نجوم عملاقة تغذي الغبار الكوني

نجوم عملاقة تغذي الغبار الكوني
TT

نجوم عملاقة تغذي الغبار الكوني

نجوم عملاقة تغذي الغبار الكوني

من بين الأنواع العديدة المختلفة من النجوم، تُعرف نجوم الفرع العملاق المقارب (AGB) والتي عادة ما تكون أكبر قليلاً وأقدم من شمسنا، بأنها منتجة للغبار بين النجوم (الغبار الكوني). إذ يعتبر Dusty AGBs منتجًا بارزًا للغبار بشكل خاص. ويحدث اختلاف كبير في الضوء الذي يلمعه. لكن لأول مرة، وجد مسح طويل المدى أن الكثافة المتغيرة للغبار AGBs تتزامن مع الاختلافات في كمية الغبار التي تنتجها هذه النجوم. ونظرًا لأن هذا الغبار يمكن أن يؤدي إلى تكوين الكواكب، فإن دراسته يمكن أن تلقي الضوء على أصولنا.
ربما تكون قد سمعت عن تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) الذي ظهر في الأخبار أخيرا. فهو يشتهر بكونه أكبر تلسكوب فضائي وأكثرها حساسية مصممًا لمراقبة ضوء الأشعة تحت الحمراء (IR). ولكن قبل وقت طويل من وصول تلسكوب JWST إلى السماء، قام تلسكوبان آخران من تلسكوبات الأشعة تحت الحمراء هما AKARI و WISE بمسح الكون، وكلاهما أنهى مهمته الأولية، ولكنهما أنتجا الكثير من البيانات القيمة التي لا يزال علماء الفلك يجدون بها اكتشافات جديدة.
قد يكون للنتائج الأخيرة من تلك البيانات التي أجراها طالب الدكتوراه كينجو تاشيبانا من معهد علم الفلك بجامعة طوكيو وفريقه آثار على دراسة أصول الحياة نفسها.
يقول تاشيبانا «نحن ندرس النجوم. وضوء الأشعة تحت الحمراء المنبعث منها هو مصدر رئيسي للمعلومات التي تساعدنا على كشف أسرارها. وحتى وقت قريب، كانت معظم بيانات IR من استطلاعات قصيرة جدًا نظرًا لعدم وجود منصات مخصصة متقدمة. لكن بعثات مثل AKARI و WISE سمحت لنا بإجراء مسوحات طويلة الأمد للأشياء. وهذا يعني أنه يمكننا أن نرى كيف يمكن أن تتغير الأشياء خلال فترات زمنية أكبر وما قد تنطوي عليه هذه التغييرات. وفي الآونة الأخيرة، وجهنا انتباهنا إلى فئة معينة من النجوم تُعرف باسم النجوم الفرعية العملاقة المقاربة؛ وهي مثيرة للاهتمام لأنها المنتج الرئيسي للغبار الكوني». وذلك وفق ما نشر موقع «Eurekalert» العلمي.
وهذا الغبار الكوني ليس نفس الأشياء التي تتراكم على أرضيتك عندما تنسى التنظيف بالمكنسة الكهربائية لبضعة أيام؛ إنه اسم يطلق على العناصر الثقيلة التي تشتت من النجوم وتؤدي إلى تكوين أجسام صلبة بينها الكواكب.
وعلى الرغم من أنه من المعروف منذ فترة طويلة أن AGBs، وخاصة ما يسمى بـ AGBs المتربة هو المنتج الرئيسي للغبار، إلا أنه من غير المعروف ما هي المحركات الرئيسية لإنتاج الغبار وأين يجب أن نتطلع لمعرفة ذلك.
من أجل ذلك يوضح تاشيبانا «لقد وجهتنا دراستنا الأخيرة إلى الاتجاه الصحيح. فبفضل ملاحظات الأشعة تحت الحمراء طويلة المدى، وجدنا أن الضوء المنبعث من AGBs المتربة يختلف باختلاف فترات أطول من عدة مئات من الأيام. كما وجدنا أيضًا أن الأصداف الكروية للغبار التي تنتجها هذه النجوم ثم تقذفها لها تركيزات من الغبار تختلف وفقًا لتغيرات النجوم في لمعانها؛ فمن بين 169 AGBs التي تم مسحها، بغض النظر عن فترة تباينها، فإن تركيزات الغبار حولها ستتزامن. لذلك، نحن على يقين من أن هذه الأمور مرتبطة».
ومع ذلك، فإن العثور على علاقة بين تركيز الغبار وتنوع سطوع النجوم هو مجرد الخطوة الأولى في هذا التحقيق. والآن يرغب الفريق في استكشاف الآليات الفيزيائية المحتملة وراء إنتاج الغبار. لذلك يعتزم مراقبة نجوم AGB المختلفة لسنوات عديدة بشكل مستمر.
وفي هذا الاطار، تقترب جامعة طوكيو من الانتهاء من مشروع تلسكوب أرضي كبير، وهو مرصد أتاكاما التابع لجامعة طوكيو بتشيلي الذي سيخصص لإجراء عمليات رصد بالأشعة تحت الحمراء.



عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
TT

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

قال المخرج العراقي عُدي رشيد المتوج فيلمه «أناشيد آدم» بجائزة «اليسر» لأفضل سيناريو من مهرجان «البحر الأحمر» إن الأفلام تعكس كثيراً من ذواتنا، فتلامس بصدقها الآخرين، مؤكداً في حواره مع «الشرق الأوسط» أن الفيلم يروي جانباً من طفولته، وأن فكرة توقف الزمن التي طرحها عبر أحداثه هي فكرة سومرية بامتياز، قائلاً إنه «يشعر بالامتنان لمهرجان البحر الأحمر الذي دعم الفيلم في البداية، ومن ثَمّ اختاره ليشارك بالمسابقة، وهو تقدير أسعده كثيراً، وجاء فوز الفيلم بجائزة السيناريو ليتوج كل ذلك، لافتاً إلى أنه يكتب أفلامه لأنه لم يقرأ سيناريو كتبه غيره يستفزه مخرجاً».

