اتهامات للحوثيين بتخصيص 7 ملايين دولار لعائلات قتلاهم خلال أسبوع

مجموعة من أبناء قتلى الحوثيين في صنعاء يخضعون لأفكار ودروس طائفية (إعلام حوثي)
مجموعة من أبناء قتلى الحوثيين في صنعاء يخضعون لأفكار ودروس طائفية (إعلام حوثي)
TT

اتهامات للحوثيين بتخصيص 7 ملايين دولار لعائلات قتلاهم خلال أسبوع

مجموعة من أبناء قتلى الحوثيين في صنعاء يخضعون لأفكار ودروس طائفية (إعلام حوثي)
مجموعة من أبناء قتلى الحوثيين في صنعاء يخضعون لأفكار ودروس طائفية (إعلام حوثي)

اتهمت مصادر محلية يمنية الحوثيين بتخصيص نحو 7 ملايين دولار لإنفاقها على عائلات قتلاهم خلال الأسبوع الماضي، في سياق استئثار عناصرها بموارد المؤسسات وعائدات الضرائب والجمارك وغيرها من الإتاوات، وفق ما نقلته وسائل إعلام الجماعة.
تزامن ذلك مع تأكيد تقارير منظمات أممية بوفاة طفل يمني كل عشر دقائق بسبب سوء التغذية، وصدور تحذيرات دولية من أن الجوع لا يزال في ارتفاع مقلق في اليمن، إذ يحتاج أكثر من نصف السكان إلى مساعدات إنسانية عاجلة هذا العام.
في هذا السياق، أعلنت ما تسمى «هيئة رعاية أسر الشهداء» وهي كيان حوثي أنشأته الجماعة في أوقات سابقة؛ صرف كسوة عيدية ومبالغ نقدية لأسر قتلى وجرحى ومفقودي الميليشيات في 6 مدن يمنية، إضافة إلى تقديم كفالة شهرية لعائلات الأتباع، بمبلغ ثلاثة مليارات ونصف المليار ريال. (الدولار نحو 550 ريالاً).
وبينما لا يزال ملايين السكان بمناطق سيطرة الانقلابيين بمن فيهم الموظفون الحكوميون يعانون أوضاعا معيشية صعبة مع استمرار انقطاع المرتبات للعام السابع على التوالي، بدأ الكيان الحوثي بصرف راتب لعائلات القتلى والجرحى والمفقودين، بتكلفة مالية قدرها مليار ونصف المليار ريال.
وأعلنت الميليشيات عبر وسائل إعلامها أن بقية المبالغ النقدية والأخرى المخصصة للكسوة وغيرها سيستفيد منها نحو 5 آلاف من ذوي قتلى وجرحى الجماعة، تنفيذا لتوجيهات صادرة عن زعيمها عبد الملك الحوثي.
إلى ذلك، أعلنت ما تسمى «هيئة الزكاة» الحوثية مشروع توزيع السلال الغذائية والنقدية التي تستهدف عائلات أسرى ومعاقي الحرب وغيرهم من مقاتلي الجماعة المصابين بحالات نفسية، بقيمة إجمالية بلغت 281 مليون ريال (نحو نصف مليون دولار).
وسبق ذلك تخصيص الجماعة في منتصف مارس (آذار) الماضي، نحو 30 مليون دولار من أموال الزكاة لصالح أتباعها وأسر قتلاها وجرحاها والمعاقين العائدين من الجبهات.
وكشف عاملون في هيئة الزكاة الحوثية عن وجود مئات المقاتلين الحوثيين العائدين من عدة جبهات ممن يعانون من اضطرابات نفسية؛ حيث تم إدراج أسمائهم مؤخرا ضمن كشوف المعونات التي تخصصها الهيئة لأتباعها عقب عمليات احتجاج واسعة نفذتها أسرهم.
وبعيداً عن أفراد الأسر الفقيرة والنازحة الذين تعج بهم مدن يمنية خاضعة لسلطة الجماعة وفي مقدمها صنعاء، أوضحت القيادات الانقلابية أن المشروع التغذوي والنقدي الجديد الذي تطلقه هيئة الزكاة سيستفيد منه 11 ألف شخص من ذوي القتلى والجرحى ومقاتليها في الجبهات.
وشكا فقراء ونازحون في صنعاء من استمرار حرمانهم من الحصول على مساعدات مالية ومواد غذائية كانت تخصص لهم في السابق من قبل هيئات وجمعيات ورجال أعمال وفاعلي خير.
وقال: «جميل. ط» وهو أحد النازحين من محافظة تعز إلى صنعاء لـ«الشرق الأوسط» «نسمع في كل رمضان أن الجماعة تقوم عبر الهيئات والمنظمات والجمعيات التابعة لها بتوزيع الأموال والمساعدات الغذائية وغيرها، لكننا لم نر أحدا منهم يطرق بابنا لمنحنا أي شيء منذ عدة سنوات مضت على نزوحنا».
ويتهم سياسيون وحقوقيون في صنعاء الميليشيات الحوثية بأنها تواصل الإغداق على أتباعها بتوزيع الأموال والمساعدات الغذائية ورعاية مقاتليها وعائلاتهم عبر العديد من الكيانات التي كانت أسستها في أوقات سابقة وأوكلت إليها مهام السطو على أكبر قدر من المساعدات الأممية.
وفي الوقت الذي منعت فيه الجماعة تجار العاصمة ومدن أخرى تحت سيطرتها من دفع زكاتهم للفئات المستحقة من الفقراء والمحتاجين أصدرت الجماعة - بحسب مصادر محلية بريف صنعاء – تعميمات جديدة تفرض رسوما مضاعفة على المزارعين وسائقي الشاحنات التي تحمل كميات من المحاصيل الزراعية تحت مبرر«الزكاة».
وتواصل الجماعة احتجاز عشرات الشاحنات في نقاط تفتيش تابعة لها لأيام بذريعة تحصيل الزكاة، فيما تصادر أطناناً من تلك المحاصيل، ثم تقوم ببيعها في السوق المحلية. بحسب تأكيد المصادر.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».