردود الفعل والانفعالات المتقنة وغير المتوقعة، بين الدهشة والفرحة والقلق والسخرية والتعاطف والحزن، في توقيتات متقاربة». وأضافت عبر صفحتها على موقع «فيسبوك» تعليقاً على المسلسل: «تابع ملامحها عندما سرق أحدهم حقيبتها التي تحمل أوراقاً غاية في الأهمية وهي في زيارة خاطفة في بيروت، لم تصرخ أو تستغيث، ولكن انتابتها حالة ذهول، عجزت معها حتى عن طلب النجدة»، مشيرة إلى أن هذا الأداء «يؤكد أن المواهب في مصر أكثر من أن نحصيها».
وأشاد السيناريست تامر حبيب بالمسلسل عبر حسابه على «فيسبوك»، مرفقاً صورة منة شلبي على الملصق الدعائي للعمل. ولفت أداء الفنانة شيرين التي تجسد دور أم منة شلبي، الأنظار بقوة، خصوصاً أنه اتسم بالقوة والإقناع كأم ثرية مستهترة سريعة الانفعال والتحول من الغضب إلى البكاء، فضلاً عن قسوتها على ابنتها، وفق متابعين.
والمسلسل من إخراج مريم أبو عوف، وبطولة ميرفت أمين وإياد نصار وأحمد مالك.
«الأكل العاطفي» تُحوّله الحرب إعلاناً للحياة... ولا تغفر مبالغاتهhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5078908-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%83%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%B7%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D9%8F%D8%AD%D9%88%D9%91%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%A7%D9%8B-%D9%84%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9-%D9%88%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D8%BA%D9%81%D8%B1-%D9%85%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%AA%D9%87
«الأكل العاطفي» تُحوّله الحرب إعلاناً للحياة... ولا تغفر مبالغاته
تتدخّل الشهية في محاولة ترميم ما يتجوَّف (آدوب ستوك)
يقصد عيادةَ اختصاصية التغذية اللبنانية، فيرا متّى، مواظبون على خطط غذائية تقي ويلات؛ منها السكّري. هؤلاء، في معظمهم، لم يغادروا المنازل نحو سقوف تتراءى آمنة من التوحّش المُعادي. في مقابلهم، يُفرِط كثيرون في تناول الطعام لسدّ حاجة إلى امتلاء تفرضه فراغات مؤلمة. لطالما تأكّدت العلاقة الشائكة بين المعدة والعالم الخارجي، وبدا وثيقاً الرابط بين الطعام والظرف. هذه أيامٌ مضطربة. جَرْفٌ من النزوح والخوف وفوضى الوقت. لذا تتدخّل الشهية في ترميم ما يتجوَّف. وتمنح بعض الأصناف اللذيذة شعوراً بالسكينة. فماذا يحدُث لدواخلنا، وهل النجاة حقاً بالأكل؟
ينطبق وَصْف «ستريس إيترز (الأكل العاطفي)» على ملتهمي الطعام الملوَّعين بالمآسي. تقول اختصاصية السلوك الغذائي والتغذية العيادية، الدكتورة فيرا متّى، إنهم يشاءون مما يتناولونه الإحساس بواقع أفضل. تتحدّث لـ«الشرق الأوسط» عن وَقْع الاضطراب في الأجساد والنفوس، فتتصدّى له، عموماً، أصناف المأكولات وكمّياتها: «تاركو المنازل يتابعون النقل المباشر للحرب دون انقطاع. يتفاقم توتّرهم وينمو الشعور بعدم الأمان. ذلك يعزّز هرمونات تشتهي أنواع السكّر، وقد تتعدّى الرغبةُ الحلويات إلى الأملاح، دفعةً واحدة، دون فاصل أو استراحة أضراس».
تحسم تبدُّل العادات الغذائية أو تأثّرها في أقل تقدير. فغذاء النازح غالباً «غير صحّي»، ويُعمّق سوءه «النوم المتقطّع، والروتين المستجدّ». تشرح: «ضرر ذلك على الأطفال الحدّ من نموّهم الفكري والجسدي، بينما يمسُّ هرمون الكورتيزول المُسبِّب تكوُّن الدهون على بطن الكبار، فتتحقّق زيادة الوزن وإن قلَّ التهام الطعام جراء اضطراب النوم والتوتّر العالي. هنا، يتحوّل كل ما يدخل الفم إلى دهون لإصابة هذا الهرمون بالارتفاع اللافت مُحوطاً بعوامل تُصعِّب انخفاضه».