بوستر الفيلم يتصدره الصبي آدم (الشركة المنتجة)

ويُعدّ الفيلم إنتاجاً مشتركاً بين كل من العراق وهولندا والسعودية، وهو من بطولة عدد كبير من الممثلين العراقيين من بينهم، عزام أحمد علي، وعبد الجبار حسن، وآلاء نجم، وعلي الكرخي، وأسامة عزام.

تنطلق أحداث فيلم «أناشيد آدم» عام 1946 حين يموت الجد، وفي ظل أوامر الأب الصارمة، يُجبر الصبي «آدم» شقيقه الأصغر «علي» لحضور غُسل جثمان جدهما، حيث تؤثر رؤية الجثة بشكل عميق على «آدم» الذي يقول إنه لا يريد أن يكبر، ومنذ تلك اللحظة يتوقف «آدم» عن التّقدم في السن ويقف عند 12 عاماً، بينما يكبر كل من حوله، ويُشيع أهل القرية أن لعنة قد حلت على الصبي، لكن «إيمان» ابنة عمه، وصديق «آدم» المقرب «انكي» يريان وحدهما أن «آدم» يحظى بنعمة كبيرة؛ إذ حافظ على نقاء الطفل وبراءته داخله، ويتحوّل هذا الصبي إلى شاهدٍ على المتغيرات التي وقعت في العراق؛ إذ إن الفيلم يرصد 8 عقود من الزمان صاخبة بالأحداث والوقائع.

وقال المخرج عُدي رشيد إن فوز الفيلم بجائزة السيناريو مثّل له فرحة كبيرة، كما أن اختياره لمسابقة «البحر الأحمر» في حد ذاته تقدير يعتز به، يضاف إلى تقديره لدعم «صندوق البحر الأحمر» للفيلم، ولولا ذلك ما استكمل العمل، معبراً عن سعادته باستضافة مدينة جدة التاريخية القديمة للمهرجان.

يطرح الفيلم فكرة خيالية عن «توقف الزمن»، وعن جذور هذه الفكرة يقول رشيد إنها رافدية سومرية بامتياز، ولا تخلو من تأثير فرعوني، مضيفاً أن الفيلم بمنزلة «بحث شخصي منه ما بين طفولته وهو ينظر إلى أبيه، ثم وهو كبير ينظر إلى ابنته، متسائلاً: أين تكمن الحقيقة؟».

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

ويعترف المخرج العراقي بأن سنوات طفولة البطل تلامس سنوات طفولته الشخصية، وأنه عرف صدمة الموت مثله، حسبما يروي: «كان عمري 9 سنوات حين توفي جدي الذي كنت مقرباً منه ومتعلقاً به ونعيش في منزل واحد، وحين رحل بقي ليلة كاملة في فراشه، وبقيت بجواره، وكأنه في حالة نوم عميق، وكانت هذه أول علاقة مباشرة لي مع الموت»، مشيراً إلى أن «الأفلام تعكس قدراً من ذواتنا، فيصل صدقها إلى الآخرين ليشعروا بها ويتفاعلوا معها».

اعتاد رشيد على أن يكتب أفلامه، ويبرّر تمسكه بذلك قائلاً: «لأنني لم أقرأ نصاً كتبه غيري يستفز المخرج داخلي، ربما أكون لست محظوظاً رغم انفتاحي على ذلك».

يبحث عُدي رشيد عند اختيار أبطاله عن الموهبة أولاً مثلما يقول: «أستكشف بعدها مدى استعداد الممثل لفهم ما يجب أن يفعله، وقدر صدقه مع نفسه، أيضاً وجود كيمياء بيني وبينه وقدر من التواصل والتفاهم»، ويضرب المثل بعزام الذي يؤدي شخصية «آدم» بإتقان لافت: «حين التقيته بدأنا نتدرب وندرس ونحكي عبر حوارات عدة، حتى قبل التصوير بدقائق كنت أُغير من حوار الفيلم؛ لأن هناك أفكاراً تطرأ فجأة قد يوحي بها المكان».

صُوّر الفيلم في 36 يوماً بغرب العراق بعد تحضيرٍ استمر نحو عام، واختار المخرج تصويره في محافظة الأنبار وضواحي مدينة هيت التي يخترقها نهر الفرات، بعدما تأكد من تفَهم أهلها لفكرة التصوير.

لقطة من الفيلم (الشركة المنتجة)

وأخرج رشيد فيلمه الروائي الطويل الأول «غير صالح»، وكان أول فيلم يجري تصويره خلال الاحتلال الأميركي للعراق، ومن ثَمّ فيلم «كرنتينة» عام 2010، وقد هاجر بعدها للولايات المتحدة الأميركية.

يُتابع عُدي رشيد السينما العراقية ويرى أنها تقطع خطوات جيدة ومواهب لافتة وتستعيد مكانتها، وأن أفلاماً مهمة تنطلق منها، لكن المشكلة كما يقول في عزوف الجمهور عن ارتياد السينما مكتفياً بالتلفزيون، وهي مشكلة كبيرة، مؤكداً أنه «يبحث عن الجهة التي يمكن أن تتبناه توزيعياً ليعرض فيلمه في بلاده».