الصومال يتأهب للمرحلة الثانية من حربه ضد «الشباب»

وسط تعهد تركي بدعم «الجيش الوطني»

قائد الشرطة الصومالية يستقبل وفداً من الشرطة التركية (وكالة أنباء الصومال)
قائد الشرطة الصومالية يستقبل وفداً من الشرطة التركية (وكالة أنباء الصومال)
TT

الصومال يتأهب للمرحلة الثانية من حربه ضد «الشباب»

قائد الشرطة الصومالية يستقبل وفداً من الشرطة التركية (وكالة أنباء الصومال)
قائد الشرطة الصومالية يستقبل وفداً من الشرطة التركية (وكالة أنباء الصومال)

يستعد الجيش الصومالي لإطلاق المرحلة الثانية من العملية العسكرية ضد عناصر حركة «الشباب» الموالية لتنظيم «القاعدة»، فيما تعهدت تركيا بتقديم المزيد من الدعم للقوات الصومالية.
وتجري استعدادات عسكرية واسعة من أجل «تحرير المناطق القليلة المتبقية» من أيدي «ميليشيات الخوارج الإرهابية» - في إشارة إلى حركة «الشباب» - التي تلقت عدة هزائم في جنوب ووسط البلاد، وفق مصادر محلية.
وقبل أسابيع أعلن الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود عن بدء المرحلة الثانية للعملية العسكرية المكثفة قريباً. وقال: «إن الوجه الثاني للعمليات العسكرية سينطلق هنا - في إشارة إلى ولاية جنوب الغرب - التي جهّزت القوات المحلية للتحرك مع الجيش الوطني صوب معاقل المتمردين، والعمل على استعادة المناطق الريفية». وأشار الرئيس الصومالي إلى أن «هناك مساعي من أجل فتح الممرات الآمنة بين العاصمة مقديشو، والمدن الأخرى بولايتي جنوب الغرب وجوبالاند».
وذكرت مصادر أن «القوات المسلحة استطاعت بالتعاون مع السكان المحليين تحرير نحو 70 بلدة وقرية من قبضة المتمردين لجنوب ووسط البلاد»، وفقاً لوكالة الأنباء الصومالية. وأضافت المصادر أن «عناصر الميليشيات بدأت تفقد الثقة وتقاتل بعضها البعض، لا سيما قادة الأجانب التي كانت تقاتل في صفوفها، ما يشير إلى أن الخلايا الإرهابية تعيش في حالة صعبة». وقال مسؤولون أمنيون إن «العمليات العسكرية الأخيرة أسفرت عن مقتل أكثر من 200 مقاتل من (الشباب) بمن فيهم كبار قادة بالحركة، كما فقدت السيطرة على ما لا يقل عن 50 منطقة رئيسية كانت خاضعة لسيطرتهم في جنوب ووسط البلاد».
ومن جهة أخرى، استقبل قائد الشرطة «الوطنية» العميد سلب أحمد فرن اليوم (الأحد) ضباطاً من الحكومة التركية.
وبحث الجانبان عدداً من القضايا، أبرزها زيادة تدريب وتطوير قوات الشرطة، ومواصلة التدريب العسكري الذي تقدمه أنقرة للشرطة الخاصة «هرمعد»، حسب بيان لقائد الشرطة «الوطنية» الصومالية. وأبدى ضباط أتراك تأكيدهم أن «حكومة بلادهم ملتزمة بزيادة تدريب وتأهيل الجيش الوطني وتعزيز الدعم التركي لتدريب القوات الصومالية، خصوصاً الشرطة الخاصة».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».