تستوقفها وضعية التغذية المستجدّة، لتراوحها بين القلّة والسوء: «قد يحضُر الطعام على شكل معلّبات مثلاً. هذه طافحة بالصوديوم والسكّر المُضاف، وتحتوي مواد كيميائية تُسبّب السرطان على المدى الطويل. بذلك، لا يعود نقصُ الطعام مُسبِّبَ المرض؛ وإنما سوءه».
ما يُفعِّل تناقُل الأمراض، وفق فيرا متّى، «الطعام غير المحفوظ جيداً». تتحدّث عن حالات بكتيرية تتمثّل في عوارض؛ منها التقيّؤ واضطراب الأمعاء، لغياب الثلاجات أو انقطاع الكهرباء. «ذلك يُخفّض المناعة وينشر الأوبئة، خصوصاً بين الأطفال. أما الكبار فيفاقمون مشكلات السكّري والشرايين والكولسترول وتشحُّم الكبد إنْ عانوها».
تعطي نسبة 20 في المائة فقط، من بين مَن تابعتْ حالتهم الغذائية، لمن لا يزالون يلتزمون نظامهم الصحّي. آخرون لوَّعهم السكّري، فازدادوا لوعة، وضخَّم تبدُّلُ غذائهم معاناتهم مع الأمراض. من دورها العيادي، تحاول إعادة أمور إلى نصابها: «نركّز اليوم على السلامة الغذائية، وكيفية تعامُل النازحين مع واقعهم الصحّي. دورنا توعوي. علينا الحدّ من التسمُّم، فأزمة الدواء لم تُحلّ، والمستشفيات توفّر استيعابها للجرحى. لا بدّ من تفادي تحميلها أعباء إضافية».
تفترض إخضاع اللبنانيين لفحص يختبر انجراف معظمهم خلف «الأكل العاطفي»، وتضمن النتيجة: «قلة فقط ستكون خارج القائمة». تصوغ معادلة هذه الأيام: «تلفزيون وبرادات. الالتهام فظيع للأخبار والمأكولات. لا شيء آخر. نحاول جَعْل هذا البراد صحّياً».
إنها الحرب؛ بشاعتها تفرض البحث عن ملاذ، ومطاردة لحظة تُحتَسب، والسعي خلف فسحة، فيتراءى الطعام تعويضاً رقيقاً. بالنسبة إلى اختصاصية التغذية، إنه «إحساس بالامتلاء وبأنّ مَن يتناوله لا يزال حياً». تحت قسوة هذه الأيام ومُرّها، لا يعود الإحساس بالذنب المُرافق للإفراط في تناوله، هو الغالب... «يتراجع ليتقدّم الشعور بالنجاة. مساعي البقاء تهزم فكرة الكيلوغرامات الزائدة. بإمكان الأكل العاطفي إتاحة المساحة للراحة والسعادة. ذلك يسبق تسبّبه في ثقل وزيادة الوزن. بتحقّقهما، يلوح الذنب، وإنما في مرحلة لاحقة، بعد بهجة الامتلاء الداخلي».
تتفهّم الحاجة إلى اللحاق بكل ما يُعزّي والتشبُّث به. الطعام يتقدَّم. ترى أن لا أحد مخوَّلاً تقديم نصيحة لنازح من نوع «اضبط شهيتك بينما القصف في جوارك». برأيها، «يكفي الخوف وحده شعوراً سيئاً». يهمّها «الحدّ من نتائج كارثية ستظهر بوضوح بعد الحرب»، مُفضِّلة الاستعانة بالتمر مثلاً بدل «القضاء على علبة شيكولاته» والقهوة البيضاء لتقليص ضخّ الكافيين.
وتنصح بالتنفُّس والرياضة، فهما «يهدّئان هرمون الأعصاب»، وبالنظافة بما «تشمل غلي الماء قبل استعماله حال الشكّ في مصدره». تضيف: «الاستغناء عن تناول دجاج ولحوم أُبقيت مدّة خارج الثلاجة، لاحتمال فسادها، على عكس الحمّص والصعتر، مثلاً، القابلَيْن لعمر أطول». أما الحصص الغذائية، فالمفيد منها «التونة والسردين والأرز والمعكرونة وزيت الزيتون، ولا بأس بمعلّبات البازلاء والذرة بديلاً للخضراوات. يُفضَّل استبعاد اللحوم المصنّعة. الحليب المجفَّف جيّد أيضاً لغياب الطبيعي».